رواية امل الجزء الاول
المحتويات
حتى ظنت أنه سوف يأذيها ف ارتدت بخطواتها للخلف بړعب إلى أن وجدته يتخطاها سريعا ويهبط الدرج المجاور لشقة ابو ليلة في الناحية الأخرى من البناية حطت كفها على موضع قلبها لتهدئ من روعها الذي تسبب فيه جارها الغريب متمتمة بالآيات الحافظة حتى تمالكت نفسها لتغمغم بعد ذلك بحنق
يا ساتر يارب وقال اسمه شادي قال دا كانوا سموه عفريت أحسن.
يا نهار اسود دا هينزل خمس ادوار على رجله.
مصمصت بشفتيها لتتخذ طريقها نحو المصعد قائلة.
أما بني أدم غريب صح على العموم أحسن اهو كدة ادخل انا الأنساسير براحتي بقى.
بداخل السيارة القديمة والتي ورثتها عن والدها منذ رحيله أي منذ أكثر من عشر سنوات تقريبا والتي كانت تقودها بتوجس مخترقة الأماكن الجديدة والغربية في هذه الصحراء التي تعمرت حديثا بالأبنية الجديدة للمدارس والعمارات والمصالح وغيرها من أوجه مظاهر الحياة المعاصرة كانت شهد تتحدث عبر سماعة الهاتف بأذنها متابعة للطريق بتركيز حتى لا تغفل عن العنوان الذي تقصده
ېخرب عقلك يا بنتي بقولك لازم اطل ع العمال بنفسي واشوف حركة العمل....... عارفة يا حبيبتي والله بس استني كدة ساعتين تلاتة اكون رجعت المكتب فيها واطمنت على الموقع التاني كمان........ ماشي يا ستي الله يسامحك........ والله مش انتي بس انا كمان محتاجة حد افضفض معاه اكتر منك......... خلاص لو انتي مجتيش هعدي عليكم انا واسلم على الست الطيبة والدتك دي وحشاني اوي والله....... تمام يا حبيتي اتفقنا اسيبك بقى سلام .
يا ست شهد يا سيادة المقاول شهد.
الټفت بكليتها نحو الشاب العشريني موظف الحي بهذه المنطقة وقد علمته من صوته حتى إذا اقترب بادرته هي بالمصافحة كي ترحب بعجالة
بادلها الاخير المصافحة والترحيب بمودة قائلا
اهلا بيكي يا فندم يارب تكوني بخير .
اومأت برأسها مرددة بسرعة
بخير والحمد لله تسلم يا عم هشام ع السؤال اسيبك بقى عشان اطل ع العمال.
طب استني بس.
هتف بها فور أن همت بالتحرك كي يوقفها ويردف
انا عارف انك مستعجلة بس انا كمان مستعجل والله ونفسي تطمنيني.
على إيه
قال هشام بعتب ولوم
إيه ده معقولة لحقتي تنسي اللي مكلمك عليه بقالي اسبوع
هو إيه اللي انت مكلمني عليه
قالتها ثم تذكرت سريعا مع رد فعل الرجل الذي انخطف وجهه فتابعت بتذكر
اه إنت قصدك على موضوع صبا حاضر والله بس اقابل ابو ليلة واقوله...
قاطعها هشام قائلا بلهفة
ما هو وصل النهاردة الموقع وتقريبا دلوقتي هتلاقيه عند ڼصبة الشاي القريبة انا شوفته من شوية رايح هناك وحياة اغلى ما عندك يا شيخة روحي وكلميه قبل ما يمشي ويختفي في حتة تانية ريحي قلبي بقى.
يا دي صبا وحوارات صبا مش هخلص انا من الصداع دا بقى
طبعا قاعد انت بتشرب شاي الحبر هنا بمزاج عالي ولا هامك حاجة
هتفت بها شهد وهي تقترب من ڼصبة الشاي الجالس بقربها مسعود ابو ليلة يرتشف من كوبه بتلذذ ويتسامر بصوته العالي مع عبيد عامل الڼصبة انتبه لها الرجل ليتلقاها بابتسامة مشرقة منه كالعادة قبل أن يرد بمناكفة
طب سلمي الأول صباحك جدامك ولا وراكي يا بت
ضحكت له شهد مرددة وهي تتناول كرسي بلاستيكي لتجلس أمامه
لا انا صباحي قاعد قدامي اهو وبيشرب شاي .
وه دي جاية تهرج.
قالها ابو ليلة مخاطبا عبيد قبل أن يطلق ضحكته الرجولية المتقطعة ذات الصوت العالي فقال عبيد بعد ان هدأت ضحكات الرجل
تؤمري بإيه يا ست شهد شاي ولا قهوة .
