رواية الحورية

موقع أيام نيوز

يا ليث!
____________________________________________
دة بيقولوا إنها بنت الراجل اللي شغال عنده في الشركة اللي إسمه توفيق
قالتها تلك الفتاة و هي تتجه مع والدتها لداخل ذلك المنزل حيث الحفل الضخم فردت عليها والدتها بإستياء
يعني يسيب كل البنات اللي كانت بتستني إشارة منه عشان يروح يتجوز اللي إسمها حورية دي!
شاركتهم إبنه خالة الفتاة لتهتف بنبرة منخفضة خشية من أن يسمعها أحد
دة بيقولوا إنه إغتصبها عشان كدة إتجوزها ڠصب.
وبختها خالتها و هي تهتف ب
دة كلام فارغ ليث باشا راجل محترم ميعملش كدة ابدا.
ثم تابعت بحماس و هي تنظر تجاه الدرج
و إسكتوا بقي عشان شكلها هتنزل خلينا نشوف شكلها عامل إزاي.
وجدت تلك المرأة إمرأة رقيقة تهبط الدرج بخطوات واثقة ترمق الجميع بنظرات ثابتة هادئة مظهرها يخبل العقل بفستانها الوردي الطويل ذو الأكتاف العاړية و بخصلاتها التي عقدتها علي شكل ذيل حصان بالإضافة الي مستحضرات التجميل الهادئة التي زينت وجهها فجعلت من ينظر لها يشعر بالراحة و الهدوء و بالرغم من كل ذلك إلا إن تلك المرأة همهمت بتهكم
شكلها تقرف بجد!
أما علي الجانب الأخر كان هو يقف ناظرا لها بشوق و لوعة كان يرمقها بنظرات هائمة تطلب الرحمة لتريحه من تلك الحيرة التي تلاحقه كظله و كأن لا يوجد بالمكان غيرها و كأن الأضواء مسلطة علي تلك ال حورية و كأنه لم يري إمرأة جميلة من قبل و كأنه لا يوجد إمرأة غيرها من الأساس إبتسمت و ليتها لم تبتسم فبتلك الضحكة العفوية أسرت قلبه أكثر و أكثر بكل يوم بكل ساعة بكل ثانية بكل لحظة يقع أسير للحب ولا يشعر ولا ينتبه لإشعارات عقله التي تحذره من ذلك الفخ و لكنه كان أضعف من قوة جمالها الساحر!
بعدما هبطت الدرج لترمق سوداوتيه بإنتصار واضح فها هو وقع و بكل سهولة و بلا مجهود مدت كفها لتحرك أناملها علي سترته السوداء ببطئ لتهمس ب
إية رأيك فيا
أجابها بصدق و انفاسه متلاحقة
زي القمر يا حورية.
رسمت علي ثغرها تلك الإبتسامة الخجولة المصطنعة لتهمس بعدها بنبرة رقيقة تعزف علي اوتار قلبه الذي أصبح مهدد بخطرها بخطړ ال حورية
يلا نرقص
اومأ لها و السعادة تتراقص بسوداوتيه ناحيته لتبدأ الموسيقي الهادئة فوضعت هي كفها علي كتفه و الأخر وضعته بكفه بينما هو طوق خصرها بذراعه الأخر ليتراقصا مع الموسيقي و كلا منهما بعالم أخر هو بعالم حيرته و لوعته و عشقه و هي بعالم إحتراقها و إنتقامها و نيرانها و قد كانت أنظار الناس مسلطة عليهما و هناك من ينظر لهما پحقد و هناك من ينظر لهما بغل و هناك من ينظر لهما بحماس!
أطبق جفنيه ليستند برأسه علي رأسها و هو يدمدم بتلك الكلمة التي لم تستطع هي تمييزها
بحبك!
أطبقت جفنيها هي الأخري لتحاول الثبات في ذلك الموقف عضت علي پعنف خوفا من تعبيرات وجهها التي من الممكن أن تفضح عما بداخلها خوفا من تذكرها بتلك الصورة عندما دمر أمالها و أحلامها الطفولية لم تنتبه لتوقفه عن الرقص إلا عندما صفق الجميع بمجاملة فإبتسمت هي بتلقائية و لكن شهقت پصدمة عندما وجدته ليلتقط بنهم في عميقة لتتسلط أنظار الجميع نحوهم مجددا و هم يصفقون بقوة متحمسين لما يروه بالإضافة الي الصحفيين و المصورين الذين كانوا يتصارعوا لأخذ الصور لهما.
إبتعدت عنه بهدوء حتي لا يلاحظ الجميع فنظرت له شزرا لكنه لم يلاحظ ذلك!
