رواية عمر القصول من 14-16
الي عشهما الصغير الذي بني علي حجر أساس قوي وهو الحب ..
كانت لينا الصغيرة التي قد بلغ عمرها الآن سنتين غافية علي كتف أدهم الذي لا تفارقه أبدا ورقية متشبثة بيد شغف وهي تمشي بخطوات متعثرة بسبب النعاس والإجهاد فقد تأخروا بالخارج ...
يلا يا روكا يا حبيبتي نطلع ننام عشان انتي شكلك مش قادرة خالص
اه يلا كمليلي حدوتة امبارح عشان انام يا مامي
حاضر يا قلب مامي ...ثم قالت مخاطبة أدهم هات لين طيب يا أدهم أطلع انيمها في سريرها هي كمان
لا يا ستي انا كده كده طالع لحسن تصحي دلوقتي ومنعرفش ننيمها تاني انتي بس نيمي روكا وتعالي عايزك في موضوع مهم انا هطلع قبلكوا بقي ...ثم قبل رقية علي جبينها وصعد ...
ما ان دلفت أبتسم هو إبتسامته الساحرة تلك التي تضفي علي ايامها رونقا خاصا ...أبتسمت بتلقائية وذهبت الي مكانها المعتاد بين يديه ..عانقها هو بحنان ثم أمسك بوجهها بين كفيه وهو يقول
عايز أقولك علي حاجة مهمة
قول يا حبيبي
لازم نرجع مصر
أرتسمت الصدمة علي ملامحها مما جعله يعلم ما يدور برأسها فقال بهدوء
قالت بنبرة يبدو فيها الخۏف
انت عارف كويس اني نفسي أرجع انا كمان بس خاېفة ...انا مقدرش أعيش من غير بنتي يا أدهم أموت لو خدوها مني
نظر لها پغضب وهو يقول بنبرة طمأنتها
أوعي اسمعك تقولي كده تاني ...طول م انا جنبك بعد ربنا مټخافيش من أي حاجة في الدنيا دي يا شغف ...لينا دي بنتي انا وعمري م هفرط فيها زي م عمري م هفرط في رقية وانتي عارفه كويس ان مكانة دي عندي زي مكانة دي ...هحارب العالم كله يا شغف عشان تفضل معانا
بكت من تأثرها بكلماته ثم قالت بعد ان دفنت نفسها في صدره
انا واثقة فيك والله بس بخاف ...خلاص فعلا انت معاك حق أكيد مش هنفضل هربانين طول عمرنا كده هنرجع مصر ان شاء الله وعلي الأقل عشان البنات
...............................
وبالفعل قد عادت عائلةأدهم الصغيرة الي موطنها الأصلي مصر ..عقب أن قام بالترتيبات الازمة وجهز الأجراءات التي لحسن حظه لم تأخذ وقتا ...
كانت سعادة الجميع لا توصف في ذلك اليوم فقد أتمت كاميليا الأستعدادات لقدومهم علي أكمل وجه ودعت كل من يوسف ونور ويارا وكريم علي الغداء كي يجتمع أدهم بكل من يحب في يوم عودته وكذلك أعدت كل الأطعمة التي يحبها هو وزوجته وجلست في أنتظارهم علي أحر من الجمر ...
وما ان وصلوا الي المنزل حتي انهال عليهم الجميع بالسلام الحار والدموع من النساء فهم لم يعودوا الي مصر منذ زواج يارا الذي كانوا قد أتوا له مجرد يومين وعادوا مرة أخري ...
نعم فيارا وكريم قد تزوجا فكل منهما قد وجد ضالته في الأخر ..كريم كان قد قرر ان يتوقف عن جلد نفسه وأن يعطي لحياته فرصة أخري ولم يجد في عقله سوي يارا فمنذ ان رآها وأصبح يفكر فيها بصورة مهولة ...ويارا شعرت انه سيساعدها في فهم نفسها وإعادة الأوضاع بينها وبين أهلها كما كانت وبالفعل تفهم فعلتها التي كانت خجلة جدا وهي تحكيها وساعدها كثيرا في أن تحل مشاكلها مع أمها وأبيها ولكن تبقت مشكلة واحدة وهي علاقتها بأدهم التي لازالت متدهورة حتي انه حينما جاء لعرسها من سنتين كان يحادثها ببرود أحدث في نفسها أثرا كبيرا ...أنجبت يارا من كريم أدهم نعم أسمته علي أسم أخيها عله يحن عليها قليلا ولكنه لم يتأثر أو حاول أن يظهر لها أنه لم يتأثر ...
أعمار الأطفال كانت متقاربة عدا رقية التي كانت تكبرهم جميعا بالطبع ...أدهم الصغير كان عمره سنة ونصف ...لينا سنتين وثلاثة أشهر ...راكان ابن يوسف ونور كان عمره سنتين ونصف ...كان المنزل بالفعل يعج بالاطفال مما أعطي له بهجة خاصة وجعل سعادة الجدين جلية فلم يجتمع حولهم ابنائهم وأحبائهم فقط بل أيضا أحفادهم الأعزاء ...
بعد التحية الباردة من أدهم ليارا كانت حزينة جدا ولا تشاركهم في أحاديثهم الا ان كريم أخذ يحثها ان تحادثه علي إنفراد ...وبالفعل فعلت هي ذلك وطلبت منه الحديث علي إنفراد فلبي الدعوة كي لا يحرجها ...
وما ان دخلا الي الغرفة كي يتحدثها ألقت نفسها علي صدره باكية فما كان منه الا ان ملس علي حجابها الذي يغطي حجابها ثم قال بمرح
عشان قلبي رهيف يعني هتستغليه
ضحكت ثم قالت بنبرة باكية
أنا آسفة