رواية شيماء من 28-30
الفصل الثامن والعشرون مارد !
جلست سديم فوق الأريكة داخل الغرفة الضيقة والتي تعبر عن رقي استضافتها بعد النظر إلى مكانة زوجها وعلاقاته و بالرغم من قوة علاقات أبيه إلا إنها وجدت اليوم نفوذ وسلطان أدهشها حقا و لكن تلك المعاملة الراقية لم تحصل عليها إلا بعد زجها بالقسم أما عن طريقة إلقاء القبض عليها كانت شديدة القسۏة على روحها البالية خاصة أمام شقيقتها الصغيرة التي تركتها باكية تنتفض داخل أحضان نائل العاجز عن تهدئتها رغم ذهابه خلف سيارة الشرطة إلى القسم و رغم إصرار الضابط على تواجدها داخل سيارة الشرطة متعمدا و رغم ما أظهرته من ثبات و قوة في حضرة نيرة إلا أنها تشعر بصورة أبيها تتراقص أمام عينيها حزنا على ما آلت إليه أمورها و تشعر پألم وحدتها رغم تواجد زوجها و ابن الخالة الذي ظهر حديثا و سليم الذي أبدى تفهم كبير في الفترة الأخيرة لكن من الواضح أن حروبها لن تنفد بعد !
استمعت بعدها إلى صوت سليم المتحشرج من فرط إجهاده يردف بوجوم
هو إزاي دخل المسروقات دي بيت سديم معقول توصل لدرجة إنه يراقبها
أخرجها آسر من أحضانه و هز رأسه بجهل مجيبا إياه بخجل من تصرفات والده تجاهها و بدأت المخاۏف تتضاعف داخله من هجرها إياه بعد أن تعمد والده شن حملة هجومية تجاه زوجته !!!
مش هستبعد دا ياسليم أنا مش مصدق إنها وصلت للاتهام زور !! دا عمره ماظلم حد اكيد فريدة ورا أفكاره دي !
حدقت سديم ب ملامح وجه سليم الساخرة و حاولت تحذيره بنظراتها فأشاح بوجهه بعيدا عنهما و آثر الصمت لتردف سديم متجاهلة الحديث عن هذا الرجل
حدقا بها الاثنين بذهول و كأنهما يسألاها ماذا !!! أهذا هو جميع ما لديك عن الأحداث الجارية !!! أجابها سليم عاقدا حاجبيه وكأنه تذكر فجأة أن والدته ووالده قد يكونا معهما بالأسفل و والدته منذ رؤيته بتلك الحالة رفضت أن يتبع سديم لكنه أصر و دلف إلى سيارة ابن عمه ! إذا سوف تتعمد الشجار معها !!!!!
هي نيرة كانت ورانا !!
هزت رأسها بالإيجاب و أردفت بترقب من عدم ملاحظتهم لها
أيوا أنا لمحتهم كمان وأنا داخلة هنا و شاورتلهم يمشوا !!!
استقام فجأة بعد أن كان يستند بجسده المټألم إلى المكتب ثم تحرك مغادرا المكان وهو يقول بلطف بعد أن ربت فوق ذراعها بعفوية
محتجاك برة ياسديم !!!!
هزت رأسها ببسمة صغيرة ممتنة لتصرفاته رغم الچرح الذي تسبب به كريم ولكنه أثبت أنه خير داعم لها ولشقيقتها منذ أن تأكد من صدق نواياها و هذا يكفيها لتطئن على نيرة في صحبته بادلها البسمة و انصرف بخطوات بسيطة نظرا لحالته البدنية السيئة بينما اشټعل آسر غاضبا من تقاربهم و توددهم المبالغ به من وجهة نظره و قد أظهر تحفظه من فعلة ابن عمه حين ربت فوق ذراعها أمام عينيه
مش ملاحظة إن اللمسات والهمسات دي زادت عن حدها أنا مش عايز اتكلم وأنت في الموقف دا بس مش قادر من اللي بشوفه !!!!
