رواية كاملة 24 الفصل الاول والثاني والثالث

موقع أيام نيوز

المقابلة التقليدية كأي رؤية شريعية وغادرت هي وأمها وبقوا هما مكانهم فنظرت هدى لأبنها وهتفت مبتسمة باتساع 
_ إيه رأيك البنت قمر وأدب واحترام صح 
هتف بخنق مستنكرا 
_ أهاا فعلا أنا لو كنت أعرف كدا مكنتش وافقت إني آجي أشوفها أصلا
فهمت مقصده جيدا فقهقت بقوة وهتفت ضاحكة 
_ ربنا يقدم اللي فيه الخير يابني صلي استخارة وخد قرارك النهائي وهنستني ردها هي كمان
أشار بيده للنادل أن يأتي لكي يدفع له حساب المشروبات التي طلبوها منذ قليلا وعندما أخبره بالثمن أخرج النقود وتوجه للكاشير ثم دفع وأشار لأمه بأن تلحق به واستقروا بسيارته وانطلقوا عائدين للمنزل .
على الجانب الآخر كان سيف يجلس مع كرم داخل مكتبه في الشركة ويتحدثون بطبيعية وحديثهم لا يخلوا من المرح والمزاح ووسط المزاح قال كرم باستغراب 
_ مقولتش إيه سبب زيارتك .. أول مرة تاجيلي الشركة !
صمت لثوان وهو يتنهد بعمق ووجه مرير ويبدو عليه القلق مما جعل ابتسامة كرم تختفي فورا ويحل محلها القلق المماثل له وازداد الأمر سوءا عند قوله 
_ أصل أنا طالع مأمورية بليل فقولت آجي اسلم عليك
قطب حاجبيه بتعجب وهتف بعدم فهم 
_ طاب وإيه الجديد يعني ما أنت علطول بتطلع مأموريات !
مسح على وجهه وغمغم بمرارة وخوف كان واضحا في نبرة صوته 
_ المأمورية دي خطېرة ياكرم وأنا مش ضامن ممكن ارجع منها ولا لا .. عشان كدا جيتلك لو حصلي حاجة وأكيد أنا مش محتاج أوصيك على أمي وأختي هما ملهمش غيري وأنا معنديش حد أثق فيه ولا اسلمهم ليه وأنا مغمض غيرك
أثارت كلماته في نفسه وهيجت مشاعر الخۏف أيضا بداخله من أن يخسر صديق عمره ودربه ولكنه لم يعيره اهتمام وهتف مشاكسا 
_ توصيني إيه !! إنت عبيط ياد من امتى وإنت بتروح مأمورية وشايل كفنك على إيدك ده هما بيختارولك المأموريات دي مخصوص عشان عارفين كفاءتك بطل هبل بقى
غمغم بيأس ونظرة منطفئة 
_ المرة دي أنا حاسس إنها غير ياصاحبي ! .. وأنا لو مكنتش بعتبرك اخويا عمري ما كنت هقولك خلي بالك من أمي وأختي لو حصلي حاجة
أطال النظر في عيناه فتمكن منه شعور الړعب والقلق ولكنه للمرة الثانية لم يدعه يسيطر على مظهره الخارجي حيث رفع سماعة الهاتف وتحدث للسكريترة طالبا منها قهوة لكيلهما ثم هتف محدثا إياه بضيق واضح 
_ إنت عيل نكدي أصلا تشرب قهوتك ويإما تتكلم في موضوع عدل ياتتكل على الله
ضحك بقوة عندما فهم السبب وراء ضيقه هذا ففضل أن لا يزعجه أكثر فربما تكون هذه مقابلتهم الأخيرة حقا ! .
في مساء اليوم ......
بعد رحيل سيف ووداع شديد من أخته وأمه ممتزج بدموع الخۏف والقلق كانت تجلس شفق في غرفتها مع صديقتها التي أتت لها بعد رحيل أخيها بنصف ساعة .
هتفت مروة بحماسة تضمر خلفها المكائد واللؤم 
_ خلاص بقى ياشفق إن شاء الله هيرجعلكم سالم وبخير
_ أمييين
_ أنا النهردا اشتريت هدوم بيتي فظيعة وحابة اخليكي تجربيها قبلي وأشوفها عليكي
_أجرب إيه بس يامروة أنا مليش مزاج للكلام ده !
قالتها بفتور حقيقي وخنق فتكمل صديقتها برجاء 
_ عشان خاطري ياشفق والله هيبقوا فظاع عليكي
استسلمت لأمرها وأخرجت الملابس من الاكياس فدهشت بها حيث كانت بالنسبة لفتاة تعيش مع أشقائها وأبيها فصاحت به پغضب 
_ نهارك اسود إنتي بتلبسي كدا قدام أخواتك وأبوكي !
_ أكيد لا طبعا بعدين إنتي ناسية إن اخواتي متجوزين وبابا مسافر في السعودية يعني مفيش غيري أنا وماما في البيت فبلبس براحتي.. يلا بقى ياشفق البسيهم
تنهدت بنفاذ صبر ثم طلبت منها ان توليها رفعت هاتفها وهي تقول مبتسمة 
_ إيه يابت الحلاوة دي لا أنا لازم اخدلك صورة
جذبت الهاتف من يدها پعنف وهتفت بصرامة 
_ يابنتي هوريها لماما هي ماما غريبة عنك ياشفق هعمل بيها ايه الصور يعني بطلي هبل .. هوريهم لماما أول ما أروح وهمسحهم علطول أكيد
رفعت أصبعها السبابة في وجهها وهي تقول محذرة إياها بحدة بعد ان استطاعت أن ټخدعها بسهولة بكذبتها 
_ تمسحيهم علطول يامروة وإلا والله هزعل منك بجد
وبعد انتهائهم ذهبت شفق لتجلب لها
تم نسخ الرابط