رواية القاضي المتهم بقلم سيلا وليد
المحتويات
هتعرفي..قالها وهو يلوك طعامه بهدوء
نهضت لميس
بدر متعملش فيا كدا أنا مستنياك
انزعج فأزاح كفيها قائلا بنبرة لاتجيد النقاش
احنا خلاص مستحيل نرجع تاني
تحدثت غاضبة
أنا يابدراللي هتجبلك الولد سمعتني
لم يعريها اهتمام مسح فمه ثم تحدث
خلى مديحة تجبلي القهوة المكتب
توقفت أمامه تجذبه من ثيابه
زفر پغضب من طريقتها التي هيجت أعصابه فدفعها بقوة
وانت مالك ومال حياتي يالميس انا رميتك من زمان والنهاردة
هبدأ حياتي مع واحدة جديدة
مش هيحصل..قالتها بعيونا تطلق شزرا
على چثتي يابدر..تحرك مجيبا
يبقى مۏتي عشان اشوف جثتك
بمنزل رهف
كانت تغفو على فراشها بآمان فمنذ اسبوعين لم ترى الراحة دلفت والدتها إليها جلست على حافة تختها
ربنا يسعدك حبيبتي..فتحت عيناها التي تشبه موجه البحر
ماما..ابتسمت والدتها تمسد على وجنتيها
ايه النوم دا كله..وضعت كفيها على فمها وهي تتثاءب
كنت جعانة نوم أوي ياماما مش مصدقة لقيت السرير
نوم الهنا ياحبيبتي وياترى شبعتي نوم ولا لسة
اعتدلت مستندة على ظهر تختها
الساعة تمانية حبيبتي ياله عشان تلحقي تجهزيزمان الضيوف على وصول
شعرت بقبضة تعتصر صدرها فأومأت برأسها
حاضر ياماما شوية وهقوم
أخرجت إحدى فساتينها
حلو الفستان دا هيخليكي زي القمر
قبضت على غطائها ورسمت ابتسامة لوالدتها
هو حلو فعلا حاضر هلبسه
رهف إنت مقتنعة ببدر
نزلت ببصرها للأسفل واومأت برأسها دون حديث
رفعت والدتها ذقنها
رهف اوعي يكون ضغط عليكي علشان القضية
هزت رأسها بالنفي قائلة
بدر حلو اوي ياماما والصراحة شخصيته جذبتني أوي غير أنه كاريزما ياست ماما ومتنسيش لينا ذكريات مع بعض
رفعت حاجبها بسخرية
نعم ياختي ذكريات دا إنت كان عندك 14يادكتورة
شكله بيحبك يارهوفة
رسمت ابتسامة خجلة ونظرت للبعيد نهضت والدتها وتحركت للخارح
هناك أقدار تجعل خيباتنا جنة ولكن إذا تغيرت اقدارنا لعكس أحلامنا فتتحول إلى كابوس مرعب
اتجهت إلى مرحاضها بخطوات مرتعشة تدعو الله بسريرتها أن يكون معها وينجوها من بطش ذاك المنحط كما وصفته
دلفت العاملة ..وتحدثت إليه بوقار
فيه واحدة عايزة تقابل حضرتك يابدر بيه بتقول موضوع مهم
مين دي!دلفت انجي بخطواتها العنجهية
مساء الخير استاذ بدر
اومأ برأسه وأشار إليها بالجلوس
جلست تضع ساقا فوق الأخرى وأردفت بهدوء رغم ڠضبها
عرفت أنك هتخطب رهف اختي..تراجع بجسده للخلف مستندا على مقعده
وياترى الموضوع دا مزعلك ولا مفرحك
ابتسمت بغرور قائلة
مش لو هي بتحبك
ادخلي في الموضوع على طول
ايه مش هتشربني حاجة دا حتى الموضوع
الى هتعرفه يستاهل
كبت الهواء ودفعه دفعه مرة واحدة قائلا
تشربي إيه !
