رواية منال كاملة

موقع أيام نيوز


رؤيتك مېتة
كنت أعلم في قرارة نفسي أنه سيسعى بشتى الطرق لإقناعي لكني لن أرضخ سأحافظ على مبدأي لهذا قلت في حدية وإصبعي يلوح في الهواء
هذا شأنها لن تورطني في الأمر 
بدا صوتي مخټنقا وأنا أتم عبارتي
يكفي ما حدث لشقيقتي البريئة كلتانا ڠرقتا في الوحل 
لوى ثغره مرددا في سخط
كفي عن ترديد ذلك الكلام السخيف واخرجي من فقاعتك الوردية 

برقت بعيني مستنكرة فتابع بنفس الجمود القاسې
العالم من حولك في غاية البشاعة وعزيزتك
آن ليست مثالية لهذه الدرجة 
كانت كلماته مليئة بتوريات الضغينة شعرت به يريد إفساد ما بيني وبين شقيقتي من روابط أخوية وثيقة لهذا هتفت مدافعة بحړقة عنها
أنا أعلم شقيقتي جيدا ربما تكون طائشة في بعض الأحيان متهورة مزاجية لكنها لا تنتمي لذلك العالم الموحش 
تساءل في لمحة ساخرة وهذه النظرة القتامة تطل من عينيه
حقا
أكدت بلا شك
نعم لقد تلقت نفس التربية الجيدة بعيدا عن الفوضى وأنا أعرفها كأصابع يدي 
دس يده في جيب بنطاله وأخرج هاتفه المحمول وهو يخبرني
حسنا يبدو أنك بحاجة لإعادة النظر في بعض الأمور 
تابعته بنظرات حانقة فأمرني وهو يرفع هاتفه أمام وجهي
انظري لهذه الصورة جيدا 
أشحت بنظراتي بعيدا عنه قائلة في عناد أحمق
لا أريد 
يبدو أنه لم يتحمل سخافتي فدنا مني ممسكا بي من طرف ذقني أجبرني على الاستدارة والنظر إلى الهاتف مكررا بلهجته الآمرة
انظري 
اضطررت للتحديق في الصورة المعروضة على مساحة شاشته برزت عيناي على اتساعهما في ارتعاب وقد رأيت چثة لرجل مدرجة في دمائها كان هناك كذلك 
يا إلهي! إنه بشع للغاية 
أطبقت على جفناي وتساءلت
من فعل ذلك
أتى رده صاډما للغاية محملا بالسخرية وبما دفعني لفتح عيناي
صغيرتك البريئة آن!
وقعت المفاجأة التي لم تكن في الحسبان على رأسي كمطرقة تدك مسمارا في لوح من الخشب ليخترقه بلا تردد في البداية تصلبت في مكاني وجحظت مقلتاي وتحول لون بشرتي للبياض الأقرب للموتى ما إن استوعبت أنه بالفعل يقصدها حتى ترنحت متراجعة مسافة خطوة عنه وأنا أسأله في غير تصديق
ماذا تقول
أكد لي بهذا الوجه البارد
إنها الحقيقة 
رفضت الانسياق وراء ما اعتبرتها أكذوبته اللعېنة وقلت في هياج يحمل الإدانة وأنا ألكزه في صدره
أنت تكذب تريد إفساد صورتها في نظري 
تغاضى عن وكزتي وراح يمرر إصبعه على الشاشة لأرى المزيد من المشاهد المتلاحقة لچريمة قتل تظهر فيها شقيقتي في الخلفية تطعن أحدهم في ڠضب عارم وكأنها شخص آخر أجهل طبيعته كليا حملقت بعينين متسعتين فيما أراه متجسدا بۏحشية بينما سألني فيجو في جدية
وماذا عن هذه وهذه وتلك
في البداية أخرستني الصدمة لكني هتفت أنكر كل ذلك بإصرار
إنها ملفقة 
نظر إلي باستخفاف فتمسكت برأيي قائلة بتجهم
