رواية عبير كاملة

موقع أيام نيوز

اﻻولى 
صوت خبط على الباب ويبدو ان الطارق فى عجله من امره ......
حاضر حاضر ياللى بتخبط ....
وجه مبتسم وبشوش ....صباح الورد على الورد صباح الخير يافريده يﻻ علشان احنا اتأخرنا انتى ناسيه ان النهارده اول يوم دراسه وبعدين دى سنه رابعه واحنا ﻻزم نلتزم علشان السنه دى تعدى على خير وﻻز....... .
بس بس ايه حرام عليكى بالعه ايه على الصبح .. ايه الرغى دا كله .... وبعدين قوليلى يا ست داليا من امتى الهمه والنشاط دا كله ... دا انتى كنتى ضارباها طناش خالص طول التلت سنين اللى فاتوا ... ايه اللى جد بقى ... وﻻ دى بركات سى هانى .... بركاتك ....

ايه يا فريده الله هو انا يعنى مكسله مش نافعه ... نشيطه مش نافعه ... وبعدين يا ستى هانى حلف عليا يمين طﻻق انى لو معدتش السنه دى وبتقدير كمان هيأجل الجواز سنه .... يرضيكى يعنى بقالى سنه وداخله فى التانيه ومكتوب كتابى ... وهو راسه ناشفه ومش راضى ان احنا نتجوز غير لما أخلص ... علشان كده ﻻزم اجدعن وانجح بتقدير اى نعم مش عارفه ازاى بس اكيد هﻻقى طريقه .......
ماما ماما انا خﻻص لبست وكمان جبت الشنطه يﻻ علشان انا كده هتأخر ومس منى هتزعل منى .....
ايه يا روقه انا زعﻻنه منك مفيش صباح الخير يا داليا ...
رقيه يا داليا انتى بتتكلمى كتير واحنا هنتأخر ... يﻻ بقى يا ماما .....
فريده بضحكه .... طب يﻻ يا حبيبه ماما البسى الشنطه ويﻻ ...... 
داليا هى مستعجله ليه كده ........
عندها رحله النهارده فى الحضانه وهيروحوا حديقه الحيوان علشان كده منامتش من امبارح وسهرتنى معاها ... وصحتنى من الفجر علشان البسها .......
وانتى عايزه تقنعينى انك هتسيبيها تروح كده بكل بساطه دا انتى بتخافى عليها من الهوا .......
اعمل ايه بس يا داليا ... وبعدين كانت بټعيط والحضانه كلها طالعه كلمت علشان تاخد بالها منها ......
مټخافيش مش هيجرالها حاجه ... بس يا بنتى هتفضل تناديكى ماما لحد امتى .... انتى ﻻزم تفهيميها انك اختها مش مامتها .......
وهى هاتفرق فى ايه يا داليا ........
علشانك يا فريده يا حبيبتى مسيرك هتتجوزى وهى هتعرف كل حاجه ........
انتى عارفه كويس انى مش بفكر فى الجواز ..... وبعدين سيبك منى وخلينا فى جوازك انتى ويﻻ قبل ما تيجى تشتمنا احنا اﻻتنين .........
بعد ان وصلوا الصغيره الى حضانتها ... ذهبوا الى كليتهم ... كانوا فى الفرقه الرابعه كليه التجاره .... فريده كانت اﻻولى على الدفعه الثﻻث سنوات الماضيه وكان الكل يشيد بتفوقها وأخﻻقها .... اما داليا فإنها جاره فريده وهى مكتوب كتابها على صديق اخيها ويعمل محاسبا فى إحدى الشركات فى الخليج ... وقبل سفره اصر على كتب كتابهم كى يستطيعوا التحدث بحريه .... وداليا كانت من الفئه التى تريد النجاح فقط وﻻ تهتم بالتقدير او هذه اﻻشياء ولوﻻ وجود فريده فى حياتها كان من الممكن ان تأخذ السنه بسنتين ........
فريده كانت مهتمه جدا بمستقبلها وتريد النجاح لكى تستطيع ان تربى رقيه على افضل ما يكون وهذا ما حدث بالفعل مرت السنه كأنها ايام وتخرجت .......
تخرجت فريده بتقدير امتياز وتعينت معيده فى الكليه وطلب منها الحضور ﻻستﻻم اﻻوراق الخاصه بها .... وبعد ان استلمتهم ... كانت ذاهبه حتى نادى احدهم بأسمها .... تلفتت لكى ترى من وجدت دكتورها ......
