رواية ادم الفصول من 12-15
المحتويات
الحلقة 12
انتظر آدم فى توتر الى أن سمحت به سكرتيرة شكرى والد ساندى بالدخول .. دخل مكتبه بثقه وتبادلا عبارات السلام والمجاملة .. ثم قال شكرى بإعجاب شديد
الحقيقة المشروع الى ساندى ورتنى الملف بتاعه مشروع هايل جدا .. وكمان المنطقة نفسها شوف
ت الصور والسى دى اللى كانوا مع الملف .. وبصراحة المنطقة تحفة
قال آدم بحماس
وعلى الواقع شئ تانى .. مكان بجد خيال
صمت شكرى قليلا ثم قال
بس فى نقطة مخوفانى شوية يا دكتور
قال آدم وقد ضاقت عيناه
نقطة ايه
قال شكرى بجدية
المنافسة القوية اللى هنواجهها هناك
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وهو ده بالظبط اللى أنا عايزه
قال شكرى بإستغراب
ازاى يعني
قال آدم شارحا
المنطقة اللى اخترتها عشان أنفذ عليها مشروعى هى من أروع مناطق العين السخة .. المنطقة دى على شكل دايرة .. متقسمة من النص ل 3 مثلثات .. كل مثلث بيمثل قرية سياحية .. يعني المنطقة عبارة عن 3 قرى سياحية على شكل دايره .. بيشتركوا مع بعض فى نقطة واحدة فى النص ودى اسمها المنطقة الخضراء وهى مساحة كبيرة لل 3 قرى حق الانتفاع بيها
قال شكرى
تمام
فأكمل آدم بحماس
ال 3 قرى ملك لمجموعة شاكات كبيرة مصرية وأجنبيه وبيأجروا القرى التلاته بالكامل للشركات السياحية .. ال 3 قرى دول قرية واحدة بس منهم هى اللى متأجرة حاليا وهى اللى شغاله والقريتين التانيين غير مؤجرين
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
بس يا دكتور القرية اللى متأجرة دى متأجرة لرجل أعمال كبير أوى وكمان القريه بتاعته ناجحة جدا وعليها اقبال كبير كل موسم
قال آدم بتهكم
القرية دى ناجحة بدراسة الجدوى بتاعتى وبالأسس اللى حطتها أنا لإدارة القرية السياحية
قال شكرى بإستغراب
ازاى يعني
قال آدم بصرامة
أنا كنت داخل شريك فى المشروع ده مع سراج اليمانى صاحب القرية اللى شغاله دلوقتى واسمها قرية الفيروز .. بس حصل خلافات بيني وبينه وهو خد دراسة الجدوى و كل تفاصيل خطتى اللى حطتها عشان ادارة القرية ونفذها بالمللى .. وده سر نجاح قريته
يعني حضرتك يا دكتور تقدر تحط خطه عمل وطريقة فى ادارة القرية ټضرب بيها شغل سراج اليمانى
ابتسم آدم قائلا
بالظبط كده .. لانى عارف كل صغيرة وكبيرة فى قرية الفيروز وعارف كويس عيوبها ومميزاتها .. وأقدر أخلى سراج اليمانى خلال فترة صغيرة يقفل القرية ويعد فى بيتهم
ضحك شكرى قائلا
ممتاز يا دكتور .. شكلنا هنعمل بيزنس كبير أوى مع بعض .. لانى زيك بعشق روح التحدى وطموحى ملوش حدود
ابتسم آدم قائلا
أهم حاجة عندى انى أبدأ تنفيذ فى أقرب وقت
قال شكرى
اللى فهمته من ساندى انك معندكش استعداد حاليا تدخل شريك فى راس المال
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
بالظبط كده أنا هدخل شريك بالمجهود مقابل ادارتى للقرية كاملة من الألف للياء
قال شكرى مبتسما
اتفقنا يا دكتور وهكلم المحامى يجهز العقود والنسب ولينا أعده تانية مع بعض
ثم قال
بس قولى لو كل حاجة مشيت تمام .. انت هيكون عندك استعداد تسافر العين السخنة امتى
قال آدم بثقه
السنة الدراسية باقى عليها أقل من شهر .. بمجرد ما الإمتحانات تخلص هطلب أجازة من الجامعة وأسافر فورا
قال شكرى ضاحكا
أحب الناس اللى عندها حماس كبير زيك يا دكتور .. اتفقنا
خرجت أسماء من المصعد فتناهى الى مسامعها صړاخ أبويها من داخل البيت .. فتحت الباب بسرعة وتوجهت اليها قائله پحده
حرام عليكوا صوتكوا جايب لآخر العمارة ڤضحتونا أدام الناس
أكمل والدها موجها حديثه لوالدتها دون أن يأبى لوجود أسماء
أصل انتى أصلا مش ست زى باقيه الستات لو كنتى فاكرة نفسك ست تبقى غلطانه .. هو أنا ايه اللى بيخليني أبص بره ما أنا لو لاقى ست جوه البيت مش هبص بره
صاحت أمها بتهكم
ليه بأه ان شاء الله .. أنا ست ڠصب عنك .. بس الدور والباقى على اللى عامل نفسه راجل وهو تيييييييييت .. أصلا التيييييييييييت ميعرفش الا التيييييييييت اللى زيه .. عشان كده كل اللى بتعرفهم بنات صيع زيك بالظبط .....
