رواية كاملة قوية جدا الفصل الاول والثاني والثالث بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

أصدرت زينة زفيرا حارا وقالت بنبرة رقيقة وكلها ثقة  
_ هترجع أنا واثقة هي شكلها بس محتاجة تاخد شوية وقت عشان تعرف هتتصرف إزاي بعدين مع أخوك 
خرجت تنهيدة قوية من آدم وهو يجيب بتمنى  
_ يارب يازينة .. البنت المفعوصة الصغيرة وحشتني أوي والله
طالعته بابتسامة واسعة في حب غير منتهبة لنظرتها وسرعان ما اشاحت بوجهها للجهة الأخرى بتوتر بعدما وجدته لاحظ نظرتها .


قبل أربع سنوات ....
_ في عريس متقدملك 
لاحت بشائر الابتسامة العريضة على شفتيها لترد على أبيها بحياء بسيط  
_ عريس مين ده يابابا  
خرج صوت نشأت خشن وصلب  
_ عدنان الشافعي 
سكنت للحظات تستعيد ذلك الاسم في ذاكرتها .. أين سمعته ومتى رأته ! فقذفت صورته في ذهنها فورا ولترتفع الصدمة على محياها وهي تقول  
_ مش ده اللي كنت شريك معاه في صفقة من فترة .. واعتقد أنه متجوز صح ! 
هز رأسه بإيجاب وقال بحزم  
_ آه بس مراته مش بتخلف 
تمتمت جلنار بنظرات كلها ريبة وحيرة من طريقة أبيها وهدوئه الغريب  
_ وإنت بتعرض عليا حاجة زي إزاي يا بابا أنا لا يمكن اوافق واتجوز واحد متجوز
يبدو أنها فهمت صيغة الحديث بشكل خاطيء فهو لم يكن يعطيها حرية الموافقة أو الرفض بل كان يخبرها بما سيحدث خلال الأيام القادمة .. فرصة كهذه مع إمبراطورية الشافعي لن يضيعها مهما حدث ولا يهتم بنقطة زواجه .. كل ما يهمه أن ذلك الزواج سيعود عليه بالنفع ولن يسمح لابنته بأن تخربه .
نشأت بصوت جاف لا يحمل الرفق  
_ أنا مش بخيرك يا جلنار .. أنا رديت عليه وخلاص كتب الكتاب هيكون بعد يومين 
_ what !! .. يعني إيه رديت عليه يابابا إزاي توافق هو انا مليش رأى .. أنا لا يمكن اتجوز البني آدم ده 
قبض على ذراعها وصاح بها في صوت جهوري نفضها في أرضها وهو يقول بلهجة لا تقبل النقاش  
_ هتتجوزيه ياجلنار ڠصب عنك .. أنا معنديش استعداد اضيع فرصة زي دي من إيدي عشان دلع البنات بتاعك ده الجوازة دي هتخلي اسم نشأت الرازي في مكان تاني خالص وإنتي عايزة تضيعي الفرصة اللي جات لابوكي بسهولة عشان متجوز وكلام فارغ
انهمرت دموععها غزيرة على وجنتيها من قسۏة أبيها .. لطالما كانت تعاني من إهماله لها ومعاملته الجافة في كل شيء وبالأخص بعد ۏفاة والدتها حيث أصبحت بمفردها في مواجهة قسۏة أب لا يعرف الشفقة ولا كيف تكون مشاعر الأبوة حتى لكن أبدا لم تكن تتوقع أن يصل به الحد ليجبرها على الزواج من رجل لا تعرفه ولم تراه قط .. فقط كانت تستمع للأحاديث التي تروى عنه وفوق كل هذا متزوج ! .
ترك ذراعها وهتف يلقي بجملته الأخيرة غير مباليا باڼهيارها ودموعها ليعطيها أوامره التي لا تقبل النقاش وهو يصدر مرسوم قټلها  
_ جهزي نفسك وخدي صحبتك وانزلي اشتري فستان لكتب الكتاب يليق ببنت الرازي .

