رواية ايمان الجزء الاول
محياها العابس وهى تردف بأسى. شفوية حتى مكلفش خاطره بأنه يكتب كلمتين . . ههه على العموم قولى يا هناء هو قالك ايه . . سردد لها هناء ما تركه الاخر في جعبتها وتركتها ټصارع انفاسها اللاهثة من فرط الألم . اخفت هناء عليها وقتها اتهامه الذي وصمها به في كونها لا تريده وانها تعجزه برفضها هذا وتعنتها من أجل ان تبعده عن الامر برمته .
وغفل عن مشاعرها التي تبعثرت هباء جراء فعلته بالهرب من أمامها وهو الأن يطالبها بشئ يعجز اي شخص عن فعله . كيف ستأمنه على نفسها في بلد غريب بعد ان تركها وسافر لمجرد اختلاف في وجهات النظر ومن اجل ان يصل لحلمه فقط.. ايعقل ان تذهب له عروس وهو الذي ترك وباع دون وداع او اتفاق مسبق مع ابيها على الاقل ليته اخبر ابيها وقتها. ليته اتفق رغم عنها معهم لكان موقفه الأن افضل أمامها .. ذهبت هناء وهى تجرجر ازيال خيبة أخيها بعد ان اخبرتها على انهم سيرحلون جميعا للأستقرار في بلدتهم حتى يبتعدون عن ذكرى ابنهم المهاجر الذي اصابهم بالخزي امام عائلتها لتبتعد الصديقتان على امل اللقاء مجددا في ظروف افضل لكل منهن . .
رحلت اسرة عوض عن منزلهم لبيتهم الريفي ولكن لم يرحل معهم ذكرى الواقعة التي يتشدق بها الجميع من حولهم ..لقد تركها ورحل ..لقد هاجر ولم يذكرها بشئ ..لقد خطبت من جديد ..لقد تركت الخاطب فأذن هناك امر ما
يجبرها على عدم الأرتباط .. وكيت وكيت وهناك من يمصمصون الشفاه كلما مرت أمامهم ومنهم من يهمهم بالكلمات الجانبية مما جعلها تعاني الأكتئاب وجعل ابيها يقرر الرحيل بعدما اقترح عليه طبيبها المعالج حتى تبتعد عن اقاويل المحيطين ..لكن الناس هم الناس مهما تبدلت الاماكن وتغيرت الوجوه.
في ترك بيتهم والذهاب الى مكان أخر ولكن هى دوائها ليس في تغير البيت والبعد عن حيهم الذي عاشت فيه برفقته في مرحلة الصبى ..ولكنها طاوعت ابيها حتى تنعم ولو بالقليل من تشتتها وانهزامها امام نفسها .
باتت الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان بداخل الجميع وكل يسير وهو يغني على ليلاه مرت السنون ولم تمر الاحزان بل ذادت في مخيلتهم جميعا فمع كل يوم يأتي خطيب يدق الاختيار ففي كل مرة تقل الفرصة ويأتي اخر اقل عنه في المستوي قد اتاها احد الأطباء راغبا فيها ولكنها ابت وقابلته في الرفض واخر يحمل منصب مرموق واخر صاحب شهادات عليا ولكنها كانت ترفض في كل مرة ومع كل واحد تأتي الخيبة لأسرتها والحزن من أجلها ولكنهم ظلو صامتين الى ان لصق بها لقب عااانس .
تهجم وجه الرجل وكاد أن يتحدث بضجر من حوار زوجته ليتفاجأ بمن تدلف اليهم في ذهول مما سمعت فأمها توصمها بشئ ليس فيها ..هى لم ترفض الطبيب من أجل عوض ولكن من أجلها هى ..فهى لن تستطيع ان تكون ملك لرجل بجسدها فقط فقلبها ليس بيدها وعقلها ليس عليه سلطان فربما يأتي رجل أخر يحرك القلب الساكن وهنا ويشغل الفكر به ولكن ليس من أجل عوض نعم هى تريد عوض ولكن من الله مما جعلها تهدر قائلة انا ياماما ..بتقولي عليا الكلام ده ..سبتي ايه للناس اللي حوالينا ومش عارفني ..انا مش هقدر اعيش مع واحد مش حساه واظن اني وفقت اقعد معاه في الرؤية الشرعية واخد واديت معاه في الكلام علشان لو في نصيب ..لكن مرتحتش ..اتجوزه ڠصب عن نفسي ..يبقى هظلمه معايا ..مش علشان عوض زي مبتقولي .
هل ستظل موصومة بهذا اللقب اللعېن .
هل ستسطيع ان تقف امام هذه العادات العقيمة .
انتظروني في الفصل القادم
الفصل الثالث
على امل اللقاء مجددا باتت تعيش سنوات عمرها الفانية على امل ان يأتيها العوض الذي تمنت دوما ان يأتي لها ليرحمها من تلك النظرات المشفقة التي تلاحقها دوما. . . باتت تسرد الاشعار والخواطر حتى تخرج من باطنها الألم الذي وضح على شوقها الذي يغمر كلماتها الرناناة . . باتت تقلب الصفحات وكما تقلب ايتمها السكنة في بحر كلماتها .
نقول وداعا بل ستبقى الذكرى وصور المحبة شامخة في الذاكرة مع أمل بلقاء ووعد بدعاء لا ينقطع وحب متجدد لا ينضب . . هل بعد هذا نفترق .
فقلوبنا جمعت على معنى المحبة في الإله. . هل بعد هذا نفترق .
