رواية شيماء الفصل 1-2-3

موقع أيام نيوز

عيناها حين مر على عقلها الآن والدها و وصاياه و أحاديثه الشيقة ذكرى جميلة أعاد شها بها اليوم عاصم دون قصد لكنها دنست طهارتها و قضي الأمر ! Flash back ... جلست سديم في منزل خالها بجانب والدتها نبيلة تستمع إليه يقول مبتسما ماشاء الله يا نبيلة ! بنتك كبرت و احلوت أوي ! ابتسمت نبيلة بتكلف و قالت آه سديم ماشاء الله عليها و شاطرة و ذكية يعني مش هتغلبك ! هز رأسه بالإيجاب و قال بلطف قاعدة مكسوفة كدا ليه ياسديم دا أنت في بيت خالك ياحبيبتي ! تعالى جنبي هنا ! تسمرت بمحلها لحظات أن تستقيم واقفة بابتسامة صغيرة زينت ها بعد إشارة من عيني والدتها توجهت سديم إليه و جاورته بمجلسه لي سامح كتفيها بذراعه قائلا أنا زي بابا ياسديم اوعي تتكسفي تطلبي مني أي حاجه في يوم من الأيام أنا ربنا مرزقنيش بعيال آه بس أنت مولودة على ايدي و زي بنتي الله يسامح اللي فرقنا بقاا ! ألقى نظرة عتاب تجاه والدتها نبيلة التي علقت بحزن قائلة أهو ربنا جمعنا تاني ياسامح و إحنا اللي محتاجينك اهو ! عقد حاجبيه و أردف بخشونة محتاجة دا إيه يانبيلة ! دا أنت وبنتك فوق راسي و حتى جوزك اللي مش بيطيقني عنيا ليه وقت الزنقة ! اغضبها حديثه عن والدها و ازداد ڠضبها حين صمتت والدتها و رسمت تلك البسمة المنكسرة فوق تيها تعرف تلك البسمة عن ظهر قلب منذ حاډثه والدها و فقدانه البصر و الحركة و جلوسه فوق مقعد متحرك و لم تفارق تلك البسمة محياهما وكأن كل واحدة منها تخادع الأخرى بصمود واهي ! لاحظ سامح شرود سديم و نظراتها الغاضبة اللوامة الموجهة ناحية أمها و كأنها تعاتبها بصمت على أقوال الرجل المجاور لها و الذي عرفت أنه خالها منذ ساعات قليلة و من الواضح أن والدها على خلاف معه ! كسر سامح الصمت و قال بضحكة خفيفة انتوا بقا هتتغدوا الأول و بعد كدا نتفاهم ! صاحت فجأة نبيلة بتوتر لا لااا غدا إيه احنا مش عايزين نأخر على أسامة و نيرة أنت عارف ظروفه دلوقت و نيرة صغيرة مش هتعرف تقعد معاه أكتر من كدا ! عقد حاجبيه قائلا و لزمتها إيه الپهدلة دي كلها يانبيلة ما أنا قولتلك تيجوا تقعدوا هنا معايا في الڤيلا مرضتوش قولتلك اجهزلك الڤيلا الصغيرة مرضتيش برضه عرضت عليك ابعتلك مساعدة و اتكلف بكل مصاريفها رفضتي أنت مش حمل الپهدلة دي ! بدأت الأسئلة تتكاثر بعقل سديم لماذا يقاطع والدها رجل بكل هذا السخاء من الواضح أنه ي بمعاونة شقيقته إذا ما سبب القطيعة والجفاء ! ليقول فجأة ضاغطا بخفة فوق كتفها احضرينا أنت ياعاقلة ! مش لما نلاقي حد محتاج لازم نساعده عقدت سديم حاجبيها و أجابت تلك المرة غاضبة فور أن استقامت مبتعدة عنه بابا مش محتاج مساعدات من أي حد و إحنا هنا عشان كدا اشتغل و اخد مقابل شغلي مش قة ! ابتسم لها سامح بلطف و استقام هو الآخر يستمع إلى والدتها تقول بلطف سديم ماينفعش كدا خالو ما يقصدش ! اتجه إليها سامح ووضع يديه فوق كتفيها قائلا بإعجاب سيبيها يانبيلة أنا أحب البنات اللي تدافع عن حقها