رواية ياسمين الفصول من 6-11
المحتويات
تجلت على ملامحها وهي تسأل غير مصدقة
بجد بجد يابابا ده رأيك
بينما قلبه ټأذى لكنه لم يظهر ذلك كي يتمكن من الوصول لمبتغاه وقال مراوغا
طبعا ده رأيي أنا يهمني سعادتك ياملك
ضحكت من فرط السعادة ولم تستطع التحكم في نفسها أكثر من ذلك ولم تكبح رغبتها الملحة في إخباره بما يجيش به صدرها
الصراحة كده أنا لقيت الحد ده
أرتعد قلبه وتسائل بهدوء ما قبل العاصفة
حد!! حد مين وعرفتيه أمتى
ف أطرقت رأسها بضيق وهي تذكر كيف تعرفت إلى ذاك المجهول
الدكتور بتاعي كنت بتعالج عنده كم فترة
وبعدين
فركت أصابعها بتوتر و
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وقبل أن ينهض إبراهيم عن مكانه كانت تلحق به عندما شعرت ببوادر غضبه و
بس هو هييجي يقابلك أكيد أكيد هييجي
فأردف بنبرة مقتضبة
ينور
استمعت لصوت الباب ف راحت تتفقد من الزائر لتجدها نغم ف دعتها و
أدخلي يانغم
فناولتها نغم حقيبة صغيرة و
خدي يالوكا نسيتي البيچامة بتاعتك عندي
دلف إبراهيم للداخل وهو يتعرج متحسسا صدره المصاپ بفرط الألم في الفترات الأخيرة وكأنه كان بحاجه ل هم جديد
أوصد باب الغرفة وجلس رويدا رويدا يكاد يبكي بصوت مكتوم لكنه يتماسك بصعوبة بالغة سحب هاتفه الصغير عن الكومود وبدأ يجري اتصالا هاما يرتبط بقراره المصيري التي سيتخذه بشأنها والذي لا رجعه فيه مهما حدث أجاب الطرف الآخر ف تنهد إبراهيم ب تعب و
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
الوقت الذي قضته ملك أمام المرآه تستعد للنزول كي تبتاع بعض الحوائج برفقة نغم لم يكن طويلا ولكن ما استغرق منها وقت حقا هو نظرها لشعرها الذي دفنته قبل آوانه وضعت حجاب الرأس ببعض الإمتعاض والتمرد أحست برغبة شديدة في تقطيعه عن رأسها وتركه حرا بلا قيود ولكنها لن تقدر على قرار گهذا الآن
تلوت شفتيها بسخط وخرجت من الغرفة فرأت والدها يضع الشاي بنفسه على الطاولة و
تعالي ياملك أشربي شوية شاي قبل ما تنزلي
ثم نظر لساعة الحائط و
الساعة ١٠!! مش عارف لزومها إيه النزلة دي السعادي
تناولت كوب الشاي و
تسلم إيدك يارب
وأعربت عن تعجبها من موقفه ولينه الذي لم يظهره هكذا من قبل
أول مرة تعمل شاي بنفسك!
فرمقها بغرابة قبيل أن يبدأ ب ارتشاف الفنجان خاصته و
أهي مرة من نفسي
تأففت منزعجة من سخونته المفرطة و
سخن جدا أنا هجيب شنطتي عشان انزل ع طول
ودلفت نظر إبراهيم للكوب الذي تركته وظلت عيناه عليه حتى عادت من جديد وحملته لترتشف منه رشفة واحدة ثم تحركت نحو الباب و
تسلم إيدك يارب
متتأخريش
حاضر
أغلقت الباب ف زفر إبراهيم وهو يطبق جفونه قائلا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
كانت ملك تنظر لهاتفها كي تتصل ب صديقتها قبل أن تغادر البناية ولكنها أحست بتشويش في نظرها اعتصرت جفونها محاولة إن ترى جيدا ولكن ثقلا يجثو عليهن
تنهدت وهي تردف
إيه بس الزغلله دي!
