رواية داليا بارت 7

موقع أيام نيوز

فستانها الذهبي ووقفت تتأمل نفسها في المرآة...فستانها مصمم بسابرينا صغيرة تكشف جزء صغير من اكتافها وكامل رقبتها الطويلة ... أما نصفه العلوي فكان ضيق حتى الوسط ويلتصق بنعومة بخصرها النحيل ...قماشه الذهبى الرقيق يلتصق بجسدها من اعلي بخفه كأنه جلد ثانى ...ونصفه السفلي منفوش ويصل لتحت الركبه بشبر واحد وينتهى بكورنيش دانتيل اسود يظهر جزء صغير جدا من ساقيها الرائعتين ..
فستان مذهل بثلثى كم يصل لتحت الكوع بسنتيمترات قليلة... ومظهر خلاب راقي لن يخجل خالد منها أبدا وهى ترتديه .. وضعت زوج من الاقراط الذهبية البسيطة ورشت عطرها المفضل جادور ... انتعلت صندلها الأسود العالي الكعب وحملت حقيبتها السوداء الصغيرة المخصصة للسهرات ...واصبحت جاهزة للحفل...
انبت نفسها لغبائها...فهى تركت كل مجوهراتها في منزل والدتها قبل ولم يكن معها غير ذلك القرط الذهبي البسيط ... والساعة الذهبية فارتدهما مجبرة .... 
دخل إلى الغرفة بهدوء ...يا الله ..حلته السوداء مذهلة عليه...أيضا كان يرتدى ربطة عنق ذهبية بالتأكيد لمح فستانها علي الفراش واختار ربطة عنق تناسبه ... هل كان يتفحص فستانها قبل أن ترتديه ليتأكد من احتشامه .. 
بدون كلام فتح يده فرأت فيها صندوقا صغيرا من المخمل الأسود يرتاح عليها....
تناولت الصندوق كالمخدرة وفتحته... بريق خاتم ومحبس زواج يرتاحان بفخامة بداخل العلبة ابهراها للغاية...
كان يوجد بداخل الصندوق خاتم ماسي فخم ومحبس من نفس ماركته الشهيرة في عالم المجوهرات... 
هدية بمبلغ ضخما جدا ...
كانت مبهوتة فعليا وراقبته وهو يخرجهما بحرص ويلبسها اياهما برفق شديد وتلكع كفيه لفترة طويلة قبل أن يسحبهما مجددا ويعودا بجواره ..
وظروفه المادية !! هتفت بتأثر شديد ... خالد ...خالد اشكرك لكنى اعرف ظروفك المادية الحالية .. 
ليجيبها بضيق .. المحبس دليل ارتباطك بي يا سارة .. كان من المفترض أن اهديك اياهما في ليلة زفافنا لكن كنت تعلمين ظروف زواجنا الغيرعادية .. أما ظروفي المادية فهذا أمر لا يجب أن يشغل بالك مطلقا.. أنا مازلت خالد يسري 
انبت نفسها... الآن هى جرحته وحتى لم تعبرله بشكل صريح عن سعادتها الحقيقية .. هديته كنجمة من السماء قدمها لها وحدها فامسكت ذراعه وقالت بنبرة اعتذار... خالد..أنا لم اتعمد مضايقتك... لكنى في الواقع لا ارغب منك سوى .. سوى.. حبك اكملت في سرها 
هو فهمها احترامك وهى عنت حبك ..حديث القلوب ابلغ !! 
غيرالموضوع بذكاء ... فستانك رائع لكن ينقصك شيئا اساسيا يا سارة لكن كله بأوان .. 
نظرت إليه بعدم فهم .. ماذا ينقصنى ..
لا تهتمى .. هو أكثر من رائع كخطوة أولي .. 
فهمته فورا فردت عليه بنفس نبرته ... أحقا اعجبك.. 
جدا وكأنك العروس من شدة جمالك .. لأول مرة يثنى علي ملابسها .. 
ابتسمت براحة لتقول .. أنت أيضا وكأنك العريس
اذا فلنعتبرها خطبتنا فنحن لم نحظى بواحدة ..
لحفل مر مثل حلم رائع باستثناء صدمة وجود الحقېر معتصم الذى حضر في الربع الأخير من الحفل .. فستانها جذب الانتباه إليها بطريقة مبالغا فيها .. تذكرت كلمة صديقتها حينما شاهدتها ترتديه كالشمس الساطعة  
كاميرات الصحافة تركزت عليها طوال الوقت فهى كانت فعليا كالفراشة الحقيقية وليست فراشة المجتمعات كما اعتادوا تسمية تالا ... هذا كان اول ظهورلها كحرم خالد يسري ... واول ظهور لخالد بعد فضيحته 
لم يتركها للحظة طوال الحفلة.. كان إما أن يحتوى كفها في كفه أو يحيط كتفيها بذراعه كأنه يعلن للجميع تملكه لها 
رقتها وجمالها ورقي تعاملها ابهروا الجميع ..وخفة ډم العروسان وفرحتهما زادت من بهجة الحفل ... الروايات الرومانسية القليلة تعود له بالتأكيد .. اكتشفت لماذا شعرت من قبل أن ياسين مألوفا لها ....فياسين هو نفسه الكاتب المعروف ياسين الرفاعى كاتبها المفضل ولذلك احتفظ خالد في مكتبته بنسخ منها .. 
اثناء مرورهما علي بعض المدعويين سمعت سؤال يوجه لخالد من محرر شاب في جريدة مشهورة... هل فعلا تمكن الانتربول اليوم من القاء القبض علي شريكك الهارب 
اجاب بتحفظ ... نعم صحيح ..
سأل مجددا بفضول أكبر... يقال أنه تفاوض مع الحكومة .. صفقة لصالحك تعيد إليك جزء من اموالك المنهوبة في مقابل عقۏبة مخففة .. 
كرر رده باقتضاب ... نعم صحيح عاد ليعلق بسخرية .. لديك محامى كالاخطبوط أين عثرت عليه .. 
نظرة التحذير التى وجهها للمحرر جعلته يتراجع ..
شعرت بالامتننان يغمرها ... يوم أن عادت بعض أمواله إليه اهداها الألماس هدية قيمة اهداها اياها فور تمكنه .. ولكن الأهم كان قيمتها لديها فهى اول هدية من زوجها .. من حبيبها
في التاسعة تماما حضر المأذون كما رتبوا .. راقبته وهو يعقد قران شقيقته بفخر .. ويتنفس بارتياح فور انتهاء المراسم .. سيسلم شقيقته لزوجها الذى يحبها .. نعمة لا تعادلها نعمة .. وانضم إليها فور انتهائه وكأنه كان يجلس علي الجمر في الدقائق التى ترك يدها فيها .. ارادت أن تمتع كفيها بلمس كفيه الذى افتقدته في دقائق غيابه لكن صوت مرح اجفلها .. وأخيرا سأبارك للعاشقين ..
نظر كلاهما لمصدر الصوت .. ليهتف خالد بانزعاج .. حسام ابحث لك عن تسلية غيرنا 
وجدت لسانها يهتف رغما عنها .. اذا هذا هو حسام .. لينفجر كلاهما في الضحك أمام عينى حسام المذهولتين .. 
كان سيستعلم عن سبب ضحكاتهما ويتساءل عن اللبس فى الاسم بين سارة وتالا إلا أنه لمح معتصم .. يا الله اللحظة التى كان ينتظرها .. أخيرا خرج من عزلته وسيسأله عن ملاكه .. هرع في اتجاه .. معتصم ..اريد أن أسألك عن .. 
قاطعه بوقاحة .. القي السلام أولا .. لمتى ستظل اهوجا هكذا 
لاحقا فقط اخبرنى عن الملاك التى كانت في حفل زفافك .. تسمى سلمى .. 
غامت عيناه بالعواصف .. ليزمجر كأسد غاضب .. ما دخلك أنت بسلمى  
وجد نفسه يهتف .. احبها وارغب في التقدم لخطبتها ..
راقبت حديث حسام ومعتصم بتوتر .. ليتها تتجرأ وتطلب من خالد مكالمة شيرويت مجددا لتطمئن عليها .. خفضت عينيها بسرعة بعيدا عنهما فلربما يلمحها خالد .. الصڤعة التى تلقتها بسبب ذلك الحقېر مازالت تؤلم روحها .. وبطرف عينها لمحتهما يغادران سويا ..
 