الحلقة الثانية والتالتة 
انسه فريده ممكن كلمه لو سمحتى ......
دكتور محمد ازى حضرتك .........
انا الحمد لله انا كنت عايز اباركلك على التعين ......
الله يبارك فى حضرتك ... متشكره جدا بعد اذن حضرتك ......
انسه فريده لو سمحتى .... انا كنت عايزك فى موضوع تانى .. انا كلمت البشمهندس أحمد جارك وان شاء الله هاجى النهارده وكنت عايزك تبقى حاضره .........
انا مش فاهمه حاجه يا دكتور حضرتك عايز ايه بالظبط .. وعايزنى اكون موجوده ليه ......
انا اسف مش هاقدر اوقفك اكتر من كده .... وانتى هتفهمى كل حاجه ان شاء الله النهارده ... بعد اذنك ...
ندى لم تفهم الكثير من كﻻمه ... ولم تفهم لماذا يريد ان تكون حاضره اجتماعه مع احمد ... ومن اين يعرفه باﻷساس .... اسئله كثيره كانت تفكر فيها وﻻ تجد لها إجابه .... وعندما وصلت الى البيت ذهبت الى شقه صديقتها فهى تترك رقيه هناك دائما فهؤﻻء القوم ساعدوها كثيرا دون ان يسألوها اى شئ عن ماضيها .. ووالده صديقتها ترعى الصغيره دائما وهى غير موجوده .........
أول ما سألت عليه مكان وجود احمد على الرغم من انه ﻻ يمت لها بأى صله ولكن مع ذلك من يوم وصولها واقامتها فى هذا البيت فإنه اعتبرها أخته الصغيره وكان يعامله مثلما يعامل اخته .... وهى ايضا كانت شاكره له ذلك فكان نعم اﻷخ لها .....
كانت تريد ان تستعلم
منه ما هو الموضوع الذى يربطه بالدكتور .... وذهلت عندما علمت منه انه يريد ان يتزوجها وان موافق على اى شروط تقولها ... واستغربت من ذلك فهو لن ينظر اليها قبل ذلك ومعاملته لها كانت كأى طالبه اخرى عنده ........
فى المساء حضر بالفعل وتكلم معها واخبرها انه سأل عنها كثيرا وكل الناس كانت تشكر فى اخﻻقها وانه طلب يدها من احمد ﻻنه يعرف انها ليس لها احد .......
على الرغم من رفضها السريع له وطلبها ان ينسى فكره الزواج منها نهائيا .... إﻻ انه لم يأخذ كﻻمها على محمل الجد واعتبر ذلك نابع من خۏفها على مستقبل اختها وقال انه سوف ينتظر الرد بعد المده التى يحددوها ..... اخبره احمد انه سوف يعطيه الرد بعد زفاف اخته بعد اسبوع من اﻵن ......
فريده اخبرت احمد رفضها التام لفكره الزواج من اﻻساس ولكنه قاطعها وطلب منها ان تفكر جيدا فى هذا الموضوع ........
كان اسبوع حافل ومرهق وخاصه لفريده فهى تعتبر اخت العروس وكانت معها فى كل خطوه .... حتى جاء يوم الفرح فكانت داليا عروس جميله ومشرقه وكانت سعادتها تزيد من جمالها .... أما فريده كانت ترتدى فستان كريمى اللون مرصع بماسات فضيه .. وحجاب يضم اللونين ... كانت جميله جدا بفستانها ... أما رقيه كانت ترتدى نسخه مصغره منه وشعرها البنى يزيد من برأه وجهها .....
كان الحفل يمر بسﻻسه وجو من السعاده والبهجه يسود وجوه الكل .... داليا كانت سعيده جدا وهذا كان واضح جدا على وجهها .... وفريده كانت كانت مثل الفراشه وهى تتنقل فى القاعه والكل يتسأل من هى فمعظمهم ﻻ يعرفونها ...........
فريده كانت تبحث عن رقيه فقد اختفت .. فهى من بدايه الحفل وهى تجرى هنا وهناك مع باقى اﻷطفال .. ولكنها ﻻتراها اﻵن .... بحثت عنها فى القاعه لم تجدها فخرجت تبحث عنها ..... وجدتها تبكى فى أحد اﻷركان وهناك شخص ما منحنى فوقها يضمد رجلها .... أصابها شعور ﻻ تعرف ما هو ولكنه ترك قلبها يدق .... تجاهلت هذا الشعور وأسرعت لكى تطمئن عليها ......
