رواية كاملة 5 الفصول من الثالث وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

طالعته بعتاب ليميل ويقبل جبينها برقة كاعتذار عن غضبه عليها ويهبط بقبلاته الي وجنتيها هامسا 
بحبك...ومش قصدي أزعلك...وقت ڠضبي مبشوفش حد وانتي عارفة...
لم تستطع منع ابتسامتها من الظهور لتبتعد برأسها قليلا هامسه 
حاسة بيك و مطلبتش تبرير لأفعالك بس ڠصب عني قلبي بيوجعني لما تقسي عليا او تبعد عني!
تأمل عيناها الزرقاء التي أسرته في عشقها منذ أول نظرة ليرفع كفها ويلثمه بحنان دون ان يبعد بصره عن عينيها قائلا 
بقي حد يزعل القمر ده دانا حيوان !
فلتت ضحكاتها لتشهق حين حملها بين ذراعيه وهو يغمز قائلا بعبث مشاركا اياها ضحكها 
داحنا هنصالحوكي يا شابة !
 
أمسكت الهاتف بغيظ حين استمعت لضحكاتهم العالية فهو سعيد ويضحك برفقة زوجته وهي هنا تعاني من ألم الفراق بسببه! أرسلت له رسالة باللغة الانجليزية تنفث بها عن اشتياقها 
ظننت أنك ستحارب لتتزوجني وستلحق بي الي مصر لكني اكتشفت اني أحببت وغد لعين !!
نفخت بضيق لتستقبل رسالته وتتسع حدقتيها رويدا رويدا وهي تقرأ ما كتبه 
انتبهي لألفاظك أيتها الصغيرة ! لا تظني ان وجودك في منزل أخيك يمنعني من القدوم وتهذيبك فتاتي الوقحة ! ويبدو اني سأعاقبك علي أخطاء كثيرة فكيف لم تخبريني ان بلادكم بهذا الزحام!
فلتت منها صړخة سعيدة لتتصل به فورا وتصرخ بحماس شديد ما ان أجاب 
داني ! قل انك تمزح! انت حقا بمصر أيها البغيض لما لم تخبرني بوصولك 
أبعد الهاتف قليلا من صړاخها العال الذي كاد يثقب أذنه ليقول بضحك 
اهدئي صغيرتي لقد وصلت الي الفندق للتو!
متي ستأتي لتطلب يدي أنا لم أعد أحتمل الجلوس بهذا المكان! 
ابتسم بحنو قائلا بشرود 
سأتي قريبا عزيزتي لكن هناك أمرا يجب أن أنهيه فقد حان وقته!
قطبت جبينها وما كادت تسأله حتي أدركت عما يتحدث لتهمس بحزن 
ستقابل أباك اليس كذلك 
صمت متنهدا بحرارة فكم اشتاق له لتردف بابتسامة 
أتعلم داني...نحن لدينا عادة إذا أراد الشاب أن يتقدم لفتاة للزواج منها أن يأتي برفقة أبيه او والدته لذلك سأنتظرك أن تأتي مع والدك وتطلب يدي للزواج !
أغمض عيناها يسيطر علي رغبته باختطافها تلك الصغيرة التي سړقت قلبه وتفهمه من دون كلام وتجيد مواساته والتخفيف عنه رغم المسافات بينهم ليقول بجدية 
سأغلق الأن وسأحادثك لاحقا ...
تفهمت رغبته وأغلقت الهاتف لتشرع في تقبيله بعمق كالمراهقات وترتمي علي الفراش هامسه في نفسها 
هحبك ايه اكتر من كده بس...
 
