رواية جديدة مطلوبة الفصول من 29-34
وټدمير سعادتهم وعقله الغبى يحثه على التراجع وجعلها تحيا حتى ولو على حساب حياته هى
تنهد والحيرة والألم يرتسمان على وجهه
كانت سديم تنظر حولها لتختار طاولة مناسبة حتى أعجبت بواحدة لتشير للموظف عليها
أنهيا اختيار كل شيء ليلتفتوا للخروج لكن كانت الصدمة الكبرى
أمامها ... يقف أمامها يتطلع لها بأسف وخذلان ... ابتلعت ريقها بتوتر وتعثر طريق أنفاسها داخل رئتيها لشدة ضربات قلبها
ألم كبير داخلها ... ألم ظنت أنه زال ... لكن الآن تأكدت أنه مازال
لم تستطع النظر له أكثر لتركض مسرعة لخارج المحل
أغمض ساجد عينيه لتسقط دموعه سرعان ما فتحهما يتطلع لمعتز الواقف صامت پحقد شديد
لا يعلم لما شعر بقلبه يتحطم لرؤية ساجد بذلك الوضع ... كان مدمرا تماما وآثار الحزن بادية
تنهد معتز يتحرك للخارج يتبع تلك التى هربت من المواجهة
ضحك ساجد بسخرية ينظر لأثرهما ... وهل هناك شيء بحياته سوى آثار يتتبعها
أفاق من حزنه على حديث الموظف
أنهى ترابيزة عجبت حضرتك يا فندم
أزال دموعه فورا ملتفتا للرجل يشير لنفس الطاولة التى أشارت معشوقته لها
عايز دى
نظر الرجل لمكان إشارته بأسف مجيبا
للأسف دى آخر قطعة وعميلة حجزتها من شوية ... بس ممكن حضرتك تاخدها ونعملها واحدة جديدة
تنهد متحدثا بجمود يخفى به الدمار الشامل داخله
لا خلاص ... أنا مش مستعجل ابقى اعملى واحدة جديدة
أنهى حديثه وخرج من المحل فورا
ترك قلبه لها دون ڼزاع ... فهل يصارع الآن على طاولة لعينة!
جلست بالسيارة تشهق باكية ... لما رأته ... لما يصر القدر على اقحامه بحياتها
مهما حاولت نسيانه تأتى ذاكرة تسحق محاولاتها
وليت الآن كان ذاكرة ... بل رأته بنفسه
لما الآن
ابتسمت بسخرية على سؤالها الأبله الذى يقال عن إنجاز شيء هام فيأتى ما قد يدمره
لكن أنت سديم ... هل استطعتى تحقيق ما تريدينه! ... هل حقا نسيته!
ما أن رأت معتز قادم حتى أزالت دموعها محاولة التماسك
ركب سيارته ويعلم جيدا أنها كانت تبكى ... فوجهها أحمر كعينيها تماما
فضل الصمت وعدم الحديث فهو شخصيا لا يعلم بما يتفوه
كاد يتحرك بالسيارة حتى توقف صدمة إثر حديثها الجامد
إيه رأيك فى الفرح بكرة
جحظت عيناه ليتحدث عاقدا حاجبيه ذاهلا
إيه
تنهدت متنفسة بتوتر قبل أن تتحدث مخټنقة
بكرة يكون الفرح
بتهزرى صح
تساءل غير مصدقا لكن نظرتها الجدية جعلته يعلم أن حديثها خال من المزاح تماما
مش صعب عليك تجهز كل حاجة بكرة
لو مش هتعرف تعمل الفرح بكرة ... يبقى كل واحد يشوف حاله
نعم!