ربما استعنت بأحدهم ليختلق تلك الصور 
علق بنوع من الغطرسة
لست مضطرا لفعل ذلك لتنفذي الأوامر هي من قامت پالقتل وبلا تردد 
لكزته من جديد بقسۏة وأنا اتهمه
لكنك لئيم لم تترك أحدا إلا وجعلته مشوها في نظري 
راقب فيجو حركة يدي المتعصبة بتحفز ولم يتخذ خطوة مضادة رد بجفاء وعيناه تشعان تحذيرا صارما بالتوقف عن التصرف برعونة
بل الهواء ودون أن ألمسه
أنت تهذي شقيقتي لا تستطيع فعل ذلك 
تقاربت المسافة الفاصلة بين حاجبي بشدة وأنا ألح عليه بأسئلتي التشككية
ولماذا ټقتل آن أحدهم وهي لا تعرف أحدا هنا إنها لعبة سخيفة منك لإرهابي 
نظر إلي بقتامة فأردفت بلكزة أخرى غاضبة في كتفه
أنت تتعمد خداعي وممارسة ألاعيبك وحيلك الذكية علي لأصدقها 
هذه المرة وجدته يطبق على يدي يضمها أسفل قبضته بخشونة طفيفة شعرت بها تزداد قسۏة بالتدريج ليخفضها بعد ذلك وهو يخاطبني مستفيضا في الإيضاح
أخبرتك مرارا وتكرارا
أني لا أكذب ولأكون أكثر وضوحا تم تخليصها من هذه الورطة في مقابل زواجها من لوكاس فارتضت بالصفقة وحدث الأمر بمباركة الجميع 
صدمة أخرى تلقفتها على رأسي فبات من العسير علي استيعابها حاولت استعادة يدي من بين أصابعه الغليظة فعجزت أمام قبضته المحكمة ظللت أتلوى بها لأحررها واستنكرت بشدة كل ما أطلعني عليه بتحسر
كل ما تقوله كڈب لن أصغي إليك  
لم يرخ قبضته عني وقال في نبرة تأرجحت بين الجدية والاستهزاء
أنت فقط ترفضين تصديق حقيقة انتماءك لهذا العالم وكل من فيه إن واتته الفرصة للقتل سيفعل بلا تردد وأولهم شقيقتك البريئة لقد أقدمت على ذلك بۏحشية تحسد عليها 
بعد محاولات لا بأس بها تمكنت من تحرير يدي حينئذ تراجعت عنه خطوتين وهتفت رافضة تقبل ما حدث
لن أصدقك مهما قلت هذا هراء وأنا أعلم كم هي ضعيفة ورقيقة إنها لن تقدم على ذلك وأنت تخدعني 
وضع كفه في جيب بنطاله وترك الآخر طليقا ثم انتصب في هامته قبل أن يأتي تعقيبه هادئا للغاية
لا يهمني إن صدقت أم لا فلديك مهمة واجبة النفاذ 
تحرك بثبات نحو باب الغرفة مشيرا بإصبعه كتحذير ضمني
سأدعك تفكرين لكن اعلمي جيدا أنك شئت أم أبيت ستقومين بها لا مهرب لك!
لم يقل المزيد وانصرف لأبقى بمفردي على حافة الاڼهيار اڼفجرت باكية بحړقة وأنا أهتف في استنكار مرير
آن ليست مچرمة ليست كما يقول إنها بريئة بريئة!
حاصرتني الهموم والأوجاع فقضيت باقي نهاري حبيسة الغرفة رافضة الخروج أو الكلام لم أتناول لقيمة منذ وقت الإفطار ولم يكن لدي الشهية لوضع أي شيء بداخل معدتي المتقلبة بقيت معزولة بين الجدران الخانقة أبكي حزنا وكمدا على شقيقتي قبل نفسي الملتاعة فكلما جاء يوم جديد أتت معه كوارث أفظع! لم أمسح ما انساب من دموعي الساخنة وظللت أردد بصوت مليء بالحيرة
كيف لها أن ټقتل إنها أضعف من أن تقوم بذلك!
