رواية ادم الفصول من 12-15

موقع أيام نيوز

متقلقش يا بابا أنا واخد بالى كويس .. سلام
نظر عاصى الى الطريق أمامه وهو يفكر فى آدم و فى تحديه الذى بدأه .. أخذت الأفكار الشيطانية تلعب برأسه وأخذ يفاضل بينها ليختار الطريقة التى سيعاقب بها آدم على قوفه فى وجهه
جلس عبد العزيز يطالع الأوراق مع محاميه وهو يشعر پألم حاد فى قلبه .. كانت المصېبة أكبر من قدرته على التفكير فى ايجاد مخرج .. قال المحامى بأسف 

أنا مش عارف ازاى ده حصل .. أسهمنا اڼهارت مرة واحدة فى البرصة والمستثمرين طالبين فلوسهم .. الخسارة كبيرة جدا ورأس المال اللى هيتبقى بعد بيع الأسهم وحتى الأصول والأملاك بالكاد هتغطى الخسارة
قل عبد العزيز وهو يفرك عضله صدره بقوة عله يخفف من الألم الحارق فى صدره 
طيب نستنى شوية منبعش دلوقتى
قال أحد مدراء شركته 
الأسهم بتخسر يوم عن يوم .. لو استنينا أكتر من كده هنخسر أكتر وأكتر أنا مش شايف حل غير فى البيع بالسعر الحالى
ظهرت علامات الألم على وجه عبد العزيز ثم ما لبث أن ضاق نفسه ليطلق صيحة ألم قبل أن يسقط مغشيا عيه
أخذ آدم يحيي ضيوفه ويقدم لهم ما لذ وطاب .. ثم ما لبث أن جلس على احدى الطاولات .. بدأت موسيقى هادئة تدور فى المكان فاقتربت منه ساندى تتألق فى فستان سهرتها عارى الكتفين وهى تقول بدلال 
قوم ارقص معايا يا آدم
نظر اليها آدم وقد رفع أحدى حاجبيه بدهشة لاستخدامها اسمه بدون لقب فقالت ضاحكة وقد أدركت سبب دهشته 
احنا بقينا زملاء عمل وصحاب كمان يعني دور الطالبه والدكتور ده خلاص معدش ينفع بينا
ابتسم آدم بسخريه ثم ما لبت أن تحولت ابتسامته الساخرة الى ابتسامة مجاملة .. نهض آدم معها وتوسطا القاعة وأمسك بيديها وهو يحيطها بذراعه الآخر وشرعا فى الرقص سويا .. نظرت ساندى حولها فالتقت عيناها بعيني فتاة أجنبية .. يبدو أنه لم يرق لها رقص آدم مع ساندى .. نظرت الى ساندى ببرود فبادلتها ساندى نظرة تحدى وسخرية .. تركت الفتاة كأسها على الطاولة واقتربت منهما ثم قالت بلهجة مصرية ركيكة 
دكتور آدم مدير القرية 
أومأ آدم برأسه ايجابا وضعت يديها على ذراعه وقد لعب الخمر برأسها فبدأت فى التحدث بثقل 
تعالى نرقص سوا
ترك آدم ساندى لمراقصة تلك السائحة الأجنبية والتى كانت على رأس فوج كبير نزل فى القرية فى تلك الليلة .. كان آدم يتحرك معها كالدمية .. جسد بلا روح .. لكنه كان يقول لنفسه أن ذلك من ضروريات العمل .. فلا يجب اغضاب مثل تلك العميلة .. وأن حربه مع عاصى اذا أراد حقا أن يربحها فعليه أن يتمسك بكل فرصة ويستغلها جيدا .. الټفت اليها قائلا بإبتسامته الساحرة 
عجبتك القرية 
قالت وهى ترمقة بنظراتها 
جدا .. وصحابي كمان .. شكلنا هنطول هنا شوية
قال آدم وقد برقت عيناه 
القرية تحت أمركوا
قالت بخبث 
وصاحب القرية 
نظر اليها آدم وقد فهم ما ترمى اليه .. قالت بدلال 
عايزة أشوف شاليه صاحب القرية .. ممكن 
ابتسم لها آدم وقبل أن يفتح فمه رآى أمامه الشخص الذى توقع رؤياه والذى انتظره طيلة الحفل .. عاصى .. قال للفتاة الأجنبية دون أن يرفع نظره عن عاصى 
