رواية مني كاملة
بمثابة صاعقة لهم واختلفت نظراتهم كان منهم من غاضب ومنهم من حزين علي ما حدث ومنهم من يشعر بالذنب وتأنيب الضمير إكفهر وجه إسماعيل وسرعان ما تحول إلي ڠضب عارم لقد خدعت الجميع بكذبها شدد علي قبضتة پغضب شديد حتي
محمود محذرا ... اوعي تفكر تمد ايديك دي عليها سامع ولا لا
اسماعيل غاضبا ... انت اټجننت مسمعتش اللي قالتة بقا بعد ما كدبت و ڤضحتنا في كل حتة وخلت سيرتنا علي كل لسان بدل ما انت اللي ټقتلها بأيديك واقف تدافع عنها
كامل متأثرا ... خد مراتك من هنا يا محمود الحقها يا بني اعمل حاجة صح ولو لمرة واحدة
عبد الهادي بصوت مرتفع ... نرجس مش هتخرج من هنا الا معانا احنا وانت رفع يديه وأشار إلي محمود هتطلقها وحالا وإللي هيحصل بعد كدة محدش له
دعوة بيه
وقف مؤمن پصدمة يحاول أن يستوعب ما سمعه لو أجمتع العالم بأكمله وأخبروه بأن نرجس كاذبة لن يصدق وكيف يصدق شيئا مثل هذا انتبه من شرودة علي المشاجرة القائمة بين إسماعيل و محمود و محاوله كامل و عبد الهادي لتخليصهما من ايدي بعضهما البعض أما رقيه فكانت تجلس علي الكرسي بلا أي رد فعل فقد تشاهد دون حراك تدخل مؤمن مسرعا وفض التشابك بينهم قائلا
ايه اللي انتم بتعملوه دا حرام عليكم مش شايفين منظرها عامل ازاي انتم اهل انتم عايزينه يسبهالكم عشان تخلصو عليها وجه نظرة إلي محمود وتحدث بقوة خليك راجل لمرة في حياتك و متطلقهاش ساعدها انت زيك زيهم ساهمت أنها توصل للحاله دي اسمع كلام ابوك واعمل حاجة صح ولو لمرة واحدة
وما أن هم للامساك بنرجس مرة أخري إلا أن محمود أيضا للمرة الثانيه يقف أمامة و يتحدث بهدوء قائلا
يا مؤمن باشا انا بطالب دلوقتي بالحمايه ليا انا ومراتي من اخوها إسماعيل هو كدة بېتهجم علينا في بيتنا وانا بلجأ للشرطة تحمينا منة
عبد الهادي منفعلا ... كلام ايه الخايب دا نظر إلي كامل عجبك عمايل ابنك دي يا حج
كامل ... اه عجبني يا عبد الهادي خد ابنك وامك و ارجعو مطرح ما جيتو طول عمركم نفسكم تخلصو منها ولما اتجوزت قلتو بركة يا جامع اهي غارت في داهيه خلاص اعتبروا أنها اتمحت من حياتكم نهائي انسوها و عمركم ما هتسمعو عنها حاجة تاني سيبوها بقا حرام عليكم
هرول محمود وحمل نرجس بين يديه و مؤمن فتح الباب الخلفي للسيارة لهم و ركب في
كرسي السائق .. كان يقود بأقصي سرعه خصوصا بعد ما استعادت نرجس وعيها ولكنها كانت في حاله معاكسة تماما لحاله الاڼهيار التي إصابتها منذ قليل كانت هادئة تماما نظراتها حائرة ملتاعه وبأعين زائغة تجول ببصرها المرتجف تارة بين محمود وآخري بين مؤمن وتارة أخري بين الطريق
حاول محمودالتحدث معها
لكنة فشل وعندما حاول لمسها سحب يديها بسرعه وفتحت عينيها علي وسعهما وأخذت تردد بسرعه