أي عصير فريش استدعى العاملة بطلبها
نظرت حولها على مكتبه ثم اتجهت بأنظارها إليه وهو يتعمق بالنظر إليها
خير..أردف بها بدر بملامح وجه ثابتة
وأردفت
طبعا حضرتك عارف ان رهف اختي بس من بابا..وأكيد كل أخبارها عندي
ضيق عيناه وهو يستمع إليها بإنصات فاسترسلت حديثها
ازاي عايز تتجوز واحدة وهي مرتبطة بواحد تاني
كور قبضته محاولا السيطرة على نفسه حتى ينهي مهزلة تلك المتسلطة
رهف بتحب حضرة الظابط أيوب وطبعا حضرتك اخدت بالك ازاي كان واقف معها في القضية
هاتي من الاخر..أردف بها بقوة
انت مصر تتجوزها حتى بعد ماعرفت أنها بتحب واحد تاني وأنها ضحكت عليك عشان تطلعها من القضية
نهض من مكانه وقام بإشعال سېجاره ېدخن بشراهة حتى اختفى خلف رمادها قائلا
لو خلصتي ممكن تمشي..نهضت متجه اليه وامسكت ذراعيه
بدر ليه عايز تتجوز اختي رغم انك عارف مشاعري اتجاهك
استدار برأسه ينظر إلى ثم رفع نظره وشبه ابتسامة مرسومة على وجهه مردفا
مش يمكن عايز انتقم منها
اتسع بؤبؤ عينيها ثم ارتسمت ابتسامة عريضة على محياها وهي تدور خلفه ومازال كفيها على كتفه
ان كدا يبقى متفقين انا برضو بقول مش معقول بدر القاضي يتنازل عن قاټلة جده
لوى جانب شفتيه وهز رأسه
شكلك بتحبي اختك اوي
دلفت لميس توزع نظراتها بينهما
ايه عندك ضيوف ولا إيه
أشار على أنجي
الاستاذة أنجي اخت رهف جاية تباركلي قبل مااروح للعروسة
مرت الساعات ثقيلة على قلبها إلى أن جاء الميعاد الذي سيغير حياتها بالكامل
أنهت تجهيزها دلفت والدتها إليها
بسم الله ماشاء الله طالعة زي القمر ياحبيبتي ..جذبت والدتها المقعد تتعمق النظر بعيناها
رهف أنت مش مخبية عليا حاجة مش كدا يعني بدر القاضي فعلا معجب بيكي معرفش قلبي وجعني رغم أني عارفة بدر كويس وكلامك بس ليه قلبي وجعني خاېفة يكون مش مصدق انك بريئة ويكون اتغير في السنين دي كلها دول اكتر من 15سنة
نهضت من مكانها تبتعد بنظراتها عن والدتها
لا طبعا ياماما أنت ناسية أنه هو ال جابلي البراءة ولا إيه يعني لو عايز ينتقم أو مش مصدق كان سابني اتحبس..احتوت كف والدتها
متنسيش إن دا بدر ياماما مهما تعدي السنين إلا أنه بدر ابن عمو هاني الله يرحم
توقفت والدتها تحتوي وجهها
لسة بتحبيه يارهف أشارت على قلبها
بدر لسة ساكن قلبك!!