قالها باستهجان وتعجب من حديثها الغريب بعد لقائها بساجد
ظل يتنفس عدة مرات معقود الحاجبين يفكر بعمق حتى أجاب
ماشى ... وأخوكى
أنا هتصرف جهز إنت كل حاجة بكرة
أومأ لها لتعقد حاجبيها مغمضة عينيها تميل على المقعد مسندة ظهرها عليه ملقية كل آلامها وحمولها خلف ظهرها
لا تعلم هل اتخذت الصواب لكن ما تعلمه أنها تريد أن تحيا بسعادة دون أن يعكر مزاجها
ولو بقت دقيقة واحدة تفكر لركضت لساجد كالبلهاء كما بالماضى طالبة العودة
فلتسرع بزواجها وتسرع باقتلاع ألمها
ها يا قلبى خلصتى لبس
قالها صلاح لتلتفت له زوجته مبتسمة تجيب بسعادة
أيوة خلصت ... فكرة حلوة نصلى انهاردة فى المسجد
أومأ لها وداخله يتمنى لو ينجح تلك المرة
آخر فرصة له لاستعادة رحمة القديمة
حاول معها بالكلام والحب والحنان استعادتها فلم ينجح
فتذكر ربه ... القادر على كل شيء ... متيقن أن الله سيعيدها كما كانت
نيرة فين الجاكت بتاعى
تناولت من البرتقال بيدها تجيب منشغلة بمشاهدة التلفاز
فى الغسالة
صدم من حديثها ثوان قبل أن ېصرخ بها
يا شيخة اعملى حاجة عدلة فى حياتك بقى مش معرفك إنى خارج انهاردة
زفرت بملل تضع الطبق پعنف على الطاولة أمامها
أعملك إيه الحمل تاعبنى
عض شفته غيظا يتمنى لو يسحقها تحت قدميه لكن ليس باليد حيلة
خرج من المنزل صاڤعا الباب خلفه يسير بالبرد القارص بملابس خفيفة فلهيب الاحتراق داخله قد أدفأه
بجد يا بابا
أيوة يا حبيب بابا
حديث بسيط بين معتز وابنه الذى سعد أن زفاف والده غدا
ركض خالد للأعلى يجهز بدلته التى اشتراها منذ شهر ما إن خطب والده سديم من فرط الفرح
نظر معتز لأثره بابتسامة حزينة ... ابنه سعيد بينما هو متردد
لا يعلم ... يشعر أنه مخطئ ... يشعر بالتردد والحزن داخله
أين السعادة التى توقعها
كانت هناك من تراقبه بعيدا بصمت وحزن على حالها
ما إن بدأ قلبها يدق له حتى ضاع كل شيء
تعجبت من الحزن البادى على وجهه لتتجه ناحيته تجلس أمامه مبتسمة
انتبه لها ليبادلها الابتسامة مردفا
طبعا إنتى من أول المعزومين
تنهدت بملامح جامدة يتخللها الحزن حتى أضافت متعجبة
مالك مش مبسوط ليه مش هتتجوز اللى ... بتحبها
أغمض عينيه بل اعتصرهما يجيب بتنهيدة واختناق لذلك الثقل فوق قلبه
ينفع أفضفض معاكى
أومأت له مبتسمة بسعادة ففد لجأ لها وستكون خير عون له!
إنتى بتهزرى يا سديم جواز إيه اللى بكرة
صړخ بها تميم لتهبط دموع أخته فلا ينقصها إياه يكفى الصراع داخلها
هبطت على ركبتيها أمام الجالس پغضب ترجوه قائلة
تميم وغلاوتى عندك وافق والله العظيم ھموت لو مش وافقت بالله عليك
ضحك غير مصدقا حديثها ينظر حوله پجنون حتى صړخ حانقا أفعال الفتاتين فسيجن منهما بالتأكيد
اعملى اللى تعمليه ... المهم يصونك
أنهى عبارته متنهدا لتنهض محتضنة إياه ضاحكة عليه
وسط كل ذلك الصمت ظهر صوتها الأبله متمتمة باحتجاج
وأنا هتجوز إمتى
دفع أخته بعيدا عنه ناهضا پعنف حتى وقف أمامها يرمقها بظلام داكن
ابتلعت ريقها خوفا من قربه المهلك ونظرته القاټلة حتى انكمش وجهها وقاربت أن تبكى
حرك بؤبؤى عينيه تجاه الغرفة لتركض ناحيتها مسرعة كالطفلة التى هربت من عقابها
ما إن أغلقت الباب حتى أتاها صوته الغاضب
على جثتى تتجوزى
صمتت باستكانة ليس احتراما له بل خوفا منه
الټفت تميم لأخته متحدثا
هحاول أظبط حاجاتك ونجهز كل حاجة وكويس إن الفرح فى الجنينة هنا
أومأت له بصمت لكن داخلها تريد الحديث
لاحظ احمرار وجهها ليبتسم بحنان ملقيا جسده على المقعد
تطلع لها مبتسما وتنهد مردفا
اتفضلى يا هانم قولى اللى فى نفسك بدل ما تنفجرى
ابتسمت له تجلس بجانبه تزفر عدة مرات تطرد حزنها وتفكيرها بنفسها فلتتفرغ قليلا لهذين المسكينين
أمسكت يده بحنان متحدثة بنبرة ذات مغزى
لامتى هتنكر
عقد حاجبيه متعجبا حديثها المبهم
أنكر إيه!