ثوانى ورجعلك
اقترب آدم من عاصى .. ابتسم عاصى بتسخرية بمجرد أن وقعت عيناه على آدم وقال 
أهلا بدكتور آدم .. مفاجأة مش كدة
وقف آدم أمامه وهو ينظر اليه بغل وحقد قائلا 
لا مش مفاجأة .. أنا عارفك كويس .. عارف كويس ان الكلب لما ترميله عضمة مش هيقدر يقاوم وهيجرى وراها
ظهرت علامات الڠضب على وجه عاصى وقال 
احترم نفسك يا آدم
قال آدم پحده 
أنا محترم ڠصب عنك
اقتربت منه الفتاة الأجنبية ولفت ذراعه بذراعيها وهى تقول 
مش يلا بأه
نظر عاصى بسخرية الى الفتاة فقال آدم بشماته مشيرا الى احدى الطاولات التى التف حولها مجموعة كبيرة من الأجانب 
أحب أاقدملك جيسي وصحابها .. كانوا من نزلاء قرية الفيروز .. بس بعد ما شافوا قريتنا النهاردة لغوا الحجز فى الفيروز وحجزوا فى جولدن بيتش
شعر عاصى پغضب بالغ وهو ينظر الى الفتاة المتعلقة بذراع آدم ثم نظر اليه قائلا
مش هتقدر تقف قصادى يا آدم .. انسحب أحسنلك
قال آدم بتحدى صارخ 
أعلى ما فى خيلك اركبه يا عاصى .. انا أدك انت وأبوك .. وهوقعكوا زى ما وقعتونى
قال عاصى صارخا وهو يدفع آدم فى كتفه 
اجرى العب بعيد يله
لم يتحرك آدم بل تحرك حراسه .. ثلاث رجال مفتولى العضلات بمجرد أن رؤا يد عاصى وهى تدفع آدم أسرعوا بالإحاطة ب عاصى .. نظر اليهم عاصى فى توتر فابتسم آدم ساخرا وهو يقول 
أصلى كنت عارف انك جاى فجبتهم يرحبوا بيك
نظر اليه عاصى بغبط وقال 
ليك يوم يا آدم كلامنا منتهاش .. هنكمله بعدين
قال آدم ضاحكا 
فى أى وقت تحبه .. انت تؤمر
رحل عاصى وعينا آدم تتابعه بإستمتاع .. قالت الفتاة وهى تقترب منه 
ياه ده انت جامد أوى
ابتسم آدم فقالت بلال وهى ترمقه بنظراتها الجريئة 
مش هتوريني الشاليه بتاعك بأه
توجه آدم معها خارج الحفل الذى أوشك أن ينتهى .. أوقفه زياد وهو يرمق الفتاة شزرا 
رايح فين يا آدم 
قال آدم بهدوء 
خلاص الحفلة خلصت .. شوف انت لو حد احتاج حاجه .. سلام
شعر زياد بالضيق من رحيل صديقه مع تلك الفتاة التى تكشف من جسدها أكثر مما تستر
شعرت أسماء أثناء نومها بشئ حار يسبح فوق جسدها .. أحكمت وضع الغطاء عليها .. وغطت فى النوم مرة أخرى .. أفاقت وه
الحلقة 15 
تؤمل أنك يوما تتوب !
وتشكو الذنوب .. وأنت الذنوب!
وفي كل يوم تبوء بذنب
وعيب يضاف لباقي العيوب
تؤمل أنك تحيا طويلا 
وشمسك مالت وحان الغروب !
أتهجر درب الهدى والصلاح
وترحل في مهلكات الدروب !
تؤجل توبك دوما ! ولست
تؤجل يوما لقاء الذنوب !
قال آدم وهو يهز رأسه نفيا 
لا للأسف مش عندى غير شاى ليكي فى الشاى
ابتسمت وهى تقترب منه بدلال قائله 
لا خلاص مش مهم
أحاطته بذراعيها والتقت نظرات عيونها الجريئة بعيونه التى تتلاطم نظراتها كتلاطم الأمواج فى بحر هائج مظلم حائر لا تدرى كل موجه فى أى وجهة تذهب فترتطم فى طريقها بموجة أخرى لتمتزج معها وتختفى بداخلها وهكذا حتى تصل الى الشط بهدوء وقد سكنت ثائرتها واطمئنت ذراتها بوصولها أخيرا الى بر الأمان .. لكن عيناه بحثت عن الشط فلم تجده !
