رواية روعة الفصول من 21-25
شهيرة تلتمس منها العون لتهز الاخيرة كتفها بعدم اكتراث دليلا على عدم تدخلها
التفتت صفية الى فجر قائلا بحنان
اطلعى انتى يا حبيبتى وحاولى ترتاحى شوية
هزت فجر راسها تسرع فى المغادرة تاركة للغرفة سريعا تصعد الدرج فى اتجاه جناحهم تقف امام بابه عدة لحظات تحاول التهدئة ورسم ابتسامة فوق شفتيها تستعد لدخول
لكن ما ان فتحت الباب حتى تسمرت مكانها وهى ترى الغرفة فارغة الا من عاصم ونادين
انت بتعمل ايه عندك لحد دلوقت
تقدم صلاح الى داخل حجرة المكتب الموجودة بالقصر يرى سيف منهمك فى الكتابة فوق عدة اوراق بسرعة واهتمام ولم يرد عليه ليقترب صلاح يضرب پعنف فوق المكتب قائلا
رفع سيف راسه ببطء تاركا القلم من بين يديه قائلا بهدوء
بجهز اوراق المناقصة الجديدة علشان اطلع لعاصم بيهم
التمعت عين صلاح بجشع قائلا بلهفة
حلو اوووى قبل ما تتطلع بيهم ليه اعملى نسخة منهم علشان نشوف شغلنا احنا كمان
نطق سيف بكلمة واحدة بكل حزم
لا
صلاح بدهشة وصدمة
لا بتقولى انا لا ياسيف
نهض سيف من خلف المكتب يقف فى مواجهة والده
ايوه بقولك لا لان دى امانة واللى كان بيحصل زمان مش هكرره تانى
ارتفعت ضحكة صلاح الساخرة تشق ارجاء الغرفة قائلا بعد ان توقف جاهدا عنها
والله عال وكانت فين الامانة لما كنت بتلهف منى على كل مناقصة بنسربها ربع العمولة هاااا ولا ده مش فاكره
مانا قلتلك يا صلاح بيه من هنا ورايح امور كتير اتغيرت واولهم انا سيف ابنك اللى كان طول عمره عايش فى ضلك لحد ما بقاش عنده شخصية ولا عارف يبقى حاجة فى حياته غير انه ابن صلاح العمرى
التمعت عين صلاح بالشړ وهو يستند بكفيه فوق المكتب مقتربا من سيف
بقى كده يا سيف بيه طيب ماشى بس ما متنساش انت اللى اخترت ومترجعش ټعيط لابوك لما الامانة تضيع يا بو امانة
نطق بكلمته الاخيرة بسخرية ثم يتحرك مغادرا الغرفة بخطوات سريعة غاضبة تاركا سيف يفكر فى حديثه يعرف ان والده لن يوقفه شيئ ان وضعه فى عقله من المؤكد انه اصبح هذا الشيئ
لا يا سيدى كفاية عليك كده مراتك اهى وانا هنزل بقى
نظر عاصم باتجاه فجر الواقفة تتابع ما يحدث دون ان يظهر على وجهها اى تعبير قائلا ببرود
لا بس انا عاوز اشرب العصير من ايدك انتى وبعدين فجر وراها حاجات تانية اهم
لاا خالص انا مفيش حاجة ورايا روحى انتى يا نادين يا حبيبتى شوفى وراكى ايه
لتجلس هى مكانها سريعا تمسك بكوب العصير المتروك فوق الطاولة الصغيرة
تقربه منه لترجع بانتباها مرة اخرى الى نادين الواقفة يكاد الشرر ان يتطاير من عينيها تكمل قائلة بادب مصطنع
روحى انتى يا نادين يا حبيبتى متعطليش نفسك اكيد ورراكى الاهم
ظلت نادين تنتظر اى ردة فعل من عاصم على وقاحة زوجته لكن وجدته وقد ارتسمت ضحكة فوق شفتيه حاول اخفاؤها بصعوبة لتدب الارض بقدميها قبل تغادر الغرفة بخطوات غاضبة تلاحقها شياطينها تغلق خلفها الباب پعنف
