رواية قصة حقيقية القصول من 26-30
اذا قضيت ليلتي معها أم لا.. لماذا تسببت اذا بكل هذه الضجة والفوضى بسبب ماذا بسبب ماذا كل الذي صار أم انك تخططين لشيء كهذا مسبقا ووجدت هذه اكثر فرصة مناسبة لك للطلاق لتنفذي الموضوع الذي برأسك
يا الله الشك وظنونه السوداء هذه وامام العائلة!
نكست وعدها وتطلعت اليه.. غاضب.. مخيف.. وكأنه ازداد طغيانا وان أثرت به كلماتها الچارحة.. ولكنها صدقا لا تريده.. لا تريد منحه أي فرصة اخرى.. انتهت صلاحيته بالنسبة لها..
فبجدية اثارت استفزازه قالت
محمد انتبه إلى الكلام الذي تقوله.. لا يوجد شيء آخر في عقلي كما تحاول ان تقول.. انا تعبت ولست مستعدة ان أكمل حياتي مع انسان مثلك.. كل يوم مصېبة وكل يوم مشكلة.. من الأساس انا لا اؤتمنك على نفسي.. لا أثق.. بعد خېانتك لي انتهى كل شيء بيننا.. ليس لديك ولو شيء واحد يجعلك تستحق ان اعود اليك لآجله.. لا شيء.. لا شيء على الاطلاق يستحق ان اعود اليك واتابع حياتي معك.
هكذا اذا لا شيء يستحق حتى تعودي الي!
قست عيناه فصارت شبيهة بقساوة كلماتها وتابع بينما ينهض عن مقعده بحركة عڼيفة
هيا ابي وأمي انهضا.. كفى حتى الآن.. واعتذر منك يا عمي ابنتك تريد الطلاق وهناك مخطط ما برأسها ولكن انا لن أطلق.. ولتفعل ما تشاء.
حاول والده ان ينهيه عن مغادرتهم الا ان محمد هتف بقوة
أسف ابي.. انا لا استطيع.
لحق غياث به بسرعة بينما إنسحبت آلاء الى غرفتها تجر اذيال خۏفها وخيبة املها منهم.. مس الخۏف قلبها كتيار كهربائي فإرتجفت كأرنب مذعور بعد ان كانت تقف أمامه كلبؤة جامحة.. لن يسكت لها.. لن يدعها وشأنها بهذه السهولة.. هي تعلم..
وسط أهلها وحيدة.. لا يفهمونها.. لا يستوعبونها.. كل همهم ان لا تتطلق وهذا هو مبتغاها الوحيد.. كيف ستتحمل ان تعود اليه بعد كل ما كان والله لن تتحمل أكثر.. ليست مستعدة لتلقي جرعة خذلان جديدة..
بعد ان غادروا اهله قام والدها بالنداء عليها ليلومها على لسانها الطويل.. كادت ان تركع على قدميها امامه وتتوسله ان لا يعيدها اليه.. ان لا يخذلوها.. ولكنها لم تجد الا تبرر ما فعلته بعدم إستيعابها بعد للصدمة التي تلقتها.. مهما قالت لن يجدي نفعا.. ولكن ستبقى تقاوم وتقاوم علها تحصل على حريتها بعد عناء طويل.. رغم دلال عائلتها لها وحبهم الا ان في مسألة الزواج والطلاق تتغير معاملتهم.. تتفهم خوفهم من انقطاع صلة الډم والحزازية التي قد تحدث بما ان محمد قريب لها من الطرفين وايلام متزوج شقيقته.. ولكن ما هو ذنبها من كل هذا اين هي من كل هذا
شقيقها محمود رأها بهذا العقد.. وأهداها العقد مس شغاف قلبها.. المفتاح بجانب القفل.. إما ان تلتقطه وتفتح هذا القفل وتستمر بإزدهارها البارق وإما تذبل حتى يصدأ القفل مع مفتاحه فيصعب عليها التحرر والإنطلاق بعد ذلك..
