رواية مريم من 6-10

موقع أيام نيوز

يزال !
لقد وجد نفسه فجأة في الخلاء مجردا من كل أسلحته و دفاعاته بعد أن تخلت عنه الأخرى التي إلتمس فيها السلوى و العشق أيضا.. اتضح بأنها لا تحبه أبدا... لقد أقتص القدر لحبيبته الوحيدة منه بفعلة زوجته التي طعنت رجولته في الصميم لقد أخذت بثأرها بالفعل ليتها تدرك ذلك !!
يتوقف مراد أمام حانة شهيرة بوسط المدينة ترجل من سيارته و أغلقها بضغطة زر ثم مضى نحو الواجهة المضيئة الملونة دلف إلى الداخل و هدفه واضح و محدد من البداية لن يذهب إلا و هو يترنح من الثمالة ...
بقيت واقفة خلف باب غرفتها الموارب تستمع إلى حديث أخيها و والدتها بالغرفة المجاورة كانت ترتجف لشعور غريب لا تفهمه يعتمل بصدرها ...
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
يعني خلاص ماعادي في رجوع 
رجوع إزاي بس يا أمي. ما قلت لك طلقها 3مرات. مافيش رجوع.. هو بقى لازم ينسى الموضوع ده و يشوف حاله
يشوف إيه يابني انت أصلك مش عارف.. بيحب مراته يا أدهم
طليقته. طليقته يا أمي.. أنا عارف إنه بيحبها. و عارف إنها صعبة عليه. لكن خلاص السهم نفد. و دي حدود الله. لازم يقتنع و يشيلها من دماغه نهائي
طيب هو فين ماجاش معاك ليه !
وصلني و قال هايلف شوية بعربيته يجيب شوية حاجات. أنا طبعا عارف إنه مخڼوق و محتاج يروح عن نفسه. عشان كده سيبته يعمل إللي عاوزه.. هايروح فين. شوية و هايرجع ماتقلقيش
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أمه كلمتني إنهاردة.. مش عارفة تكلمه خالص !
كلميها طمنيها. إن شاء الله ربنا هايصلحه.. أنا حاسس بكده
إلهي يسمع منك يا أدهم
طيب يا حبيبتي.. أنا طالع بقى. ألحق الولاد قبل ما يناموا. اليومين دول متعلق بيهم شويتين زيادة و بيوحشوني
لا يا واد.. هما بردو إللي واحشينك. عشان كده سربتهم عندي الصبح.. عليا أمك يا أدهم !!
جرى إيه بس يا أمي.. بلاش إحراج. و ياستي أيوة الولاد و أمهم واحشني علطول.. بحبهم
الله يبارك لك فيهم يا حبيبي و مايحرمهمش منك أبدا.. ماشي يا قلبي. يلا تصبح على خير ...
توارت إيمان مسرعة حين سمعت خطوات أخيها أطفأت ضوء غرفتها و بقيت تنتظر ريثما غادر الشقة كلها تنفست الصعداء و أشعلت مصباح خاڤت الإنارة ثم مضت بخطوات ثقيلة نحو الفراش جلست بجوار صغيرتها النائمة كالملاك في بيجامتها القرمزية الرقيقة.. ابتسمت و هي تمد كفها لتمسح على شعرها الناعم بحنان
و بغتة أتى على خاطرها حديث مايا اليوم.. تذكرت كلماتها التي تشير إلى شدة تشابه الطفلة لمى بأبيها الراحل سيف... كانت واثقة من هذا كثيرا !
لكن.. حتما إن مايا مخطئة فالصغيرة لا تشبه أباها البتة بل الحقيقة أنها تشبه مراد !!!!
رغم أنه ليس والدها و أنها ولدت بعد حاډثة أمها معه بتسعة أعوام زمن طويل.. لكن للغرابة أنها تحمل ملامحه أكثر عينيه الرماديتين لونه البرونزي تمويجة شعره الناعمة و تعبيرات وجهه حين يضحك و حين يغضب
كان شيئا عجيب لو تزوجت بعد ذهابه مباشرة لظنت أن طفلتها منه هو و ليس من سيف الذي على قدر عشقه له قد أذاقها ألوان و سجايا العڈاب النفسي و الجسدي في آن واحد ...
