رواية جديدة مقتبسة من احداث حقيقيه الفصول من 26-30
المحتويات
سفره اليها وبقائه بجانبها.. تتمني الأن مرور اللحظات الباقية كي تبقي معه بعيدا عن الجميع
نعم تتمني لو أن نوارة بجانبها الأن ولكن محال ان تعود الي مصر.. لقد كانت ترتعب من المكان ومن شهيرة ورغم ادعائها القوة الا انها كانت تخشاها
هي الأن بأمان بعيدا عنهم ويكفيها نوح ونوارة سوف تتفهم موقفها
طردت عن رأسها اي شئ سيؤرقها الأن واخذت تعبث بسعادة بتلك الملابس التي اشترتها سهيلة فور ان علمت بموعد زفافها والذي لم يبق علي اقامته سوى ثلاث ليال.. ليال باقية وتصبح له....
امسك يزيد كف سهيلة المرتعش والذي بدا كقطعة ثلج باردة من فرط توترها ونظر اليها بحب قائلا
سهيلة انا خاېفة نكون اتسرعنا.. خاېفة عليها يا يزيد
يزيد الخۏف منفعناش بحاجة خلينا نديها فرصه تعيش يا سهيلة حرام البنت عمرها بيضيع عالفاضي
سهيلة ربنا يسعد ايام عمرها يارب
يزيد مشاكسا وانا يا ست سهيلة.. مش من حقي اقضي يومين عسل انا كمان
سهيلة انت من حقك فرحة الدنيا كلها.. من حقك عمري كله
احتضنها بقوة واحتواء وصارا الي الغرفة التي حجزها يزيد مسبقا بنفس الفندق الذي ستقضي بداخله شهر العسل فهو يعلم ان سهيلة لن تطمأن الا بالقرب منها
نظر فهد الي نوارة التي تزداد دموعها قوة مع كل صورة يقوم جاد بعرضها عليها
ابتسمت من بين شهقاتها فابتسم فهد ولما لا هو يعشق تلك الابتسامة وتحدثت اليه بمزاح يفتقده قائلة
الواد نوح كان هياكل بتي بعنيه يافهد.. جول لواد اختك يتحشم
فهد متنهدا بزيداكي يانوارة حرام عليكي.. جال يتحشم جال.. الواد فاض بيه.. اني لو مطرحه هخطفها واخبيها عن الناس
نوارة بسعادة اني كل اللي يهمني انها مبسوطة جوي
فهد مؤكدا وهو كمان مبسوط.. ربنا يعوض عليهم
قهقه جاد قائلا الست نوارة النهاردة بتتكلم بجلب جامد جوي
فهد بكيفها.. ولا تحب انادملك رباب تاخدك بعيد عننا
نوارة بحب اخوك وين يا چاد
جاد بيذاكر يامه.. عنده امتحان جريب
نوارة خابرة ياجلبي.. بس جوله يجي يجعد معانا
فهد اندهله وهات مرتك ياجچاد تلاجيها لسه منماتش
جاد لاه صاحية بتحضر العشا
فهد لاه اني معاود عمتك لحالها في الدار
نوارة اتعشي وروح يا ابوچاد
فهد لاه.. اني فرحتي النهاردة مشبعاني جوي.. يلا تصبحوا بالخير
غادر فهد وعادت نوارة لتصفح الصور مرات ومرات دون ملل
حمل نوح ميادة بخفة وكم تمنى ان يحيا معها تلك اللحظات.. هي فقط من تاق الي وصالها.. بينما كانت هي تحلق بين سماء صافية خالية من الغيوم..
تحدث بهدوء قائلة خاېفة مني ياجلبي
ميادة پخوف ارجوك يانوح خليني امشي.. انا مش هقدر.. انا حاسة روحي بتطلع
رفع وجهها اليه وقبل جبينها بحنو وحب وهمس أمام شفتيها قائلا
استحالة أفكر في أذيتك يا ميادة.. انتي حته مني خابر زين اللي في راسك دلوك بس احنا اتفجنا ننسي الماضي ونبدأ حياتنا لوحدنا.. مظبوط
ميادة افهمني يا نوح.. اني بخاف من اي حاجة لونها أبيض.. بحس ان اللون ده لازم يتلوث لازم يتغرق پالدم..... يمكن انا مش طبيعية بس..