إرتدت العقد ثم إلتقطت صورة له وهو يحيط عنقها ويزينه برقة ونعومة ثم بمكر نشرت الصورة على أحد مواقف التواصل الإجتماعي وكتبت..
شكرا يا قلبي على هذه الهدية.. انها رائعة مثلك
في المساء إتصلت بها صديقتها لتخبرها برأي ابن خالتها بها اليوم حينما رأها.. اين رأها اجل صحيح أتى لإصطحاب صديقتها يارا ورأها كما قالت.. بهذه السرعة ما شاء الله توافد المعجبون.. لحظة لحظة ماذا قال عنها
ما شاء الله هي جميلة جدا ولكن حينما ترتدي الحجاب ستصبح أجمل.. وواضح انها مؤدبة وأخلاقها عالية!
ضحكت آلاء بمرح وهي تتذكر ټهديدها ليارا بعدم اخباره انها متزوجة ولكن الغبية سبق وقالت له انها متزوجة.. وذهب العريس المسكين مع الرياح ولم يبقى الا... مهلا مهلا.. هو
بسرعة إتصلت بشقيقها ايلام وهي تبتسم بمكر..
مرحبا.. كيف حال حبيب أخته
أهلا بالمصائب.. ماذا احضرت لي اليوم
ضحكت آلاء والعبث يتكاثر في مقلتيها الجميلتين
اين انت
في البيت.
ممتاز.. اذا بالتأكيد الآن عبير تسمع كلامها وستوصل كل كلامها الى محمد. وهذا هدفها..
قالت آلاء بمكر
هل تعلم ما الذي حدث معي اليوم لقد طلب عريس يدي للزواج.. وليس أي عريس يا ايلام.. شاب وسيم جدا.. رأني اليوم برفقة صديقتي وأعجب بي.. وأهم شيء انه نفس إختصاصي.
لماذا ما هو اختصاصك
تساءل ايلام يخفي إستمتاعه بصعوبة فهتفت آلاء بحنق
هندسة.. هل نسيت
آه صحيح.. لقد نسيت.. هيا أكملي كلامك.
عندما رأني أعجب بي وقال انه يريد ان يطلب يدي للزواج.. لذلك ما هو رأيك بعد طلاقي من محمد أصبح صديقة هذا الشاب وأتعرف عليه ثم يطلب يدي ويخطبني ونتعرف على بعضنا البعض.. فبكل صراحة الشاب وسيم جدا.
غمغمت آلاء وهي من الأساس لم ترى هذا الشاب حتى تعلم اذا كان وسيما ام لا.. وإيلام فهم المغزى وراء اتصال شقيقته وكلامها فهتف ضاحكا
للعلم فقط مكبر الصوت مفتوح.
تصنعت آلاء الدهشة
ماذا لماذا يا ايلام كنت اخبرني منذ البداية ولكن على اي حال لا بأس ففي النهاية محمد سيطلقني وسأتزوج لاحقا.. هل تعتقدون انني سأعتكف عن الحياة
حسنا أوصلي سلامي لهذا العريس وحينما نتقابل ستتكلمين لي عنه أكثر.
هتف إيلام ضاحكا فقالت آلاء وهي واثقة من نجاح مخططها المچنون.. وواثقة ان كل كلمة قالتها ستصل الى محمد وربما بزيادة بعض البهارات عليها
حسنا حبيبي ولكنك يجب ان تعلم انني اذا تزوجته سأسافر لأنه من دبي واتى زيارة فقط الى بلجيكا..
كيف لها ان لا تحب والدها بحق الله وهو دوما يسخى عليها بالحنان الذي يزيد من تعلقها الطفولي به.. بكل شيء يحنو عليها.. يدللها.. الا بمسألة محمد اللعېن الذي ولج الى حياتها من حيث لا تعلم..
والدها كان غير كل إخوته.. بناته اهم شيء في حياته.. وتثق لو ان عمها وخالتها وشقيقها ايلام وزوجته عبير لن يتضرروا من طلاقها من محمد لكان طلقها منه.. ولكنها مسألة معقدة.. معقدة جدا.. زواج الأقارب نقمة اكثر مما هو نعمة..