ردت شهد بابتسامة ودودة للفتى
لا بقى معلش يا عبيد خليها وقت تاني انا جاية في كلمتين للراجل صاحبنا ده وماشية على طول اشوف الهم اللي ورايا.
أومأ لها عبيد برأسه ليعود لعمله وسألها ابو ليلة
خير يا ست شهد عايزانى في إيه
تبسمت له الاخيرة تجيبه
صبا.
اشمعنى
قالها فردت شهد بابتسامة متسعة
متقدملها عريس وسايقني عليك واسطة عشان ترضى بيه.
رد مسعود على الفور
لا
هتفت به شهد مستنكرة
لا على طول كدة! طب مش لما تعرف هو مين الأول
هزهز رأسه بعدم اهتمام وهو يعود ليرتشف من كوب الشاي خاصته ف استطردت قائلة
دا الاستاذ هشام موظف الحي اللي بيجي يشرف ع المباني احيانا بيقول انه شاف صبا بالصدفة معاك وسأل عليها وعرف إنها بنتك ومن يوميها الراجل هيتجنن ويكلمك وبيقول إن شقته جاهزة من مجاميعه وهو تحت امرك في اللي تطلبه و.....
قاطعها ابو ليلة
ولو هيجيب نجمة من السما بلغيه رفضي وريحي مخك ما انتي عارفة رأيي يا شهد لزومو إيه بس الأخد والرد في أمر منهي
توقفت الكلمات على طرف لسانها بعد أن افحمها برده القاطع لكن وبرغم علمها المسبق برده حاولت مرة أخرى
طب فهمني بس يعني انت هتسيبها كدة زي البيت الوقف من غير جواز العمر كله يا عم ابو ليلة
رد يجيبها وبكل بساطة
هي حرة بقى انا راجل ومرضيتش اجبرها ع الجواز من واد عمها بس كمان محدش هيفرض عليا كلمته يعني مدام هي مقبلتش بواد عمها يبقى تقعد كدة بقى من غير جواز خالص ايه يعني.
ضړبت كفيها ببعضهم تقارعه بدهشة لهذا المنطق الغريب
يا عم الحج هي الدنيا وقفت على ابن عمها وبس مفيش بقى ناس محترمين يصلحوا
لا مفيش.
قالها بحدة ليردف بعد ذلك
انا شوفت ولفيت كتير لكني برضوا مش هتنازل ع اللي في دماغي لحد ما هي توافق على واحد من عيال عمامها اللي طالبينها ما يصون العرض غير واد العم يا بت اخوي فهمتيني
تبسمت شهد بحنين وقلبها يرفرف داخلها مع جملته العابرة والتي ألقاها بدون تركيز بت اخوي لا يعلم بوقعها عليها وكأنها كالبلسم الذي ينزل على جرحها ليطيبه ويذكرها بمساندته الدائمة لها من وقت رحيل أبيها رغم عدم وجود صلة قرابة حقيقية تجمعها به سوى أنه كان صديق والدها أبو ليلة ظهرها وبفضله فقط هي استطاعت
الوقوف على قدمها حتى تتحمل المسؤلية وتراعي اخواتها رغم قسۏة المجال الذي تعمل به وشراسته في ابتلاع كل صغير او ضعيف.
يا ست شهد يا ست شهد .
وصلها الصوت الاهث مع اقتراب صاحبه بالركض نحوهم حتى توقف أمامها يردد بصوت متقطع الأنفاس
الحقينا يا ست شهد وتعالي شوفي البلوة اللي حطت على راسنا دي!
بلوة إيه الله ېخرب بيتك
هتفت بها شهد بجزع وتبعها ابو ليلة أيضا ولكن بنزق
ما تتكلم ياد وخلص خلينا نفهم.
هم ليجيبه الشاب ولكن هاتف ابو ليلة صدح بورود مكالمة استجاب للرد يردف بانفعال
ايوة يا واد عايز إيه...... وه لجنة ايه كمان اللي جاي تشوف اللي اتبنى.... استناني ياد ومتتحركش انا ربع ساعة وهكون عندك.
اغلق سريعا ابو ليلة ليهدر في الماثل أمامه
قول يا واد على طول ايه اللي حاصل
أجاب على الفور عبد الرحيم مساعد شهد
جايبين مهندس جديد غير اللي كان متابع معانا دايما ومن أول ما وصل عمال زعيق ومش عاجبه حاجة وكل اللي على لسانه فين المقاول المهمل سايب الدنيا بايظة والحال واقف.
