رواية وهم الفصول من الثالث عشر للسادس عشر

موقع أيام نيوز

لمشاعرك الحمقاء.
تلقى رامز اتصالا هاتفيا من شقيقته تهنئه بمناسبة افتتاح الشركة ثم ناولت الهاتف لزوجها الذي تمنى التوفيق لرامز.
ظهرت ابتسامة واسعة على ثغر رامز قائلا
تسلم يا منير وألف مبروك ليك على الترقية.
أنهى رامز المكالمة بعدما ودع شقيقته وزوجها وتذكر عندما تزوجت أمنية قبل عامين من شخص خلوق تقدم لها وسافرت معه للخارج بعدما تم الزفاف.
غادر رامز الشركة بعدما أنهى جميع الأعمال التي كان يتوجب عليه إنجازها ثم ذهب إلى عيادة الطبيب النفسي الذي يذهب إليه من حين لأخر حتى يتحدث معه فهو قد تمكن بمساعدة هذا الطبيب من الاستمرار في حياته بعد سلسلة المصائب التي مر بها وعلى الرغم من تخطيه لندوب الماضي إلا أنه يشعر بحاجة ماسة للتحدث مع هذا الطبيب والبوح أمامه بما يجيش في صدره.
دلف رامز إلى غرفة الطبيب وجلس أمامه فسأله الأخير عن السبب الذي أحضره إلى العيادة بعدما أخبره في المرة الماضية أنه لن يأتي إليها مرة أخرى
إيه اللي حصل معاك المرة دي يا رامز أنا سمعت أنك قدرت تفتح شركتك اللي فلست قبل كده وده شيء المفروض يخليك سعيد ومبسوط.
أخذ رامز شهيقا وزفيرا وتنهد قائلا بوجوم
أنا فعلا مبسوط بخصوص الشركة بس حاسس بخنقة كبيرة أوي جوايا منغصة عليا فرحتي.
ضيق الطبيب عينيه وهو يسأله
هل سبب حزنك متعلق بابنك اللي طليقتك مانعاك تشوفه ولا فيه حاجة تانية غير الموضوع ده
وضع رامز كفه أسفل ذقنه ومط شفتيه بعدما قال
أنا زعلان أوي على أمي هي أكتر شخص ساندني في محنتي ومش طلبت مني غير مقابل واحد وهو أني أفرحها وأتجوز مرة تانية.
سأله الطبيب مستغربا حزنه من هذا الأمر
طيب وإيه المشكلة في الموضوع ده!
أجابه رامز بصراحة كاشفا عما يدور بداخله
المشكلة هي أني مش طايق الفكرة دي من الأساس تقدر تقول أن من ساعة ما داليا غدرت بيا وحرمتني من ابني وأنا كاره كل الستات وشايف أنهم انتهازيات زي داليا أو طيبين لدرجة غبية زي نادين وأنا مش عايز أرتبط بواحدة وأسيبها زي ما عملت قبل كده في بنت خالتي أو أطلع عليها عقدي لو كملت معاها واتجوزتها.
حرك الطبيب القلم الذي يمسك به في يده بحركات دائرية فوق ورقة بيضاء موضوعة على سطح مكتبه قائلا
أفهم من كلامك يا رامز أن والدتك عايزاك تتجوز وتنسى اللي حصلك من داليا بس أنت رافض فكرة الارتباط وده عامل مشكلة بينك وبينها.
أومأ رامز قائلا بوجوم ارتسم على وجهه بعدما تذكر نظرات العتاب التي رآها في عيني والدته قبل مغادرته المنزل في الصباح الباكر
بالظبط كده ماما مش قادرة تفهم أن أنا مش عايز أغلط نفس الغلطة لما سمعت كلامها وخطبت نادين وفي الأخر ظلمت نفسي وظلمتها معايا لما تخليت عنها قبل ميعاد الفرح بفترة قليلة.
عدل الطبيب من وضع نظارته قبل أن يتحدث بجدية
بص يا رامز طول ما أنت حاطط داليا في دماغك هيكون صعب عليك أنك تبدأ من جديد أنا قولتلك قبل كده وهقولها تاني لازم تنسى كل اللي حصل بينك وبين طليقتك وتشيل فكرة الاڼتقام منها من رأسك عشان تقدر ترتاح وتكمل حياتك.
حرك رامز رأسه مستنكرا فكرة عدم الاڼتقام من داليا وعزام بعدما دمرا حياته وحرماه من رؤية ابنه الوحيد
أنا مش هنسى داليا ولا اللي عملته فيا غير في حالة واحدة بس وهي أنها ترجعلي إسلام اللي مش قادر أعرف عنه أي حاجة لحد دلوقتي.
تنهد الطبيب ثم نظر إلى رامز وأخبره بطريقة علاج فعالة سوف يلجأ إليها معه وهي طريقة الجلسات النفسية الجماعية.
اعترض رامز في البداية على فكرة الطبيب ولكنه انصاع له في النهاية بعدما تمكن الأخير من إقناعه.
نظرت هانيا في المرآة إلى هيئتها بسعادة ثم التفتت إلى زوجها قائلة بسرور
إيه رأيك في الفستان ده يا زياد
أجابها زياد وهو يقترب منها بضع خطوات
جميل جدا يا حبيبتي أنت طول عمرك ذوقك حلو وبتختاري على طول الحاجات اللي بتخليك تباني جميلة ومميزة.
شعرت هانيا بالرضا بعدما سمعت كلمات زياد الذي لم يهتم لثمن الفستان الباهظ على عكس محمد الذي كان ينهرها دوما ويتشاجر معها عندما تخبره أنها قامت بشراء فستان جديد.
تذكرت هانيا ما حدث بعدما انقضت فترة عدتها فقد حضر زياد إلى منزلها وطلب يدها ولكن رفض شقيقها الأمر ولم يوافق إلا بعدما رأى إصراراها وتمسكها برأيها.
كان من المفترض أن يتم الزواج بعد بضعة أشهر من انتهاء العدة ولكن تم تأجيل الأمر بعدما ټوفي أحد أقارب والد هانيا التي اضطرت للانتظار أكثر من ستة أشهر حتى تتزوج بزياد.
مرت ثلاث سنوات على زواج هانيا بزياد عاشا فيها حياة سعيدة للغاية فقد كان معظم وقتهما مشغولا بالسفر والتنزه وحضور حفلات أصدقائهما ولم يكن يشغل بالهما أي شيء فكل منهما لم يفكر في مسألة الإنجاب لأنهما أرادا أن يقضيا أوقاتا ممتعة قبل أن يتحملا مسؤولية إنجاب طفل وتربيته.
اختفت الابتسامة من
تم نسخ الرابط