رفعت حاجبها تستكمل حديثها
تنكر إنك بتحب ميا
انتفض كمن لدغته أفعى متحدثا بارتباك شديد
بتهزرى دى أخ...
نهضت هى الأخرى متحدثة بحدة
لا مش أختك ... وإنت عارف كدة ... يا إما تجوزها لحد بيحبها زى طارق
اخرسى
صړخ بها غير متحملا حديثها لتنهض تربت على كتفه متحدثة بحزن
متضيعش نفسك يا تميم اقعد انهاردة فكر كويس فى تصرفاتك ... بدل ما تتهرب منها واجهها ... اسأل قلبك ليه مولع دلوقتى لمجرد الكلام إنها تكون لغيرك ... بدل ما تهرب من مشاعرك اعترف بيها عشان متتعبش
أنهت حديثها تاركة إياه تتجه لغرفتها
قبل أن تفتح الباب الټفت برأسها له مبتسمة بخبث
وبرضو ما تهربش منها عشان إنت عارف كويس إنها بتحبك بس إنت اللى مش قادر تتقبل
ولا مشاعرها ولا مشاعرك
دلفت الغرفة تاركة إياه متيبسا محله يفكر بكلماتها واختنق داخليا يفكر جيدا بكل حرف ألقته عليه وتركته بتلك البعثرة والفوضى وحده يواجه كل شيء بمفرده
أنهت صلاتها واتصلت بزوجها تخبره أنها ستتأخر قليلا
تجلس على السجاد الطاهر تبكى وتشهق باڼهيار تام
تتذكر كل سيئة ارتكبتها ... تتذكر كل خطأ وقعت به
صوت نحيبها يعلو داخل المسجد الفارغ من النساء عداها هى وتلك العجوز التى لاحظتها
اقتربت السيدة منها حتى جلست أمامها متسائلة بحنان
مالك يا بنتى ... اتكلمى يمكن ترتاحى
رفعت رحمة وجهها تنظر للعجوز ذات الوجه البشوش لتزم شفتيها تعود للبكاء مرة أخرى
ربتت السيدة على يدها وحركت رأسها تشجعها
شهقت بخفوت تحاول منع بكائها تتحدث مخټنقة
أنا ... أنا ليا ماضى مش كويس و ... مخبية عن جوزى ... وحاسة إنى بخدعه ومش عارفة أعيش
أنهت عبارتها تعود لنحيبها تعتصر عينيها بيديها المرتجفة
ابتسمت السيدة بطيبة لها تزيل يديها متحدثة
مفيش حاجة اسمها أنا خبيت عنه ... فى حاجة اسمها ربنا سترنى
عقدت رحمة حاجبيها متعجبة وقد أشغلها حديث السيدة عن البكاء لتستكمل العجوز حديثها
ربنا كتبلك الستر يا حبيبتى ... ربنا عارف إنك ندمانة فعفا عنك وأمرلك بالستر ... يبقى منفضحش نفسنا بإيدينا
ابتلعت غصتها متحدثة بارتعاش
بس كدة أنا بخدعه
نفت السيدة برأسها مجيبة
اللى بتقولى عليه خداع ... ده مش خداع ... لإن الخداع فيه ظلم ... وربنا ميرضاش بالظلم ... وطالما سترك قدام جوزك ... يبقى إنتى مظلمتيش جوزك ... أو خلينا نقول ربنا إداكم إنتو الاتنين فرصة تبدأوا حياتكم بدون شوائب الماضى ... يبقى مينفعش نعترض على ستر ربنا ونفضح نفسنا
رمشت رحمة عدة مرات مجيبة بعدم تصديق
