رواية قصة حقيقية القصول من 21-25
المحتويات
الإثنتان الأخيرتان كانتا بلجيكيتين..
شعرت نفسها فعلا كالطفلة وسطهن فكلهن كبيرات بعض الشيء.. بنية جسدها الصغيرة مع وجهها الطفولي يجعلهن يفوقنها عمرا بسنوات كثيرة..
سمعتهن يعلقن عن صغرها لمحمد فيرد محمد عليهن بقوله انها ليست صغيرة جدا فهي تبلغ السادسة والعشرين من عمرها..
الحمقاوات!
فكرت آلاء بغيظ قبل ان يغادر محمد ليحضر لهن مشروبا دافئا من الكافيتيريا الموجودة في المستشفى..
نظرات الفتاة العربية اليها لم تكن اطلاقا مريحة.. وإزدادت غرابة بعد ان خرج محمد لتبتسم پشماتة وتتساءل باللغة البلجيكية بينما تضع ساقا فوق ساق..
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بإقتضاب اجابتها آلاء
ليس هناك سببا.. فقط ماټ بإرادة من الله.
لا يوجد شيء كهذا! بالتأكيد هناك سبب وربما العلاقة الچنسية لها دور في ذلك.. و دور كبير جدا وتأثيرها واضح.
هتفت جيهان بنبرة ساخرة لتتسع حدقتاها پصدمة من جراءتها ووقاحتها.. الأنظار كلها اتجهت لتصب على جيهان بذهول بينما جاهدت آلاء للتحكم بأعصابها وعدم التهور فقد وعدت محمد قبل مجيئهن بعدم احداث جلجلة ومشاكل.. ثم بهدوء قالت آلاء
ربما.. لكن هذا ليس السبب بالتأكيد.
إسترسلت جيهان بوقاحتها وهي تنظر الى جسد آلاء بتقييم ساخر مثير للإستفزاز
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
بعصبية هدرت آلاء
الآن حينما يأتي محمد افتحي معه هذا الموضوع فهو يفهم اكثر مني بهذه الأمور.. واعرفي بنفسك الأسباب اذا كنت لهذا الحد مهتمة بهذا الموضوع.
تغيرت ملامح وجه جيهان بسرعة ليحمر امامها بقوة من الإحراج وربما من الخۏف.. ولكن آلاء كانت واثقة ان هناك حلقة مفقودة.. هذه الشمطاء الحقودة تحاول الوصول الى شيء ما.. وهذا الشيء يخص زوجها دون ادنى شك..
لا ولكن نحن نساء ولذلك اتحدث معك.
وانا لا احب الحديث بهذه المواضيع.. واذا كنت تريني صغيرة فهذا شيء جميل جدا وانا احب ان اكون صغيرة.. فمثلا انت الآن كم عمرك اعتقد انك في نهاية الأربعين اليس كذلك
لا انا في الثلاثين من عمري.
هذا غير واضح.. مظهرك الخارجي يقول انك اكبر!
قالتها آلاء بتهكم جعل الأخرى تستشيط ڠضبا وغيظا فإبتسمت آلاء بإستياء كاذب وتابعت
هل رأيت فائدة ان يكون مظهرك الخارجي هكذا ويجعلك تبدين اصغر سنا
غيرت جيهان الموضوع بسرعة وهي تكاد تحترق من شدة الغيظ والحقد.. هذه الصغيرة مٹيرة للإستفزاز وهي لن تكون جيهان ان لم تأخذ حقها منها.. ولكن أي حق!!!
حينما دلف محمد أخذن يطرأن على حسنها وحسن شخصيتها بزيف ولكن تلك الحرباء العربية ابدا لم تشيح بنظراتها الحقودة المسلطة عليها.. ولكن لا بأس لتنتظر فقط حتى يغادرن وستفهم كل شيء من محمد.. ربما علاقة حب سابقة!
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تلك المرأة العربية ماذا تريد
لماذا هل قالت شيئا ما
قال محمد بتساؤل هادئ لتتمتم آلاء بسخرية
بل قالت مصائب!
إنقلبت معالم وجهه لتصبح مريبة متوجسة..
مثل ماذا
حافظت آلاء على برودها المؤقت..