الحال واقف!
رددتها شهد بدهشة ورد عبد الرحيم مدافعا
لا والله يا ست شهد دي بس ربع ساعة وقفنا فيها عشان نفطر.
هتف أبو ليلة مستنكرا
لهو عايزكم تموتوا من الجوع كمان فين المهندس دا وانا اوريه شغلو.
قالها وهم أن يتحرك قبل أن توقفه شهد
استنى هنا يا عم انت روح شوف شغلك واللجنة اللي طبت فجأة ع الموقع بتاعك وأنا كفاءة اسد مع أي حد .
بس يا بتي..
مفيش بس يا عم ابو ليلة روح شوف شغلك زي ما اتفقنا
وصلت شهد اخيرا إلى الموقع الذي يعمل الرجال في بناءه تحت مسؤليتها كمقاول مهمته التنفيذ بدقة لتصميم المبنى من قبل المسؤل مع توافر الإمكانيات التي يتم بها ذلك.
تفاجأت بعمالها الملتفون نحو هذا الشخص الذي يهدر بينهم بصوته بالتوبيخ والصياح
دا مال حكومة الوقت اللي انتوا بتضيعوه ده من فلوسكو اللي بتدفوعها في المال العام لو المقاول بتاعكم مهمل ومدلعكم انا بقى مسمحش بالتسيب ده .
سيب العمال حضرتك وخلي كلامك معايا .
هتفت بها شهد من خلفه ف التف حسن إلى الصوت النسائي ثم ضيق عينيه بتساؤل فهمته هي لتجيبه على الفور
انا المقاول المسؤل هنا.
جالت عينيه عليها يناظرها بذهول من قبعة رأسها في الأعلى حتى شوز قدمها في الأسفل فخرج صوته بعدم تصديق
إنتي..... المقاول المسؤل!
....٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
إنتي..... المقاول المسؤل!
هتف بها ثم ناظرها من علو لفرق الطول الواضح بينها وبينه تمسح عينيه على قبعة رأسها في الأعلى الكاب الذي تخفي به شعرها ثم هبطت على القميص الرجالي بتفصيلته الواسعة للغاية مع بنطال من الجينز باهت اللون ثم هذا الحذاء الأبيض في الأسفل ليرفع عيناه اخيرا إلى وجهها المستدير ببشرة خمرية أو ربما كانت بيضاء قبل ذلك ثم أكتسبت هذا اللون بفعل الشمس بملامح تختلف تماما عن هذا المظهر الرجولي الشيء الوحيد الذي جعله يتأكد أنها أنثى ثم زو ج العيون الواسعة للغاية وأهدابها الكثيفة والكحيلة بمقلتين شديدتي السواد أعجبه صفاءها لدرجة جعلته يتوقف عليها قبل أن يجفل على صيحتها بوجهه
أيوة أنا المقاول المسؤل يعني لو كنت اخدتها بالزوق من الأول وسألت عني كنت عرفت إني قريبة منك هنا بدل ما تحط غلبك في العمال الغلابة وتسمعهم كلام هما في غنى عنه.
ردها العڼيف وجرأتها في مقارعته أمام العمال دون تقدير لوضعها هي أمام مركزه وسلطته بما قد يستطيع فعله جعله يزبهل أمامها للحظات قبل أن يردد بعدم استيعاب يشير بسبابته نحوه
إنتي بتكلميني انا كدة
أه بكلمك إنت كدة!
قالتها ببساطة ادهشته قبل أن تهتف بأمر نحو مساعدها
اصرف العمال يا عبد الرحيم وخليهم يكملوا يومهم واما نشوف إحنا بعدها لينا أكل عيش في المخروبة بعد كدة ولا لأ.
التف حسن نحو العمال الذين كانوا ينصرفوا أمامه مع هتاف هذا المدعو عبد الرحيم عليهم ليعودوا لعملهم فتذكر صورته أمامهم بصياح هذه المرأة عليه وعدم تقديرها له ف هتف بها مستشيطا من الڠضب
أقسم بالله لولا انك ست أنا كان هيبقالي وضع تاني معاكي يعني مش كفاية التأخير في تسليم الوحدة والإهمال اللي شهدت عليه أنا بنفسي عشان تزودي عليهم بجليطك في الرد معايا دلوقتي
واجهته شهد بتحد وقوة تعقب على كلماته
جليطة إيه بالظبط
اللي انت بتتكلم عليها ما تشوف نفسك الأول يا أستاذ جاي حامي وفارد
متابعة القراءة