وأخيرا انتهى الحفل بسلام ...وعندما اوصلها خالد إلي المنزل اخبرها أنه سيعمل فى مكتبه لبعض الوقت ... فعليا شعرت بالاحباط .. أحداث اليوم كانت قد اعطتها بعض الأمل وذكري حضنه تنبض لكنه فورا دخل مكتبه واغلق الباب علي نفسه واضعا حاجزا بينهما من جديد.. فلم يكن أمامها سوى جر أذيال الخيبة والصعود لغرفتهما .. وحيدة ولتبدل ملابسها وتجلس في انتظاره.. لكنها في النهاية استسلمت للنوم ..
وفي الصباح اكتشفت أنه لم يصعد إلي غرفتهما مطلقا طوال الليل فالبرود الذى شعرت به يدل علي ذلك ومكانه مازال مشدودا ومرتبا.. شتان بين الليلتين ..
ستبحث عنه .. والفطور حجة جيدة لكن المنزل كان غارقا في الهدوء ولا يبدو أن احدهم قد استيقظ بعد سهرة الأمس لقرب الفجر .. الجميع يحتاج إلي الراحة والدلال .. 
انتهزت الفرصة لتخرج إلي الحديقة تسمتع بهواء الصباح النقي... التقطت بعض الازهار وجمعتهم
تم نسخ الرابط