خرجت من البناية وهي تحس ب انخفاض في معدل قدرتها على السير ف لمحت ذلك الظل الذي يقف أمامها يبدو إنه رجل رجل يستند على سيارته المصفوفة أمام البناية وينظر نحوها تجاهلته رغم ملامحه المألوفة إليها شيئا ما وراحت تصطدم بحجر وقع أسفل قدمها وقبل إن تترك جسدها الرخو يسقط مفترشا على الأرض كان يتناولها بذراعيه وهو يردف بصوت خاڤت قليلا
حاسبي
ساعدها على الوقوف بينما كانت هي قد فقدت قدرتها على البصر والتفكير وحتى على التركيز بينما أردف هو
أزيك ياملك
لم تستطع المقاومة واستسلمت لنوبة من الخدر سيطرت عليها لتترك رأسها تترنج للخلف ف رفعها بذراعيه مستندة إلى صدره وفتح باب السيارة الخلفي كي يضعها بالداخل برفق بالغ بينما كان إبراهيم قد هبط عن شقته وهي يحمل حقيبة ملك الكبيرة وعندما أغلق يونس الباب عليها والټفت ليجده ناوله إبراهيم الحقيبة و
دي شنطة هدومها
التقطها يونس و
ماشي
وسحبها كي يضعها بالمؤخرة تاركا إياه ينظر إليها وهي فاقدة للوعي أثر مخدر تم دسه في كوب الشاي الساخن كان يحس بالحزن وهو يراها هكذا ولكنه مقتنع أن ذلك من أجل حمايتها وقف يونس أمامها و
عايز حاجه قبل ما امشي ياعمي
ف أمسك إبراهيم بكفه وقبض عليه وهو يوصيه
ملك أمانة في رقبتك يايونس
ف أومأ و
حاضر ياعمي متقلقش
أوعدني أوعدني إنك تحافظ على الأمانة
فقال بصدق استشعره إبراهيم
وعد أحافظ عليها
ثم ترك يده واستدار كي يجلس خلف المقود نظر لها في المرآه ثم غمغم وهو يقوم بتشغيل السيارة
أستعدي ياملك رحلتنا هتكون طويلة
وتحرك بها ليخرج من هذا الممر النائي الذي تقع فيه بناية إبراهيم ثم إلى الشارع الرئيسي محافظا على وجود زجاج داكن لا يظهر من بالداخل كي يكون الأمر أكثر أمانا لهما
لقد انتهت إقامة صلاة الفجر
ومازال الليل ساكنا عنان السماء وقف يونس أسفل غطاء الليل بداخل الشرفة الملحقية بالغرفة التي ستكون ملك ضيفة فيها وقد استنزف كمية كبيرة من السچائر منتهزا فرصة عدم وجود المسؤول عن الحديقة والذي كان سيبوبخه لا محالة من أجل أعقاب السچائر التي يقذفها من الشرفة بعدم تركيز فتسقط بين المزروعات والحشائش الصغيرة
ألقى يونس بآخر سېجارة في الهواء ثم دخل
كانت ملك لا تزال نائمة مغطاه بغطاء ناعم مريح تتململ ولكنها مغمضة العينين جلس يونس أمامها منتظرا اللحظة التي ستصحو فيها حتى بدأت أهدابها تتحرك أولا ثم جفنيها ف اقترب يونس قليلا بمقعده ومد جسده للأمام تطلع إليها بتركيز متأهب للخطوة القادمة حتى بدأت تشعر بشكل خفيف وتأن متأثرة بآلام عضلاتها المتيبسة
حتى تلاقت عيناها مع ذلك الوجه ف حدقت فجأة واتسعت عيناها المحمرة واضطربت دقات قلبها وقبل أن تتسائل عن هويته كان يستبقها قائلا
صباح الخير يابنت عمي
ف رددت بصوت متقطع مبحوح
ي يزيد!!
ف ابتسم نافيا توقعها الخاطئ
تؤ يونس
الفصل الثامن
كانت تمسك بالكأس الذي تشرب منه بأصابع مرتجفة ومئات الأسئلة تدور بذهنها المخدر الآن والأفكار العبثية تعصف برأسها يمينا ويسارا
أبعدت الكأس عن فمها ف بسط لها يده كي يتناوله منها ووضعه على الكومود المجاور لها قائلا
حقك تتلغبطي رغم إن الشبه بينا مميز وسهل يتفرق فيه سنين كتير أوي عدت على آخر مرة شوفنا فيها بعض
رفعت بصرها المتوتر حياله وهي لا تزال صامته التكالب الذي على عقلها الآن يمنعها حتى من التفكير ب روية أو التركيز في حديثه بينما تابع يونس
كان عندك عشر سنين وقتها جيتي مع عمي المطار لما كان بيستقبلني أنا وأبويا الله يرحمه
أجفلت بصرها وكأنها لا تود التحدث ف نهض عن جلسته مستعدا للرحيل وهو ينهي حديثه الذي أحس إنه ثقيلا عليها الآن
أنا هسيبك ترتاحي وبعدين نتكلم
وبعدما استدار واقترب من الباب استوقفته متسائلة
أنا إيه اللي جابني هنا
ف الټفت برأسه إليها وهو يجيب بصراحة مطلقة
انتي ضيفة هنا بس ضيفة مطولة شوية
تنغض جبينها بعدم فهم و
يعني إيه ضيفة مطولة!!
