رواية كاملة 24 الفصول من السابع عشر للتاسع عشر

موقع أيام نيوز

التقت خاصته وبدأ هو الآخر يأكل ولكنه استقام واتجه ليجلس بجوارها عندما اشارت بيدها له أن يأتي بجوارها لتريه شيئا على الهاتف كانت بيد تمسك الشطيرة وبالأخرى الهاتف وتقلب في الصور تريه مجموعة مختلفة من الأحذية التي رأتها اليوم في تسوقها تأخذ رأيه وأيهم أجمل ثم تنتقل لقسم آخر في الصور وتريه إحدى مغامراتها مع أخيها وتشرح كل صورة وموقفها فيعم في المكان جو مرح يشوبه الضحك المتبادل بينهما !! 
على الجانب الآخر من العالم تحديدا في أحد منازل المانيا الفاخرة تجلس امرأة سبعينية على مقعد وثير وبيدها أحدى الكتب باللغة الإلمانية تقرأ بها في تركيز شديد وترتدي نظراتها الطبية بدت امرأة شامخة وذات قسمات وجه صارمة تنضج بالشدة والقوة بها قليل من جمال الشباب نتيجة لاهتمامها المفرط بمظهرها وصحتها تملك جسد بصحة جيدة ومتوسط الحجم ولوهلة من يراها لا يعتقدها تخطت عقدها الثامن أبدا 
سمعت صوت حفيدتها الجميلة تهتف برقة 
_ Guten morgen oma صباح الخير ياجدتي 
التفتت برأسها لها وقالت بابتسامة حانية 
_ صباح النور ياحبيبتي يلا عشان تفطري قبل ما تطلعي
قالت ميار في عجالة من أمرها وهي ترفض رفضا قاطعا 
_ nein ich kann nicht لا لا استطيع 
قالت الجدة في حزم وضيق 
_ مش هينفع ياميار تخرجي من غير فطار افطري بسرعة مش هتتأخري على الحفلة
هرولت ناحية الباب وقد كانت ترتدي فستان بحمالات يصل إلى ركبتيها بالضبط وتترك العنان لشعرها الاسود فارسلت قبلة في الهواء لجدتها تجيبها بالمصرية أخيرا وهي تضحك 
_ باي يانينا مش هتأخر متقلقيش
ثم خرجت واستقلت بسيارة صديقها الذي كان ينتظرها بالخارج بعد أن تبادلا أما الجدة فكانت تفكر في ابن أخيها التي اسرعت أمه وزوجته قبل عودتها حتى لا تتعقد الأمور أكثر !! 
فتحت شفق الباب ظنا منها أن الطارق هو كرم ولكنها عقدت حاجبيها باستغراب حين رأت رفيف أمامها فافسحت لها الطريق بالعبور وهي ترحب بها بسعادة امتزجت بنظرات الحيرة 
_ ادخلي يارفيف عاملة إيه .. ليه متصلتيش بيا تقوليلي إنك جاية 
قبضت على رسغها وسحبتها بعدما اغلقت الباب خلفها وجلسوا على الأريكة لتقول رفيف في وجه مضطرب 
_ أنا جيتلك عشان تشوفيلي حل لإن أنا حرفيا في مصېبة
اتسعت عيناها بهلع وظهرت علامات الړعب على محياها وفورا اجابتها في خوف وقلق بالغ 
_ مصېبة إيه قولي متقلقنيش بالله عليكي اكتر من كدا !
_ زين عايزني اشرف على تعديلات المطعم اللي بابا الله يرحمه كان قافله من سنين وعايز يمسكني الإدارة بمجرد ما اخلص آخر ترم في الكلية !
هدأت نفسها المضطربة والوجلة وقالت في هدوء بتعجب 
_ طيب كويس هي دي مصېبة يعني !
أكملت وقد ازدادت ملامحها ارتباكا 
_ استني ما أنا جيالك في الكلام أهو .. عارفة مين بقى المهندس اللي هيكون هناك عشان التعديلات اللي هنعملها وأنا هشرف معاه !
حدجتها بأعين متسائلة تطالب باستكمال حديثها لتعرف من هو الشخص لتظهر رفيف عن ابتسامة عريضة وبلهاء وهي تقول 
_ إسلام اخو ملاذ
شهقت بدهشة ووضعت كفها على فمها تكتم ضحكتها ثم أجابتها بتأكيد 
_ مش ده برضوا اللي حكتيلي قبل كدا عنه وإنك كنتي معجبة بيه !
قالت وهي تجز على أسنانه من الغيظ والتوتر 
_ ومازالت للأسف أنا بحاول اتجنبه أصلا بقيت كل ما اشوفه مع ملاذ وشوفته كذا مرة في الشركة من فترة وبقيت اعمل نفسي مش واخدة بالي آخر واحد توقعت إنه يدخلني في الحوار ده زين لإنه مبيبحبش الاختلاط أصلا وحتى في الشركة بيخلي تعاملي محدود مع الموظفين وبيضيق عليا جدا
_ طيب وإنتي مش عندكم تقريبا اخو يسر ومهندس زينا ليه مدهوش هو الموضوع ده
قالت موضحة الأمر ببساطة أكثر 
_ علاء مش فاضي وكذلك حسن وكرم وحتى هو زين مش فاضي محدش فاضي كلهم مشغولين الفترة دي جدا ويسر ملهاش في شغل الهندسة أوي فمفيش غيري وهو بنفسه قالي إنه لو كان ينفع يخلي حد منهم يمسك الموضوع مكنش ادهولي ابدا لإن زين ومتشدد ده غير إنه بېخاف عليا جدا زي كرم .. بس أنا فاهمة الموضوع هو واثق في إسلام لإنه الحق يتقال هو محترم جدا جدا وكمان واثق فيا وعارف إني هخلي حدودي في الشغل بس وده فعلا اللي هعمله بس فكرة إني هضطر اتعامل معاه علطول بحد ذاتها قادرة إنها توترني من قبل ما اشوفه... يعني هو زين ملقيش غيره مافي ألف مهندس !!
ضحكت وقالت في صوت رخيم وعقلية رزينة 
_ ولا توتر ولا حاجة ده شغل وإنتي حطي في دماغك إنه شغل هتلاقي الموضوع سهل وكمان عشان متحصلش مشكلة مع زين لو حس إنك بتتخطي حدودك معاه حتى لو من غير قصد
اخذت تقرض اظافرها بوجه مرتبك بشكل زائد عن الحاجة وهي تجيبها بتوتر مبالغ 
_
تم نسخ الرابط