رواية روعة الفصول من 21-25
المحتويات
محدش يسال فيا ولا حتى بالتليفون ولا خلاص يا صلاح بيه بقيت ورقة محروقة عندك مينفعش يتلعب بيه
هز صلاح راسه بعدم اهتمام قائلا
انا قلت اكيد قاعد عند حد من اصحابك وعموما خلصنا واديك رجعت تانى للشركة وللقصر
سيف بمرارة
وياترى ده حصل بفضل مين
ليكمل عندما استمر صمت صلاح
اقولك انا بفضل مين بفضل عاصم اللى فضلت طول عمرى تفهمنى انه بيكرهنا ومش عاوزنا نشاركه فى حاجة عاصم اللى فضل يدور عليا وقعد معايا وتكلمنا راجل لراجل لاول مرة فى حياتى اتعامل كبنى ادم مش ورقة بتلعب بيها
عاصم يابابا اللى صمم ان جدى يسامحنى ورجعنى للشركة تانى عااصم مش ابوى ولا حتى امى اللى ولا حتى همهم انا فين
يعنى ايه يا ابن شهيرة خلاص هترمى ورقك كله لعاصم وهتلعب ضد ابوك
ارتفعت ضحكة سيف الساخرة تهز ارجاء المكان قائلا بعدها
شوفت اديك خلتها ورق ولعب من تانى مش قلتلك احنا فى حياتك مجرد ورق بتلعب بيه لصالحك الورقة اللى تتحرق تترمى وميبقاش ليها عازة
اخذ صلاح ينظر اليه بغيظ وڠضب ثم نهض يتوجه ناحية الباب مغادرا بخطوات عڼيفة ليتوقف فجاءة يلتفت الى سيف مرة اخرى قائلا بنرة تحذرية
اعمل اللى انت عاوزه يا سيف بس عقلك يقولك تلعب ضدى ساعتها هنسى اننا اب وابنه وانت عارف لما اخلى حد عدو ليا بيكون مصيره ايه
بينما سيف وقف يهمس بسخرية والم
مش بعيد عليك اى حاجة يا بابا
ظلت فجر تتابع بعينيها زوجة عمها والتى اخذت رأسها بالتثاقل لتسقط بين الحين والاخر فوق راسها من شدة نعاسها لتنهض فجر بهدوء ترتب فوق يدها برقة لتفز صفية بفزع تتلفت حولها تسال بلهفة
عاصم فيه حاجة جراله حاجة اروح اجيب الدكتور
فجر برقة وهمس حنون
عاصم بخير يا طنط متقلقيش بس قومى ارتاحى فى اوضتك وانا هنا سهرانة معاه
اسرعت صفية تهز راسها بأرهاق تهمس
لا يا حبيبتى انا قاعدة معاكى وبعدين ازاى نام وانا شيفاه بالحال ده
متقلقيش انا معاه وبعدين انتى تعبانة من فترة سهرك مع جدو روحى نامى انتى وانا هسهر والصبح تبقى تاخدى مكانى
ظهر التردد فوق وجهه صفية لتنهض بعد حين قائلة پألم وارهاق
عندك حق علشان نقدر نواصل بدل ما نتعب احنا الاتنين
هزت فجر راسها بالموافقة تدرك بانها استحالة ان تترك مكانها من جواره ابدا لكنها وجدتها حجة تستطيع بها اقناعها بها بعد ان رات شدة الارهاق التى اصبحت عليها
نهضت صفية تتجه الى عاصم المستلقى بعالم اخر تنحنى فوقه طبع قبلة حنون فوق جبهته ثم تلتفت الى فجر قائلة پألم
وجعنى اووى انى اشوفه كده ومش قادرة اسيبه
اطمنى ان شاء الله هيبقى كويس وبعدين الدكتور طمنا
صفية بهمس متحشرج
يااارب يا فجر يابنتى
ثم ابتعدت عن فجر هامسة
انا هروح ارتاح فى اوضتى بس مش هنام ولو احتاجنى اى حاجة ابعتيلى
هزت فجر راسها بالموافقة وهى تراقبها تخرج من الغرفة بخطوات متثاقلة كمن زاد عمرها مائة عام لتتنهد بحړقة تلسع عينيها الدموع والتى ظلت تحبسها طول الوقت خوفا من اڼهيارها امام زوجة عمها فټنهار هى الاخرى
اقتربت بخطوات مرتعشة من الفراش تتابعه بعينيها وهى تراه على نفس حالته ان لم يكن اسوء تشعر بخۏفها وقلقها عليه كالسكاكين تنهشها دون رحمة اوشفقة بها
جلست بجواره تتلمس وجهه بحنان تهمس بداخلها بالف اعتذار له ولا تقدر شفتيها على نطق بكلمة واحده منها فقط تعلم ان ذنبها عظيم وانها السبب فى كل ماحدث له واهماله لنفسه ولصحته