رغبت في النهوض عن الفراش ولكن مفعول المخدر ما زال مؤثرا على ساقها بالكامل وكأنها فشلت في تحريكهما ف زفرت وهي تقول
أنا مش فاكرة حاجه أنا جيت هنا إزاي وليه
كانت أجوبته مبسطة وكأن الأمور غير معقدة بالمرة
أنا اللي جيبتك هنا ليه دي هتحتاج إجابة من شخص تاني مش مني
تنهدت ب انزعاج و
من مين
عمي عمي هو اللي أمر إنك تقعدي هنا
وأشار حوله وهو يتابع
المكان هنا هادي ومريح عشان أعصابك بعيد عن العاصمة وقرفها
انقبض قلبها وهي تعقب على عبارته الأخيرة بذهول
إحنا مش في القاهرة
ف أشار بسبابته نافيا وهو يمط شفتيه للأمام
تؤ تؤ تؤ انتي هنا في مزرعة الخيول بتاعتي أجمل مكان في مصر كلها
نظر في ساعة الحائط و
الساعة بقت ٦ الصبح هنكمل كلامنا بعدين
لأ استنى
أجبرت ساقيها على النهوض وهي تقول
أنا أعصابي مش هترتاح طول ماانا مش في بيتي رجعني دلوقتي
كانت ملامحه مرتخية للغاية جمعت بين الهدوء والرزانة وبين نبرة حازمة ترفض المناقشة
أنا بقترح عليكي تنسي الفكرة دي عشان انتي هتفضلي هنا
وأشار بيده مؤكدا من جديد
هنا ياملك
ثم فتح الباب وهم ليخرج منه
خلي بالك الفطار هنا الساعة ٩ ونص
وأغلق الباب من خلفه بل أوصده بالمفتاح من الخارج أيضا وكأنها بالفعل سجنت هنا
حتى الآن لم تبدي رد الفعل الذي توقعه توقع أن تصرخ وتصيح أن تكسر وتهدم سعيا خلف الخروج من هنا ولكنها لم تفعل أيا من ذلك
كانت غير شاعرة بجدية الوضع الذي حشرت فيه كأن في عقلها فوضى تحتاج لترتيبها أولا كي تفكر جيدا الأمر الوحيد الذي استطاعت استنباطه أن لوالدها يد في الأمر كما قال هو وإلا كيف تأتي إلى هنا وتبقى حتى الآن!
هل يعقل إنه فعلها من جديد هل خذلها وخذل توقعاتها مرة أخرى! لا تدري ولكن بداخلها قلق وهي عاجزة عن تجميع النقاط لتنشئ قصة تستطيع من خلالها فهم ما حدث لا بد إنها تحلم حتى إنها عادت تغفو من جديد معتقدة إنها ستصحو على واقع آخر غير ذلك ستصحو على واقعها
كانت تفيدة تضع الخبز الساخن الذي نضج توا في مكانه الخاص به حينما دخل عليها إبنها ربيع مسرعا التفتت إليه وهي تستمع صياحه البعيد الذي كان يقترب منها واستقبلته بصوتها المرتفع وهي تصيح
في إيه ياوله داخل تزعق كده كأني طرشة مش هسمعك في إيه
لقيتها لقيتها ياما
قالها وهو يتنفس بصعوبة كأنه كان يركض منذ لحظات رمقته والدته بنظرات متعجبة وقد انقطب جبينها بعدم فهم
مين دي اللي لقيتها
ملك ملك بنت خالتي منار
شهقت تفيده وهي ټضرب على صدرها غير مصدقة بعد كل تلك السنوات من الغياب والإختفاء تظهر فجأة أمامهم بعدما ضاعت سنين في البحث عنها وعن والدتها التي لم يظهر أثر حتى لجثمانها أوفضت تفيده نحوه و
لقيتها بجد هي فين
اللي ما يتسمى إبراهيم رجع بيتهم القديم اللي سابه من زمن وهي كانت معاه ليلة امبارح في البيت لازم نلحقه قبل ما يختفي تاني ده انا ما صدقت
متابعة القراءة