قبل أن تكمل حديثها هوى زوجها على وجهها بصڤعة صمت آذان أسماء وهى تصيح باكية
كفاية بأه حرام عليكوا
صاح والدها فى والدتها
أنا هوريكي يا بنت التيييييييييييييييت اذا كنت راجل ولا لأ
أفاقت والدتها من صدمة الصڤعة سريعا ودفعته بيديها قائله
امشى اطلع بره بيتي يا تييييييييييييييت
دفعها زوجها بيديه هاتفا پغضب
بيتك مين يا أم بيت ده بيتي أنا .. انتى اللى تطلعى بره مش أنا
صاحت أمها پغضب
لأ بيتي أنا مشاركات فيه بفلوسى .. وانت اللى هتطلع منه مش أنا .. ما انت لو كنت راجل كنت عرفت تجبلى شقة بفلوسك لكن طول عمرك فاشل وصايع وبتاع نسوان ولولايا كان زمانك بتشحت انت وبنتك
هوى زوجها وجهها بصفعه أخرى وقال
اظاهر انتى عايزه تتربى .. أنا بأه هسيبك كده زى البيت الوقف لا انتى طايلة جواز ولا طايلة طلاق وابقى وريني هتعملى ايه اما علمتك الأدب وربيتك مبقاش أنا .. وهتجوز عليكي بدل الواحده تلاته وهجيبهم يعيشوا معاكى هنا وابقى وريني هتعملى ايه .. اعلى ما فى خيلك اركبيه
لم تحتمل أسماء المزيد فخرجت من البيت لا ترى أمامها من فرط دموعها المنهمرة على وجهها
أنهت سمر الكشوفات وظلت جالسه فى مكتبها شاردة تفكر فى كلام والدة على .. وجدت فى داخلها مشاعر كثيرة متناقضة .. فرح .. خوف .. لهفة .. رغبة فى الموافقة والرفض فى نفس الوقت .. لكم تكره هذا الشعور .. الشعور بالعجز والحيرة .. لا تستطيع أن تتحدى خۏفها وتقدم على تلك التجربة .. تذكرت كيف مضت عليها وعلى والدتها الأيام والليالى دون أن يجدوا ما يسدوا به رمقهم .. تذكرت الشعور بالجوع .. ليس جوع جسدى فحسب .. بل جوع عاطفى .. جوع عاطفى لأب يحتوى ويطمئن ويبتسم فى وجهها فيعطيها الأمل ويخفف من أوجاعها .. أب يمسك بيدها الصغيرة ويقول لها لا تخشى شيئا يا صغيريتى فأباكى موجود .. أب تراه يحتضن والدتها ويمسح دمعها .. لكنه اختار الرحيل .. بل الهروب .. وكأنهما حمل ثقيل على عاتقيه .. أخذت تتساءل ترى أين هو الآن .. ماذا يفعل .. أتزوج مرة أخرى .. بالتأكيد تزوج .. أله أبناء .. ألها أشقاء وشقيقات .. لماذا لم يعود .. إذا تحسن به الحال لماذا لا يعود .. لماذا حتى لا يخبرهم عن مكانه .. لماذا لا يتصل كل فترة ليطمئن عليهم .. ألهذه الدرجة نسيهم .. نسى أن له زوجة وابنة .. أخذت تتساءل فى ألم .. ألم يشتاق اليها والى والدتها .. ألم يشتاق الى ابنته الصغيره التى تركها يرقة صغيرة .. ألم يشتاق الى أن يراها وهى فراشة يافعه .. عادت بتفكيرها الى على .. والى رغبته فى الإرتباط بها .. اخذت تتساءل فى نفسها .. أى نوع من الرجال أنت يا على .. أستستطيع الصمود فى مواجهة مصاعب الحياة أم ستهرب عند أول أزمة .. الى متى ستستطيع الصمود .. أستستطيع حقا أن تواجه الحياة معى .. بحلوها ومرها .. أم ستترك يدي فى منتصف الطريق .. أريد أن أطمئن اليك يا على وأن أثق لك .. لكن كيف السبيل الى ذلك !