وضع رأسه بين كفيه متنهدا بتعب وبالكاد يكبح دموعه بصعوبة هب واقفا حين خرج الطبيب ليتسأل بلهفة  
هي كويسة صح 
أجابه الطبيب بعملية 
متقلقش يا سيادة المقدم بنت حضرتك بخير هي بس حطينها علي جهاز التنفس بس محتاجك معايا دقيقتين...
تنفس الصعداء ليومأ له وقد أستعاد قناعه الصلب ليتجه نحو مكتب الطبيب ويجلس ويبدأ بسرد ما حدث للطبيب الذي عقب بجدية 
دي مش نوبة فزع عادية انت محتاج تشوف دكتور نفسي واضح انها عندها مشكلة نفسية واكيد شافت حاجة فكرتها بيها!
مسح وجهه مغمغما بضيق 
انا قولت كده برضو لأن لو نوبة فزع كانت استجابت وقعدت كام دقيقة وخلاص بس هي كأنها مش شيفاني أصلا! 
أنا هكلم دكتور شاطر أعرفه استأذنك دقيقة وهبعتهولك...
غادر الطبيب ليتركه في حيرة من أمره أأ صغيرته تعاني بهذا الشكل تري ماذا حدث معها لتصل الي تلك الحالة قاطعه صوت الطبيب الشاب 
أهلا يا سيادة المقدم! 
صافحه ليجلس أمامه بابتسامة بسيطة ويطلب منه سرد كل ما يعلمه عن الصغيرة فحكي له كل ما حدث منذ وجدها ليقاطعه بتساؤل 
لحظة لحظة...انت قولت قالتك ايه لما سألتها هي بنت مين ولا تاهت ازاي 
قالتي انها مش فاكرة حاجة غير انها من يوم وعيت علي الدنيا لاقت نفسها في الشارع وملهاش حد لحد ما العصابة خطڤتها هي وكام عيل كمان...
غمغم بتفكير 
اممم... فقدان ذاكرة! هي مش فاكرة أي حاجة عن حياتها قبل الخطڤ...كده أكيد في حاډثة اثرت عليها لدرجة انها جالها فقدان ذاكرة بنعتبره هروب من الواقع عقلها وسنها الصغير مستحملش الحاډثة أيا كانت فقام مسح كل ذكرياتها! طب ايه الي خلاك تفكر انها مش نوبة فزع عادية 
صدم مما قاله الطبيب فبالفعل صغيرته لا تذكر شيئا عن حياتها الماضية لكنه برر ذلك لصغر سنها وأن الأطفال لا يتذكرون كل شئ ولكنه غفل أنهم لا ينسون كل شئ أيضا! ليهتف 
علشان نوبة الفزع بتستمر من 5 ثواني لكام دقيقة مش أكتر وغير انها ماكنتش واعية ومش شيفاني خالص لما حاولت أطمنها بصوت عال وأخدتها في حضڼي علشان تطمن ده الي اعرفه عن نوبة الفزع بس مع ذلك مستجابتش خالص بالعكس حالتها كانت بتسوء أكتر!
مط شفتيه بتفكير مردفا 
تمام...اسمحلي دلوقتي أتكلم معاها شوية وبعد كده تنتظم معايا علي جلسات وانشاء الله خير...
دلف الي غرفتها ليجدها تطالعه بأعين دامعه وتفتح ذراعيها في دعوة لاحتضانها ليقترب ويجلس جوارها ويضمها اليه بقلب مكلوم علي حالتها لتقول ببراءة وحزن طفولي 
أحنا في المستشفى ليه بابي 
ربت علي خصلاتها قائلا بحنان 
مفيش يا روح بابي انتي بس تعبتي شوية وخلاص بقيتي كويسة وشوية وهنروح...
دلف الطبيب الشاب بابتسامة هادئة ليهتف بلطف 
أزيك يا أنسة تقي عاملة ايه دلوقتي اعرفك بنفسي أنا دكتور عاصم وكنت عايز اطمن عليكي...
نظرت له بعبوس لټدفن وجهها في صدر إلياس وتزيد من ضمھ ليدون علي ورق صغير بعض الملاحظات ويكمل بنفس نبرته المرحة 
طب حتي بصيلي يرضيكي يعني واحد حلو زيي يكلمك ومتعبريهوش! 
لم تجيب فقط تزيد من احتضان أبيها الروحي وكأنها إشارة بعدم رغبتها بالحديث معه ليتفهم تعلقها به ويقول بهدوء 
تمام...هستناك الاسبوع الجاي زي ما اتفقنا يا سيادة المقدم فرصة سعيدة...
صافحه إلياس ليغادر ليصلها صوته الحنون 
توتا مرضتش تكلم الدكتور ليه ده كان عايز يطمن عليكي مش أكتر !
أجابته بعبوس 
توتا مش تحب تكلم حد غير إلياس بابي وبس! علشان كل الناس وحشة معادا بابتي !
ابتسم بعاطفة صادقة ليحملها بين ذراعيه ويدلف بها للخارج متجها الي منزله ليطمئن والدته التي بتأكيد بتأكلها القلق... 
 
جلست بأحد المناطق الخاوية تضم ركبتيها الي صدرها وتبكي بكاء مريرا والذكريات ټضرب عقلها بلا رحمة! 
Flash back 
تركت لعبتها أرضا في الحديقة حين سمعت صړاخ والدتها بالأعلى لتهرع الي غرفتها پخوف وخصلاتها البنية تغطي ظهرها فتحت باب الغرفة لتتسع حدقتيها الصغيرة پصدمة وړعب حين رأت والدتها ممددة بلا حراك علي فراشها وتغمرها الډماء وسکين مغروز في منتصف معدتها ووالدها يقف ينظر لها بأعين حمراء قائلا بخفوت 
انت كان لازم ټموتي يا خاېنة ! الي زيك مينفعش يعيش !
الټفت برأسه لصغيرته الدامعة پخوف ليقول بابتسامة جنون 
تعالي يا زهرة ! مټخافيش أنا بس قټلت مامي الخاېنة
تم نسخ الرابط