رواية مالك الفصول الاخيرة
المحتويات
غمازتيها .. ثم مد أنامله ببطء لېلمس غمازتها فتراجعت فورا خطوة للوراء ..
تحقق حلمها الذي رأته في غفوتها هي تمنت اقترابه منها .. ولكنها تخشى إستسلام مشاعرها الجريحة له ..
دنا منها أكثر فأبتعدت..
حاصرها فجأة من خصرها بذراعيه ونطق بتلهف واضح وعيناه تلمعان بوميض الحب
تتجوزيني!
انتفضت بل ارتجفت وارتعش كيانها بالكامل ..
أكان وهما ما قاله
أعرض عليها الزواج
أصابت كل ذرة في جسدها قشعريرة غريبة عقب كلمته المباغتة تلك ..
بدت وكأنها تلقى على مسامعها للمرة الأولى ..
تصارعت أنفاسها اللاهثة وتلاحقت من فرط التوتر والخۏف ..
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
لكن قلبها يأبى الانصياع إنه مالكك .. إنه من تعشقين إنه حبك الأول والأخير ..
ل بعزة وكبرياء شديدين
لا .. مش هتجوزك أبدا!
الفصل الثلاثون الجزء الأول
جاهدت لتتخلص من حصاره المهلك الذي يضعف مقاومتها لكنها لم تستطع .. فقد أحكم قبضتيه حولها ..
تسمر في مكانه مشدوها للحظة محاولا استيعاب رفضها الغير متوقع ..
هو متأكد من حبها الجارف له بل إنه يثق أن خلايا
ډمها متشبعة كليا بعشقهما ..
تأهبت للتحرك والهرب من حضرته الممېتة لكن صدها مالك بجسده ووقف حائلا أمامها ليهتف بنبرة مصډومة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
وأنا مش عاوزة الحب ده
قالتها بصعوبة بالغة وهي تحاول السيطرة على مشاعرها المضطربة ..
أغمض عيناه للحظة محاولا السيطرة على انفعالاته ثم سألها بهدوء
طب انتي مش موافقة ليه
عجزت عن الرد عليه أتخبره أنها تحبه پجنون ولكن كبريائها يمنعها من القبول بعرضه المغري لتحل كبديلة عن زوجته بتلك البساطة أم تدعي الكذب أنها تبغضه كما لم تبغض أي أحد من قبل
مازالت أثار الماضي تطاردها ..
وهي عاجزة عن حسم أمرها معه ..
التقط كفها بين راحتيه وجذبها برفق إليه واحنى رأسه عليها ليطالعها بنظرات تعرف كيف تخترقها ببراعة وهمس لها
ارتجفت من تأثير كلماته وشعر بإرتعاشتها ..
أرخى إحدى يديه عن قبضتها ورفعها عند طرف ذقنها ليتحسس ملمسه بحرص شديد ..
أغمضت عيناها بإرتباك كبير وسيطرت على كيانها رعشة غريبة حجبت عنها التفكير بصورة عقلانية وزدات دقات قلبها المتسارعة ..
هب عمرو منتفضا من مكانه حينما سردت عليه والدته تحية ما فعلته مع السيدة ميسرة ..
تلفت حوله غير مصدق ما سمعه توا وهتف بذهول
يعني .. يعني هي قالتلك أروحله بيته
أجابته تحية بهدوء
ايوه يا بني هي عدت عليا من شوية وكتبتلي ورقة فيها العنوان
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
فين الورقة دي
أخرجت والدته ورقة مطوية وضعتها بداخل طيات صفحات أجندة الهاتف لكي لا تضيع ثم أعطته إياها ..
أخذها منها عمرو ونظر إلى العنوان المدون بها وابتسم بسعادة وهو يردد
يا رب يكون خير
ردت عليه والدته بنبرة دافئة
إن شاء الله يا حبيبي هايكون خير وربنا هيعوضك ويكرمك باللي نفسك فيه !
ورغم فرحته الظاهرة على وجهه إلا أن شعورا مزعجا كان ينتابه حينما يفكر في ردة فعل مالك ..
فالماضي مازال يقف حاجزا بينهما ....
