رواية داليا بارت 8

موقع أيام نيوز

اجابتها بحرج ... منذ يوم زواجك وأنا اردت أن اطلب منك اصطحابي معك ..بدونك لم اتحمل المعيشة في ذلك المنزل لكنك كما تعلمين أنا لا املك مكان اخر لأذهب إليه .. 
طمئنتها بقوة اكتسبتها من شخصيتها الجديدة.. لن اتركك مطلقا بعد اليوم ..
تغيرت !! هذا الانطباع الأكيد الذى وصلها فور رؤيتها .. تلك ليست سارة أبدا .. ظاهريا تبدو بصحة جيدة لكنها ليست سارتها التى ربتها منذ يوم ولادتها.. 
حضنتها بحنان وسألتها بقلق ... كيف حالك حبيبتى ولا تخبرينى الظاهر .. ظاهريا أنت بخير لكنى أريد معرفة ما يؤلمك ربما ستفلحين في التظاهر وتخدعين الجميع لكن ليس أنا !! سارة أنت لست بخير ..
من ستخدع معها حق تستطيع خداع الجميع لكن داده لا .. ما احوجها إلي الكلام ألم تريدها لأجل ذلك .. ستبوح بكل ما حدث وربما يلهمها حديثها معها الصواب .. ربما تنصحها بما يجب أن تفعله.. بمفردها لا تستطيع الصمود أمام تعقيده ..
وكأنها ضغطت علي زر تشغيلها .. فعندما بدأت الكلام باحت بكل ما حدث .. ماسورة الذكريات والآلم اڼفجرت والحمل الذى تحملته لشهور يجب أن يشاركها به أي احد .. منذ اليوم المشؤم الذى قررت فيه الانحراف وحتى هذه اللحظة واجهت تذبذب كبير في المشاعر والاحداث ..
استمعت في صمت ولم يبدو عليها أي تعبير حتى انتهت من كل مخزونها .. وعندما انتهت وزفرت بارتياح وكأن حمل ثقيل انزاح من علي كتفيها فقط وقتها مسحت علي شعرها بحنان... لا تحزنى حبيبتى كل ما يحدث للانسان في هذه الدنيا له سبب.. الله عدل وهذا كلامه في كتابه إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما .. 
أنا اعلم كم أنت نقية وبريئة من الداخل وسينصفك الله إن عاجلا أو اجلا... لكنك اخطئتى حبيبتى وما يحدث لك هو شدة اذن بسيطة لتذكرك دائما بالتوبة .. لكن عليك بالصبر ..
الصبر ذلك ما كانت تحتاج لسماعه تماما كلامها كان له مفعول السحر فاستاكنت بين يديها بهدوء .. ستصبر حتى تقرر ماذا ستفعل ودعم داده لها سيقويها .. 
ومع الايام تحسنت بشكل كبير ووجود داده فرق بشكل واضح في تحسن حتى حالتها النفسية ..أكثر من عشرين يوما مرواعلي عودتها إلي المزرعة وواصل خالد احترامه لها .. وعد ونفذ .. زهورها التى تفتحت مجددا والمانجو التى تزين الاشجار كلوحة مرسومة وحبيبات العنب المتدلية من التكعيبة .. نعمة من الله عز وجل وكأنها الجنة .. بهجة للناظرين .. البساتين المحيطة بالمنزل تسرالعين والقلب .. ارض الألم والحب ..حتى الثور عڼيف كما اسمته ذهبت لزيارته للاطمئنان عليه لكن من بعيد .. الايام التى تلت الحاډث اكدت لها ان جرعة المخدر لم تؤثر علي صحته وتركته بخير تماما .. وفي احدى نزاهتها اليومية عرجت علي الحظيرة لتشاهد حركة غير عادية وخالد يتحدث إلي البيطري باهتمام .. راقبت ما يحدث بفضول ..احدى البقرات كانت علي وشك الوضع .. يا الهى سأرحل لكن خالد انتبه إليها .. جذبها بلطف لتراقب ما يحدث .. الولادة معجزة ربانية .. من جسد يخرج جسد ومن حياة تولد حياة وليهمس لها في اذنها قبل أن يرحل لمساعدة الطبيب .. لاجل ذلك نحتفظ بالثور .. 
راقبتها من بعيد وهى تلد .. بالتأكيد ذلك سبب هلاك ملابسه .. كان يركع علي ركبتيه ويربت علي بطن البقرة بحب ويدلك رقبتها .. وعندما
تم نسخ الرابط