رواية قصة حقيقية القصول من 26-30
ويفور حتى فرغ معظم إبريقه ليجد نفسه أسفل منزل أهلها.. يراقب نافذة غرفتها على أمل ان تطل عليه وتراه حتى يجبرها بالنزول اليه..
حينها قضى نصف الليل اسفل منزلها.. لا يقدر على الصعود اليها ليضربها على رأسها فتسحب كلامها كله وتعتذر ولا يقدر ان يعود الى المنزل وعقله وقلبه وكيانه كله متعلق بهذه القاسېة التي ترفض حتى سماعه ليشرح لها.. حول حلقة فارغة بقي يدور ويدور الى ان انتهى به الحال عائدا الى المنزل ليقرر الذهاب الى مدرستها كي يعيدها اليه ويتحدثا..
همس لها بخفوت ورجاء
لم أنام معها.. أقسم لك.. ضعي عينيك في عيني وانظري الي لتستخرجي صدقي من كلامي.. هي التي إقتربت مني وكانت تريدني.. في البداية لم اهتم لها فتجاوزت حدودها ولكنني بسرعة انتبهت الي نفسي ودفعتها بعيدا وغادرت.. والله يا آلاء لم انام معها.. أحلف لك بغلاك وانت تعلمين انني لا احلف بشيء يخصك كڈبا.
دون اكتراث وكأنها تتعمد ان تدعه يعرف ان كل موضوعه لا يعنيها كانت تنظر اليه وتقول ببرود
هل أنهيت كلامك
لا.
اذا تابع كلامك.
قال محمد بجدية وهو ينظر اليها تارة والى الطريق تارة أخرى
لا يهم بقية الكلام مثلما يهمني ان تعرفي انني لم أخونك.. ربما تتساءلين الآن عن كلامي مع صديقي.. نعم.. انا بقيت أسب وڠضبت على نفسي لأنني بقيت بجانبها ولو لدقيقة واحدة.. شعرت انني خنتك ولعنت نفسي ولأجل هذا الشيء تكلمت كذلك مع صديقي.. أردت ان اخبرك.. ان اعترف لك ولكنني كنت اشعر بالكره تجاه ذاتي.. شعرت انني لا أستحقك.. ولذلك أخرجت عصبيتي عليك.. نفثت عن ڠضبي بك.. ولكن عصبيتي على نفسي كانت اكبر.. هل تعلمين ان ابي لا يتحدث معي الآن بسببك
محمد اذا انهيت كلامك اخبرني حتى اعوك الى المدرسة.
آلاء لا تفعلي هذا الشيء بنا.
هتف بضيق لا يخلو من بعض التوسل لتقول آلاء وقد تخلت نبرتها عن برودها لتزداد حدة
اسمع.. سأخبرك شيئا.. كل الكلام الذي قلته لا يهمني ولن يغير شيئا.. انا مستحيل ان اعود اليك.. هذا حلم ابليس بالجنة هل سمعت ام لا والآن إما تعيدني الى المدرسة وإما سأنزل وأستقل أي باص واعود لوحدي.
كاد ان يشد شعره حتى يمزقه كله امامها وهو يهتف بها بنفاذ صبر غاضب
لا حول ولا قوة الا بالله! ما هذه الأعصاب الباردة التي تملكينها.. انت تفهمين ما اقول ام لا قلت لك انني لم افعل شيئا معها.. لم افعل اي لعڼة معها.. لتستوعبي يا آلاء.
هتفت بثقة ثم نظرت حولها تبحث عن اغراضها وأردفت بعصبية
اين أغراضي اريد ان أنزل من السيارة واعود لوحدي.. اصلا جلوسي هذا معك في السيارة خطأ.
انها تضغط عليه.. تضغط على عصبيته.. وكأنها توخز بالونا ممتلئ بالمياه لينفجر كله في وجهها..
هتف محمد بنبرة عڼيفة حاړقة
انت لست بواعية على نفسك ابدا.. لا بد ان هناك خلل ما او ان كل هذا حجة حتى تحرري مني.. ولكن لتضعي ما سأقوله كالوشم في عقلك.. لقد ظننتك هدأت ولكنك كما يبدو لم تهدأي بعد.. طلاق لا يوجد.. ولا تفرحي بذلك الحمار فأمام عينيك ادفنه وادعك ترين اذا كان صدقا رجلا ام لا.
سعيدة اتاها عريس.. ماذا اعجبك
آجل.. وسأقولها لك مرة اخرى.. انت لا يحق لك التدخل بحياتي.. نحن انتهينا!