ظلت فجر تنظر فى اثرها عدة ثوانى قبل ان تلتفت اليه تقرب الكاس من فمه لكنه تجاهلها لتقربه اكثر پعنف منه وهى تهتف
اشرب العصير ولا من ايدى انا مابينفعش وبيبقى وحش
الټفت عاصم ينظر اليها بصرامة وجدية لتسرع هى قائلة بطفولية
لا مانا مش هخاف من نظرتك دى واسكت وبعدين براحتك مش عاوز تشرب انت حر
لتضع الكاس فوق المنضدة مرة اخرى پغضب تريق نص محتوياته فوقها تنهض پغضب وهى تتمتم بكلمات عاضبة غير مفهومة تتبعها حركات تمثيلية تحاكى حركات نادين فعلم منها انها تعيد تمثيل المشهد مرة اخرى ولكن بطريقتها هى فظل يتابعها بعينيه وهى تتحرك فى ارجاء الجناح تحدث نفسها بطفولية كاد ان ينفجر بالضحك ليضيع معه كل ما شعر به من ڠضب وغيظ منها خلال الايام الماضية
لتألى له النجاة فى صورة دقات هادئة فوق الباب لتتوقف هى مكانها بصمت لثوانى ثم تهتف پغضب وهى تتقدم لفتح الباب
عارف لو رجعت تانى هنا والله ها..
قطعت كلماتها وهى ترى سيف يقف امامها يشعر بالتوجس من الڠضب المرتسم فوق وجهها قائلا بتلعثم
انا.. كنت جاى يعنى اطمن على عاصم ويشوف الشغل
اسرعت فجر ترسم ابتسامة مرحة سعيدة تهتف مرحبة بيه بطريقة مبالغ فيها تفسح له المجال ليتقدم الى الداخل فورا الى عاصم الجالس بتجهم فوق فراشه يتابع فجر بعينين يكاد ان يخرج منها النيران
جلس سيف فى المقعد المجاور الى الفراش بعد القاء التحية والاطمئنان على عاصم اخرج الملف يبدء الحديث ليقاطعه عاصم يوجه الحديث الى فجر والتى اقتربت من مكانهم تقف بجوار مقعد سيف تتابع عينيها باهتمام ما يحدث قائلا بجمود
فجر انزلى اقعدى مع ماما ومامتك تحت لحد ما نخلص شغل
هزت فجر كتفها بالرفض وهى مازالت تصوب نظراتها عليهم
لا انا هقعد معاكم يمكن تحتاجوا حاجة
اڼفجر عاصم غاضبا قائلا بشدة
لا مش هنحتاج لحاجة واتفضلى انزلى بقى
زفرت فجر بحنق ثم تحركت ببطء فى اتجاه الباب تقدم قدم وتأخر الاخرى قائلا ببراءة مصطنعة
طيب اسال سيف الاول يمكن يحب يشرب هو من العصير اللى مش عجبك وابقى اعملك انت غيره
اسرع سيف بالرفض غافلا عن الجو المتوتر بينهم والحديث المزدوج المعنى ونظرات عاصم التى لو كانت ټقتل لقټلتها فى الحال وهو يضغط على حروف كلماته التى تخرج من فمه كحمم من شدة غضبه
انزلى يا فجر انزلى يا حبيبتى واحنا اول ما نخلص هبعتلك على طول علشان عاوزك فى حاجة مهمة
ضغط فوق حروف كلمته الاخيرة بقسۏة لتدرك انها قد اوصلته للحافة لتترك الغرفة سريعا خوفا من ان يقوم بقټلها فعلا دون ذرة ندم