وضع يده فوق شفتيها برقة وتحدث بلين محاولا امتصاص خۏفها
اللون الأبيض اتخلج لاجل ما يبين الجلوب يا ميادة العيب مهواش في اللون العيب چوانا احنا في ناس حجدهم بيغير لون الكون وفي ناس بطيبة جلبهم بيرچعوا البياض من تاني.. اني جدامك اها عمري كله بين ايدكي.. استنيتك سنين ومستعد استني كمان لحد ما تطمني وتعرفي اني هحبك
استكانت قليلا وظل هو يشدد من قربه الي ان ذاب الجليد المتراكم فوق الايام وتولت الألام فليس لها مكانا بين قلوب العاشقين وحل سكون يشوبه صوت انفاس ترجو اقترابا لا يتخلله فراق وزاد الهمس وازداد الاشتياق الي الحد الذي جعلها تتحدث بخفوت قائلة
بحبك
ولم ينتظر نوح بل كان قربه منها مهلكا لسنوات من ماضي ظل يعصف بأقدارهم وان الأوان لان ينالا جزءا من حياتهما المفقودة
قد يبدو السكون مريحا لبعض النفوس وقد يكون قاټلا للبعض منا فهو أرض خصبة للذكريات بحلوها ومرها يغذيها ويجعلها تنمو وقد اعتاد هو ذاك السكون وصاحبه وترك العنان لذكرياته التي تخلو من الحلو وعاش بين أركان الألم الي أن فاض به ولم يعد يحتمل
انتبه علي صوت زوجته تصرخ بقوة ترجوه ان يخرج اليها من تلك الغرفة التي يحيا بداخلها
اقترب حماد من باب الغرفة وفتح بابها ناظرا اليها بتساؤل فوجد وجهها متعبا باكيا سألها بتوجس قائلا
خبر ايه عاد..!!
نادية الحجني يا حماد شكلي هولد دلوك
حماد وااه تولدي كيف وانت في السادس
نادية صاړخة مخبراش.. الحجني وخدني علي المستشفي
تأفف حماد فهو ليس بكامل وعيه ولكن رق قلبه لها فيبدو عليها التعب القوي لذا بحث عن محفظة نقوده ومفاتيح سيارته وحمل طفلته النائمة فلا يوجد احد بالقرب منهم لتركها لديه وتوجه هو واسرته الي مصير مقدر مهما طال الزمن....
انتهي البارت
28
تنهدت ميادة بحب مرهق من سنوات البعاد وابتسم نوح بسعادة طغت فوق سماء حياته المتعبة لتعقد ميادة حاجبيه بعد قليل متسائلة بغيرة واضحة
قولي يانوح بيه عملت ايه مع عروستك.. ولا ناوي تسيبني لوحدي وتروحلها
قهقه نوح فزادها هياما به وتعلقا بوجوده الا أنه تحدث اليه بحب قائلا
وحد جالك عني هسيب الجنة وارمي نفسي في الڼار يا جلبي
مطت شفتيها بدلال فاقترب منها متحدثا ببعض الكلمات المشاكسة التي زادتها خجلا وزادته هو سعادة
زفر بعض قليل بهدوء محاولا ان يطمأنها قائلا
اني رحت لأبوها وفهمته اني متچوز ومهجدرش اتچوز تاني وخلاص حكاية وانتهت من أساسها
ميادة اممم
نوح وااه.. ايه اممم ديه ممصدجاش چوزك حبيبك وواد عمتك اياك
ميادة بجد بحب اسمعك بتتكلم صعيدي يانوحي
نوح وانتي مهتكلمنيش صعيدي ليه ولا نسيتي
ميادة مش ناسية بس عادي يعني
نوح بحب طيب ما نچرب ولو معرفاش اعلمك
غمزها بعينه فنظرت اليه بغيظ قائلة
علي فكرة بقي انت مش مؤدب
نوح مقهقا لاه اسمها جليل الحيا خليني اعلمك بالمظبوط
ميادة فعلا انت جليل الحيا
نوح وبعشجك
ميادة واني كمان بعشجك
نوح شفتي بجى اني استاذ شاطر .. ممكن بجي نطلع فوج الجو برد عليكي اهنه
ميادة اوك.. خلينا نطلع ونقعد مع ماما وبابا شوية
حملها نوح قائلا بتحذير مرح
لاه ممنوع مفيش خروج من حضڼي واصل غير لحضني وبس لا ماما ولا بابا ولا اي مخلوج
ميادة نوح وبعدين معاك
نوح كل خير يا ست العرايس
وغادرا حاملا اياها بحب بعدما القى خلف ظهره أحمالا ارهقته لسنوات....
قطع حماد منتصف المسافة الي اقرب مشفى بينما زوجته لم تتوقف عن الصړاخ پألم جعله يفقد اعصابه ليصيح بوجهها قائلا
اكتمي بجي خلاص جربنا نوصل
مديحة اااه.. يا حماد هموووت مجدراش اتحمل
حماد بحدة ناتجة عن توتره وخوفه خلاص جولتلك اعملك ايه اطير اياك
مديحة سرع شوي الله يكرمك مجدراش ياخلج
واستمع حماد الي ما تقوله زوجته ولا أحد يعلم أكان يسرع هو الي قدره أن ان قدره سارع اليه وباغته ليقلب حياته رأسا علي عقب بعدما اصطدمت سيارته بشاحنة نقل عملاقة ظهرت امامه من العدم ولم يستطع تجنبها بسبب سرعته الفائقة فانقلبت سيارته لتندفع طفلته الصغيرة بقوة خارج زجاج السيارة الأمامي فتفقد حياته علي الفور أمام أعين حماد التي امتزجت بداخلها دمائه ودموعه ليتيقن أن زرعته التي رواه في الماضي بطيشه وعنفوانه صارت شجرة ذات اغصان متشابكة الټفت حول رقبته فأهلكته واهلكت معه تلك الصغيرة التي لم يكن يرجو من الدنيا سواها....