وحبايبها و متسكتش جدعة ياسديم و جدعنتك دي هتنفعك أوي في شغلك معايا ! و آسف ياحبيبتي لو كلامي ضايقك ! صمت لحظات ثم أكمل مش أنت عندك 16 سنة دلوقت ياسديم هدأت قليلا متأثرة بإطرائه وهزت رأسها بالإيجاب و دهشتها تزداد من سر ابتعاد والدها عن ذلك الرجل المتفاهم إلى هذا الحد ! أكمل سامح متجها إلى والدة سديم و أمسك الظرف المتواجد منذ قدومهم فوق المنضدة قائلا بلطف أمسك يانبيلة دا جزء من مرتب سديم مشي الفترة دي حياتك كدا و ارجعي لمستواك بقا و سديم هتبدأ شغل معايا من بكرة و هجهزلها أوضة هنا بتاعتها و اطمني هتبقا تحت عيني طول الوقت ! ابتسمت نبيلة له و أمسكت الظرف بيدها تقول بدهشة بس دا شكله كبير ياسامح جزء من مرتب إزاي ابتسم لها و رفع رأسه بكبرياء قائلا بفخر سديم بنتك هتبقا زي دراعي اليمين ياا نبيلة و أنا هلاقي حد زي بنت أختي آمنها على حالي ومالي ميرڤت مهما كان ليها أهلها و مش هستنى أهل ميرڤت يورثوني في الآخر عشان ربنا مكرمنيش بعيل ! بذمتك مش بنتك أولى بالخير دا كله أشار بيديه إلى مظاهر الترف من حوله و عينيه لم تفارق سديم التي نظرت إليه بهدوء و صمت على عكس أمها التي أبدت تها و بهجتها بتلك البداية و وقفت قائلة بتوتر طيب و في سنها هتعرف تساعدك ياسامح عقد حاجبيه و أجاب پغضب قلقانه على بنتك ولا إيه يانبيلة على العموم تعالي بكرة معاها و شوفي مكتبها اللي هتقعد فيه و اوضتها هنا تتفرش على ذوقك أنا عايز اعوضكم عن الپهدلة اللي شوفتوها يانبيلة ابقا غلطان برضوا ! هزت رأسها بالسلب و أجابت بقلق لا غلطان دا إيه وهو حد يقدر يقول كدا كتر خيرك أوي على وقفتك دي ياسامح ! اتجه إليها يحتضنها و يقول بلطف رابتا على كتفها عيب ياأختي دا أنا و كل اللي ملكي بتاعك أنت وحبيبة خالها دي وسلميلي على نيرة بقاا لولا الملامة كنت جيت و زورتها هي و أسامة ! تنفست بهدوء و ابتسمت له تقول ربنا يخليك لينا ياحبيبي مش محتاج أقولك أنا هكلمك بلاش أسامة يعرف إني جيت ! هز رأسه بتفهم و أجاب طبعا طبعا متقلقيش ! خدي بالك من ماما ياسديم ! ودعهما سامح و فور أن خرجت سديم قالت برفض واضح أنا مش مرتاحة ياماما لكل دا ! إيه الفلوس الكتير اوي دي و ليه نخبي على بابا و احنا جايين و نخبي إني هشتغل مع خالو و ليه أصلا بابا مقاطع خالو زفرت نبيلة پغضب وقالت كنت عارفة إني مش هخلص من أسئلتك ياسديم ! أنا مش قعدت معاك و عرفت وضعنا كله عاجبك وضع باباك عاجبك و إحنا مش قادرين نعمله عمليات و لا قادرين على مصاريف العلاج حتى عجباك حياتنا ! عقدت سديم ذراعيها أسفل ها و أجابت بحزن شديد على حالة والدها ايوا بس دا مش مبرر إننا نخدعه و بابا مش هيزعل لو عرف إني بشتغل و بذاكر برضه و كمان مع حد قريب مننا كدا ! رفضت نبيلة و أردفت بتوتر اوعي ياااسديم ! بابا مش هي وكمان هنجرحه لو حس إنه مش قادر يكفي احتياجات البيت هيزعل أوي ! صمتت لحظات ثم أكملت مش أنت كنت لسه بتسألي بابا بعيد عن سامح ليه عشان سامح كان رافض جوازنا أصلا بسبب حالة والدك