نضبت عبراتي في النهاية ومع ذلك بقيت متمسكة بموقفي الرافض لإدانتها خاطبت نفسي في شك
هناك حلقة مفقودة بالأمر هي لن تفعل ذلك مطلقا!
حل الليل بسواده المطابق لهذه العائلة المتوحشة ومع ذلك لم أسع للتخلي عن عزلتي الاختيارية كنت استلقي على الأريكة بثيابي التي لازلت أرتديها منذ مطلع النهار اعتدلت في جلستي حين جاء فيجو في موعده المعتاد تطلع إلي بثبات نازعا عنه سترته طرحها على طرف الفراش ليظهر حامل أسلحته وهو يسألني
هل فكرت
أجبته وأنا أعقد ساعدي أمام صدري
ما زالت عند رأيي لن أقتل أحدا 
فرك طرف ذقنه بحركة سريعة ثم قال وهو يتقدم ناحيتي
توقعت ذلك أرى أن تتحدثي إلى شقيقتك قبل أن تعطي قرارك النهائي 
نظرت إليه بغرابة وقد ضاقت نظراتي ناحيته أحسست بكونه يخطط لشيء ما وإلا لما تعامل بمثل هذا الهدوء معي وجدته يعبث بالهاتف قبل أن يعطيني إياه لأجد آن تحادثني في مكالمة مرئية هتفت من فوري عندما رأيت صورتها تملأ الشاشة
آن حبيبتي أأنت بخير
قالت في اقتضاب وهي ترفرف بعينيها
نعم 
رغم اعتدال الطقس إلا أني شعرت بموجة من الحرارة تجتاحني نظرة خاطفة سددتها نحو فيجو وهو يتحرك تجاه غرفة تبديل الثياب لأحدق بعدها في وجه شقيقتي أتفرسه وأنا أسألها بصوت خفيض مشككة في الأمر برمته
هل حقا فعلت ما قيل لي
لوهلة تطلعت إلى في صمت حذر كأنما تخشى الحديث فبسرعة ألقيت نظرة أخرى عابرة تجاه العتبة الفاصلة بين الغرفتين لاستوضح
منها في صيغة متسائلة
أنك تعمدت قتل أحدهم
اعترفت لي في ارتباك محسوس
نعم 
وضعت يدي على فمي لأكتم شهقة غادرة فتابعت
آن الكلام
كنت مضطرة لذلك لو لم أفعل لساءت الأمور 
رفضت تصديق ما اعترفت به لتوها وهتفت أخبرها بتوتر
آن أنا أعلم أنهم يضغطون عليك لقول ما لم يحدث 
هتفت نافية بتأكيد
بل إنها الحقيقة ولولا لوكاس لكنت في قبضة الشرطة 
تفرست في تعابير وجهها أكثر وخاصة نظراتها كانت تبادلني نظرات منكسرة غارقة في الحزن مما زرع المزيد من الشكوك في نفسي حاولت تمرير مشاعري المدعمة إليها فقلت
مهما ادعيت لن أصدقك أنا أعرفك جيدا أنت لست بقاټلة 
أطلقت آن زفرة سريعة وقالت في لهجة تحولت للجدية
ريانا من فضلك حاولي ألا تفسدي زيجتك مع فيجو حياتنا منذ البداية محدد مصيرها نحن فقط من رفضنا تصديق الواقع وظننا أنه يمكننا أن نعيش بعيدا عن هذه الصراعات الدموية لكننا جزء منها 
تصاعد القلق بداخلي بعدما نطقت بهذه الكلمات الغريبة استطردت أقول في ذهول
آن أنت 
قاطعتني بإصرار
اسمعيني رجاء إن طلب أحدهم شيئا منك فلا تترددي في فعله نحن ندين لهم بالكثير 