شدت على كل كلمة نطقتها عسى ان يلتصق كل حرف بدماغه المتحجرة ولكن محمد ظل ينظر اليها بعينين مخيفتين حتى أيقنت ان الصڤعة قادمة قادمة لا مفر..
ليس من شأنك.. اعطني اياها لماذا تتصرف بهذه الھمجية لقد اذيتني.
صاحت وهي تحاول جذب السلسلة من يده الا انه هتف
لكي ادعك تتذكرين اذ كان من شأني ام لا!
لا تتمادى.. اشكر الله انني جالسة حتى الآن معك لأنني أشعر بالغثيان منك!
هتفت آلاء بوقاحة ليغمض محمد عينيه ويعض على شفته السفلى بقوة كي لا ېؤذيها فعلا.. ثم غمغم من بين انفاسه الغاضبة
الا تريني بالكاد اتمالك اعصابي لا تستفزيني اكثر.. من اين لك هذه السلسلة
انها هدية.. ولكن لا يخصك من اين ومن الذي احضرها.. لذا هات السلسلة.
اجابت بعناد ليهز محمد رأسه بخفة ثم بكل بساطة كان يقطع السلسلة ليبتسم بضراوة ويسحب يدها ليبسطها امامه ويضع قطع السلسلة التي تدمرت في راحة يدها..
خذيها.. كلامنا لم ينتهي بعد.. وهيا اصعدي وغيري ملابسك.
بتحدي وجنون كانت تهتف
والله لن أغيرها.. لا يحق لك التدخل بحياتي.. واليوم سأتصل بخالتي حتى تتكلم مع والدك حول اجراءات الطلاق.. ولا تقلق أموال الحاضر والغائب موجودة فسأعيد كل الأموال اليك لأنني انا من طلبت الطلاق.
صاح محمد وقد انتهى صبره وهو يضرب مقود السيارة بإنفعال حاد
اصمتي.. اصمتي.. انت فقدت عقلك.. تتحدثين عن أموال الزواج والطلاق بهذه السهولة.. انت فعلا لا تخافين ولا يهمك أي احد.. تعتقدين ان هذا الموضوع سهل! اسمعيني...
أكمل بتملك شرس وغيرة عمياء
ولو كان اخر يوم في عمرك لن اتركك وادعك لرجل غيري.. هل تفهمين
انتبهت آلاء لوصولهما الى منزل أهلها فإبتسمت بإستفزاز وفتحت باب السيارة وقالت ببرود
سنرى ومع ذلك سأفعل كل الذي انا اريده.. ووفر اعصابك هذه الى المساء حينما اتصل بخالتي.. ستصاب بجلطة دماغيةاذا بقيت هكذا.
ثم ترجلت من السيارة واضافت
الى اللقاء!
هرولت مبتعدة دون ان تغلق باب سيارته.. رباه! لقد نجت بصعوبة بعد كل إستفزازها له.. إتسعت ابتسامتها بنصر وهي تراه لا زال ينتظرها في الأسفل.. أيظن انها حقا ستقوم بتغيير ثيابها ليعيدها الى المدرسة!
بدلت ثيابها الى اخرى بيتية مريحة وجلست على سريريها لتصلها رسالة منه..
انزلي.. انا تحت البيت انتظرك.. هيا بسرعة لأن لدي عمل ويجب ان اعود
ومن الذي قال لك ان تنتظرني انا لن اعود الى المدرسة فغادر انت
أرسلتها آلاء له وما هي الى ثوان معدودة حتى كانت تسمع صوت صرير سيارته التي أحدثها بمغادرته العڼيفة.. ضحكت آلاء بإستمتاع لا يصدق.. يستحق.. يا للمرح وهي تشمت به هكذا ولا يسعه فعل اي شيء سوى حړق اعصابه..
أوصلها ايلام برفقة شقيقيها عمر ولمار الى المسبح كما طلبت منه ثم غادر بسبب بعض الأعمال التي يتوجب عليه فعلها.. حاولت آلاء منعه من الذهاب وهي تقول برجاء
ايلام ارجوك ابقى معنا.
لا استطيع يا روحي.. لدي العديد من الأشغال التي يستوجب على فعلها وانت اردت الذهاب اليوم الى المسبح وانا لن ارفض لك طلبا فكم لولو لدي
قال ايلام بإبتسامة حانية لتغمغم لمار بحنق طفولي
كم لولو لديك! اذا اين انا ذهبت ومن ثم هي كبيرة ولا يجب ان تدللها هكذا.. الدلع والدلال كله يجب ان يكون لي وحدي.
