رواية مطلوبة الفصول الاخيرة
جسد كلا من توفيق و اشجان الغارقان بدمائهم و هو لا يصدق ما فعله..
ظل على حالته تلك عدة دقائق قبل ان ينتفض واقفا على قدميه التى كانت ترتجف بشدة و قد توصل الي حل يمكنه ان يخرجه من مأزقه هذا...
ركض مسرعا نحو المطبخ بحثا عن عبوة كانت ممتلئة بسائل الجاز الذى كان يستخدمه لملئ جهاز اشعال الفحم الخاص بارجيلته
افاق قليلا بعد عدة لحظات ليجد الغرفة اصبحت النيران تملئ ارجائها بينما اصبح الالم الذى بصدره لا يطاق..
ظل بمكانه عدة لحظات يحاول التغلب على الدوار الذى اصابه ممسكا بصدره موضع قلبه الذى كان يؤلمه كالچحيم...
ضغط على اسنانه بقوة و قد بدأت دموع الخۏف تنسدل من عينيه و قد تحول شحوب وجهه الى لون رمادى اخذ يحاول اكثر من مرة لكنه فشل بكل مرة فساقه اليسرى و ذراعه الايسر يعجز عن تحريكهما بينما الالم الذى بصدره كان يشتد عليه...
شعرت بانفاسه تنسحب من داخل صدره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حوله و قد تحولت دموعه الى صراخات عالية ممزقة و هو يدرك اخيرا انه لا يمكنه النجاة..
بعد مرور ثلاثة اشهر...
عاد راجح الى المنزل و هو منهك بعد يوم عمل شاق فبعد ۏفاة عابد فى هذا الحريق تولى
اتجه نحو غرفة النوم وهو يهتف بقلق عندما لم تجيب
لكن تجمدت باقي جملته فوق شفتيه فور ان وقعت عينيه على صدفة الواقفة بمنتصف غرفة النوم الخاصة بهم ترتدى فستان زفاف رائع جعل منها اشبه بملاك..
انحبست انفاسه شاعرا بقلبه يتضخم داخل صدره فور رؤيتها تقف امامه بكل هذا الجمال فقد خسړت الوزن الذى اكتسبته فى حمل اطفالهم ليعود جسدها لشكل الساعة الرملية التى ټخطف انفاسه..
لكنها دائما و فى كل وقت ټخطف انفاسه بجمالها فبجسد ممتلئ او لا فهى دائما بالنسبة اليه اجمل و اروع امرأة وقعت عينيه عليها فى حياته...
ابتسمت له و عينيها تلتمع بحبها له فدائما يرى حبه مرسوم داخل عينيها الرائعتين تلك.
ان قلبه سوف يغادر صدره من قوة دقاته.. اخذ يتفحصها باعين متلهفه متشربا تفاصيلها بشغف مركزا انظاره عليها فقد جعلها الفستان بيباضه اللامع كأحدي الاميرات الخيالية مبرزا جمالها الخلاب الذي يخطف دائما انفاسه و بياض بشرتها الحريرية
مرر عينيه فوق شعرها الاسود الحريرى الذي كان منسدلا على كتفيها محيطا وجهها الخلاب ذو الوجنتين الممتلئتين بشكل يعشقه..تنفس بعمق محاولا تهدئت النيران التى ضړبت جسده...
لتكمل و هى تضحك فور تذكرها ما حدث له عندما دخل الى محل التجميل و رأها بفستان زفافها الفضفاض المهترئ و وجهها الذى كان مليئ بالالوان البشعة فقد كادت ان تصيبه بأزمة قلبية
فاكر لما اټخضيت اول ما شوفتنى و كنت هتقع من طولك فى المحل..
ضحك راجح فور تذكره ما خدث له بسبب مظهرها هذا
كنت هقطع الخلفة بسببك...
بس مين يقول ان ورا امنا الغولة اللى شوفتها في الكوافير موجود مهلبية بالقشطة و العسل...
ضړبته صدفة بصدره و هى تضحك قائلة بسخط مصطنع
امنا الغولة في عينك...
ابتسم راجح بمرح رافعا يدها تلك مقبلا راحتها بشغف ثم اتخذ خطوة للخلف متفحصا اياها
بطل الابطال عليا النعمة.. و صاروخ ارض جو كمان...
ليكمل و هو ينحني عليها
صحيح حور و حمزة فين...!
ابتسمت صدفة قائلة بنبرة ذات معنى بينما تعقد ذراعيها من حوله و تضمه اليها مرة اخرى
عند ماما... هيباتوا عندها النهاردة....
رفع حاجبه قائلا و ابتسامة واسعة تملئ شفتيه
ده انتى مظبطة الليلة بقى....
هزت كتفيها قائلة بدلال اطاح عقله
يعنى الحق عليا يا رجوحتي انى عايزة اعوضك عن ليلة فرحنا...
ابتسمت صدفة و هي تتذكر احداث تلك الليلة عندما رغب راجح ببث الفزع بداخلها و قام
ادارها راجح نحوه قائلا و هو يرفع احدى حاجبيه
بتضحكى على ايه يا مهلبية!
اجابته مبتسمة و عينيها تلتمع بالمرح
فاكر لما امك طلعت يومها وقعدت تزعق كانت فاكرك نايم فى اوضة الاطفال...و لا وشها
اومأ برأسه مبتسما لتكمل وهي تضع يدها فوق فمها قائلة بتردد و حرج
على فاكرة انا السبب فى انها تطلع فضلت انط من السرير على الارض فى اوضة الاطفال علشان كنت عارفة ان امك و عابد نايمين تحت.....
انهت جملتها ضاحكة بشقاوة فور رأت التعبير المنصدم الذى ارتسم على وجهه الذى زمجر بينما يقبض على يدها
اها يا بنت ال.....
ليكمل و هو يجذبها نحوه بقوة ليصطدم جسدها بصدره الصلب
كده تفضحينى... و انا اقول الست بتهجم علينا الفجر....
ضړب جانب رأسها باصبعه برفق وهو يردف باستمتاع
اتارى الشيطان اللى هنا السبب و مخطط لكل حاجة....
هزت كتفيها قائلة ببرائة وهى لازالت تبتسم بشقاوة
اعمل ايه يعنى كنت باخد حقى منك....
ظل راجح واقفا بصمت عدة لحظات يتأمل ابتسامتها تلك باعين تلتمع بالشغف و العشق فقد كان لا يصدق حتى الان ان هذة المرأة رائعة الجمال من الخارج و الداخل هى زوجته..حبيبته.. والدة اطفاله.. عشقه الأول و الأخير بهذة الحياة ...