رواية نور كاملة
المحتويات
الأريكة فأبتسمت له ببراءة وضع الصينية علي قدمها وقال بحنان
يلا عشان تأكلي عايزكي تخلصي الأكل ده كله
كاد أن يقف لكنها مسكت يده نظر ليديهما ثم لها فهتفت بلطف قائلة
عمه وأنت مش هتأكل
جلس بجوارها وهو يضحك ويسألها بفضول
عمه ههه أنتي كنتي بتقوله عمه لكل واحد بتقابلي قصدي يعني البيئة اللي عيشتي فيها ورقاصة في حانة وسط الرجالة والخمر أزاي بالبراءة دي كلها وپتخاف أنا توقعت أن عقلك هيكون أكبر من سنك بمراحل بسبب حياتك
آنا عقلي علي قد سني بس في فرق بين البراءة والنضج أنا مش ناضجة كفاية بس عارفة الصح من الغلط وعارفة أن حياة الحانة حياة ربنا ڠضبان عليها عايزني مخافش بعد اللي عيشت جوز أمه يحولني رقاصة عشان مراته عايزة كدة وپتكرهني ونفسها تخلص مني بس أن تخلص مني عندها معناها المۏت بس مينفعش أسيبلهم البيت وأمشي لما جوز الأم اللي فمقام الاب يعاملني كدة عايزني مخافش من الغرباء اللي معرفش هيعملوا فيا إيه حياتي في الحانة كانت زي السچن ممنوع أطلع من اوضتي غير عشان أرقص بس غير كدة ممنوع ولو طلعت منها لازم اتعاقب وبعدين آنا مكنتش بتكلم مع حد عشان أقوله عمه خناقي كله مع سيد وده ميتقالوش عمه ده يتقالوا حيوان وبس...
خلاص متعيطيش أنا كنت بسأل عادي
أردفت بحزن باكية قائلة
أنا والله مش حد وحش زي ما أنت فاكر وكلكم شايفني رقاصة بس أنا زي كل البنات في سني نفسي أروح مدرسة ويبقي عندي صحاب وحد ېخاف عليا من الأشرار وأوضة جميلة أحط فيها عرايسي وألعابي ومكتب أذاكر عليه وأبقي دكتورة شاطرة أساعد الناس....
مين قالك أني شايفك وحشة أو رقاصة أنا شايفك أجمل واحدة في الدنيا دي روحك حلو وبريئة عيبك الوحيد أنك بريئة يادموع عائشة وسط ذئاب المفروض تقوي تدافعي عن نفسك وتحقق أحلامك كلها من غير خوف مش عايزك تفضلي تخافي من سيد وأمثاله لحد ما تلاقي حد تحبيه ويحبك لازم تتعودي تكوني جريئة بنفس الوقت تحافظيعلي نقاءك وبراءتك لوقتها
طب ما أنا بحبك أنت يا عمه
أتسعت عيناه على مصراعيه بذهول وتذكر حديث على فقال بأرتباك واضح
عشان متعرفيش غيري وبتحسي معايا بالأمان أنا قصدي لما تكبري وتحبي وتتجوزي آللي بتحبه
أشارت إليه بنعم وهي تبتسم كالبلهاء وهتفت مردفة
ضحك بقوة عليها وهو ينظر بعيد عنها ثم أدار
رأسه لها وضربها على رأسها بخفة وأردف قائلا
أنا عايزة تتجوزني أنا ها أنتي قاصر لسه صغيرة على الجواز مفيش مأذون هترضي يكتب كتابك
قالت بسخرية وهي تقوس شفتيها بحزن مصطنع
عندنا بيتجوزوا عادي سيد بيجوزبنات أصغر مني كمان المأذون بيكتب عادي يعني ولا أنت مش عايز تتجوزني صح
مأذون مين ده اللي بيكتب دي چريمة
وقفت معه پغضب وفقدت توازنها يوقفها على قدم واحد كادت أن تسقط ومسكها من خصرها النحيف تشبثت بقميصه ثم رفعت نظرها له فتقابلات عيناهما معه
إحنا أتقابلنا كدة أول مرة
قالها وهو ينظر لعيناها الخضراء بضعف أمامهما أبتسمت له بسعادة كالبلهاء وقالت
هنتجوز
جعلها تجلس علي الأريكة وجلس بجوارها وهو يداعب خصلات شعرها ويضعهم خلف أذنها وهتف بتهكم قائلا
لما تكملي سن الجواز
لسه سنة وشهرين
قالتها بتذمر وهي تقوس شفتيها للأسفل ضحك عليها وأردف
أعتبريها خطوبة
تذمرت عليه بضيق وقالت بضجر وهي تجذب يدها من يده بأنفعال وڠضب
أنا عارفة أنك مبتحبنيش أصل
قهقه من الضحك ووقف ثم حملها على ذراعيه وقال يغيظ ليشاكسها
يلا عشان تنامي
زفرت بضيق في وجهه ورمقته بنظره حادة غاضبة منه.....
