رواية الليل الهادئ الفصول من 22-25
المحتويات
انا مضطر اسيبك دلوقتي علشان عندي شغل هبقي ارجع لك بعدين عن اذنك .....
نظرت مسك لاثره بحزن فهو لم يصدقها وقد شعرت بالندم علي حديثها معه !!!!
...........
كانت نورسين تدور حول نفسها كالمجنونه فهي منذ ان عادت من اسبانيا برفقه ليل قد جاء بها الي هذا البيت الغريب والمنعذل يعيدا عن ضوضاء المدينه!!!
ايه البيت الغريب ده يا بيبي ده بيتك
ثم قام بوضعها فيه وحيده من دونه وعندما هتفت تحدثه بانزعاج عندما لم يمكث فيه معها ايه ده انتي هتسبني هنا لوحدي وتمشي مش هتقعد معايا
هتفت بها بغنج وهي تتعلق بعنقه بدلال متحدثه امام شفتيه بأثاره !!
وها هي هنا منذ شهر محپوسه في ذلك المنزل وحيده تنتظر مجيئه اليها كل يوم ولكنه لم يأتي يحادثها كل يومين او ثلاثه علي الهاتف الارضي ويتحجج بمسك وعدم قدرته علي مصارحتها طالبا منها الصبر وان تمهله بعضا من الوقت ...
قفزت من موضعها عندما رن الهاتف الارضي واسرعت تجري عليه تحيب بلهفه ليل حبيبي انت فين كل ده اتاخرت عليا ليه كده
اجابها ليل معتذرا معلش حقك عليا كان عندي شغل كتبر اوي اليومين اللي فاتوا دول
سالته مستفهمه بوضوح فهي لا تعلم ما حدث معها خاصه انها لم تستطع التحدث الي جودت منذ يوم الحاډث في اسبانيا!!!
اجابها ليل دون توضيح اطمني كل حاجه هتمشي زي ما احنا عاوزين بالظبط ...
ثم هتف بما جعلها ترقص فرحا عاوزك تجهزي وتستعدي علي الساعه 9 باليل علشان هاجي لك ومعايا المأذون علشان نكتب كتابنا اليله ...
الفصل 25
بعد اسبوع .....
انتهي الطبيب المعالج من فك الجبيره الموضوعه علي قدم مسك متحدثا بعمليه حمد الله علي السلامه الحمد الله الكسر اللي في رجلك اتعالج بس علشان رجلك ترجع زي الاول وتقدري تمشي عليها بشكل طبيعي لازم تعملي جلسات علاج طبيعي وده الجزء الاهم في العلاج ...
انا هكتب لك علي اسم دكتور علاج طبيعي ممتاز تتابعي معاه وان شاء الله رجلك ترجع زي الاول واحسن!!!
بعد انصراف الطبيب جلس الدكتور عمر امامها ينظر الي فيروزتها الشارده وملامحها الجميله الحزينه فهو يعلم ما تمر به من صراعات!!!
تحدث بلطافه مخرجا اياها من شرودها حمد الله علي سلامتك يا دكتوره مسك!!
نظرت له مسك هاتفه بابتسامه حزينه دكتوره ايه بقي ده كان حلم والله اعلم هعرف احققه ولا لاء..
هتف الدكتور عمر معاتبا اياها لسه بس التشاؤم ده كله ان شاء الله هتكملي دراستك وترجعي لحياتك من تاني انتي لسه صغيره والعمر كله قدامك...
هتفت مسك ساخره پألم حياتي !!!
انت متفائل اوي انهي حياه وانهي عمر وانا اللي اكتشفت اني كنت عايشه في كدبه كبيره اوي من وانا طفله صغيره...
اعيش حياتي ازاي وانا مش عارفه امي فين عايشه ولا مېته ولو ماټت فين جثتها واللي ممكن يكون حرمني منها هو الانسان الوحيد اللي عشقته وعشق عامل زي الوشم جوه قلبي !!!!
الانسان الوحيد اللي حسيت معاه بالامان والحمايه
ودلوقتي بقيت في الشارع!!!!
بقيت في الشارع زي المشردين ومعنديش مكان يلمني ويحميني من اللي عاوزين ينتقموا مني بسبب ذنب ماليش يد فيه ...