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
انتبهت إيمان لدموعها الجارية على خديها عندما تناهى إلى سمعها صوت موتور سيارته كفكفت دموعها بظاهري يديها بسرعة و قامت قفزت صوب النافذة و تطلعت من وراء الستار فإذا به يخرج من سيارته متعثرا في خطاه كان يتكئ قليلا بيديه على باب السيارة المغلق و كأنه يختبر إتزانه.. ثم رأته يمشي للداخل و اختفى
لا تنكر إنقباضة قلبها عليه إذ لأول مرة تراه على هذه الحالة لا تعلم به أهو متعب أم ماذا 
و في ظرف آخر غير الذي رأته كانت لتفعل ما برأسها أيضا كانت لتذهب عنده و تظهر الشماتة به إنه يستحقها بعد ما فعله بها.. أخيرا صار معه نفس الشيء
أخيرا ها هو يتألم و يعاني كما عانت و لا تزال تعاني 
بدون تفكير سحبت إيمان غطاء رأسها و الشال الأسود الذي تتدثر به خارج غرفتها في خضم هذا البرد القارس ثم مثل المرة الفائتة خرجت بخطوات صماء ...
يجب أن تحمد الله كثيرا و تشكره على تلطفه بها بالرغم من الكبائر التي اقترفتها و لكن يبدو أنها تتطهر منها بمۏت ابنها البكر و مفضلها سيف.. ثم بمرضها الذي أبقاها طريحة الفراش بمشفى للأمراض العقلية لمدة عامين كاملين 
صحيح أنها شاخت كثيرا بالنظر إلى عمرها و لكنها بصحة جيدة حتى لو كان الحزن قد غيرها و جعلها أكثر انعزالا و انطوائية 
دق باب غرفتها و قد كانت تقرأ في المصحف الخاص بها أنهت الآية التي تقرأها ثم أغلقت دفتي الكتاب الشريف و هتفت و هي تنظر جهة الباب 
ادخل !
إنفتح الباب ليدخل ابنها الشاب مالك مبتسما 
نعم يا ماما. مايا قالت لي إنك عايزاني أول ما وصلت !
أشارت راجية برأسها 
تعالى يا مالك. اقفل الباب وراك و تعالى
فعل ما طلبته منه و جاء ليجلس أمامها على طرف السرير دنى منها أولا و قبلها على خدها متمتما 
اخبارك إيه يا حبيبتي.. وحشتيني
غضت راجية الطرف عن مداعبته الودودة و سألته مباشرة 
كنت فين كل ده برا يا مالك 
كنت قاعد على القهوة مع اصحابي. كان في ماتش إنهاردة عشان كده اتأخرت شوية
انا بسألك ! .. قالتها بابتسامة عطوفة
مش بحقق معاك. أنا بطمن عليك يا حبيبي.. بقيت راجل و ملو هدومك. بس في نظري هاتفضل ابني الصغير 
بادلها الأخير نفس الابتسامة و حنى رأسه ليطبع قبلة على يدها ثم عاود النظر إليها و قال 
ماما انتي تعملي إللي يعجبك. اسألي حققي.. براحتك يا حبيبتي
تنهدت و هي تمسح بيدها الأخرى على رأسه ...
في موضوع مهم عايزاك فيه.. موضوع متعلق بحياتي يا مالك 
اختفى كل مظهر من مظاهر الاسترخاء من وجهه ليحل العبوس الكامل و يسألها بصوت أجش بعد ذلك 
خير يا ماما.. إتكلمي من فضلك !
كان يرتقي الدرج من دون المصعد هذه المرة على أمل أن يشعر پألم في جسمه المتثاقل عوض آلام روحه كان يذرف الدموع لأول مرة بحياته يشعر بالهزيمة الضياع.. و أنه بلا مأوى
هكذا وصولا إلى الشقة التي منحه إياها أدهم مؤقتا و لكن المفاجأة غير المتوقعة في هذه الساعة أن يراها هنا في انتظاره.. على ما يبدو ...
إيمان ! .. نطق اسمها بأحرف غائمة
كانت صورتها تهتز أمامه بينما اشتد قلقها عليه فالنظر إليه من على قرب يظهر مدى حالته المزرية و لعلها لم تفهم ما أحل به و هي ترى تلك الزجاجة الشفافة بيده ...
بتعملي إيه هنا !
بدا لها صوته غريبا كشكله لكنه كان يترنح يمنة و يسرى كان و كأنه معرض للسقوط و كان قلبها رهن إشارة منه لا يمكنها أن تراه بحاجة لمساعدتها و تعرض عن هذا مطلقا ...
انت كويس يا مراد مالك تعبان و لا إيه 
كانت في صراع بداخلها أتهب لمساعدته أم تلتزم السكون تفاديا للكوارث المحتملة !!
و
تم نسخ الرابط