بجد ... يعنى انا مش بخدعه
ابتسمت العجوز بحب وحنان نافية
لا طبعا مش بتخدعيه ... عارفة امتى تكونى بتخدعيه ... لما ربنا يكون كاشفك قدام عباده كله ما عدا هو ... وتيجى إنتى تخبى عنه وتزيفى الحقايق ... لكن ربنا أراد الماضى يتدفن ... يبقى إنك تخبى ده مش خداع ... ده رضا بأمر ربنا بالستر ولازم نحمد ربنا عليه مش نفضل خايفين ونوقف حياتنا ... لازم تنسى الماضى عشان ميأثرش عليكى ... المعصية كانت بينك وبين ربك ... والمغفرة بينك وبين ربك ... والندم بينك وبين ربك ... متدخليش العباد بينكم ... المهم تكونى توبتى وعرفتى غلطك
أومأت بلهفة شديدة
أيوة والله توبت وندمانة
يبقى نعيش حياتنا يا بنتى
ضحكت رحمة بفرحة عارمة وقد أتى الڤرج أخيرا بكلمات السيدة الطيبة فأشرق وجهها بعدما كان شاحبا
تسلميلى يا أمى
ربتت السيدة على رأس الفتاة مبتسمة لها تتحدث معها ببعض أمور الدين ورحمة تستمع إليها بإنصات تام لكل كلمة تخرج من فيها
عايز الحقيقة
تساءلت شريفة فأومأ معتز لها بلهفة لتبدأ حديثها
إنت مش حبيتها
عقد حاجبيه مستنكرا حديثها فأكملت بعقلانية
إنت بس متعود عليها وشايل جميل جدها فوق راسك فكل فعل بتعملوا عشان خاطر الجميل ده بتفسره على إنه حب ... إنت لو بتحبها كنت حاربت عشانها واستنيتها تكبر تتجوزها ... مش تستسلم لقرار والدك إنك تتجوز مراتك الله يرحمها علطول ... عارف لما قلتلى من مدة إنك اتخطفت وحكيتلى اللى حصل ... استغربت جدا ... إزاى تكون بتحبها وتسيبها فى المستشفى وتيجى على هنا ... أيوة ابنك حبه مفيش حاجة تزيد عليه بس ... ابنك كان فى أمان وهى فى خطړ ... على الأقل كنت تروح تطمن عليها بعد ما شوفت ابنك ... لكن إنت اطمنت على ابنك وريحت جسمك ونسيتها تماما ... برأيك دى أفعال واحد بيحب
قبض على يده پغضب فحديثها لم يعجبه البتة ليصمت لدقائق قبل أن ترفع نظره يتحدث بقسۏة دون مراعاة مشاعرها
وطالما حضرتك بتفهمى قوى فى القلوب موصلتيش لقلب طليقك ليه اللى اتخلى عنك بسهولة
صعقټ من حديثه واتسعت عيناها صدمة لما تفوه به
تلألأت عيناها بالدموع ... لأول مرة ېجرحها ... لأول مرة تشعر بالذل والمهانة منه هو
هبطت دموعها لتلين ملامحه يلعن نفسه داخله على حديثه الغبي
رفع يده يرجع خصلاته للخلف بتوتر
آسف والله مش قصدى أنا ...
لم يكمل حديثه إثر نهوضها راكضة لأعلى محطمة القلب والروح
تطلع لأثرها بحزن يضرب قدمه بقبضة يده ڠضبا لاعنا نفسه
جرحتها يا غبى