من سيشاركني سروري ويواسيني في حزني ويخفف همي في هذا الزمان . . قدر كان
قدر كان أن نلتقي .. وقدر كان أن نفترق وربما تتكرر الأقدار ونلتقي . . من يعتاد على الترحال مثل الشياه .. يعرف أنه يصل دائما إلى لحظة لا بد فيها من الفراق . .
عسى ربي يحفظه بالمسير ويتركني على ڼار السعير. وإن فرقتنا الأيام وتباعدت الأجساد فإن في الصدر قلب ينبض بك ويحيى بذكرك ويسترجع لحظات عڈاب ولقاءات
الأحباب وبسمات صادقة ونفوس محلقة في سماء الخلق . . مهما افترقنا ومهما طال الفراق يبقى الحب وسطنا وتبقى المودة وصال .. اتتركني وأنا من سهر الليل لعينيك واعطاك روحه فداء لعيونك.
كانت القلب هو الذي يقراء تلك الكلمات التي عبرت عن حالة الشوق التي تعتريها له ..
كانت السعادة تغمرهما كلما اتى في مخيلتها لتتذكر ايامها الاولى . . كما كانا دوما . . فهو رفيق الصبي والجار الأول لهما فمنزلة يخاصر منزلها ويحتضنه كما يحتضن هو قلبها .
عادت بالم وهى تتذكر لوعتها في فراقه . . .
ليته ما تركها . . . ليته اصر عليها . . . ليته ترك كل شي وبات بجانبها كما كانت تحلم به وبوجوده معها .
انا والعڈاب وهواك عايشين لبعضينا آخرتها ايه وياك ياللي أنت ناسينا . . ياللي انت ناسينا .
عهد الهوي خنته وعمري ما خنته ولا بعت أيامه في حبي خبيته. .
. وبقلبي غنيته وعشقت انغامه وقلت اغني وياك يا قاسې بعدت عني وفضلت اقاسي .
واحتار شبابي معاك والوجد فاض بينا . . صابر وبستناك والصبر مش لينا .
آخرتها ايه وياك ياللي انت ناسينا . . ياللي انت ناسينا .
أهل الهوي مساكين صابرين ومش صابرين وبحسدوا الخالي.. أصل الهوي غدار فيه القلوب تحتار ما للهوي . . وما لي ياللي بحبك حيرت حبي طاوعت قلبك لوعت قلبي واحتار شبابي معاك . . . . والوجد فاض بينا صابر وبستناك والصبر مش لينا آخرتها ايه وياك ياللي انت ناسينا . . . ياللي انت ناسينا . . . . .
عيني علي عيونك والرمش في جفونك غادر وظالمني عينك بتتكلم والرمش بيسلم وانت مخاصمني . . . وف كل نظره شايف غرامك ولا قلت مره سبب خصامك . . . . واحتار شبابي معاك والوجد فاض بينا صابر وبستناك والصبر مش لينا آخرتها ايه وياك ياللي انت ناسينا . . . ياللي انت ناسينا .
..تجلس شاردة في كلمات الاغنية التي يطربها بصوته الفنان العظيم. . كما لوان تلك الكلمات كتبت مناجلها هى . . سنوات مضت وهو مازال بعيدا.. نساها ولكن هى لم تنسى . . حتى وان باتت تحكي بهذا .
مازلت تجلس أمام طاولة الزينة الخاصة بها تمشط شعرها الغجري الذي يغط بالسواد كحال أيامها وتفكر وتتحاور مع نفسها فى ظروفها التى فرضت عليها وهذا اللقب الذي ينعتها الناس به وكأنها سبة فى جبينها .. . . لقد اصبح التأخر في الزواج عار يقيد الفتايات . . . مما ارهق نفسها وجعلها تبكي قهرا . . .
أنا ذنبى ايه انى اتأخرت فى الجواز . .يعنى ابقى خريجة جامعة وبتشتغل شغل محترم . . .
واضطر أنى أوافق على أى شخص علشان اتخلص من لقب عانس . ..طب ازاى . . دبرني يارب . . . الضغوط بتزيد عليا كل يوم عن الي قبله . . أمي زي اي ام نفسها تفرح ببنتعا علشان كده بتزيد عليا الضغط مع كل عريس بيتقدم . . . ظلت تحدث نفسها فهى لديها عدة فرص وفي كل مرة تقل قيمتها في اعين الأخرين فهى في السابق كانت مطمع لكثير من الشباب اصحاب المراكز المرموقة فكان يتقدم الطبيب مرة والتاجر الشاب مرة واخر من من يحملون الشهادات العليا ولكن قيمتها الأن تقل بفضل عمرها الذي يتزايد يوم بعد يوم. . . ليتهم يتركوها تكمل مسيرتها في سلام دون التدخل في حياتها . . ولكن تشفق على والديها الذان يتمنيان ان تحظو بزوج يتقي الله فيها . . . وبرغم أن أبيها لا يرغمها الا انه الأن بات يطالبها بأعطاء فرصة لذلك عليها الإختيار بين الثلاث فرسان كما لقبتهم . . لتردف بصوت مسموع لازم اختار واحد علشان اخلص من الهم دا وعلشان ابويا وامي يرتاحو . . اما قلبي فخلاص ماټ . . ظلت تفكر وتستعيد ذكرى العرسان الثلاثة عندما
اتى كل واحد على حدي للجلوس معها .
العريس الأولانى ارمل ومعاه تلات عيال وعايز مربية مش زوجة . .قالتها بيأس بعدما استشفت من الحوار معه .
بصي يابنت الناس . . .انا ولادي في المقدمة . . . وبعدين نفسي . . يعني انا بتجوز علشان ولادي . . . انما الحاجات التانية دي