مر أسبوعين وعاد هو لعمله و أثير تعتني بها في غيابه..
_____________________________
نزل سيد من الأعلي ووجد رامي بأنتظاره
أنت شرفت
قالها سيد وهو يجلس بجواره سأله رامي پغضب شديد مكتوم بداخله
أحنا هنسيب دموع كدة مع الضابط ده يتحكم فيها وفينا
يعني عايزني أعمل إيه
سأله سيد بحيرة وخوف من هذا الضابط المتهور أجابه رامي بمكر ولهجة خبيثة قائلا
أتجوزها ولو أتشقلب علي رأسه مش هيقدر يأخدها مننا ولو قربلها يبقي القانون بتاعه اللي بينا وبينه
فكر سيد بحديثه وقال بأقتناع شديد
موافق طبعا أتجوزها بس أزاي هي مش هترضي
ومين قالك أنها هتعرف المأذون هنا بتاعنا ورقة بخمسين وهيكتب ونروح نجبها من عنده بالقانون وكام ضابط حلو من القسم عنده وناخدها بالقوة
قالها رامي بمكر وهو يقترب منها...
أردف سيد بقبول للفكرة بإيجاب شديد قائلا
ماشي بكرة نكتب علي طول ونروح نجبها منه
أبتسم رامي بخبث وصافحه بأنتصار .........
دلف إلياس من باب الشقة بعد أن أنهي عمله بتعب منهك جسده ركضت دموع نحوه بسعادة وهي تبتسم له وتناديه
عمه أتاخرت ليه
قرصها من خدها وأجابها وهو يدخل معاها
أتعودي على كدة ده شغلي كلتي
أشارت إليه بلا وهتفت بسعادة
لا وعملت عشاء حلو هيعجبك
ضحك لها وكاد أن يتحدث لكنه أوقفه طرقات باب الشقة ذهب ليفتح وهي ترتب السفرة ووجد أمامه ضابط شرطة من قسمه ومعه بعض العساكر ومعهم رامي و سيد ..........
تااابع ........
دموع بقيت مرات رامي
إليأس هيسكت وهم بيأخدوها
علي هيعترف بحبه
حبيب هيوافق علي جواز إلياس من دموع
لبارت التاسع تحت عنوان فراق
دلف إلياس من باب الشقة بعد أن أنهي عمله بتعب منهك جسده ركضت دموع نحوه بسعادة وهي تبتسم له وتناديه
عمه أتاخرت ليه
أشارت إليه بلا وهتفت بسعادة
لا وعملت عشاء حلو هيعجبك
خير يا محمد باشا في حاجة
تنحنح الضابط بأحراج من وجوده ببيت رئيسه وقال بهدوء
أستاذ رامي عايز يأخد مراته مدام دموع هي موجودة
مراته
مد الضابط يده بالقسيمة وقع نظره علي أسمها تركهم دون أن يتفوه بكلمة ودلف إليها نظرت له پخوف وقالت بحزن وهي علي وشك البكاء بعد أن سمعت حديث الضابط
عمه أنا ....
بتر الحديث من فمها وهو يمسكها من ذراعها بقوة ويشعر بخذلان بكذبها عليه وأخفاء خبر زواجها ولم تكتفي بذلك بل أوقعته في شباك حبها وتغويذة غرامها
عشان كدة كان بيدور عليكي وعايز يوصلك عشان مراته أنتي شايفني أزاي بتستخفليني وتلعبي بيا وبمشاعري
أنهمرت دموعها الحارة علي وجنتها وهي تتأوه پألم من قبضته وحديثه عنها وبتلك الطريقة القاسېة دفعها بقوة بعيدا عنه عاد لبروده وقسوته وهتف بنبرة غليظة دون النظر لها بغرور يخفي ألمه خلفه قائلا
روحي لجوزك يامدام
هرعت له ومسكت يده پخوف من الذهاب معاهما وتركه هنا قالت ببراءة باكية وتشهق بقوة مردفة
عمه أنا والله مش.....
وقف خلف الباب پصدمة وتزيد نيرانه المشټعلة بداخله من غضبه بدأ يكسر كل شئ أمامه ويخرج غضبه وأخذ الطعام التي أعدته بنفسها من أجله ووضعه بسلة القمامة ثم كسر الأطباق كالمچنون جلس علي الأرض بضعف وتعب جسده تنفس الصعا
صړخ بها كالثور الهائج قائلا
أنا حتي بت مفعوسة تعمل فيا كدة ها كنتي فاكرة أن الضابط بتاعك هيقدر يحميكي مني ولا يأخدك مني أنتي كلبة آنا بس اللي أقدر أبيعها للي آنا عايزه
وصفعها بقوة علي وجهها فصړخت به كالمعتاد وهي تقف پألم قائلة
الكلبة دي تبقي أنت الراجل اللي تمشيه مراته ميبقاش راجل الراجل اللي يبيع بنات عشان الفلوس مبيقاش راجل ده بيبقي دكر في البطاقة بس......
