رواية مراد الخاتمة

يسألها بحرارة
كنا بنقول أيه فوق .
همست أسيا بتردد
مراد ..
همس مراد 
شششش مش عايز أعتراض ..
ولم تشعر سوى بصوت طفلتهم الذى كان يهتف من بعيد وهو يركض نحوهم 
بابى ..
أبتعد مراد عن أسيا وهو يزفر بضيق وأنحنى بجسده جانبا مطلا برأسه على طفلته التى تركض نحو الدرج دون إفلات أسيا من بين قبضته فعاودت صغيرتهم تقول بصوت مخټنق من كثرة الحماس 
بابى .. أنا هروح ألبس بسرعة وأستنى مامى فوق ..
حرك مراد رأسه مستحسنا وهو يبتسم بسذاجه حيث لازال منحنى بجذعه ولا يظهر منه سوى رأسه ثم قال بصوته المتحشرج 
برافو .. خليكى فوق ومامى هتحصلك ..
سألته أسيا مازحة بعدما أعتدل فى وقفته وعاد ينظر إليها 
مبسوط !!.
أجابها بضيق وهى يعاود الأقتراب منها 
مش عارف أسيا مستقصدانى ولا أيه حكايتها .. وبعدين أنا لازم أجيبلها أخ تلعب معاه عشان ترحمنى من سيرة أيهم ..
ابتعدت أسيا برأسها عنه رافضة ثم قالت محذرة بجدية 
مراد .. أحنا فى المطبخ هيبقى شكلنا وحش أوى ..
اجابها مراد معترضا 
أسيا فوق .. أنسيها بقى ..
فى القصر وتحديدا فى حديقه المنزل وقف كلا من مراد وكرم جوار بعضهم البعض يتابعان بصمت وتركيز طفليهما وهما يلهوان معا حيث كان أيهم طفل كلا من كرم وليلي البالغ من العمر خمسة سنوات يمسك بيد أسيا الصغيرة أبنة خاله بأحكام قبل أن يهتف بشئ ما معنفا جعلها تترك يده وتتراجع للخلف وقد بدءت شفتيها السفلى فى الأهتزاز بشدة أشار مراد برأسه نحوهم ثم قال لكرم دون أشاحة نظره من فوق طفلته 
أبنك من دلوقتى بيستقوى على بنتى .. ميعرفش أن عينى عليه دايما ..
لوى كرم فمه بمرح ثم قال ساخرا بنبرة ذات مغزى 
ما هو طالعلك مش سايب منك حاجة .. تعبت فيه ع الفاضى .. أنا بقيت بشك أن ليلي بتحبك أكتر منى عشان كده جه شبهك ..
أبتسم مراد بهدوء فعاود كرم الحديث وهو يتأمل الطفلان 
تفتكر عشان كدة مش بتحب تلعب غير معاه !..
أدار مراد رأسه جانبا حتى يتسنى له رؤيه كرم ثم سأله بتقطيبة جبين 
مش فاهم ..
أجابه كرم مفسرا بهدوء 
أسو اخدت كل طباع أسيا .. معرفش عاجبها فى أيه الواد اللى على طول مشكر ده !!!..
رمقه مراد بنظرة محذره جعلته يبتلع ما تبقى من حديثه بداخل فمه وبعد فترة من الصمت سأله مراد بأهتمام 
بتشوف أسماعيل !!..
أجابه كرم نافيا 
ساعات .. أنت عارف من ساعة ما قرر يعيش لوحده وأشترى المزرعة دى محدش بيشوفه ولا هو عايز يشوف حد .. تقريبا منعزل عن العالم .. بس بحاول من وقت للتانى أزوره ..
صمت مراد لوهلة ثم سأله بتردد شديد 
طب وهى !..
عبس كرم ثم سأله مستوضحا بضيق 
قصدك سميرة !..
حرك مراد رأسه موافقا بترقب فعاد كرم يجيبه بجمود 
مفيش جديد .. الممرضة بتقول أن مفيش تحسن .. الجلطة أصابت مركز التحكم ومتلحقتش .. مستحيل ترجع تتحرك أو تتكلم .. هتفضل قاعدة كده لحد ما ربنا يريد ..
زفر مراد ببطء ثم سأله بتوجس 
طب وعمى .. لسه معترض أنك أشتريتلها بيت وقاعدة فيه !..
حرك كرم كلتا كتفيه بعدم أهتمام ثم أشار برأسه نحو طفله مغيرا مجرى الحديث وهو يقول بسخرية 
شايف .. فى الاخر عبيط .. كل ده ع الفاضى بيرجع يتذل بنظرة ..
أدار مراد رأسه ينظر حيث أشار كرم بعينه فرأى أيهم يحاول أسترضاء طفلته وهى
تأبى التحدث إليه كان يعلم جيدا أن حديث كرم موجهه إليه هو شخصيا لذلك اصدر صوتا من فمه ينم عن التهكم قبل أن يعاود الألتفات إلى كرم وهو يضغط فوق شفتيه بتوعد تراجع كرم للخلف عدة خطوات بطريقه دراماتيكية كاتما أبتسامته حتى أصطدم جسده بليلي التى كانت أتية من الخلف بصحبه أسيا للأنضمام لهم
أيهم معاك أهو .. خليه بقى تحت عينيك براحتك عشان أنا عايز مراتى فى موضوع مهم ..
سألته أسيا التى أنضمت لمراد ووقفت جواره بعدما راقبت أختفاء كرم وليلي بأستنكار 
هو حصل أيه بينكم !.. وبعدين هو كرم رايح فين !..
أجابها مراد مازحا بسخرية وهو يحتضنها بين ذراعيه 
رايح يعمل اللى مش عارف أعمله من الصبح ..
أبتسمت أسيا على طريقة زوجها فى الحديث ثم قال مؤنبة بدلال 
ده حقيقى .. يعنى مش مكفيك اللى حصل من إمبارح بليل !...
حرك مراد رأسه نافيا بتقطيبة جبين خفيفة ثم قال ممتعضا 
الحق عليا ..أنا عايز أجيبلها أخ بدل ما هى شبطانة فى أستاذ أيهم ليل ونهار ..
رفعت أسيا رأسها ثم قالت بقدر ما يحمله قلبها من عشق جارف له 
لو عندها مليون أخ .. مش هيغنيها عنه على فكرة .. كفاية قربه ..
أبتسم مراد وهو يحدق بملامحها الناعمة ثم قال بهيام 
ولا هو يغنيه عنها العالم بحاله .. كفاية حبك يا أسية قلبى ..
تمتمت أسيا بحب وهى تحاوط بكفها وجهه تتلمس ملامحه التى تعشقها 
وأنا بمۏت فيك يا مراد القلب والروح ..
تمت بحمد الله ..