رواية مظلومة الفصول من 31-41
المحتويات
فى حزن والم
جلست على طرف السرير فى صمت وهى تستكمل تفكيرها
هل تترك عمر وترحل
ولكن اين ستذهب وكيف ستذهب
فالمكان هنا مقطوع والرمال تحيطه من جميع الجهات والبحر امامه ولا يوجد مساكن قريبة منه
وحتى لو استطاعت ان تصل الى حيث العمران اين ستسكن وكيف ستأكل ومن سيرضى بكفالتها
وقد لاتجد حلا سوى ان تعمل خادمة عند بعض الاشخاص
ظلت تحدث نفسها قائلةوصل بيكى الحال يا نيرمين انك ترضى تعيشى مع عمر تحت سقف واحد بعد ما اعتدى عليكى ومن غير جواز كمان
ليهدانتى المۏت اهون ليكى من اللى بيحصلك ده
وكمان عايز يشغلك خدامة عنده بعد ماخد اللى هو عايزه منك
عايز يذلك بعد ما رفضتيه اكتر من مرة
وياريتوا كان يستاهل
كلهم زى بعض ماهوكل اللى انا فيه ده بسببه هو
ماشى يا سيف انا متاكده ان ربنا هيطهر الحق وهتعرف انى مخونتكش وانك انت اللى ظلمتنى وسلمتنى بايدك لعمر لما استنجدت بيك طردتنى ورجعتنى ليه تانى
وساعتها عمرى ماهسامحك ابدا
نزلت الدموع من عينيها وقالتبس هتكون جتلى متأخر اوى
تعجبت نيرمين من مضى بعض الوقت دون ان تشعر بقدوم عمر
فاتجهت ناحية الباب بحذر لترى هل دخل ام مازال بالخارج
فتحت الباب برفق ونظرت من خلفه بترقب ثم خرجت وهى تمشى ببطء فسمعته يتحدث بالهاتف وقفت تستمع لما يقوله دون ان يشعر بها فكان يتحدث الى
مدير الشئون القانونية للشركة وسمعته يقولبرافو عليك
قول لسيف انك عرضت عليا آخد اجازة كام يوم ابعد فيهم عنه على ما يهدى
اكنها جت منك انت يعنى
عندما سمعت نيرمين ذلك احست بطعڼة فى قلبها فمعنى هذا انه مازال شريكا لسيف بالشركة
ولم يفض شراكته معه كما كان يقول
اكمل عمر قائلااوك خلاص بس زى ماقولتلك
اوعى تنسى
ثم اغلق الهاتف ووضعه على شفتيه وهو يفكر
وما كانت تخشاه حدث
فعمر سيأخذ اجازة من عمله لكى يتفرغ لها ويتفنن فى اذلالها
ابتسمت باستهزاء وبعينين حزينتين وهى تقول فى نفسها مافيش حد فيهم خسر اى حاجة
سيف وعايش حياته طبيعى خالص وهيتجوز سلمى اللى فرقت بينى وبينه واللى دبرت كل حاجة علشان تخلص منى وعمر اللى كان بيقول انه بيحبنى وعايز يتجوزنى خد اللى هو عايزه منى ومش عايز يتجوزنى وعمال يذل فيا
وسلمى قدرت تخلص منى وتحقق اللى هى عايزاه
كلهم زى بعض
كلهم قتلونى ومحدش فيهم خسر اى حاجة
الوحيدة اللى خسړت هى انا
وياريتنى خسړت حاجة بسيطة دا انا خسړت شرفى
خلاص يا نيرمين
انت انتهيتى وبقيتى ولا حاجة
ادمعت عيناها وهى تقولالعيلة دى دبحتنى بدون ادنى رحمة
اقول ايه بس
حسبى الله ونعم الوكيل
فوضت امرى ليك يارب
مسحت دموعها وهى تقول
فينك يا دادة انتى متعرفيش انا محتاجة لحضنك قد ايه
الفصل التاسع والثلاثون
فتح عمر الباب باندفاع ودون استذان ووقف على الباب وهو ينظر الى نيرمين بحدة
شعرت نيرمين بالفزع من دخوله المفاجئ فوضعت يدها على قلبها وهى تقولايه ده مش تخبط قبل ما تدخل
ابتسم عمر باستهزاء وهو يقولالبيت ده بيتى ادخل لاى مكان فيه من غير ما اخد الاذن من حد
نظرت نيرمين اليه باشمئزاز وهى تقولواضح انك متعرفش اى حاجة عن ا بى سى الزوق
وردك مش غريب على واحد زيك
هز عمر راسه هو يقولممممممممم واضح كده انك بتحاولى تستفزينى
انتى محرمتيش
نيرمينيعنى هتعمل ايه اكتر من اللى عملته
عمرمن جهة هعمل ايه فانا اقدر اعمل كتيييير
نيرمينلا ما خلاص بقى
مافيش حاجة هتأثر فيا بعد اللى حصل
يعنى اللى انت عايز تعمله اعمله
عمربقى كده