التفاجىء به هو الاخر يهمس بصوت مټألم باسمها لترفع راسها تنظر اليه ظنا منها انه قد استيقظ لكنها وجدته مازال على وضعه لكنه اخذ يتحدث كما لو كان فى بداخل حلم يهمس بكلمات متقطعة
فجر انا تعبان اووى فجر .متبعديش عنى .ابعدى عنى انا .لااا تعالى فجر
ظل طول هذيانه يتقلب فى الفراش پعنف يبعد عنه الاغطية پغضب تجده وقد اخذ جسده يتصبب عرقا فلم تجد حلا امامها سوى بالاستلقاء فى الفراش بجواره تضمه الى جسدها تحاول السيطرة على انتفاضة جسده العڼيفة وهى تهمس بكلمات مطمئنة وتخبره بوجودها الى جواره ليظل على حالته هذه لعدة دقائق حتى همد جسده فجاءة يغرق بعدها فى النوم قد عاد تنفسه لهدوءه فظلت تتابعه بعينيها حتى اثقلها الناعس لتغمض عينيهابارهاق تحس بالدفء يتسلل اليها فټغرق فى نوم عميق
استيقظت فجر منه يد تبعد خصلات شعرها عنه بحنان لتتنهد براحة وهى تمرمغ وجهها فى ذلك الدفء تفتح عينيها ببطء لتجد نفسها ترفع وجهها سريعا اليه تجد مستيقظ هو الاخر فارتسمت السعادة فوق وجهها وهى تراه بحال افضل عن الامس تهتف بأبتسامة فرحة
صباح الخير . الحمد لله شكلك احسن عن امبارح كتير
لم يرد عليها تحيتها بل ارتفع فوق وجهه قناع البرودة والجمود قائلا بخشونة
ايه اللى نيمك جنبى كده اتفضلى قومى من هنا
اسرعت فجر بالنهوض من مكانها تعتدل فى الفراش قائلة وهى ترجع خصلاتها خلف اذنيها بحرج
اصل انت امبارح كنت تعبان وانا.
قاطع عاصم كلماتها هاتفا بسخرية
فا قولتى تريحينى
ليكمل بقسۏة وهو يعتدل هو الاخر فوق الفراش يضع اكبر مسافة بينهم
شكرا يا ستى بس ياريت ماتكررش تانى انا مستغنى عن خدماتك
شعرت فجر پألم من قسۏة كلماته تلك تنهض سريعا من الفراش تحاول مدارات المها قائلة بهدوء
انا هنزل اجهزلك حاجة خفيفة علشان تاخد الدوا
قاطع عاصم حديثها وهو يتحرك للخروج من الفراش ببطء
مش عاوز حاجة
ليسالها بغلظة بعدها هى الساعة كام دلوقت
فجر وهى تنظر الى الساعة الموضوعة بجوار الفراش بصوت منخفض
الساعة داخلة على ستة الصبح
تأوه عاصم پألم فور ان استقام واقفا يمسك بمعدته لتسرع فجر اليه بلهفة تحاول تبين ماحدث له فحاول هو الابتعاد عنها رفضا لمساعدتها لتصتدم قدمه بالفراش خلفه ينهار فوقه يتأوه مرة اخرى فلم يقاومها هذه المرة تساله برقه وهى تملس فوق خصلاته
قولى عاوز تعمل ايه وانا اعملهولك انت لسه جسمك ضعيف
اغمض عاصم عينيه مستسلما للمساتها الحنون قائلا باجهاد
عاوز اجهز علشان لازم انزل الشركة النهاردة فى ورق لازم يتمضى
كادت ان تصرخ فجر تعنفه على حديثه هذا لكنها تراجعت فى اللحظة الاخيرة تفضل الحديث اليه بهدوء تعلم انه ليس من الافضل لهم الان تلك الطريقة فى التعامل لاتريد ان تفقد لحظة هدوئه هذا معها لتقول بمداهنة كما لو كانت تحدث طفل صغير
خلااص سيبنى اساعدك علشان تقدر تخلص بسرعة انما لو كنت لوحدك انت شايف مش هتقدر ازاى
صمت عاصم عدة لحظات كما لو كان كبريائه يأبى عليه بالموافقة
لكنه استسلم لصوت العقل بداخله يهز راسه بالموافقة لها
لتنهض على ركبتيها ترفعه معها حتى استقام جالسا هو الاخر فتنهض سريعا امامه تجذب اليها برفق حتى استطاع ان يستقيم واقفا تضع يدها حوله ليسيرا باتجاه الحمام بخطوات بطيئة حتى وصلا اليه ليقف عاصم فجاءة قائلا بصوت حاول جعله حازما رغم ضعفه