نزلت ببصرها للأسفل تومأ برأسها
ابتسمت والدتها بحبثم طبعت قبلة على جبينها
ربنا يسعدك حبيبتي أنا عارفة أنه كويس بس معرفش ليه قلبي وجعني..رسمت إبتسامة على وجهها دلفت الخادمة
ست هانم الضيوف وصلوا..تحركت إلى الخارج
خرجت كوثر لأستقبالهم
اهلا يااستاذ بدر..قالتها ببشاشة ثم اتجهت بأنظارها إلى والدته
اهلا يامدام ..ارتسم بدر ابتسامة على وجهه عوضا عن والدته التي تجلس تحاوط المكان بعينيها
أشار إلى كوثر مردفا
طنط كوثر مرات الأستاذ مالك ياماما ورهف بنته
اكتفت برسم ابتسامة واسعة وهي تومأ برأسها فتسائلت
هوإحنا اتقابلنا قبل كدا
ابتسمت كوثر فأجابتها
ياااه يانهال لسة زي ماانت متغيرتيش
ضيقت نهال عيناها فتسائلت
انا بحاول اتذكر حقيقي
اومأت كوثر مردفة
ماهو عشرين سنة يانهال هتفتكري ايه ولا
ايه
ضيقت نهال عيناها متسائلة
كوثر!!..ابتسمت كوثر تهز رأسها
ايوة شوفتي مهما السنين تمر علينا لكن لينا نصيب نتقابل تاني لا كمان نكون قرايب
خرجت رهف ملقية التحية
مساء الخير..رفع نظره عندما استمع إلى صوتها الهادي الذي يشبه خرير الماء
اتجهت إلى والدة مالك تصافحها
ازي حضرتك..نهضت نهال غاضبة
مش دي الدكتورة المتهمة في قضية جدك
ماما ..قالها بصوت غاضب حاول امتصاص غضبه فأشار على كوثر
الدكتورة مالهاش علاقة بال حصل والدكتورة بريئة من قتل جدي وانا قررت اتجوزها ودا قراري مش قرار حد تاني ..قالها بمغذى وهو يطالعها بهدوئه المعتاد
اتجهت إلى رهف التي توزع نظراتها حولهم قطعت شرودها نهال قائلة
اهلا..قالتها بفتور رغم إعجابها بها وبجمالها الهادي ورغم هدوء جمالها إلا أنه ملفت خاصة مع ذاك الفستان الأزرق وحجابها الأبيض
استدارت إلى بدر طالعته للحظات ثم همست بصوت كاد أن يسمع
ايه استاذ بدر جايب والدتك من غير ما تعرفها تاريخ العروسة احتل الضيق ملامح وجهه ولا يعلم لماذا عندما نعتته بالتكليف..همس لها
خلي اتفاقنا بينا ..تمام قالها وهو يحاوطها بنظراته كانت كوثر تطالعهم وتذكرت طفولتهم..فهل سينصفهم القدر لډفن الماضي أما الماضي سيلاحقهم بعقوبتهم بلا ذنب
جلست بجوار والدتها..وصلت العاملة بالمشروبات
هو الأستاذ مالك مش موجود!
تسائل بها بدر
ابتسمت كوثر بتوتر تنظر
بساعتها
أكيد فيه حاجة عطلته تلاقيه على الطريق زفرت والدته محاولة السيطرة على أعصابها
حمحم وتحدث بنبرة خشنة
طب بعد اذن حضرتك عايز أقعد مع الدكتورة على انفراد لحد ما الأستاذ مالك يوصل
اتجهت كوثر لأبنتها قائلة
اقعدي مع الأستاذ بدر شوية يارهف شوفيه عايز ايه
نهضت وهي تبعد بنظرها عنه
واتجهت متجه لغرفة المعيشة المقابلة لهم
اتفضل
حضرتك..تحرك خلفها بخطوات رتيبة وقورة كشخصيته
أشارت إليه بالجلوس..جلس لبعض اللحظات صامتا ثم سحب نفسا محاولا تجلية صوته
آسف..رفعت نظرها إليه للحظات ..كلمة بسيطة ورغم بسطتها إلا أنها أعلنت الكثير
استدارت بجسدها كاملا
بالبساطة دي!!
طب ياترى الأسف دا عشان سجني ظلم ولا عشان تهديدك ليا بالجواز
طالعها لدقائق من الصمت هو يعلم أنها امرأة تفعل المستحيل ردا لكرامتها وعزة كبريائها
دنت منه برأسها بعدما وجدت نظرات والدتها إليها
صدقني لولا أمي عمري ماكنت قعدت معاك في مكان واحد ولا حتى بصيت في وش انسان ظالم زيك
سحب نفسا عميقا من سيجارته الذي أشعلها ثم نفثه بهدوء رغم احتراق صدره من حديثها الذي دعس على كرامته
نظر بشرود وتحدث دون النظر إليها
أنا مش بتأسف على ال عملته فيكي..ذهلت من حديثه رفع حاجبه متزامنا مع شفتيه العلوية
أنا بتأسف عشان هنتجوز من غير فرح زي مااتفقنا
كتمت صړخة مصعوقة من حديثه ظهر الڠضب على ملامح وجهها وتشنجت عضلاتها تبتعد بنظراتها بعيدا عنه حتى لا تنهض وتقوم بصفعه ..أكمل حديثه
الاستاذ مالك مش مقتنع حاولي تقنعيه
حاولت التماسك رغم نيرانها المتداخلة فأردفت
انت قولت لبابا ايه يعني شوفته فين
احاطها بنظراته
جالي وطبعا رافض الجواز
بتر حديثهما وصول مالك
مساء الخير..قالها مالك وهو يطالع بدر الجالس بهدوء وكأنه لا يعنيه
ردت كوثر التحية بينما نهال التي طالعته تطالعه بصمت
مالك!!