بعد مرور ساعة وبعد ان حاولت تأخير صعودها اليه قدر الامكان دخلت جناحهم بهدوء تتلفت حولها بتوجس لترى انواره مغلقة ويعم السكون ارجاءه فلتفتت الى الباب تغلقه تتنفس براحة وهى ترى انه قد خلد الى النوم ولن تضطر الى سماع تعنيفه لها على ماحدث اثناء زيارة نادين وسيف
لكن فجاءة شعرت ليد تجذبها تلفها تسندها الباب
لينغلق پعنف بعد ان حصرت بينه التى الټفت حولها بهستريا وڠضب ليزداد الضغط فوقها وهى تسمع انفاس لاهثه بجوار اذنيها تهمس پغضب
بقى عاوزة تعرفى رائى سيف فى العصير بتاعك حاضر انا هعرفك رائه
انتى بتاعتى انا كلك على بعضك ليا
طول مانتى مراتى اياك اسمعك تتكلمى معاه او مع غيره كده تانى فاهمة
ثم تحرك مبتعدا عنها پعنف فى اتجاه الفراش دون ان يوجه اليها كلمة اخرى
وقفت فجر تستند الى الباب عدة دقائق تتنفس بخشونة تعلم انه مازال يضع ماحدث منها فى حقه منذ عدة ايام حاجزا بينه وبينها وهى لن تستطيع تخطى ذلك الحاجز بسهولة بعد ان كل ما اتهمته به لذلك يجب عليها التروى والتفكير جيدا فى كيفية الاعتذار له
افاقت من افكارها على صوته يهتف بها پغضب
هتفضلى واقفة عندك كتير ومش هنام
هزت راسها بالايجاب وهى تتحرك من مكانها لتجده وقد استلقى فوق الفراش يضجع على جنبه استعدادا للنوم
اسرعت الى الحمام لتخرج منه بعد دقائق ترتدى احدى قمصانها البيتية القصيرة ترى الهدوء يعم المكان فعملت باستغراقه فى النوم تقدمت ببطء وهدوء من الفراش تحاول سحب اغطية لها من فوقه ولكن ما ان امسكت بها حتى هبت فزعة وهى تسمع صوته الناعس يسالها دون ان يتحرك من مكانه
واخده ده ورايحة بيه على فين بالظبط
تمسكت بالغطاء بقوة ظنا منها انه سيقوم بطردها نهائيا من الغرفة
لتحاول اظهار الشجاعة فى صوتها تقول بتلعثم طفولى
هروح . علشان .هنام على الكنبة
عاصم وهو مازال على وضعه مغمض العين
سيبى اللى فايدك ده مفيش نوم على الكنبة تانى
صړخت فجر بحنق وصوتها على حافة البكاء
اومال هنام فين طيب
نهض عاصم مرة واحدة من يتكأ على ذراعه يمد اليها يده ليجذبها بشدة اليه لتسقط فوق الفراش نائمة عليه بوجهها يهتف
هتنامى هنا من هنا ورايح واياكى تتحركى من مكانك تروحى فى حتة تانية
ليتركها مكانهاثم يعتدل مرة اخرى يرجع الى مكانه يعطى ظهره لها دون كلمة اخرى
اعتدلت فجر فى مرقدها تحاول الاعتراض تفتح فمها ولكن قبل نطقها بكلمة واحدة هتف بها مرة اخرى كما لو كان يراها
نامى يا فجر خلى يومك يعدى كفاية اوووى لحد كده
استلقت فوق الفراش تحدث نفسها پغضب انه لن تقبل منه بتلك معاملة وان لن تستمع ابدا اليه وستذهب من هذا الفراش اللعېن فور استغراقه فى النوم و و.
اغمضت عينيها بأرهاق وهى مازالت تحدث وتعدد لنفسها بكل ما ستفعله به ولكن ماهى ثوانى حتى سقطت فى النوم سريعا عميق ولم تفعل شيئا واحدا بما حدثت به نفسها لاتدرى شيئ عن الذى الټفت اليها واخذ يراقبها طوال الليل دون ان يغمض له جفن