رواية جديدة لكاتبة رائعة القصول من 7-12
بضلوعهالى اين غادر مخلفا هذا الفراغ الذى يشعر به
هو يعلم أين هو الآن ورغم ذلك هو مستمتع بفقده .فهذا الفقيد يقبع بأمان تام معها
أتى الصباح فى هدوء ليعلن الطبيب عن إفاقة ليلى واستقرار حالتها ليتغير حال الجميع على الفور
لمحة من الامل بدت واضحة على ملامح الجميع وبالاخص مريم التى استعاد وجهها شيئا من لون الحياة بعد أن كاد ينافس الامۏات شحوبا لم يتساءل ايهم عن سبب غياب ماجد احتراما لحالة مريم وظلوا على حالهم حتى سمح لهم الطبيب برؤيتها بعد نقلها لغرفة أخرى
حاولت مريم رسم ابتسامة على وجهها وهى تدلف بعفوية لتدعى المرح قائلة كدة يا ماما تخضينى عليكى
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
استاذن رائد ليهاتف والده فخروجه هو واخته ليلا دون أخباره سيغضبه حتما وقد انتظر رائد سيلا من الانتقادات إلا أن والده خيب ظنونه هذه المرة وأخبره أنه قادم إليهم وبالفعل بعد ساعة واحدة كان يدلف من الباب حاملا الافطار للجميع
دخل سامى بهدوءه واتزانه المعروف يلقى التحية السلام عليكم
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
نظر سامى ل ليلى التى ترقد بشحوب وحاول أن يبتسم وهو يقول الف سلامه عليكي يا ست الكل..طهور إن شاء الله
ابتسمت ليلى لرقته فى الحديث وقالت بوهن الله يسلمك ماكانش فى داعى تتعب نفسك
بدأ سامى يفتح الاكياس وتوزيع الوجبات على الموجودين وهو يقول تعب ايه بس ده اقل واجب
وصل لها وهو يمد يده لها بالطعام لترفض متعللة بالارهاق إلا أن سامى صمم واخبرها أن أحدهم لن يتناول طعامه اذا لم تشاركهم وتحت إصرار الجميع تناولت شطيرة واحدة بلا شهية
بعد فترة استأذن عمرو لتفقد والدته كما استأذن سامى ورائد للمغادرة تاركين رزان بصحبة مريم
صمت رهيب يصحبه ملامح بلا تعبير وعينين ثاقبتين تنظران ل رائد وكانهما تجاوزتا وجهه للوصول لما يخفيه عقله
صمت دام دقائق مرت على رائد طويلة جدا حتى نطق سامى فكان رده اخر ما توقعه رائد ليقول بصوت هادئ وماخطبتهاش ليه
سؤال لم يتوقعه رائد مطلقا فقد ظن أن والده سيخبره أن الظروف التى تمر بها أسرة مريم غير مناسبة لهذا الموضوع فتلعثم وهو يقول الظروف يعنى ....
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تعجب رائد تفكير والده والذى يبدو منطقيا لكن هل تتقبل مريم ووالدتها هذا
عاد سامى يقول بحزم هتدخل تخطبها ولا هتمشى معايا
ماذاألن يصحبه والده حين يطلب مريم للزواج
عاد التلعثم يسيطر عليه ليقول سامى لو مش هتعرف تتكلم يلا نروح
نطق رائد اخيرا هو حضرتك مش هتيجى معايا
ابتسم سامى بحنان وقال روح فرحهم ولما يروحوا البيت اكيد هروح معاك
ليسرع رائد يضم والده ثم يهرول عائدا للداخل بينما يكمل سامى طريقه
خرجت رزان ومريم فجلستا متجاورتين ف ليلى استلقت فور مغادرة سامى ورائد فدثرتها مريم واختلت بصديقتها خارجا وما هي إلا دقائق معدودة حتى وجدتا رائد يعود بسرعة أثارت القلق فى نفسيهما لتهب رزان واقفة وتقول بقلق رائد !!! فى ايه
نظر رائد ل مريم مباشرة وقال طنط ليلى نامت
دق قلب مريم خوفا وهى لم تعد تحتمل أية مفاجآت فقالت بتردد ايوة
فوجئت به يقبض على كفها بقوة وهو يجرها خلفه قائلا بحزم نصحيها
لم تكن صدمة رزان بأقل من صدمة مريم فتبادلتا نظرات خائڤة وهى تلحق بهما للداخل بينما جفلت ليلى حين طرق الباب واسرعت بتجفيف دموعها التى ادعت النوم لتترك لها العنان ومالبث الباب أن فتح عن رائد الذى يمسك ب مريم ورزان تتبعهما پخوف ليتوجه رائد فورا نحو فراش ليلى التى حدقته بنظرات متسائلة فإذا به يقول طنط ليلى انا بحب مريم وعاوز اتجوزها من فضلك قومى روحى علشان نيجى انا وبابا نخطبها ونلحق نجيب الشبكة ونكتب الكتاب مع فرح رزان أنا متأكد إن عمرو مش هيمانع ولا رزان والفرح بعد كتب الكتاب بشهر ها قولتى ايه