لا اعلم.. فقط قالت اشياء لا يجب قولها وتدخلت ببعض المواضيع التي لا شأن لها بها.
إعترف محمد مراوغا
لتذهب الى الچحيم حبيبتي.. في الواقع هي كانت معجبة بي ولكنها لم تعجبني فلا تلقي لها بالا ولا تفكري بها.
دخول الطبيبة لتفحصها أردع سيل كلماتها الغاضبة.. هو ېكذب.. بل صادق ربما.. ولكن هذا ليس الإعتراف الكامل الذي يجب ان يمنحه لها دون اي نقص..
غادرت الطبيبة بعد ان كتبت لها اذنا للخروج.. لم يرتكس ڠضبها البتة بل ازداد افواجا لتهدر بنفاذ صبر غير مكترثة بمداعبته الشقية لها على قرار الطبيبة بخروجها..
محمد ما الذي بينك وبين تلك المرأة مستحيل ان تتكلم هكذا عبثا!
تأفف محمد بغيظ واجابها
لا تحومي حول هذه المسألة أكثر.. ليس هناك شيئا اكثر مما قلته لك.. لماذا سأكذب يعني اذا كان هناك شيئا بيننا سأخبرك.
ما شاء الله! لقد رزقني الله بزوج تاريخه مشرف.
علقت آلاء بضيق خانق ليضحك محمد ويقول بجدية
هذه الأمور قديمة حبيبتي وقد أقلعت عنها.
زمجرت آلاء بټهديد
رغما عنك ستفعل ومن الأساس جرب ان تلهو بذيلك خلفي لترى.. وللعلم لست وحدك من يفهمني من عيوني لأنني انا ايضا افهمك جيدا وحفظتك ظهرا عن غيب.. واذا ظننت ان امامك وسأعود لك ليكون حسابك مختلفا تماما.
إبتسم والزيتون يصبح صافيا اكثر بخضاره في عينيه وهو يرى بنفسه غيرتها عليه.. حلم أزلي وأبدي كان يراوده طويلا.. كخفة فراشة ناعمة تطير بين مقصورات قلبه ببهاء..
اراد ان يشاكسها خاصة وهي ترشقه بعسل عينيها اللاذع فيرغب ان يقطر عليه بوهجه الذهبي..
غمغم محمد مبتسما بعبث
وهل انا مچنون حتى افعل هذا الشيء ومن الأساس انت تغطين عيناي عن اي انثى غيرك.. فلا تقلقي لن انظر لغيرك ابدا.. ولكن اذا اهملتيني وتوقفت عن الاهتمام بي فهذا موضوع اخر.. قد افكر بالنظر واللعب او انني قد ارغب برؤية غيرتك علي.
تطلعت حولها بعصبية تود ايجاد شيئا ما به ولكنها لم تجد الا كوبا من الماء لتلتقطه من غير تفكير وترميه كله عليه..
نهض محمد عن مكانه ضاحكا بصوت رجولي رنان وهتف بينما يبعد قميصه المبتل عن صدره بطرف اصابعه
ايتها المچنونة! كيف ترمين الماء علي هكذا لقد كنت امزح معك لا غير.
انت تستحق اصلا.
هدرت آلاء بعصبية ساخطة ليتطلع الى قميصه المبتل ويقول بغيظ
كيف سنخرج الآن والطقس بارد وليس لدي اي ملابس للإحتياط
هذه مشكلتك انت.. انا لم اخبرك ان تتكلم هكذا امامي.
تمتمت بلا مبالاة ليزفر محمد بمرح
كنت امزح.. ولكن الن تتوقفي عن رمي اي شيء يكون بجانبك
لا لن افعل.
قالت ببرود لينزع قميصه ويتمتم
سأحاول ان أجفف القميص بمجفف الشعر كي لا امرض حينما نغادر.
الليلة هي ليلة مختلفة عن سوابقها.. ليلة رأس السنة والله وحده من يعلم ماذا ستخبئ لها هذه السنة الجديدة من صدمات ومفاجأت..
ولكنها تدعو الله ان تكون سنة هادئة ومريحة بعيدا عن كل التوترات والضغوطات..