رقيه حبيبتى انتى كويسه مين اللى عورك كده .....
كنت بجرى وفى ولد من الوﻻد زقنى رجلى اتخبطت فى الحيطه واتعورت ... وعمو ده جاب منديل ومسح رجلى ... انا حبيته اوى يا ماما .......
رأهم أحمد فأسرع لكى يرى ما حدث ... شرحت له فريده ما حدث بأختصار وأوقفت رقيه وظبطت فستانها ...والتفتت لكى تشكر هذا الشخص .... ولكنها عندما رأت من هو تسمرت فى مكانها .... ولم تنطق بأى كلمه ... تعجب احمد من تجمدها وشكره بالنيابه عنها وتولى مسئوليه تعريفهم .... دى تبقى صاحبت اختى واكتر من اختها كمان وتبقى جارتنا ... اما اﻻوزعه دى اختها رقيه ..... ودا يا ستى البشمهندس حازم صاحب الشركه اللى شغال فيها ........
لم تنطق فريده واكتفت بهزه من رأسها ... مد لها يده لكى يسلم ولكن احمد مسك يده بالنيابه عنها وهو يقول انها ﻻ تسلم على الرجال ......
ظل هذا الحازم ينظر اليها وهو متأكد انه رأها قبل ذلك ولكنه ﻻ يتذكر اين .... طلب منها احمد ان تسير امامهم ... ضمت رقيه اليه كأنها تحميها .... دخلوا الى القاعه مره اخرى .... نظرت فريده اتجاهه وجدت نظره منصب عليها وحدها .... وظل هكذا حتى انتهاء الحفل .......
الثالث 
استيقظت فريده وهى تتذكر احداث امس وكيف ظل نظر حازم عليها طوال اﻷمسيه .. وتفاديها اﻻحتكاك به أو التحدث معه وخاصه انه كان جالس معها على نفس الطاوله .......
وكيف ظلت رقيه تلعب معه وتستجيب لمزاحه كانت تنظر اليهم وقلبها يبكى بصمت .........
حتى بعد انتهاء الحفل كانت رقيه استغرقت فى النوم من شده تعبها .... وتطوع حازم لحملها ... وتذكرت ايضا كيف اصر ان يوصلها وهى رفضت بشده ... حتى تدخل احمد ﻻنقاذ الموقف .....
كان حازم طوال الطريق ينظر اليها فى المرآه الداخليه وكان كأنه يشبه عليها كانت متأكده انه لن يعرفها فقد مرت سنوات عديده وتغيرت فريده كليا ..... حتى بالكاد تعرف شكلها القديم ....... وتذكرت كيف حبست انفاسها عندما سأل احمد عن عمر رقيه .... وكيف انه مازحه بأن كﻻمها أكبر من سنها ..... وحاول ان يفتح حديث مع فريده ولكنها لم ترد على اى منهم .... لم تنطق بأى كلمه منذ ان رأته .........
أفاقت من أفكارها على خبطات على الباب .... كان احمد هو الطارق .... جاء ليتكلم معها ويأخذ منها الرد النهائى ...... أخبرته برفضها النهائى والقاطع .......
ما انتى ﻻزم تقوليلى على سبب مقنع أرد بيه على الدكتور محمد .....وكمان انا عايز افهم يا فريده فهمينى .. انتى عارفه كويس انى بعتبرك اختى الصغيره وعارفه كمان معزتك عندى عايز اعرف انتى رافضه ليه
.......
يا أحمد انت مش فاهم حاجه.......
ما هو أنا عايز افهم كنتى بترفضى اﻻول وبتقولى كليتى ولما أخلص يا فريده دا عليتنا كلها اتقدمتلك ... دلوقتى انتى خلصتى دراستك وكمان اتعينتى معيده ... والراجل يا ستى مش ممانع بالعكس دا كمان بيشجعك .. ولو على اختك هو كمان مرحب ومبسوط جدا وباين انه بيحبها ... لو خاېفه عليها متقلقيش الراجل كويس جدا وأخﻻقه مفيش بعد كده وأنا سألت عليه كويس .. . وكمان انتى عارفاه كويس وعارف أخﻻقه واكيد دا بان من تعامله معاكى او مع اى حد تانى ولو أنا مش متأكد من أخﻻقه عمرى ما كنت رحبت بيه أو قولتلك من اﻷول . ........
يا أحمد محدش يعرف
عنى
 

تم نسخ الرابط