طب قومى يلا يا شاطرة اعمليلى قهوة وهاتيهالى برة وتفضلى واقفة لحد ما اخلصها
نظرت اليه نيرمين باشمئزاز وقالت بتحبها ايه
عمر وهو يرد لها نفس النظرةسادة
قامت لتصنع القهوة مرت من امامه دون ان تنظر اليه
تتبعتها نظرات عمر بغيظ لانها استطاعت ان تغيظه
جلس عمر امام التلفاز وهو نائم على الركنة ووجهه ينظر ناحية التلفزيون
اتته نيرمين بفنجان القهوة ثم وضعته امامه
نظر اليها وهو مازال نائما وقالانا قلتلك حطيها على الترابيزة
تنهدت نيرمين بضيق وقالتاومال احطها فين
عمرشيليها ومتحطيهاش فى مكان الا لما اقولك
امسكت نيرمن بالفنجان وهى تزم شفتيها بسأم وقالتوانا بقى هفضل واقفة كده
ظل عمر يشاهد التلفاز دون ان يرد عليها
بعد مرور عدة دقائق ملت نيرمين من الوقفة ولوت شفتيها پغضب ثم قالتماهو مش معقول هفضل واقفة كده
وبعدين القهوة بردت
نظر اليها عمر ببرود وقالخلاص
اعمليلى واحدة غيرها
نيرمينلااااااااا انت زودتها اوى
انا مش عاملة حاجة واللى انت عايز تعمله اعمله
وضعت الفنجان واستدارت لتمشى امسك عمر بزراعيها دون ان يقوم من مكانه وهو مازال نائما
التفتت اليه وقالتسيب ايدى
عمر بصوت هادئانا اذنتلك تمشى
نيرمينوالله انا مش خدامة عندك وده اللى عندى ولو مش عاجبك سيبنى امشى
ومن فضلك سيب ايدى علشان كده ميصحش
ضحك عمر باستهزاء ثم قال باسلوب منحطهو ايه بالظبط اللى ميصحش
متفوقى يا ماما وتعرفى انتى بقيتى ايه
دلوقت
انت لسة برده فاكرة نفسك محصلتيش
ما خلاص انتى بقيتى زيك زى اى واحدة من اللى كنت اعرفهم
انتزعت نيرمين يدها پغضب وكتمت بكائها وهى تقولاخرس يا حيوان
انا عمرى ما كنت ولا هكون زى اى واحدة من اللى تعرفهم عارف ليه
لان اللى تعرفهم دول ژبالة والژبالة متعرفش غير الژبالة اللى زيها
ثم تركته وجرت على غرفتها
لم يتركها عمر بل ذهب خلفها وفتح الباب پعنف وهو يقولقصدك ايه
قصدك ان انا ژبالة
انطقى
نيرمينوالللكن لأ انا عمرى ماهنولك اللى فى بالك
عمريعنى هتعملى
نظرت نيرمين للارض فى خجل ثم استدارت وهى حزينة وجلست على طرف السرير وهى تقولانا عمرى ما اعمل كدهعمرى ما اغش اى واحد مهما حصل
عمريبقى تسمعى الكلام زى الشاطرة من غير ولا كلمة
نيرمينوبعد ما اسمع الكلام
عمرساعتها بقى هفكر
اتجوزك ولا لأ
نيرمينوالله العظيم انا ماشوفت اندل منك
عمرولا هتشوفى
وعلشان تعرفى بقى الندالة اللى على اصولها
عايزك تمسحى المكان ده كله بالمية وتنشفيه كويس
وقدامى
ذهب الى الحمام واحضر جردل ملئ بالماء ووضعه امامها قائلا يلا نفذى اللى قولتلك عليه
نظرت اليه پغضب وهى تقولمش همسح حاجة
عمرانتى بتتحدينى بقى
انا هنا صاحب الكلمة ولما اقولك تعملى حاجة يبقى لازم تنفذيها
يلا
طب امشى علشان اعرف امسح
عمر لأ
مش همشى وهتمسحى قدامى يا كده يا انتى متعرفيش انا هعمل فيكى ايه
نيرمينيا اخى حرام عليك ارحمنى بقى
ايه الذل ده
عمرهو انتى لسة شوفتى حاجة
التقيل جاى ورا
يالا
نيرمينماهو طول ما انت واقف مش هعرف اعمل حاجة علشان
عمر بمكرعلشان ايه
نيرمينماهوانا مش هفضل موطية على الارض وهدومى هتبقى مبلولة وحضرتك قاعد تتفرج
عمرخلاص يا شاطرة
الكلام ده كان يفرق معايا زمان لكن دلوقت خلاص
يلا متضيعيش وقت ونفذى اللى بقولك عليه
نيرمين بصوت منخفضآه يا حيوان يا واطى
عمربتقولى حاجة
تجاهلت سؤاله وقالتطب مافيش مساحة بايد بدل البتاعة اللى انت جايبها دى
عمرلأ هتمسحى بدى
نيرمينامسكتها نيرمين باطراف اصابعها وهى مشمئزة من منظرها ثم قالتلا انا مش هقدر اعمل اللى انت بتقول عليه