____________________________________________
مرت تلك الساعات بسلام و بعدما ذهب الجميع صعدت هي الي الغرفة سريعا فرأت الحقائب مجهزة لتتذكر إنها ستسافر معه فتنهدت بقلة حيلة و هي تستعد تستعد تحقيق إنتقامها تستعد لتحرير روحها التي ظلت محترقة بنيران غيظها لفترة طويلة تستعد للعودة لتلك الطفلة حورية تلك الطفلة البريئة التي إشتاقت لرؤيتها إشتاقت لرؤية إبتسامتها الطفولية من خلال إنعكاس صورتها بالمرآة كم إشتاقت ل حورية التي لا تملك بقلبها أي من الحقد أو الكراهية!....كم تغيرت!..أصبحت إمرأة مختلفة تماما بعد ما
تعرضت له!..هي حتي لم تتأكد من عودتها لتلك الفتاة الرقيقة بعدما تحقق إنتقامها!..كل شئ تدمر لم يبقي لها أي أمل!..و لكن ربما تشعر ببعض من الراحة الحقيقية عندما تثأر من ذلك الليث.
مر الوقت سريعا حتي وجدت نفسها سافرت بذلك الوقت الطويل الذي لم تشعر به من الأساس بسبب شرودها الشديد حول خططها القادمة حتي إنها إنتبهت بصعوبة لصوته الهادئ و هو يهمس ب
إية رأيك في باريس بقي!.
أجابته و هي تدلف معه لذلك المنزل دون النظر حولها
حلوة.
ثم تابعت بفتور و هي تنظر حولها بقنوط أصابه هو بخيبة الأمل
أنا تعبانة و عايز انام فين الأوضة اللي هنقعد فيها.
طالت نظراته المسلطة نحوها فزفرت هي بنفاذ صبر و كادت أن تذهب من أمامه و لكنه قبض علي ذراعها ليعيدها أمامه مجددا فإصطدمت هي بصدره شاهقة پصدمة لتجده يقول بنبرة قوية صارمة
أنا بحبك يا حورية عارفة يعني إية بحبك!
حاولت و بتلك اللحظة لم تستطع التحكم في أعصابها ككل مرة لذا دفعته هي بكل قوتها ليبتعد هو عنها مشدوها من فعلتها الغير متوقعة هاتفا ب
في إية!
وضعت كفها علي رأسها لتضغط عليها بقوة موبخة نفسها علي فعلتها الحمقاء فتصنعت الإرهاق لتقول بإنهاك و هي تضيق عينيها
مافيش أنا بس تعبانة جدا من السفر و كمان اليوم كان طويل و مرهق اوي معلش يا حبيبي.
نظر لها بعدم تصديق ليهمس بنبرة هائمة و السعادة تتراقص بسوداوتيه
حبيبك!
نظرت له بتردد علي تأكيد ما قالته و لكن ما باليد حيلة لذا ردت عليه بصوت إنثوي ناعم خشية من شكه بها
اة حبيبي.
ثم تابعت بنبرة رقيقة و هي تتعلق بعنقه بجراءة
و حبيبي أوي كمان.
و بسوداوتين زائغتين و كاد ان يلتهم التي لا يعشق سواها و لكنها إبتعدت عنه باللحظة الأخيرة و هي تهمس بتوتر
أنا هروح أي أوضة و أريح فيها شوية.
تنهد بعمق ليحاول التخلص من تأثيرها القوي عليه ليصيح بنبرة متحشرجة و هي يمرر أصابعه علي خصلاته الكثيفة
تمام أعملي اللي إنت عايزاه.
ثم تابع ببساطة و هو يرسم علي ثغره تلك الإبتسامة الخفيفة
انا دلوقت هخرج عشان ورايا شغل تقدري تاخدي راحتك في البيت يعني.
اومأت له ثم تابعته بنظراتها المطولة حتي خرج من البيت و هو يودعها بسوداوتيه العاشقتين فغمغمت هي و الشړ يتطاير من رماديتيها
إنهاردة يا ليث إنهاردة.
____________________________________________
تقدمت عزيزة من ذلك الحارس الضخم الذي يقف امام باب المنزل فصاحت بنبرة خبيثة و هي تقبض علي طرف حجابها
بقولك ياخويا هو الباشا ليث موجود.
رمقها الحارس بنظرات متفحصة ثم هتف بإستفسار و هو يهز رأسه بإستفهام
إنت مين يا ست إنت!
لوت بتهكم فردت عليه بغرور بعدما رفعت كتفيها بعنجهية
انا أبقي حماته ياخويا.
رفع الحارس حاجبيه بذهول و لكنه سريعا ما إستطاع إستيعاب الأمر فهتف بإحترام
أم حورية هانم أهلا بحضرتك أهلا أقدر أساعد حضرتك إزاي
رفعت حاجبها بثقة ثم صاحت بتكبر و بحنق
إنت هتقعد تتكلم معايا ولا إية فين جوز بنتي عايزاه!
رد عليها الحارس و هو يحاول إخفاء ضيقه من طريقتها الفجة بصعوبة
ولله يا هانم هو لسة مسافر إنهاردة بس هو
تم نسخ الرابط