انتبه كلاهما إلى صوت غلق باب المنزل فدققا النظر في إيثار التي انتجهت إلى غرفتها دون أن تلقي عليهما التحية ..
نظر عمرو لوالدته بإندهاش وتساءل بفضول
هي مالها
ردت عليه بقلق
مش عارفة يا بني تلاقيها بس تعبانة في الشغل
تحرك عمرو في اتجاه غرفتها مرددا بجدية
أنا رايحلها !
اعترضت تحية عليه قائلة
طب سيبها شوية تكون ارتاحت وبعد كده خشلها
رد على إمتعاض
حاضر يا ماما هاسيبها شوية وبعد كده هاتكلم معاها
.................................
ألقت إيثار بنفسها على الفراش ودفنت رأسها في وسادتها لتبكي بحړقة على ما حدث ..
لامت نفسها على رفضها لطلب حبيبها بالزواج ..
لكن ما منعها من القبول هو إحساسها بأنه يشفق عليها .. بأن حبه لها لم يعد خالصا بل شاركته فيه غيرها وتمتعت بأحضانه الدافئة .. وهي التي كانت تعاني الويلات والقسۏة مع غيره ..
شعور الخزي والخذلان دفعاها للتراجع والابتعاد ..
لقد ظلمها مثل غيره وتوقع بسهولة أن ترضخ مستسلمة لعرضه ..
لم تكن لتقبل بإهانة كرامتها أو كبريائها ..
لكن قلبها .. ذلك الشيء النابض الذي يرفض مقاومتها لتيار مشاعر الحب الصادقة .. أبى أن يستسلم لهواجسها .. وذكرها بحب حقيقي نابع من أعماق الفؤاد ..
وأجبر عقلها على تذكر تلك اللحظات الماضية بينهما ..
لحظات مميزة جمعتهمل صدفة وعن عمد ..
لقاءات حفرت في ذاكرتهما ذكريات جميلة كانت سندها في أحلك الأوقات ..
ها هي تضعف من جديد ..
ټنهار حصونها أمام سيل حبها الجامح له ..
هي لم تكرهه بالفعل .. هي تبغض الظروف التي أجبرتهما على الفراق ..
.......................................
حالة من الوجوم سيطرت عليه طوال اليوم وهو يحاول استنباط سبب رفضها له ..
وضع يديه على رأسه ليضغط عليها بقوة بعد أن أنهكه التفكير المتعمق ..
أرخى يديه إلى جانبيه وسحب نفسا عميقا من هواء البحر الذي يشكو إليه دوما همومه ..
زفر بإنهاك وحدث نفسه بيأس
طب أعمل ايه عشان توافق !
ركل رمال الشاطيء بقدمه بعصبية ثم تابع بضجر
ليه تعباني معاكي ليه !
تخيل صورتها تتجسد أمامه على أمواج البحر
المتلاطمة وضحكاتها الرقيقة تتشكل لتأثره أكثر بغمازتيها البارزتين فظهر شبح ابتسامة باهتة على محياه .. وتنهد قائلا
إيثار !
......................................
ظلت حبيسة غرفتها لفترة طويلة .. شاردة حزينة أوجاع قلبها تفتك بما تبقى من روحها المنهكة ..
سمعت دقات خفيفة على باب غرفتها فنهضت بتثاقل من على الفراش وكفكفت أثار عبراتها من وجنتيها ..
فتحت الباب وحدقت في وجه أخيها بشحوب ..
نظر لها بإشفاق وسألها بهدوء
ليه أعدة لوحدك
ردت عليه بفتور وهي توليه ظهرها
ماليش نفس لحاجة
سار خلفها وسألها بتوجس وهو يراقب تصرفاتها الغير مكترثة
في حد ضايقك في شغلك حد اتعرضلك !
ه.. آآ.. لأ
تحرك عمرو ليقف قبالتها ثم وضع يديه على ذراعيها وهزها قليلا وهو يتابع بجدية
إيثار أنا عاوزك تثقي فيا أنا عمري ما هاعمل أي حاجة تضرك أو تأذيكي اديني بس فرصة وأنا هاثبتلك إني اتغيرت بجد !
ابتسمت له وهي ترد عليه بتأكيد
عمرو .. أنا مصدقاك والله مش محتاج تثبت حاجة ليا !