إستدارت آلاء في مقعدها لتتطلع الى أختها الصغيرة..
انا كبيرة يا بلهاء فمعزتي مختلفة.
ضحك ايلام بمرح وحنو
لكما الإثنتين نفس الحب ونفس الدلال.. لا فرق بينكما الا ان احدكما الصغيرة الكتكوتة والثانية الكبيرة فقط عمرا أما شكلا ومضمونا فلا هي بعمر لمار.
عيب يا ايلام.. انا اختك الكبيرة.
تمتمت آلاء بغيظ ليتأفف عمر بحنق وضجر
لذلك انا لا احب البنات ولا احب ان اخرج معهن او مرافقتهن.
ثم أخذ يقلدهن
يبقن هل تحبني انا ام تحب هذه اكثر من تحب اكثر من اجمل....
قال ايلام ضاحكا
انت اصمت.. اليوم ستبقى مع أختيك.
نظرت آلاء الى عمر وقالت
اليوم انا التي ستعلمك السباحة.
ليس هناك حاجة فأصدقائي ينتظروني في المسبح.
ايلام انت ارسلت من معنا هذا اذا رأنا ڼموت لن يساعدنا.. اخبره ان يبقى معنا وينتبه الينا لا ان يقضي معظم وقته مع اصدقاءه وينسى اننا معه.
غمغمت آلاء بمكر وشقاوة ليهتف ايلام بعصبية موجها حديثه لعمر الحانق
عمر انتبه الى شقيقيتك وابقى معهما والا سأعيدك حالا الى المنزل.. انا لم أخذك معهما لتتركهما وتغادر.
أخذت آلاء تسبح مع شقيقتها الصغرى بإستمتاع بعد ان ارتدت ملابس سباحة عبارة عن شورت وبلوزة دون اكمام خاصة بالسباحة بينما بقي معهما عمر قليلا قبل ان يتوجه الى اصدقاءه..
سمعت آلاء صوتا مألوفا لها يقول للمار
لا تعملي هذه الحركة اسفل المياه.
إتسعت عيناها وبانت الصدمة على ملامحها وهي ترى كريس امامها لتقول بدهشة
كريس! ما الذي أتى بك الى هنا
أعتقد ان المسبح للجميع وليس لشخص واحد.
غمغم كريس ثم منحها ابتسامة جميلة قبل ان يختفي تحت المياه قليلا بينما هي لا زالت متسمرة مكانها غير مستوعبة وجوده في المسبح..
عاود كريس الخروج من اسفل المياه وهو يبعد خصلات شعره القصيرة المبتلة عن وجهه الجميل فيجذب أنظار الفتيات اليه لشدة وسامته..
وقف بجانب لمار وتساءل
هل هذه شقيقتك
واسعة الى الخلف في المسبح ثم نادت شقيقتها حتى تغادر المسبح فسارع كريس لإيقافها بقوله اللطيف
انتظري قليلا ودعيني أعلمها مبادئ السباحة.
ليس هناك حاجة فهي تجيد السباحة اكثر مني ومنك.. إتقنتها في المدرسة.
اذا دعيني العب معها.
قال كريس بهدوء ثم وجه حديثه الى لمار بلطف ورقة
انا اسمي كريس.. وانت
لمار.
هل تسمحين لي باللعب معك
وافقت الصغيرة دون تفكير وهي ترد
بالتأكيد.. ولكن لا تفكر انني احبذ اللعب مع الكل.. لا انا سألعب معك فقط لأنك وسيم.
ضحك كريس ثم أخذ يلاعبها كأنها ابنته او شقيقته الصغرى.. لم تستطيع آلاء التفاعل معهما وهي تتطلع اليهما بشرود والأفكار تتسلسل في رأسها وراء بعضها البعض..
بعد مدة انتبهت الى الساعة المعلقة على جدار القاعة الموجود به هذا المسبح الكبير لتجد انها قاربت على الخامسة مساءا..
انتبهت الى شقيقها عمر الذي عاد اليهما فخرجت من المسبح ولفت جسدها بمنشفة بيضاء كبيرة وتشبثت بها فالطقس بارد بعض الشيء.. ثم نادت على لمار فتساءل كريس
هل ستغادران
همست آلاء بنعم خاڤتة فهمهم كريس ثم عاد الى السباحة..
قالت آلاء لعمر ان يتصل بإيلام حتى يرى اين هو ليغادروا..
بعد ان انهى عمر المكالمة قال
ايلام في