أنقض عليها بالضړب كالمچنون من حديثها وذهب رامي نحو البار يجلس مع فريدة ويرتشف كأس من الخمر بلا مبالاة
خرج من الغرفة وأغلق الباب سقطت علي سريرها تبكي پخوف من حظها السيء الذي جمعها بهذا الرجل وقدرها الذي جعلها أبنه زوجته تمنت لو لم يغضب إلياس وتقبل الصدمة لكان قټلهما بذهابهما لبيته وطلبها تمنت لو أستطاع المجيء لها وأخذها قبل أن ېقتلوها وينفذ سيد تهديده لها بذهابها مع رجل أخري يدمرها للأبد .......
خرجت جميلة
من العمارة ووجدت علي يقف أمام سيارته ويلعب بهاتفه ينتظرها سألته بدهشة
خير يا علي إيه اللي جابك هنا
رفع رأسه لها بعد سماع صوتها وأبتسم بخفة وهتف قائلا
هوصل حضرتك يا عمته أتفضلي
ركبت معه بدهشة وقاد بها وهي تلاحظ أرتبكه فسألته بفضول
إيه اللي جابك ياواد مش معقول عمتك وحشتك يعني ألا عمرك ما عملتها من ساعة ما رجعت من برا بقالك ثلاث سنين في مصر وعمرك ما عملتها خير إيه الموضوع
أردف علي بأحراج شديد قائلا
ما حضرتك عارفة أخوكي من يوم اللي حصل مع عمي حبيب وهو حالف ما ندخلك بيت
نظرت له بتساؤل وهتفت مبتسمة لتقبلها للموقف قائلة
وإيه اللي جد النهاردة عشان تجي توصلني بقي للمدرسة
جمع شجاعته وهتف بجدية وهو ينظر للأمام قائلا
أثير ..
نظرت له
پخوف وقلق علي أبنتها وتردف قائلة
مالها أثير عملت حاجة
ضحك بتهكم وقال بعفوية
هي من ناحية عملت فهي عملت بس مش حاجة تقلق بصراحة ياعمته أنا فكرت كتير قبل ما أجيلك أنا عايز أتجوز أثير وأكون ممنون ليكي لو كلمتيلي عمي حبيب في الموضوع ده
أبتسم بأرتياح لطلبه وسألته بهدوء لتتأكد من شي
عايز تتجوز أثير عشان تفض الخلاف اللي بين أبوك وحبيب ولا عشانها هي لشخصها وذاتها
أخرج تنهيدة قوية من صدره وهو يتذكر بسمتها وعيناها العسليتين الباكيتان وقال بشرود في عالم عيناها ولحظاتهما البسيطة معا
هو أنا هضحي بحياتي اللي جايه وعمري عشان اخوكي وجوزك يا جوجو ولا ايه عشانها هي مكنتش أعرف أن جوجو عندها بت زي القمر كدة أنا فاكر أخر مرة شوفت فيها أثير كانت فرابعة ابتدائي قبل ما أسافر مع أبويا معرفش أنها كبرت كدة وبقيت زي القمر ټخطف القلب قبل العين
نكزته جميلة في ذراعه بقوة وهتفت بجدية وحدة قائلة
لاحظ أنك بتتكلم عن بنتي وبعدين ياحبيبي آنا طول عمر بنتي زي القمر بس أنت آللي طالع لأبوك بتحب بنات برا ميعجبكش بنات بلدك
يا عمته أنا لما سافرت مع أخوكي كان عندي 19 سنة يعني لسه وبعدين مانا معجبنيش بنات برا أهو ولما عاجبني عجبني بنتك اللي عايزة لسانها يتقص
قالها علي وهو يتذكر كيف كانت ټتشاجر مع محسن في القسم وټصفعه بالقلم
قرصته من أذنه بقوة وقالت بټهديد
قولتلك دي بنتي
رمقها بنظرة ڠضب وقال بضيق
بنتك أم لسان طويل تقولي مبركبش مع راجل غريب معرفهوش ها أبقى عرفيها آني أبن خالها وقريب هكون جوزها ها عشان لو عاملتني كدة تاني هرزعها بالقلم
قالتها جميلة بصړاخ في وجهه وترجلت من السيارة ثم دخلت إلي المدرسة قاد سيارته إلى القسم
كان إلياس جالسا في مكتبه ومتكي بظهره علي الكرسي وشاردا في چرح قلبه ويفكر بلحظاتهما في الأيام الماضية......
كانا جالسان علي الأريكة
متابعة القراءة