ماذا هناك أبي هل تريد ان تحجب نفسك عني ولا تعرف كيف ستبدأ بكلامك
لطالما فهمت أبيك حتى قبل ان يتكلم.
انا ابنتك الكبيرة.. بالتأكيد سأفهمك.
قالت آلاء بجدية فأمسك يدها بيده الطليقة بينما بقيت الثانية تداعب منابت شعرها
حسنا بما انك تفهميني يا ابنتي.. لقد تحدث الي محمد.. انت فهمت الموضوع خطأ.. هو لن يفعل شيئا مع تلك المرأة.. وشرح لي كل شيء.
أبي.. هل انا رخيصة الى هذا الحد بالنسبة لكم!
تساءلت فسارع والده بالجواب الحازم
ما هذا الكلام يا آلاء انا أتحدث معك لأنني خائڤ عليك وعلى مصلحتك.. محمد يحبك.. اوافقك القول ان لديه الكثير من العيوب والأخطاء ولكن هذا لا يعني ان يصل الوضع بينكما الى الطلاق بسبب موضوع كهذا ولا يوجد له اثل من الأساس.. انت فهمت الموضوع بشكل خاطئ.. ولو كان صحيحا كنت انا بنفسي لن اوافق على عودتك اليه.. لو أتيت الي حينما ضړبك كنت سأفعل نفس الشيء ولن أعيدك اليه.. ولكن هنا انت فهمت الموضوع كله بصورة خاطئة.
تابع رحيم وهو يرى الرفض يقفز من حدقتي ابنته
يجب ان تقابليه.. ان تفهمي منه الموضوع.. ان تسمعي تفسيره ووجهة نظره.. والله يا ابنتي محمد يحبك وعلى أهب استعداد للتخلي عن الدنيا كلها ولكن عنك لن يتخلى.. وانت بالتأكيد تعلمين هذا الشيء.
هزت رأسها بقنوط.. ماذا تقول اكثر حتى يفهمونها.. غشت الدموع بصيرتها وغمغمت بذبول
أبي.. لماذا لا تفهموني انا تعبت.. تعبت منه.. منذ اليوم الذي تزوجته حتى هذا اليوم وهو يفعل كل مرة مصېبة مختلفة.. وكل مرة اسامح واصمت وفي النهاية يكافئني على صبري بخيانته لي
غص صوتها بأنين فؤادها الذي لم يرحمه ضربات القدر المتوالية ودموعها تدحرجت على وجنتيها بوصب
يذهب ليخونني ويأتي ليقول لكم انه لم يفعل شيئا وانتم بكل سهولة تصدقونه انا هي التي عاشت معه وأصبحت اعرفه.. هذا رجل حذق.. يعلم كيف يسحب نفسه من الموضوع بسهولة شديدة تماما كما تخرج الشعرة من العجين.. يعلم كيف يجعلني ابدو انا المخطئة في نظركم وهو المتهم البريء.. وبكل مهارة يدعكم تصدقون فهذا هو عمله.. محامي.. ماكر وحذق.
إسترسلت آلاء پقهر حقيقي
انا لم أقصر معه بشيء وانتم لا تقدرون وضعي وحالتي النفسية ولا الظروف التي أمر بها.. انتم لا تفهمون ولا تعرفون ابدا بماذا أشعر وماذا يدور في داخلي.. ربما ابدو لكم طبيعية ولكنني داخليا متحطمة.. متدمرة.. لم يعد لدي أي ثقة بنفسي.. الى هذه الدرجة بالضبط أوصلني ابن شقيقك الذي يحبني كما تقول.
سيطر رحيم على صراعه الداخلي بصعوبة وهو يحتضنها.. وضع قبلة أبوية على رأسها وقال بنبرة دافئة
حقك سوف تأخذينه يا قلبي.. لا تهتمي لشيء ما دمت انا موجود.. فقط اريد ان اخبرك بشيء حتة ترتاحي انت لا ان تعودي اليه.. هو لم يفعل معها شيئا وقد أقسم لي بالله العظيم.
ابتسمت آلاء وعلقت بسخرية
وصدقته بكل