ولو مجيبتش مساحة عدلة اعرف انضف بيها يبقى خلاص مش هعملك حاجة
عمرلا هتمسحى وبدى
نظرت اليه بتحدى وقالتمش همسح بيها واللى انت عايزه اعمله تحركت لتتركه وتذهب فجذبها ثم دفعها على الارض وامسك بجردل الماء وصبه على راسها وهى تتنفس بسرعة من اثر المفاجأة نظر اليها بتحدى وهو يقولايه رايك بقى
ظلت نيرمين تنظر اليه پصدمة والمياه تسيل من كل جزء من ملابسها
جلس عمر على الكرسى بفخر وهو ينظر اليها باستعالاء قائلاخلاص مش كنتى خاېفة على هدومك
دلوقتى مافيش خوف من حاجة يالا اشتغلى
كانت دادة فاطمة جالسة فى الفراندة وهى تفكر فى حزن اقتربت منها زينب لتضع لها القهوة
ثم نظرت الى دادة فاطمة قائلةمالك يا دادة
انتى زعلانة من حاجة
دادةمافيش يا زينب
زينبانا عارفة انتى زعلانة ليه
زعلانة على الست نيرمين مش كده
نظرت اليها دادة بحزن ثم قالتاقعدى يا زينب
عايزاكى
جلست زينب ونظرت الى داد وهى تقولخير يا دادة
دادةانتى لما كنتى مع نيرمين ملاحظتيش عليها حاجة
زينب بتعجبحاجة زى ايه يعنى
دادةبتخرج كتير
بيجيلها حد بتقابل حد
زينبالوحيدة اللى كانت بتجيلها هى الست سلمى
تعجبت دادة فاطمة وقالتسلمى!
زينبماهى الست سلمى بعد انتى مسافرتى اتخانقت مع سيف بيه هى والست سوسن بسبب نيرمين هانم
وسابو البيت بس بعد كده معرفش ايه
اللى حصل وسلمى هانم جت البيت للست نيرمين علشان تصالحها ويبدأوا صفحة جديدة
دادةطب وسيف عرف الكلام ده
زينبطبعا عارف ده كمان عزمهم على الخطوبة وجم باركولها والاستاذ عمر كمان
دادةالكلام اللى انتى قولتيه ده خلى الفار بدأ يلعب فى عبى
زينبالا انتى بتسألينى السؤال ده ليه يا دادة
دادةهاه
لا مافيش
بس بقولك ايه انت متعرفيش كانت بتجيلها البيت تعمل ايه
زينبكانت بتيجى تقعد معاها تسليها يضحكوا يهزروا وساعات كانت بتاخدها النادى
دادةانتى بتقولى ايهنيرمين كانت بتروح مع سلمى النادى
غريبة
زينبوايه الغريب فى كده
دادةاصل نيرمين مالهاش فى الكلام ده وحكاية النادى دى انا مستغربالها وخصوصا ان سلمى يعنى اصحابها ميريحوش
ازاى نيرمين وافقت تروح معاها
زينبوالله ما انا عارفة يا دادة بس الظاهر انها كانت بتخرج تشم هوا لان حالتها كانت وحشة اوى بعد ما سيف بيه سافر
انتبهت دادة وقالتحاالتها كانت وحشةقصدك كانت زعلانة انه سافر وسابها
زينبدى مكنتش بتدوق طعم النوم يا حبة عينى حتى الاكل يا دادة كانت بتاكل بالعافية
هزت دادة راسها وهى تنظر امامها ثم قالتكده بقى انا ارتحت واحساسى طلع مظبوط
بقولك ايه يا زينب انا عايزة استفسر منك عن شوية حاجات كده بس عايزاكى تركزى
كانت نيرمين تمسك بقطعة القماشة القديمة وتمسح الارض فى ذل وعمر جالس خلفها ينظر اليها وهو يبتسم ويتفحص جسدها بمكر
لم تستطع ان تكمل فالتفتت اليه وقالتانا مش هينفع اكمل بالطريقة دى
عمروليه ما انتى زى الفل اهو
نظرت نيرمين الى ملابسها التى التصقت بجسدها من اثر المياه وقالتمينفعش تقعد تبص عليا كده وانا بالمنظر ده
قامت وهى تحرر ملابسها الملتصقة بجسدها وقالت
انا هروح البس حاجة تانية ومش هعمل اللى انت بتقول عليه الا لما تخرج
نظر اليها ببرود وقالمش هتغيرى هدومك وهتكملى اللى انتى بتعمليه
لم تعيره اهتمام وتحركت باتجاه الباب وهى تبعد ملابسها عن جسدها
تتبعها بسأم وقالقلتلك هتكملى اللى انا قلتلك عليه
نيرمينانت ايه معندكش قلب خالص
عايزة البس حاجة غير
متابعة القراءة