لكم غرق من قبل بين الأمواج العالية تأخذه وتجذبه الى حيث أرادت لكن هذه المرة شعور بالنفور لازمه .. أين هو من تلك الفتاة البريئة التى بكت أمامه عندما استشعرت أمام خالقها شعور عظيم بالذنب من أجل .. قبلة .. تذكر عبراتها التى انهمرت وهى ټدفن وجهها بكفيها وتخبره بأنها ظلت طوال الليل تشعر بالذنب مما حدث بينهما .. خشت من خالقها من أجل تلك القبلة وهو ينتهك حرمات الله وتحت ناظريه .. أين تلك الفتاة التى معه الآن من الفتاة النقية التى أوقفت خاطبها عند حده وکرهت تجاوزاته التى تغضب ربها رغم شدة حبها له .. أين هى من تلك الفتاة العفيفة التى لم تقبل أن يمسها رجلا آخر غير زوجها حتى ولو كان خطيبها .. نظر الى الفتاة التى معه يحاول أن يتناسى تلك الأفكار التى تراوده .. لكن كلما غاص فى البحر أكثر .. كلما شعر بالنفور بداخله يكبر .. حتى .. نهض عنها .. نظرت اليه پغضب قائله 
فى ايه 
عدل ملابسه وقال بهدوء 
بعد اذنك اخرجى
نظرت الفتاة اليه پغضب شديد وهى تسب بلغتها .. انتظرها آدم خارج الشاليه حتى خرجت وهى ترمقه شزرا .. أغلق آدم باب الشاليه وأخذ يحث السير وكأنه يهرب من شئ مخيف بشع .. أخذ يسير بغير هدى فى اتجاه البحر حتى علم بأن هذا الشئ المخيف البشع الذى أراد الهروب منه إنما بداخله هو .. لكن كيف السبيل الى الهرب .. كيف النجاة .. ركل الأرض بطرف حذائه بقوة فتناثرت حبات الرمل أمامه كموجة غاضبة .. جلس على الرمل ينظر الى البحر الثائر كثوران نفسه .. تنهد بقوة وهو يستشعر مدى الإنحدار الذى أوصله اليه عقله .. تذكر نظرات آيات يوم أن علمت بحقيقته .. نظرت اليه بتقزز ثم أغمضت عينها حتى تتجنب رؤياه .. وصمت أذنيها لتتجنب سماع صوته .. شعر الآن بما كانت تشعر به وقتها.. فها هو يشعر بالتقزز من نفسه ومن كل شئ فيه .. يشعر بأنه غارق فى مستنقع لزج كلما حاول النهوض جذبه اليه مرة أخرى حتى استسلم له تماما .. ظل صوت يهتف بداخله .. انهض يا آدم .. انهض .. فصاح صوت آخر .. أمثلى يستطيع النهوض ! .. لقد أغرقنى المستنقع بقذارته حتى لم أعد أشتم الا تلك العفونة المنبعثة منى .. لن أستطيع النهوض .. لكنى رغما عنى .. لم أعد أطيق تلك الرائحة التى أصبحت تصيبنى بالغثيان .
جلست آيات تبكى وتتضرع الى الله أن ينقذ والدها وأن يحفظه لها .. أخيرا خرج الطبيب المسؤل عن حالته فهبت واقفة وهى تنظر اليه پخوف وقلق قائله 
بابا عامل ايه دلوقتى .. ممكن أشوفه
قال الطبيب وعلامات الإشفاق على وجهه 
للأسف .. عضلات القلب ضعيفه وفى صمام تالف لازم عملية تبديل صمام فى أقرب وقت
أجهشت آيات فى البكاء .. فأحاطتها حليمة الباكية بذراعيها .. فقال الطبيب 
المشكلة ان العملية أصلا فيها خطۏرة عليه لان زى ما قولت عضلات القلب ضعيفه .. بس فى نفس الوقت مينفعش نتنى على العملية أكتر من كده
قالت آيات من بين شهقات بكائها 
يعني نعمل ايه 
قال الطبيب 
بصى يا بنتى الحالتين فيهم خطۏرة سواء انتظرنا أو عملنا العملية .. بس رأيى الشخصي اننا نعمل العلمية ونتوكل على الله
ثم قال 
طبعا لازم موافقة حد من أهله
قالت آيات وهى تحاول أن تتمالك نفسها 
طيب هرد عى حضرتك النهاردة وأقولك عنعمل ايه
قال الطبيب 
معاكى لحد اسبوع لان مينفعش ندخله العلميات دلوقتى .. لما حالته تستقر شويه
انصرف الطبيب وترك آيات غارقة فى
تم نسخ الرابط