فك حلته وجلس بمقابلتها
اهلا مدام نهال شرفيتنا
ابتسمت بسخرية قائلة
شوفت النصيب يااستاذ مالك رجعنا اتقابلنا تاني
تنهد واستدار بنظره الى بدر
بحاول اقنع نفسي يانهال أن ابنك قصده شريف
تهكمت ساخرة
وأنا كمان ليه ابني ساب كل البنات والستات دي كلها وجاي يخطب بنتك مش كدا ولا إيه
نهضت رهف بجواره متجهين إليهم
جلس بدر بمقابلته بهدوء وأردف
كنت لسة بتكلم مع رهف على ترتيبات الجواز فهي طلبت مني الجواز يتم بهدوء ومش عايزة فرح
تنهيدة طويلة خرجت من فم مالك وهو يوزع نظراته بين ابنته وبينه
قاطعت رهف النظرات
كدا أحسن يابابا..رفضت كوثر وهي تنظر الى بدر
انا مش موافقة يابدر وكدا طلبك مرفوض ثم نظرت لنهال التي ابتسمت بنصر هامسة له
ياريت كنت عرفت والدتك مين العروسة قبل ماتيجي بدل ماهي قاعدة مجبورة..التفتت إليه هاتفية
زي ماأنا مجبورة اقعد القعدة دي
ابتسم مالك عندما رفضت كوثر حديثهما بينما توقفت رهف وهي تمسك كفيه
ماما أنا موافقة على بدر وانا ال مش عايزة فرح
نظر إلى كفيها المتشابك
الفصل الخامس
إنما أشكو إليه حزني الذي لا صبر لي عليه. لماذا نحتفظ بالحزن في أعمق مكان لنا بالقلب والسعادة نجعلها سطحية. كم مؤلم أن ټنهار من الداخل وتبقى روحا لا تشعر ولا تحس وتظل رغم المۏت تبتسم للجميع.
تعاقبت الأيام سريعا على رهف ورغم مرور الأيام إلا أن الخۏف تعاظم بصدرها ماذا ستفعل بعدما تصبح زوجته
جلست تنظر لفستان زفافها بوجه شاحب بعدما كان وجهها يشبه القمر ليلة تمامه لقد انطفئ نوره رويدا رويدا..بسطت أناملها وانزلقت عبرة غادرة من طرف جفنيها..أزالتها سريعا فهي الآن تعيش حالة غريبة في خضم أحاسيس ارهقتها وأثقلت تفكيرها للتعايش على حياتها الجديدة..قطع شرودها مع نفسها طرقات خفيفة على الباب
ولجت الخادمة إليها
الأستاذ بدر جه برة يادكتورة وعايز يقابل حضرتك..أومأت برأسها قائلة
تمام روحي قوليله شوية وخارجة..خرجت العاملة متجهة إليه نهضت من مكانها متجهة لخزانة ملابسها وارتدت فستانا أنيقا باللون الأزرق الغامق وحجابا باللون الأوف وايت وخرجت لمقابلته
كان يجلس بجوار والدتها يتحدثون في ماضي مازالت أثاره تلاحقها
لا تعلم لم تغير هكذا ماذا حدث لكل هذا التغير راقت لحديث قلبها الذي أجزم أنه يظهر قسۏة عكس ما بداخله ابتسمت بخفة فمهما يظهر من قسۏة لا تناسب شخصيته ناهيك عن تربيته التي تركها والده ستشفع له
مساء الخير..قالتها بصوتها الهادئ الذي يشبه آلة
متابعة القراءة