وللمرة الثانية تعود ميادة الي مصر ولكن تلك المرة تخشى من الفراق الذي قد يهلك روحها ففيما مضى لم تكن تهتم لنوح أو لغيره ولكن الأن لا تهتم لأحد سواه.. هل تلك الحاډثة التي جعلتها هي ونوح ينهيان أيام العسل التي لم تدم طويلا ويعودان بترقب وخوف ستنتهي علي خير ام ستكون بداية لألام جديدة
امسكت ميادة بيد نوح الموضوعة فوق مقعده بالطائرة ونظر هو اليها محاولا طرد افكاره التي تطارده وتمني لو ان تسير الأمور علي خير...
أعلن الطبيب الذي خرج من غرفة حماد عن قيامهم بما يلزم لإنقاذه لكنه اعقب قوله بتلك الكلمة التي تنهي الكثير من الأمال قائلا
احنا عملنا علي اللي علينا والحالة حرجة وكله علي الله
شهقت شهيرة بفزع ومسد فهد فوق ظهرها محاولا تهدئتها ونظر نعمان اليها مشفقا علي حالها وحال ابن شقيقه الذي لم يتخيل ان ينتهي بها الحال هكذا
طلبت شهيرة الي فهد ان يساعدها علي الدخول الي ولدها ففعل ما طلبته بهدوء...
ومن يفقد احد ابنائه يخر بنيانه ويتهدم دون رأفة به ومهما حاول فيما بعد أن يعيد تشييده يبقى عاجزا وان استطاع واستكمله يستشعر نقصانه فكيف لبيت رائع الهيئة أن يفقد احد اركانه!
ورغم البعاد والقسۏة ورغم القوة الظاهرية للجميع يبقي الابن نقطة ضعف لأمه..
نظرت شهيرة الي جسد ولدها الممدد فوق فراشه الطبي بعجز
عجز جعلها تبكي بضعف وخوف مشاعر لم تمر عليها من قبل وتمنت لو أنها حلم وينتهي
تود الوقوف علي قدميه والاسراع اليه واحتضانه عله يفيق ويتحدث اليه ولكنها عاجزة فقدماها تعقبانها الأن علي ذنوب ارتكبت في الماضي وقد أن أوان حسابها
تذكرت لحظة مولده وكم كان يوما سعيدا ربما كان الأسعد بحياتها البائسة التي لوثها حقدا تولد مع مرور السنوات وسمحت هي له بالسيطرة عليها الي أن طرد ما بداخلها من حب وتسامح ولم يدع مجالا لسواه
ارادت الاقتراب من فراشه لكنها وقعت بقوة فصړخت تستغيث بأحدهم وقبل أن يأتيها أحد فتح حماد عينيها بضعف باحثا عنها لتمتلئ عينيه بدموع الاشتياق الي تلك الواقعة أرضا بجواره
مد حماد يده اليها راغبا في مساعدته لكن ضعفه وألالامه جعله يتأوه فتألمت شهيرة بدورها قائلة
ولدي.. جلب امك يا حماد.. سلامتك ياريتني اني مكانك
حماد ياااه يامه.. معجول هشوفك جبل ما أموت
رق قلب حماد لوالدته فحاول الاعتدال ومساعدتها وعندما يأس من ذلك ضغط الزر المجاور له لتأتيه بعض قليل احدى الممرضات التي ساعدت شهيرة علي العودة الي ذلك الكرسي الذي صار ملجأها الوحيد الأن
ساد الصمت قليلا ليتسأل حماد بلهفة قائلا
نوح هيرچع مېتا يامه.. رايد اشوفه
شهيرة جاي يا حماد.. راچع ياولدي ميجدرش يتأخر عنك
حماد خابر يامه.. عمره ما اتأخر عني واصل..
اشتد التعب بحماد فأغمض عينيه وتسرب الي قلب شهيرة الخۏف فنادته بخفوت وصوت مرتعش
حماد انت زين
حماد زين يامه مټخافيش
شهيرة سامحني ياجلبي.. سامحني اني السبب في كل حاجة
حماد بيأس لاه يامه مكنتيش السبب لحالك اني كمان غلطت.. كان بأيدي اتغير
متابعة القراءة