رواية اسماء كاملة

موقع أيام نيوز


تقارير الحمل التي كانت تحملها بين يديها فتمزقت بعض الشيء بفعل قبضتها المشدودة 
شعرت سيرين وكأن حياتها تمزقت كما الأوراق التي بين قبضتيها ومع كل تمزق كان أملها في الحياة يتلاشى أكثر 
تحملت سيرين سنوات من الوحدة والبرود عانت العزلة القاسېة والقهر الصامت 
كانت تبحث عن دفء في قلب متجمد وعن حنان في عالم بلا روح و

لكن رغم كل ذلك كانت تأمل في معجزة تغير مسار حياتها وتعيد إليها البسمة والدفء 
كل شهر في هذا الوقت تشعر سيرين بخمول غير عادي ولم تكلف نفسها عناء تجهيز العشاء بل كانت تتكئ على الأريكة تغفو من حين لآخر 
ظل الطنين في أذنها مستمرا ليذكرها بضعف سمعها الذي كان سببا آخر لكراهية ظافر لها 
فبالنسبة له كانت تلك المشكلة تضاهي الإعاقة الجسدية مما يزيد من استيائه منهاولم يسمح لها أبدا بحمل طفله 
في الساعة الخامسة صباحا رنت ساعة البندول على الحائط بصوت خاڤت فأدركت سيرين متأخرة أنها نامت على الأريكة لذا نهضت مسرعة وذهبت إلى المطبخ لإعداد إفطار ظافر 
كان ظافر رجلا دقيقا وصارما بشأن الالتزام بالمواعيد ليس فقط مع نفسه ولكن أيضا مع من حوله وكالمعتاد وصل إلى المنزل في تمام الساعة السادسة تماما 
ظافر الرجل الطويل الوسيم ذو البدلة الأنيقة كان يتسم بسلوك هادئ ومتحفظ ولكنه بلا شك كان رجوليا ومع ذلك بالنسبة إلى سيرين كان باردا وبعيدا 
لم ينظر حتى إليها مر بجانبها مباشرة وهو ينظر إلى الطعام على الطاولة وقال بسخرية
"أنت تفعلين هذا كل يوم هل أنت مربية أم ماذا"
على مدى السنوات الثلاث الماضية كانت سيرين تعيش في دوامة متكررة ترتدي نفس الملابس الداكنة وترد على رسائله بنفس الكلمة المفردة 
حياتها لم تكن سوى مجرد انعكاس باهت لرغباته وأوامره بلا أي بصيص من الأمل أو التغيير 
لو لم يكن هناك تحالف تجاري وخداع من عائلة تهامي لما فكر ظافر في الزواج من امرأة مثل سيرين 
عند سماع كلمة "مربية" عاد الطنين في أذني سيرين التي ابتلعت بصعوبة وشعرت بغصة في حلقها ثم قالت بشجاعة
"ظافر هل لديك شخص تحبه"
تفاجأ ظافر بسؤالها فأظلمت عيناه
"ماذا تقصدين بذلك"
رفعت سيرين رأسها وحدقت في عينيه تحاول ابتلاع الصفراء التي تتصاعد في مؤخرة حلقها 
"إذا كنت تحب شخصا آخر يمكنك أن تكون معها"
قبل أن تتمكن من إنهاء كلامها قاطعها ظافر بحدة
"أنت مچنونة" 
بعد مغادرة ظافر جلست سيرين على الشرفة بمفردها تنظر إلى المطر البارد صوت قطرات المطر يتسلل إلى عالمها المخټنق بالصمت 
خلعت سماعات الأذن مما جعل العالم يغرق في السكون القاسې 
قبل شهر أخبرها طبيبها
"سيدة سيرين تهامي هناك تغير مرضي في أعصابك السمعية وبعض الأعصاب القحفية مما تسبب في تدهور سمعك وإذا استمر هذا التغير فقد تفقدين سمعك تماما" 
ولأنها لم تعتد على عالم صامت توجهت سيرين إلى غرفة المعيشة وشغلت التلفاز ثم
 

تم نسخ الرابط