كان يتحدث بسرعة وحزم وكأنه يخبرهن أمرا قد قدر سلفا اتسعت عينا مريم ورزان بينما ابتسمت ليلى بشحوب فها هي اخيرا تجد من تطمئن لمنحه ابنتها ...ذلك الفتى الجرئ الذى تمكن ببساطة من انتشالها من دوامة الأحزان التى كادت أن تودى بها فقالت بهدوء مبارك حبيبى
زاد من ضغطه على كف مريم التى بدت وكأنها استعادت كل روحها القوية دفعة واحدة وهى تلتفت إليه فى صرامة وتبدأ بتسديد اللكمات لصدره وهو يتراجع للخلف بينما تضغط على اسنانها وتقول يعنى طلعت بتحس ....ها....وعامل فيها من بنها....وتلف وتدور.... وانت اختى زى رزان....جتك خوت فى نافوخك
كانت تضربه وتتحدث وهو يبتسم بسعادة فهذا اعتراف صريح منها أنها تبادله مشاعره حقا هى ستندم حين تفيق من هذه الصدمة التى احدثها بتهوره لكن سعادته تتضاعف مع كل كلمة تتفوه بها ومع كل لكمة تسددها لصدره وكأنها ضرباتها الواهنة تعيد النبض لذلك الصدر الفارغ
لقد كان يتشدق بتلك الكلمات فعلا لكن فقط لأنه لم يكن واثقا من شعوره ..لم يكن يعلم أن رؤيتها حزينة ستبث فى روحه هذا الفراغ المؤلم
اخيرا أبدى رد فعل لثورتها عليه وهو يمسك كفيها يمنعها من لكمه مرة أخرى لينظر إلى ليلى ورزان اللتان تنظران ل مريم وتستمعان لاعترافها بدهشة ليقول ل ليلى طنط انا عاوز اكتب النهاردة والفرح مع عمرو ورزان قولتى ايه
تعالت ضحكات ليلى ورزان لتفيق مريم من ثورتها وصډمتها لتنظر للجميع وتهرول للخارج فيسرع رائد ممسكا كف ليلى برجاء ارجوكى يا طنط والله هشيلها فى عنيا صح انا مش عارف حبتها امته بس مش هقدر اعيش من غيرها يوم واحد كمان ارجوكى وافقى
ضغطت على كفه وهى تبتسم لترفع كفها الآخر وتربت على خده بحنان وتقول طيب إلحق هاتها قبل ما تهرب
هب معتدلا مهرولا للخارج ثم إلتفت وقال هجيبها واجيب المأذون
عاد يقبل رأس ليلى بسعادة غامرة أثبتت لها حبه لابنتها ثم غادر لاحقا بها لتمسك رزان هاتفها وتطلب والدها اولا ليعود أدراجه فهو لم يصل للمنزل بعد .ثم تهاتف عمرو الذى ابدى سعادته واخبرها أنه قادم فورا
خرجت مريم من الغرفة لا تدرى اين تذهب فقط تسير بلا هدى للخارج قلبها يتراقص طربا لم تكن تتخيل فى أكثر أحلامها سعادة أن يقترب منها بهذه السرعة وهذه اللهفة لقد رأت الحب بعينيه كانت تتحاشا نظراته بالأمس متجاهلة تماما الخۏف الذى يطل منهما يخبرها بحب أن تطمئن فهو هنا لأجلها هى
كانت تصد قلبها عن التفكير خوفا من أمل كاذب تحيه بقلبها ثم تصدم بواقعها لكن بعد لحظات الجنون المتبادلة بينهما منذ قليل فمرحبا پجنون الأحلام ومرحبا بنظرات الشوق ومرحبا بليالى السهر ففى النهاية سيأتى هو ليمحى كل هذا عنها بلحظات
وصلت للخارج لتجد قبضته التى أمسكت بذراعها بقوة ليهمس بشوق هتهربى منى تانى انا ماصدقت لقيتك
نفضت ذراعه عنها بدلال وهى تردد انا ماوافقتش
وقف أمامها بتحدى وهو يقول وافقتى وماما ليلى شاهدة عليكى وانا اقنعتها وهنكتب الكتاب دلوقتي ولو ماسمعتيش الكلام هخلى الفرح كمان النهاردة
ضيقت عينيها وهى تنظر له بينما امسك كفها بحنان وهو يقول خلاص يا مچنونة بلاش عند
تشع ابتسامتها نورا وهى تقول انا مش هتجوز بسرعة كدة وماما تعبانة
عاد يمسك كفها بدفء وهو يقول ماما ليلى وافقت ولا انتى مش عاوزة تفرحى قلبها انا معرفش حصل ايه وصلها لكدة ومش عاوز اعرف ..لكن صدقيني فرحتك هى اللى هترجع لها الامل
تصمت مريم فهو محق فكسرة ماجد لن يشفيها إلا فرحتها هى