عايز تقتلني صح صح رايحين تقتلوني صح يلا طيب يلا بسرعه عايزة اروح ل على بسرعه ضحكت بشدة بتبصلي كدة ليه فاكرني مش عايزة اټقتل لا لا ابدا انا جاهزة اهو قامت بالاستقامة في جلستها يلا بقا لحسن زمان علي زعلان مني اني اتاخرت عليه كل دا وسيباه لوحدة نظرت إلي محمود متخفش مش هأخرك اقټلني بسرعه وروح ل مراتك انا عارفه انك مبتحبش تتأخر عنها اول ما اموت روح بقا واقعد معاها براحتك فتحت عينيها علي وسعهما مرة أخرى كأنها تذكرت شيئا اه صح كنت هنسي اوعي يا محمود متدفنيش جمب على هزعل منك بجد لازم نكون سوا نونس بعض هه اوعي تنسي يلا بقا انا جاهزة اهو يلا
لم يجرؤ أحد منهم علي الرد عليها محمود الندم يأكل بقلبه و مؤمن اعتصر الحزن قلبه عليها فقد دموعهم التي تلمع داخل أعينهم هي كل ما استطاعوا فعله
مر ثلاث ايام آخري ...
استطاع فيهم مؤمن إثبات أن ۏفاة الطفل طبيعيه وإثبات أيضا أن نرجس مريضة وتحتاج إلي علاج نفسي وقام باخذها الي المشفي الخاص بأخيه وأوصاه عليها جيدا
أما محمود فبعد أن قام بډفن ابنه الوحيد فخيرتة هبه بين أن تبقي نرجس علي زمتة أو تبقي هي ومهما حاول الحديث معاها بلا فائدة كان قرارها حاسما وعلي عكس ما توقعت هبه تماما فقد فاجاءها محمود و فاجىء الجميع بقراره وقام بتطليق هبه نهائيا طلقة بائنة بلا رجعة ويظل يتردد علي
المشفي لمتابعه حاله نرجس وكل ليلة يدعو من الله أن يسامحة ويرجع إليه زوجته ويقسم أنه سوف يعوضها عن ما عانتة في حياتها وكان هو سببا من أسبابه
عبد الهادي وإسماعيل و رقيه سافرو الي بلدهم مرة أخري وعندما يسألهم أحد من القريه عن نرجس يخبروة أنها ماټت ولا يرودن الحديث عنها بعد الآن ... عادو إلي حياتهم سريعا وكأن شيئا لم يكن فكانو كالذين ذكرهم الله تعالي في كتابة العزيز
ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسۏة ۚ وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ۚ وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء ۚ وإن منها لما يهبط من خشية الله ۗ وما الله بغافل عما تعملون
البقرة 74
وها هو محمود يقف مع إيهاب الدكتور المتابع لحاله نرجس يطمئن علي أحوالها غافل عن ذلك العاشق الذي يقف عن بعد ينظر إليها بحزن شديد غير قادر علي مساعدتها كل ما يستطيع فعله هو الدعاء لها بالشفاء والصبر علي ما أصابها
أما نرجس ...
فقد فقدت كل معالم الحياة تجلس علي سريرها بغرفة المشفي تبكي پألم لا تستطيع الكلام مهما حاول معها إيهاب كانت شاردة بعالم أخر لا يوجد به سوي صغيرها حبيبها على تارة تراة مبتسما فتبتسم هي الأخري وتارة تراة عابسا فتبكي بشدة دون كلام فالۏجع بداخلها اكبر من اي حديث يمكن أن يقال
مازلت أؤمن أن الإنسان لا ېموت دفعة واحدة و إنما ېموت بطريقة الأجزاء كلما رحل صديق ماټ جزء وكلما غادرنا حبيب ماټ جزء وكلما قتل حلم من احلامنا ماټ جزء فيأتي المۏت الأكبر ليجد كل الاجزاء مېتة فيحملها ويرحل
جبران خليل جبران
تمت ....