استيقظ آدم من النوم فزعا .. استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ونهض يغسل وجهه .. عاد الى غرفته وهو يشعر بأن النوم فارق جفونه .. جلس على فراشه فى ظلام الغرفة .. وشعور بالضياع يتملكه .. نظر الى فراشه وهو يتذكر آيات يوم أن كان مريضا .. تذكر خۏفها وقلقلها عليه .. تذكر رقتها وحنانها وهى تطعمه فى فمه .. أغمض عينيه پألم وهو يعترف لنفسه بأنه يشعر بالحنين اليها .. ويتمنى أن تعفو عنه وتسامحه وأن تغمره بحبها وحنانها من جديد .. صړخ قلبه قائلا .. آه يا آيات لو تعلمين كم احتاج اليك الآن .. أحتاج اليك لتطيبي جراحى ولتساعديني على أن أخرج من ذلك المستنقع الذى غمرت نفسى به .. لست خائڤ على نفسى الآن بقدر خوفى عليك .. من سيطيب جراحك .. وهل ستطيب يوما .. كم أتمنى رؤيتك .. والتمتع بإبتسامتك العذبه التى تغمر قلبي بعذوبتها ورقتها وصدقها .. ماذا فعلت بك وبنفسى .. توجه الى حاسوبه وفتحه .. تأمل صورتها بلهفة وحنين واشتياق .. قرأ رسائلها .. طبع كل حرف فيها داخل ذاكرته .. كيف استطاع أن يفرط فى حبا بتلك القوة .. وفى فتاة بهذا الصدق والبراءة .. فتاة أعطته قلبها ومشاعرها و اهتمامها ولم تبخل عليه حتى بذهبها .. أعطته كل شئ .. فماذا أعطاها هو .. لم تثقل عليه بالطلبات طوال فترة الخطبة .. بل لم تطلب أى شئ أصلا .. لم تسأل حتى عن مكان سكنهما .. لم تسأل عن مرتبه .. لم تتضايق من مكان سكنه وبيته المتواضع عندما زارته .. لم تعلق حتى على هذا الأمر وتعاملت بشكل طبيعي .. واندمجت مع والدته وعاملتها بطيبة بلا غرور أو ترفع .. أخذ يفكر پألم .. لن أجد مثلها يوما .. فتاة لم ترد منى إلا قلبى .. ولم أرد أنا سوى تحطيم قلبها
فوجئ آدم ب عبد العزيز يقتحم مكتبه بالجامعة ويلقى أمامه علبة الشبكة ويقول بصرامة
اتفضل شبكتك واوعى أشوفك بتقرب من بنتى تانى
لم يترك له فرصة الرد وتوجه عبد العزيز الى الخارج وهو يصفق الباب خلفه بقوة .. فتح آدم العلبة يتلمس القطع الذهبية التى اختارتها آيات بنفسها .. تذكر فرحتها وسعادتها فى هذا اليوم وهى تنتقى كل قطعة وتجربها .. تذكر ابتسامتها العذبه وهى تقول له مبروك علينا احنا الاتنين .. أغلق العلبة وألقاها فوق المكتب بلامبالاة .. تنهد فى حسرة وهو يسند رأسه الى قبضتى يده فوق المكتب ..
توجه عبد العزيز الى عميد الكلية وقص عليه ما حدث من آدم تجاهه وتجاه ابنته .. قال پحده
الدكتور اللى زى ده لازم يطرد من الجامعة مينفعش واحد زى ده ويدرس لطلاب وطالبات .. واحد
متابعة القراءة