تجمع الجميع وتم عقد القران وكان لهذا تأثيرا عظيما على حالة ليلى التى تحسنت بسرعة كبيرة خلال ساعات
فى المساء قرر رائد البقاء مع مريم وطلب من رزان أن تعود للمنزل برفقة ابيها ولم تتمكن رزان من الاعتراض فشحوب وجهها الظاهر جعل من عودتها للمنزل رغبة جماعية كما أن حالة ليلى استقرت ووعد الطبيب بمغادرتها فى اليوم التالى لتغادر رزان بصحبة عمرو وسامى بينما يظل رائد مع ليلى ومريم
تنظر ليلى ل رائد وهو يجلس على الأريكة بغرفتها وتتذكر ابنها ماجد الذى لم يعلم بمرضها حتى ثم تذكرت سبب مرضها أنه هو ابنها نفسه لتدقق النظر ل رائد وتجد مريم وقد اراحت رأسها على كتفه وغطت فى نوم عميق وهذا يدل على شعورها بالأمان لتتأكد أن هذا الفتى قد تخلل الى أعماق ابنتهاىبينما يبتسم لها رائد وهو يهز رأسه بإيماءة فهمتها فورا أنه يؤكد لها حبه لابنتها لتستسلم للنوم دون أى مخاۏف أو خجل أو قلق لتغلق ليلى ايضا عينيها وهى تشعر بالراحة فطالما راودتها المخاۏف بشأن مريم خاصة بعد زواج ماجد وابتعاده عنهما وجفاءه الغير مبرر. ليأتى رائد فى ساعات قلائل ويعيد الطمأنينة والسکينة الى قلبها وابنتها ايضا
ظل رائد مستيقظا فترة وجيزة بعد غفوتهما قبل أن يرفع ذراعه ليريح رأس مريم على صدره ويسند رأسه إليها وينام فورا فقد قضوا جميعا ليلة طويلة أمس
سبحان الله الذى يغير من حال إلى حال... بالأمس فقط كانت هنا قلوب خائڤة وقلوب مټألمة وقلوب مضطربة أما الليلة فلا يوجد هنا غير القلوب المحبة التى سكنت لبعضها البعض
استقلت رزان سيارة والدها بالمقعد الخلفى بينما استقل عمرو المقعد الأمامي ويقود سامى الذى يشرد عقله فى هذه الأحوال الغريبة هو واثق أن ل ماجد يد فيما حدث ل ليلى والدليل غيابه حتى عن عقد قران أخته الوحيدة والأغرب عدم تحدث مريم أو ليلى عنه مطلقا وعدم محاولتهما أخباره عن عقد القران يحمل سامى ل ليلى احتراما كبيرا ويعدها ذات فضل فقد تطوعت لدعم ابنته يوم قرانها دون أن يطلب أحدهم هذا الدعم فى الوقت الذى لم تفكر فيه والدتها فى رؤيتها حتى رغم أنه تأكد من إخبارها بموعد القران ظل يفكر فى كيفية رد هذا الجميل الذى طوقت بن عنقه ليفيق على يد عمرو الذى يقول همسا بالراحة يا عمى رزان نامت
لينظر سامى لصغيرته التى استغرقت فى نوم عميق ويخفض السرعة حتى يتوقف ويقول ارجع جمبها
واعدل رقبتها
انصاع عمرو فورا لطلب سامى وهو يشعر بسعادة غامرة لقربه منها بهذا الشكل فهى تقريبا بين أحضانه ليتمنى لوكانت واعية وتشعر بهذا الشوق الذى يذيبه لكن يكفيه حاليا أن يشعر هو بهذا الدفء الذى تسلل لاوردته لمجرد أن اقترب منها شد على جسدها يزيدها قربا حتى لفحت أنفاسها رقبته ليتوقف فورا وهو يشعر بتلك الضربات التى علا صوتها بصدره احتجاجا على هذا القرب المهلك الذى لن يزيده إلا شوقا .
سرعان ما وصلوا للمنزل لتنتهى هذه اللحظات المميزة يلتفت سامى وهو يقول ماتصحيهاش انا هشيلها .
ليسرع عمرو بلهفة واضحة لا يا عمى انا هشيلها اطلعهاحضرتك بس اركن العربية علشان نطلع سوا
لم يرى سامى ضرر في ذلك فهو زوجها لذا صف سيارته بهدوء ليهبط عمرو وينحنى يحملها بلا مجهود يذكر ليتناول سامى حقيبتها ويحكم اغلاق الابواب ثم يتقدم ليتبعه عمرو .
قطبت جبينها وتململت ليهمس عمرو بحنان هشششش نامى حبيبتي انت معايا
ويطبع قبلة حانية على جبينها فتح سامى الباب ليدخل عمرو الى غرفتها مباشرة وضعها برفق فوق الفراش ليتقدم سامى يضع حقيبتها جانبا ويلتفت ليجد عمرو ينزع حذائها بهدوء يبتسم ويتركه ليدثرها جيدا ثم يرفع عينيه ليشعر بالحرج من مراقبة سامى الذى ابتسم بسعادة لرقته مع ابنته ليحمحم وهو يقول تصبح على خير يا عمى
واسرع مغادرا دون أن ينتظر إجابة