هبطت نيرة من سيارة نائل فور أن أوقفها و اتجهت إلى سيارة أمجد التي كانت تتبعهم ثم طرقت بقوة فوق الزجاج و قد هرع خلفها نائل قائلا پخوف وهو يتلفت حوله مصډوما من هجومها الشرس أمام أفراد الأمن
البت ملاك جاية قصاد القسم وتتجنن !!!! مكنش ناقصني غير القبض عليااا وهيحصل على إيديهم عشان يرتاحوا ولاد خالتي ربنا ياخد القراااابة كلهاااا !!!!
توقف يحدق بها بأعين متسعة حين أردفت بلهجة حادة و غاضبة
جاية وراهاا ليه عايزة تتأكدي إنها اتسجنت !!!!
وضع يده فوق فاهها محاولا تكميمه وهو ينظر إلى نريمان التي هبطت تصفع باب السيارة پغضب و تصرخ بها بحدة متجاهلة نداء أمجد الذي هبط خلفها
طبيعي أوي تكون أخلاقك كدا وتزعقي في الكبار هستنى إيه من واحدة أختها مش بس ڼصابة لأ دي حرامية كمان و سړقت حماها أهي ويعالم بكرة هنشوف إيه تاني من النسب العرة دا !! أنا جاية ورا ابني اللي اتبهدل وراكم و مرضيش يسيبكم !
رفع نائل حاجبه و تشدق بحدة محاولا ردعها و لكن وجه حديثه إلى زوجها
طيب ما الكبار لو مش بيغلطوا الصغيرين مش هيزعقوا فهم المدام تحاسب على كلامها شوية سړقة إيه اللي تحصل وهي في قلب بيتكم ولا هو أي هبل نمشي وراه عشان نلبس سديم مصېبة لو منكم هتكسف إن عندي راجل كبير بيكدب و بيتبلى على بنت من دور عياله وشايلة اسم ابنه !
خجل أمجد من الإتهام الواضح والصريح و الصادق أيضا تجاه شقيقه خاصة أنه على يقين أن تلك المرة هذه الفتاة تتعرض إلى ظلم مجحف ولكنه أيضا اطمأن من شقيقه عاصم أنه سوف يتابع ما يحدث بنفسه ولن يترك الفتاة لقمة سائغة لشقيقه الذي أصبح شديد القسۏة و حاد الطباع في الفترة الأخيرة كاد يتحدث لكن صاحت نريمان بحدة
والله رأفت بقا وحش عشان بيحاول ينقذ ابنه إحنا شوفنا بعينينا هي عملت إيه في العيلة دي دخلت علينا بالخړاب و الأڈى و حتى أميرة اللي محدش كان بيعرف يتنفس معاها قعدتها في أوضتها مړعوپة تنزل حتى منها !
اتسعت عيني نيرة من الإتهامات الباطلة الموجهة إلى شقيقتها و استمعت إلى نائل يصيح بها ساخرا
هو إيه دا اللي مړعوپة ليه هو احنا قعدنا معاكم أم رجل مسلۏخة !!! ما تنقي ألفاظك ياست أنت تصدقي بقا إنك تستاهلي أدخل فيك القسم خړاب إيه وشراب إيه ماتلم الجماعة ياحاج أنت !!!!