سألها مجددا بإلحاح
طب قوليلي مالك ايه اللي مغير احوالك كده ومضايقك !
ردت عليه بإقتضاب وهي تطلق تنهيدة قصيرة
مافيش ..
أيقن عمرو أن أخته لن تتحدث بسهولة فابتسم بتهذيب وهو يضيف
عموما أنا موجود لو حابة تفضفضي معايا !
بادلته إبتسامة ودودة وهي ترد عليه
ربنا يخليك ليا !
تحركت ناحية فراشها وجلست على طرفه فتابعها أخيها بنظراته ثم هتف فجأة بحماس
أنا عاوز أقولك على حاجة
رفعت رأسها لتنظر إليه متساءلة
ايه هي
ظهرت ابتسامة عريضة على محياه وهو يجيبها بغموض
مش هاتصدقي ماما قالتلي ايه النهاردة
سألته إيثار بفضول
خبر يفرح !
رد عليها بنبرة شبه حائرة وهو يحك مؤخرة رأسه بيده
هو لحد الوقتي مش باين إن كان يفرح ولا لأ بس إن شاء الله خير !
نظرت له بإهتمام فتابع هو قائلا بهدوء حذر
المهم ماما قالتلي إن مالك أخو روان وافق يقابلني
اتسعت مقلتيها في صدمة غير متوقعة وارتفع حاجبيها للأعلى بذهول وهتفت غير مصدقة
ايه !!!!!!
أكمل عمرو قائلا بحذر
منتظرني بكرة عنده فادعيلي !
ارتبكت أكثر مما قاله أخاها .. فهب لا تدري ردة فعله تجاهه بعد أن رفضته .. تخشى أن يعاقبه لقرارها ..
عضت على شفتها السفلى وهمست بتوتر
آآ.. ربنا يكرمك !
حاول عمرو أن يرفع الحرج عن أخته خاصة أن للموضوع أذيال متعلقة بالماضي .. وتابع بهدوء
يا رب أمين عاوز دعوة محترمة من القلب مش هوصيكي !
ردت عليه بصوت فاتر
أكيد !
أدمعت عيناها عقب حديث أخيها الجاد حول ما ينتوي فعله مع عمرو بداخل غرفتها ..
كانت تريد أن تسير الأمور بسلاسة ويحدث الإرتباط بينهما دون أي تعقيدات ..
لكنه أراد أن يلقن عمرو درسا .. ليعرف كيف يمكن أن يقهر قلبا ويفسد حياة بأسرها بسبب تعنت مجحف وظلم جائر ..
احتضن مالك وجه أخته براحتيه بعد أن جثى على ركبتيه أمامها وباشر حديثه قائلا بإبتسامة صغيرة
والله ده لمصلحتك صدقيني أنا عمري ما هضرك ولا هاخلي حد يجرحك بس لازم يستحمل عشان يعرف إنك تستاهلي التعب والټضحية !
نظرت له في صمت بعينيها الباكيتين ولم تستطع أن تعقب عليه ..
فبماذا تخبره هل تفضح نفسها وتقول أن قلبها تعلق به بالفعل وأحبه وباتت ترسم أحلاما وردية معه
شعر مالك بتخبط مشاعر أخته الصغرى وأجبر نفسه على القسۏة قليلا معها من أجلها هي ..
ابتسم لها مجددا ومسح عبراتها من على وجنتيها بأنامله ثم اعتدل في وقفته .. وتركها وانصرف دون أن يقول بالمزيد فهو لا يريد وضعها في موقف صعب .. لذا أسلم شيء تركها الآن ...
مالت هي على جانب فراشها وأجهشت بالبكاء الحارق فاستمع هو إلى صوت شهقاتها التي لم تستطع إخفاؤها وهو يقف في الخارج مستندا على الحائط ....
أطرق رأسه أسفا وحدث نفسه بجمود
بكرة هتشكريني على ده !
رحل مسرعا قبل أن يلين قلبه تعاطفا معها .....
ظل يتلفت حوله ليتأمل المكان بإنبهار واضح عليه ..
أثاره الفضول ليعرف كيف استطاع مالك خلال تلك الفترة القصيرة أن يحقق
متابعة القراءة