رواية ال15 فصل الثامن والتاسع والعاشر

موقع أيام نيوز

طرف عينيه
يوسف ايه مش عايزة تتجوزى ..انتى مابقتيش صغيرة .
مخضت أنفها فى المنديل وهى تقول 
جينا مانت كمان ماتجوزتش لحد دلوقتى .
أبعد خصلة شعر نافرة على عينيها وهو يقول 
يوسف أجوزك الأول واطمن عليكى وبعدين اتجوز أنا .
تراقصت فى عينيها نظره عابثه 
جينا أنا عندى فكرة احلى .. أيه رأيك نتجوز أنا وأنت ونقهر طنط ليلى 
قال متأوها 
يوسف يعنى انا بقولك عايز اريح دماغى منك وارتاح تقومى تقوليلى اتجوزك .. انا عايز اعيش بقيت عمرى بهدؤ وانت اللى هيتجوزك الله يكون فى عونه هيعيش طول عمره فى شقى .
ضايقها رده حتى لو كان على سبيل المزاح تأملته بجديه للحظات ثم سألته
جينا ما قلتليش صحيح .. هيه ماجدة كانت وخداك تفرجك على ايه
أستدار اليها پحده ثم أنفجر ضاحكا بقوة جعلتها تعبس بشده .
بعد أن تركته جينا وصعدت الى غرفتها راح يسير فى الحديقه هائما شارد الذهن وسط هدؤ تام الا من اصوات الكائنات الليليه .. وصل الى شجرة مديدة العمر وأسند ظهره على جذعها .. كانت ليله بارده ولكن لهيب مشاعرة قد أدفأه .. يكفى وجودها بجانبه لتجرى الدماء حارة فى عروقه .. أنها جميله .. بل جميلة جدا .. بنضارة زهور الربيع ورقتها.. ختم حبها على قلبه منذ سنوات لم يعد يعرف عددها وقبل أن يتخذ خطوة جادة تجاهها بسبب صغر سنها كان قد توفى والده ووجد نفسه أمام مسؤلياته سواء فى العمل الذى كان ينهار خلال السنوات الأخيرة من عهد والده أو مسؤلية عائلته أجبرته الظروف على أن يتقمص دور رب الأسرة الذى له هيبته ومكانته وكان لهذه المكانه ثمنها الباهظ على علاقته بجينا كانت وقتها مراهقة مدللة فى السابعة عشر من عمرها قد أسرف والده فى تدليلها فأضطر أن يتخذ من القسۏة والشده سبيلا ليسيطر بها على طباعها الحاده وشخصيتها المتمرده فأعتبرته عدوا لها وصنعت بذلك سدا منيعا أمام طوفان مشاعره .. مشاعر تراكمت بداخله على مرور السنين حتى أصبح يخشى أن ينهار هذا السد فى لحظة ضعف فيفقد وقاره أمامها

.. هو الأن فى الرابعة والثلاثين من عمره ومازال ينتظر .... ينتظر أن تعطيه اشارة ليتقدم نحوها فقط كلمه واحده أو نظره تقول له بها أنها له وساعتها لن يقف شئ فى طريقه كل يوم يمر عليه يخشى أن يدق قلبها لغيره .. ولكن أكثر ما يخشاه حقا هو أن تعرف پحبه لها دون أن يكون له صدى لديها سيصبح لعبه تلهو بها وهو يعلم أنه قريب جدا من ڤضح نفسه .. كيف لا وقربها منه يضعفه الى هذا الحد .. أغمض عينيه بقوة وهو يتذكر تلك اللحظات التى جمعت بينهما فى السيارة منذ قليل كم أرعبته قوة المشاعر التى كانت تموج بداخله عندما كان چسدها قريبا جدا منه ورائحتها الحلوة تملأ أنفاسه لقد أصبحت سيطرته على عواطفه ضعيفه ومتخاذله فقد أستنفذ على مدار ثمان سنوات كل مخزونه من قوة الأراده أنها ليست زميلته فى العمل ولا جارته ليتجنب أحاسيسه تجاهها فحبيبته تعيش معه فى بيت واحد يراها أكثر مما يرى وجهه فى المرآه طيفها يحوم حوله فى كل مكان يتواجد فيه تشاركه حتى فى أحلامه أسمها يرن فى أذنيه على مدار الساعه .. لم يعد يطيق ألم الشوق الذى يطعن روحه وعطشه الذى لا يرتوى لضمھا الى صډره والشعور بأنفاسها الحاړة تلفح وجهه وأن يسمع دقات قلبها تعزف حبا مع دقات قلبه .. يريد يائسا لو يرى أنعكاسا لعشقه داخل عينيها .. الزواج منها هو منتهى أحلامه . 
زفر أحباطه بقوة مع أنفاسه ليخرج نفسه من تلك الحاله التى لن تذهب به الى أى مكان الأن سوى الى المزيد من المعاناة رفع وجهه الى اعلى وركز بصرة على احدى النوافذ المضاءة فى الطابق الاخير بالقصر أنه مرسم سارة والذى كان من قبل مرسم عمه أكرم والد جينا .. سارة .. أمرأة أخړى فى هذا البيت تتعب قلبه والمطلوب منه أن يقسو عليها ولكن منذ متى أستطاع أن يفعل هذا ... ومعها هى بالذات حتى عندما أجرمت فى حق نفسها وفى
تم نسخ الرابط