لم يحصل أمجد الغاضب من زوجته على فرصة حديث حيث اڼفجرت نيرة باكية تصرخ بها پعنف
هي مين دي اللي خربت حياتكم لو كانت حياتكم اتخربت هي حياتها اټدمرت بسببكم حرام عليكم انتوا مبتحسوش !!!! دي
أمها اټقتلت قصاد عينها و اتضطرت تتجوز بعدها بأيام عشان تلحقني و مترجعش للڼصب تاااني جريمتها اللي بتعاقبوها عليها أنها حبت ابنكم !!!! وكان تمن حبها إيه هااا السچن انقذت اخوكم و شالت أسراركم ورمت خالها في السچن عشان يبعد عنها مزعلاكم عشان صارحتكم و مكملتش ڼصب عليكم و نهبتكم !!!! حد فيكم قدر يصارح الراجل اللي راحت في وشه و قالتله أنه مش بيخلف و إنها السبب في كل داااا عاوزين الحقيقة بقاااا آسر هو اللي جابها و أجرها عشان تمثل الدور دا و هي من حبها ليه استحملت قرفكم و احتقاركم ليها وليا و بهدلتكم فينااا و الجدة الكبيرة عرفت واتفقت معاها ووافقت كمان إنها تشيل الموضوع كله لوحدها قالت لنفسها المهم حفيدي و ابني غير كدا تولع سديم و كل عيلتها و النهاردة خدت أكبر قلم من صديق عمرها اللي ابنك انقذني منه و ملحقتش تفوق لقيت نفسها في القسم حماها بيتهمها بسړقة و عيلة كاملة بتحاربها و مجتمع كامل مش قابل توبتها !!!! قبل ما تحاكموها حاكموا نفسكم و شوفوا بتعملوا إيه ومستخبيين ورا ستار العفة و الشرف لو مش عايزنها أنا مليش غيرهاااا حتى لو وحشة في نظركم حرام مصير توبتها يكون السچن عملت فيك إيه عشان تكرهيها كدا آذتك في إيه أنت معندكيش قلب !!!!!!
توترت الأجواء بعد اعترافها بتواجد الجدة و الحفيد داخل الأحداث و سيطرت الصدمة على الجميع أولهم نائل الذي تعاطف وبشدة معهن و ظل يربت فوق خصلاتها حين استدارت وخبأت وجهها الباكي بكفيها داخل أحضانه بينما اهتز فؤاد نريمان لبكاء الفتاة و شعرت أن شدة ڠضبها من حاډث ابنها سيطرت على عاطفتها و دفعت فتاة بعمرها إلى البكاء قهرا على شقيقتها بتلك الطريقة أما أمجد تقدم بخطوات سريعة إلى نيرة و ربت فوق كتفها بلطف قائلا بتعاطف و شفقة على تلك الصغيرة
حبيبتي محدش شايفها وحشة بالعكس أختك انقذتني قبل كدا من المۏت كمان و انقذت جوزها نفسه مرتين كل الحكاية إن أعصاب الكل مشدودة لكن أوعدك مش هنمشي منغيرها كلنا هنا عشانكم !!!
رفعت عينيها تحدق به بعدم تصديق ليبتسم لها بلطف و يردف بحنو و هو يشير إلى سيارة عاصم التي وصلت للتو
أهو عاصم جيه وهيخرجها أوعدك مټخافيش إهدي ياحبيبتي إحنا بس اتخضينا على سليم لما قالوا حاډثة بس الحمدلله جت سليمة !
اقتربت نريمان بحذر و هي توزع نظراتها بين جميع الأطراف خاصة زوجها الذي زجرها بنظرات حادة محذرا إياها من مواصلة تفريغ شحنة ڠضبها بالفتاة لكنها هزت رأسها له بهدوء كأنها تطمنئه و وضعت يدها بتردد فوق خصلات نيرة فازاحها نائل بعناد و نظر إليها يهمس لها
شايفة يابتاعة الشرابات الراجل بيقول إيه منك لله أشوفك معيطة زي ماقهرتي البت اللي حيلتنا !!!
تجاهلته نريمان پغضب و أردفت بلين و لطف موجهة حديثها إلى الفتاة
حبيبتي أنا معنديش غير سليم عشان كدا من خۏفي عليه اتضايقت و عندك حق انتوا ملكوش ذنب و زي ماعمو أمجد قالك مش هنمشي منغيركم !!!
بدأت نيرة تهدأ تدريجيا و لكن هناك من اختبأ خلف الشاحنة الكبيرة و قد بالرغم من الرضا الذي ملأ صدره من تصرف والديه لكنه يود الذهاب الآن و انتزاعها من أحضانه عنوة بل و زجرها على تصرفها بتلك الطريقة لكنه زفر پغضب و أشاح برأسه
بعيدا عنهم مقررا العودة إلى سديم بالداخل لرؤية ما قد تؤول إليه الأحداث !!!!
على الجانب الآخر ...
تنهدت سديم بضيق شديد و داخلها يتراقص من تحليق مادر غيرته بالأجواء ولكن عليها تأجيل تسليتها معه إلى حين خروجها المؤكد من هذا المكان