كنت على وشك قول شيء لكنها بادرت مضيفة
يكفي أنهم تقبلوا وجودنا بينهم رغم كوننا تنتمي للخونة 
كأنني أتكلم مع شخصية أخرى أكثر عقلانية تتحدث بالمنطق وبروية عكس تلك التي نشأت وترعرعت معي على فعل كل ما هو متمرد ومعارض دمدمت في دهشة مضاعفة
ماذا
ألجمت المفاجأة لساني وعقدته بينما استمرت آن تقول مبتسمة لتخفف من وطأة الصدمة علي
لقد أصبحت أعلم كل شيء الآن 
سرت بجسدي برعشة أقوى وأنا أقاوم تصديق ما أسمعه منها واصلت شقيقتي الصغرى إبلاغي كأنها شعرت بما يستبد بي من هواجس مربكة
لا تقلقي علي أنا بخير وأمي كذلك 
منحتني قبلة في الهواء قبل أن تختتم اتصالها المرئي معي
انتبهي لنفسك قطعة السكر وسنتحدث مجددا 
انتهى بي الحال بعد مكالمتها الصاډمة أكثر تحيرا وأكثر ذهولا عاد إلي فيجو ليستعيد هاتفه من يدي المتيبسة سائلا في اهتمام
هل سمعت بنفسك
في اللحظة التي ظننت فيها أن كل شيء يتأرجح ما بين شك ويقين جاءت شقيقتي وهدمت ما تبقى من ثوابت لدي لقد طالتها الأيادي الآثمة فلم أعد أعرف بعد تصرفها الصواب من الخطأ ما كان صادقا وما تغلف بالزيف أحسست باڼهيار عالمي حيث أصبحت الفضائل فيه ركاما واللطافة أنقاضا حتى البراءة تدنست والوداعة تبددت نظرت إلى فيجو بعينين شاردتين بدوت عاجزة خلالها عن الرد أو اتخاذ القرار تأملني في صمت قبل أن يتكلم أخيرا
يمكنني أن أمنحك المزيد من الوقت للتفكير 
تملكني اليأس وقلت برأس مطأطأ في انكسار
لا داعي 
فرت من طرفي دمعة سريعة مسحتها بإصبعي قبل أن تشق طريقها على طول صدغي وأخبرته بأنفاس مضطربة
سأنفذ ما تريدون وأتخلص من هذه المرأة !!!
يتبع الفصل التالي
كان من العبث مقاومة ما أصبح مفروضا عليك بشكل قسري خاصة مع هدم كافة الثوابت التي ظننت يوما أنها جزءا من كينونتك في لحظة تم محو ما اعتدت عليه وأصبحت قناعاتي كالأنقاض المتكومة فوق بعضها البعض لا جدوى منها مطلقا لهذا تخليت عن صمودي المزعزع وأبديت موافقتي العمياء على فعل ما يخالف القانون القانون ترددت الكلمة في فضاءات عقلي وإحساس السخرية متملك مني منذ متى ونحن نفعل ما ألزمنا به القانون البشري نحن أبعد ما يكون عن تطبيقه بل إننا أجدنا الانحراف عن طريق الصواب وارتكاب كل ما هو مخالف لم أنظر تجاه فيجو لكني شعرت به عبر صمته الغريب مصډوما من قبولي المريب سألني بشكل مراوغ ليتأكد مما سمع
هل ترغبين في التدريب الآن
رفعت عيني إليه وأجبته سائلة إياه بزفير ثقيل
في هذا الوقت المتأخر
جاء رده ساخرا إلى حد ما وهذه النظرة المدققة تحتل حدقتيه
إنها ليست بعملية جراحية!
لم يكن الجو
 

تم نسخ الرابط