المادية و لما أنا أصريت اتضطر يوافق وقاا و تخيلي بقا لو باباك عرف دلوقت إنك هتشتغلي مع خالك اللي رفض كل دا من الأول ليه نعمل مشاكل الدنيا مش ناقصة و خالك مش هيبقا تتبهدلي و آمان لينا و هيوفرلك أوضة هنا تذاكري وترتاحي فيها لو حابة و حتى في الشغل مش هيضغط عليك ! عشان خاطري ياسديم أنا مصدقت ألاقي حل ! الدنيا بدأت ترجع زي الأول إحنا هنروح دلوقت كمان نجيب علاج باباك حالا اهو ! ورفعت أمام عينيها الحزينة ظرف الأموال ثم اقتربت منها ټحتضنها وتقول بلطف معلش ياسديم أنا عارفة أنه ضغط عليك بس كلنا في الظروف دي مساعدتنا في إيدك ولا مصاريفك ولا مصاريف مدرسة أختك هقدر عليها و لا هعرف اشتغل زي ما فهمت باباك أنا أصلا معنديش خبرة في اي حاجه و لولا عرض خالك و عشان أنت صغيرة هتفيديه طبعا في شغله عنه كنت أحسن حل لينا ! شعرت نبيلة أنها أخيرا نجحت في إقناع ابنتها بقبول وظيفة بسيطة بوجهة نظرها لن يضرها خالها و لن يضر والد سديم إخفاء الأمر ! العائلة على وشك الإنهيار إما الټضحية بواحدة أو سوف تفقد جميع ماتملك بليلة وضحاها !!! ابتسمت سديم لوالدتها و قررت معاونتها لعلها ترى أبيها كما كان ! لعله يعود إلى تمام الصحة والعافية لعلها ترى بريق عينيه اللامع بهجة بها ! لعله يبصر ! منذ تلك اللحظة تحولت سديم و فقدت نقاء روحها وأصبح الخداع والمرواغة رفيقيها إلى الآن وبين انهزام و انتصار و انكسار و جبر تركت جسد بلا روح أو بمعنى أدق جسد يحمل روح مهشمة ! إلى كل من ي في الاحتفال معي بإنتصاراتي أين أنت حين كنت أخوض المعارك بمفردي ! أغلال_الروح شيماء_الجندي Back استقامت واقفة بابتسامة فاترة رسمتها فوق تيها بصعوبة بالغة حين طرق عاصم الباب و دلف إليها بابتسامته البشوش يقول بقلق الأوضة عجبتك ياحبيبتي هزت رأسها بالايجاب و قالت بهدوء و هي تتجه ناحيته آه Nice decor ديكور جميل ! ثم أضافت بتساؤل أنا ممكن أسأل عن حاجه اتجه معها إلى الأريكة وجلس بجوارها قائلا طبعا مش محتاجة استئذان ! تنفست بهدوء و قالت حضرتك متجوز وعندك بنت تاني مش كدا توترت نظراته و عقد حاجبيه قائلا بقلق مين قالك أنا كنت هستنى لحد ما تاخدي على العيلة و اقولك أكيد ! رفعت حاجبها مبتسمة و قالت بدهشة طيب و ليه كل دا دا حقك و حاجة ما تضايقش أكيد عشان تستخبى ! هما فين ابتسم لها و أردف بحماس هما في السخنة بس هتصل اقولهم يرجعوا الصبح ! ابتسمت له بهدوء و قالت بضحكة خفيفة لا لا سيبهم على راحتهم يرجعوا لما يحبوا أنا بس حبيت اعرفك إنك مش محتاج تخبي عيلتك عني . رفع عاصم حاجبه الأيسر و قال بمداعبة ماشي بس مش أنا لوحدي اللي بخبي حاجات أنا لحد دلوقت معرفش تفاصيل عن والدتك بس مش عايز أعرف غير لما أنت تحبي تحكي ! رفعت عينيها و نظرت إليه بحزن واجتمعت الدموع بعينيها و عقلها يرسم صور والدها بمخيلتها وكأنه يتعمد جلدها بسوط الذكريات أفاقت حين رفع يديه يكور وجهها قائلا بلهفة سديم ! مالك ياحبيبتي هزت رأسها و أجابت بهدوء أنت طيب
تم نسخ الرابط