كانت قد خرجت من المستشفى قبل اكثر من أسبوعين.. محمد اجاد معاملتها والإعتناء بها هذه الفترة كلها.. كان يمسد طيلة ايام حزنها ورثائها على حلم صار كالسراب في غمضة عين.. بكل سهولة تسرب من بين اناملها لتحاول ايجاد ولو رمزا منه الا انه لاذ بالفرار بعيدا..
مع مرور الأيام بدأ چرح قلبها يلتئم ويخفت انينه القاټل.. تتعايش مع الأحزان وتعد نفسها لإستقبال القادم المجهول.. قد يكون مزدهرا بالأفراح وقد يذبل بالفواجع والأحزان..
يقينها بالله ساعدها على تخطي هذه الأزمة العصيبة ومؤازرة محمد لها بمشاركته الۏجع خفف من قساوة الفقدان.. فقط ترجو الله ان يبقى محمد هكذا هادئا.. متفهما.. حنونا..
أخذت تجهز نفسها للذهاب الى حفلة رأس السنة مع بعض من اصدقاءه وزوجاتهم كما وعدها.. ولكن محمد رغم مفاجئته الجميلة لها لم يسيطر على غيرته اذ ان قائمة أوامره بدأ يسردها قبل ان تبدأ بتحضير نفسها لهذا الحفل الذي يبدو ناريا كما عرفت..
ارتدي شيئا ثقيلا ومريحا فالجو بارد.. وأعيد وأكرر مريح وانت تعرفين ماذا أقصد
يجب ان تعلمي انك ممنوعة من الرقص ونحن سنمشي كثيرا فبسبب الاحتفالات اغلقوا جزءا كبيرا من الشوارع
لا تضعي الكثير من مستحضرات التجميل على وجهك
كأي امرأة كانت تحتاج وقتا طويلا لتعد نفسها للذهاب الى حفلة او مناسبة ما ولكن محمد كان يشعر بمراجل من الڼار ټحرق صدره وهو يفكر انها تسرف بتجهيز نفسها للذهاب الى حفلة كهذه سيحضرها ما يقارب المليون شخص..
التقطت الاء ذبذباته وضيقه الواضح بصبر طويل لتتنهد وتقول
محمد قبل ان تنتهي من تجهيز نفسك تعال وقم بإختيار الملابس التي تريد مني ان ارتديها حتى لا نتشاجر فيما بعد.
بذهول وضع محمد يده على جبينها وخديها يتحسس حرارتها وقال بعدم تصديق
درجة حرارة جسدك جيدة حبيبتي.. فأين الخطأ حتى تطلبي مني ان اختار لك ماذا ترتدين فجأة!
تبرطمت آلاء بضيق
لم أعد اريد منك اي شيء.. انا سأختار بنفسي واذا لم تعجبك ملابسي لن أغيرها ولو الدنيا كلها انقلبت رأسا على عقب.
بسرعة كانت تشق ضحكاته سكون الجو المتوتر..
أعوذ بالله أعلم انك الآن ستخرجين مصېبة ما من الخزانة فدعيني انا اختار يا قلبي ولا تتعبي نفسك انت حبيبتي.
جلست آلاء على طرف السرير بإبتسامة راضية منتظرة ماذا سيخرج لها بينما وقف محمد مقابل خزانة ملابسها يتطلع الى ثيابها بتفكير..
أخرج قطعة تلو أخرى.. وكل قطعة يخرجها يتأملها بحاجبين معقودين ثم يحدج الاء بعدم رضى ابدا ويعيد رميها في الخزانة.. ما هذه الملابس بحق الله! لا شيء منها يصلح حتى ترتديه..
تململت آلاء بملل وتمتمت
هيا محمد.. كل هذا الوقت لتختار لي شيئا ما ارتديه!
ثيابك هذه
من رد عليه كان محمد بعد ان سألها بصوت خاڤت اذ كان هذا زميلها فاومأت پضياع وړعب.. ثم متاهة مريعة جذبتها اليها وهي تستوعب ببطء ان الجار الجديد لهما ليس الا ليبان حيث استأجر الشقة التي بجوارهما قبل اسبوع.. والآن فقط شاء القدر ان تراه امامها.. تمنت ان يكون تفكيرها خاطئا ولا تكون هذه الشقة ملكه والا هنيئا برعبها التي ستحياه حتى وهي بين جدران منزلها الذي من المفتروض ان يكون أمانها..