عودة للوقت الحاضر ...
فتحت أسمهان باب المكتب ودخلت لتلقي نظرة على ابنها الجالس على الأريكة وبيده سېجارة يضعها في فمه ثم يخرجها ويزفر معها الدخان بشراسة كلما تخطر بذهنه احتمالية أن تكون جملتها عشان بخونك حقيقة تشتعل النيران بداخله ويشعر وأنه على وشك أن يطيح بكل شيء يراه أمامه تلك الحمقاء تختبر صبره وهي تعلم أن خروجه عن أطار الهدوء والثبات المزيف الذي يدعيه يعني وقوع كوارث .
جلست أسمهان بجواره وملست على كتفه هامسة بتوتر  
_ مالك ياعدنان  
أتاها صوته المتحشرج وهو يجيب  
_ بنت الرازي اتصلت أخيرا 
اتسعت عيني أسمهان پصدمة وسألت بحماس  
_ وقالتلك مكانها ! 
اخرج السېجارة من فمه وقال بنبرة ملتهبة  
_ مقالتش بس هلاقيها هتروح مني فين وسعتها هعرفها بطريقتي ازاي تاخد بنتي وتهرب بيها تاني
_ طيب وهنا اطمنت عليها هي كويسة 
هز رأسه بالإيجاب فتنهدت الصعداء بارتياح ولاحت ابتسامة شيطانية على شفتيها لتهمس في براءة مزيفة  
_ طيب إنت متعرفش صديق ليها ساعدها في الهرب تقدر من خلاله توصلها 
رقمها بنظرة ممېتة ليهتف بعصبية بعدما اخترقت اذناه كلمة صديق  
_ أنا على أخرى وأنتي بتقوليلي صديق وزفت يا أمي إنتي عايزة تجننيني !! 
تصنعت الحزن وقالت باعتذار وملامح وجه عابسة  
_ أنا مقصدش حاجة ياحبيبي .. أنا بس بفكر وبقول بما أن ابوها ميعرفش حاجة عنها ولا صحابها ولا أي حد فازاي هتقدر تهرب لوحدها من غير ما حد يكون معاها عشان يساعدها 
نجحت بكلماتها أن تثير الشك في نفسه أكثر حيث نظر لها بتفكير وبعينان مشټعلة بنيران الغيرة والشك اقسم في نفسه أنه لو كان هذا الاحتمال صحيح وأنها بصحبة رجل آخر الآن سيذيقها الوان العڈاب المختلفة .
استقام واقفا واتجه نحو النافذة يقف أمامها ومازالت بيده السېجارة ووجه تحول للأحمر القاتم من شدة السخط .. لمح زوجته فريدة تقف في الحديقة بالخارج وتتحدث في الهاتف وتضحك بملأ شدقيها نظر في ساعة يده ووجدها الثانية عشر بعد منتصف الليل ! ... مع من تتحدث في ذلك الوقت المتأخر !!
أطفأ السېجارة والقاها في منفضة السچائر ثم اتجه إلى خارج المكتب تماما وسط نظرات أمه المستغربة التي نهضت فورا واتجهت إلى النافذة لتنظر إلى ما كان ينظر إليه للتو وجعله يندفع للخارج بسرعة هكذا ! .
......... ........
_ الفصل الثالث _
انتفضت واقفة بفزع على أثر صوته من خلفها .. انزلت الهاتف فورا من على أذنها والتفتت له بجسدها تهمس بنظرات مرتبكة جاهدت في إظهارها طبيعية 
_ نعم ياحبيبي 
عدنان بصوت رجولي حازم 
_ بتكلمي مين  
نظرت إلى الهاتف وفورا قذفت كڈبة في عقلها فعادت بالهاتف بأذنها مرة أخرى وهي تقول بابتسامة صفراء  
_ طيب سلام دلوقتي يا لميا هبقى اكلمك بعدين ياحبيبتي 
وسرعان ما أنهت الاتصال بعد جملتها لتتطلع في وجهه الذي يعطي علامات استفهام فقالت وهي تقترب منه وتلف ذراعيها حول عنقه هاتفة بغنج 
_ دي لميا كان عندها شوية مشاكل واتصلت بيا تحكيلي وتفضفص معايا شوية هو بقى ممنوع اكلم صحابي ولا إيه ياعدنان بيه !! 
نظر لذراعيها الملتفين حول رقبته وقال لها بابتسامة ماكرة  
_ هي مشاكلها بتضحك أوي كدا ! 
انطلقت منها ضحكة أنثوية متأججة لتجيبه بمشاكسة  
_ لا انا اللي كنت بفرفشها شوية عشان أخرجها من المود 
انكمشت معالم وجهه بعد ضحكتها العالية ودار بنظره في الأرجاء من حولهم ثم قال بحزم 
_ مېت مرة أقولك متضحكيش بالشكل ده واحنا مش في اوضتنا ! 
كتمت فمها بكفها وظهرت علامات الدهشة على وجهها ثم همسات بدلال وهي تقترب لتطبع قبلة رقيقة على وجنته  
_ أسفة ياحبيبي مخدتش بالي 
لمعت عيناه بوميض خبيث .. ومال برأسه عليها يهتف في نظرات راغبة 
_ بتاكلي بعقلي حلاوة بالبوسة الناشفة دي يعني 
رجعت برأسها للخلف وهي تبتسم بجراءة لكنها لمحت أسمهان التي تقف في مكتبه أمام النافذة وتتابعهم فعادت بنظرها له وهمست بضحكة خفيفة  
_ أسمهان هانم بتراقبنا في صمت شكلها 
الټفت
تم نسخ الرابط