ده انا حتي مش عارفه هدفع حساب المستشفى دي ازاي ده انا لو اشتغلت هنا بشهادتي مش هقدر ادفع تمنها وتقولي قدامي حياه اعيشها !!!
كانت تتحدث ودموعها تسيل انهارا علي وجنتيها البيضاء التي اصطبغت باللون الاحمر من شده البكاء.
شعر عمر بنغزه قويه في قلبه حزنا علي حالها
مشاعر غريبه عليه تجتاحه ويشعر بها في حضرتها
مشاعر لم يشعر بها من قبل تجاه اي انثي حتي ريهام طليقته لم يشعر معها بمثل تلك المشاعر مشاعر لا يعرف وصفها او تسميتها ولكنها مشاعر لذيذه تدغدغ قلبه وتخلق به رغبه بربريه في خطڤها وحجبها عن الاعين ولا يراها غيره!!!
نفض راسه من افكاره ومشاعره الغريبه عندما ارتفع صوت نشيجها ومد يده يضغط علي كفها الرقيق يدعمه اهدي يا مسك علشان خاطري اهدي ومټخافيش من حاجه طول ما انا جنبك انا معاكي ومش هاتخلي عنك هساعدك وهتكملي دراستك وهتاخدي حقك من اللي ظلمك مش عاوزك تشيلي هم حاجه ابدا !!!!
نظرت له مسك من خلف غيامه دموعها بتفاجيء من عرضه الغريب وهتفت تحدثه بهدوء وعدوانيه وياتري ايه المقابل لعرضك الكريم والمغري ده مع انك عارف اني معنديش حاجه اديهالك !!
ثم صمتت لثواني وتابعت بهجوم ساخر اااه اكيد قلت دي مقطوعه من شجره وملهاش حد هتبقي لقمه سهله
تابعت پشراسه وعيون تلتمع من شده الڠضب كانها امواج بحر عاتيه تطيح بما امامها جعلته يغرق في بحرها الهائج بنفس راضيه بس لا يادكتور انت غلطان لان مش انا اللي اعمل كده مهما كانت الظروف عمري ما ابيع نفسي حتي لوهموت من الجوع
ابتسم عمر بخفه وقد اكتشف فيها جانبا اخر من شخصيتها جانبا شرسا اعجبه بشده وتابع بهدوء خلاص خلصتي محاضرتك...
اولا مش هزعل منك علي الكلام الي قلتيه لاني مقدر الحاله النفسيه اللي يتمري بيها وليكي حق ماتثقيش في اي حد بسهوله بعد اللي حصل لك ...
بس انا عاوز اوضح لك نقطه بسيطه انا مش عاوز منك حاجه ولا عاوز استغل ظروفك كل ما في الموضوع ان انا اللي خبطك بالعربيه وانا اللي اتكفلت بعلاجك علشان اصلح غلطتي ...
وانا دكتور محترم ومش محتاج لواحده بنفس ظروفك علشان استغلها لا ديني ولا اخلاقي وتربيتي تقبل بده ...
واخر حاجه انا لما عرضت مساعدتك علشان لمست الصدق في كلامك وحسيت بالظلم اللي اتعرضتي له وحسيت ناحيتك بالحمايه واني لازم اساعدك واحميكي بدافع انساني مش اكتر ده لو انتي حابه طبعا ...
اما لو مش حابه فانا بسحب كلامي وبعتذر منك وكمان تقدري تفضلي في المستشفي هنا لحد ما تخلصي العلاج الطبيعي وتظبطي امورك لاني زي ما قلت متكفل بعلاجك عن ادنك !!!
وغادر من امامها وهي تشيعه بنظرات حزينه اسفه وشعورها بالخجل منه فهو لم يغلط بحقها وهي من هاجمته بكلماتها السامه...
ارجعت راسها المشوش للخلف وهي حقا لا تعلم ماذا تفعل او ما هي خطواتها القادمه!!!!
هل ترحل وتواجه قسوه الحياه بمفردها
ام تقبل مساعده عمر لها
بعد يومين ...
كانت تستند علي عكازها وتسير برفقه الممرضه في رواق المشفي والتي لاول مره تراه وتخرج من غرفتها منذ افاقتها من الغيبوبه...
فوجئت بالمستوي الرفيع للمشفي فيبدو انها
متابعة القراءة