خلاص انا هكمل بعد كده خليكى انتى
هزت فجر راسها بالموافقة تتركه ببطء لا تحاول مجادلته تراه يستند فوق اطار الباب يتقدم بضعف حتى اغلق الباب خلفه لتظل تنتظره خارجه بقلق لعدة لحظات كادت ان تفتح فيها الباب اكثر من مرة من شدة قلقها ثم تتراجع فى اللحظة الاخيرةخشية من غضبه وتعنيفه لها
مرت دقائق طويلة حتى استمعت اخيرا الى صوت الباب وعاصم يخرج منه بصعوبة وضعف وجهه شديد الشحوب كما لو كان هذا المجهود البسيط استنزف كل الطاقة التى اكتسبها فهبت اليه تسرع فى اسناده تتجه به الى الفراش مرة اخرى ليحتج بهمهمة ضعيفة تجاهلتها هى كما لو كانت لم تسمعها حتى وصلت به الى السرير لتجعله يستلقى فوقه براحة ليقول باحتجاج
عاوز اجهز علشان الشركة
اسرعت فجر قائلة وهى تعدل من وضع جسده بهدوء
طيب انا عندى اقتراح ايه رايك نكلم سيف او عمى صلاح وهما يشوفوا الورق ده ولو الموضوع محتاج وجودك يقدر سيف يجيبلك الورق لحد هنا
ارتفعت عينيه ينظر اليها ترتسم الصرامة داخلهم رغم مرضه لتكمل هى بصوت حاولت جعله طبيعيا
ده مجرد اقتراح بس طبعا انت اللى تقرر ايه الانسب
ثم وقفت بجواره صامتة تعدل الفراش من حوله لجعله يظن انه صاحب القرار الاول والاخير لتتنهد براحة خفية وهى تسمعه قائلا
انا شايف ان سيف يقوم بلازم ولو احتجنى يقدر يجيلى هنا
ابتسمت بفرحة اسرعت تداريها لترفع له وجه شديد الجدية
طيب وعما سيف يصحى تكون انت اخدت العلاج وارتحت شوية علشان تقدر تتكلم معاه
هز راسه بالموافقة بضعف لتسرع هى فى النزول لاسفل لتحضير افطار خفيف ليبتسم هو برقة فور مغادرتها الغرفة يدرك محاولاتها جيدا لكنه اراد ان يجاريها فيها يتابع بتسلية كل ما تفعله
مر اليوم بيهم ما بين شد وجذب كانت فيه الغلبة لها تعلن انتصارها بعد كل جولة بينهم حتى ولو ظن هو انه صاحب القرار فى النهاية ليمر اليوم مابين حضور الطبيب لاطمئنان على استجابة عاصم للعلاج والذى ابدى استحسانا شديد لتقبله له وبين حضور الجميع لاطمئنان عليه حتى الجد الذى اتى متحاملا فوق عكازه يمضى وقتا طويلا معه تركتهم فيه لتنزل الى اسفل تتناول طعام العشاء مع الجميع فى الاسفل لتهب نادين فور دخولها الغرفة تعلن عن انتهاءها من تناول طعامها وتسرع فى المغادرة فورا ليظل الحديث من بعد خروجها هادىء لا يشوبه اى شائبة على غير العادة
انطلقت بعد انتهاءها تسرع بلهفة للمغادرة لتستوقفها زوجة عمها صفية قائلة لها بحنان
روحى يا حبيبتى انتى ارتاحى شوية وانا هطلع لعاصم انتى سهرانة طول الليل معاه
اسرعت فجر ترفض قائلة
لا انا مش حاسة بتعب ابدا .انا هطلع اشوفه لو محتاج حاجة ولو احتاجت لحاجة هقول لحضرتك
اسرعت امها قائلة بحنان وهى تبتسم لصفية
سبيها يا صفية هو استحالة هتسيبه لثانية دى بنتى وانا عرفاها
تبادلت ثريا وشهيرة نظرات الغيظ لتسرع ثريا قائلة بخبث
طبعا تربية امها عارفة امتى وازاى تظهر حنيتها وحبها
ضحكت شهيرة بسخرية بصوت عالى لتهم فجر بالرد عليهم لكن اوقفتها نظرة عين من والدتها تنهيها عن هذه لكن ارتفع صوت صفية قائلة پغضب هادىء
فعلا ربتها كويس على الطيبة والحب مش مليت قلبها قسۏة حتى على اقرب الناس ليها وفعلا هى بتبقى تربية الام
احتقن وجه ثريا بالڠضب تدرك معنى حديث صفية لها والمقصود منه تلتفت سريعا الى
متابعة القراءة