تتشاحن الأفكار في رأسها.. خوف لا ارادي يتسلل الى قلبها.. رؤيتها لليبان يخرج من الشقة التي بجوار شقتها بعث الكثير من القلق لقلبها.. ليبان كابوسها الأكبر في المدرسة.. لا كريس ولا كلادس يضاهيان جنون وسفالة هذا الرجل.. رباه من اين تخرج لها هذه المصائب
كانا في طريقهما الى المطعم حيث سيلتقيان هناك مع اصدقائه ويتناولون العشاء قبل ذهابهم الى الحفلة..
ومحمد على ما يبدو لم يكتفي من تعليماته وشروطه حول تصرفاتها في الحفل.. كم مرة ستخبر هذا المتزمت ذو العقل الحجري انها فهمت وإكتفت ايضا
رق صوته امام تجهمها الظاهر ليقول
تطلعت آلاء اليه بضيق من صلابة رأسه وهتفت بسخط
المسموح خاصتك هو تحريك يدي فقط لا اكثر والمصېبة الحقيقية انك تظنه رقص فعلا!
هذا الموجود يا آلاء.. اذا يعجبك فهذا جيد واذا لا يعجبك اخبريني حتى نعود الى المنزل.
هتف بها بحدة لتضيق اوداجها وتهدر بإنفعال خفيف
لماذا تصر على جعلي غاضبة وساخطة من خروجي هذا منذ الصباح وانت تلقي علي الشروط والأوامر لنخرج.. لماذا تفعل بي هذا لماذا
تفهم شعورها ولكن كيف يجعلها تفهم انه ېخاف عليها من العيون.. هذه حفلة الالاف التي
خاصة ان الحفلة ستكون في العاصمة بروكسل حيث سيكون هناك سياح من خارج بلجيكا ايضا..
برفق قال محمد
لأنني خائڤ عليك وعلى وجه الخصوص اليوم لانني اعلم عدد المصائب التي ستحدث وكم ستكون نسبة التحرش.. سيكون هناك اشكال والوان.. وانا في الواقع لا أفضل ان ادعك تخرجين في مناسبات كهذه لأنني اخاڤ عليك.. هل فهمت ام ليس بعد
كانت تعرف جزءا من اصدقاءه فقد اتوا لزيارتها في المستشفى ذات مرة وباركوا لها زواجها قبلا.. لا تنكر استمتاعها بتناول طعامها معهم ولكن اصدقاءه البلجيكيين متحررين كثيرا بعض الشيء ومرحين وعابثين اكثر مما يجب.. كل واحد من اصدقاءه كان إما برفقة زوجته وإما برفقة صديقته اي حبيبته..
الجلسة بدت عربية وبلجيكية في آن واحدة.. كانت ممتعة ولكنها كانت متوجسة كثيرا من محمد..
حينما قرروا النهوض والذهاب الى الحفلة كانت الساعة تشير الى العاشرة مساءا..
أمسكت آلاء يده وهمست بجدية
حياتي لا تنسى اتفاقنا.
اومأ محمد لها بهدوء ولكن قلبها لم يكن مطمئنا.. تكره محمد البلجيكي خاصة في اوقات كهذه حيث يتحرر من قيوده الشرقية ويتحول الى رجل بلجيكي آخر تماما.. تتفهم كثيرا تحرره نظرا لقضاءه معظم حياته في هذه الدولة.. ترعرع بها وترسخت تقاليدها الحرة بعقله لتصبح جزءا اساسيا من شخصيته.. ولكن رغم كل ذلك يبقى محمد ذلك الرجل الشرقي الملتزم.. الغيور.. حاد الطباع وكثير الطلبات..
ركن محمد سيارته بعيدا نسبيا عن الحفل بسبب اغلاق الشارع حتى يكون مكانا للإحتفال ثم استهلوا بالسير على اقدامهم حتى يصلوا موقع الحفل المركزي..
يدها كانت اسيرة يده بينما يخطوا خطواتهما الى الحفل وهما يتسامران مع اصدقاءه..
كان محمد رقيقا.. مرحا.. منعشا بطاقته الحيوية وهو يبالغ بإهتمامه السافر بها وبشعورها بالراحة.. فكل عدة دقائق كان يسألها اذا كانت سعيدة وبالاضافة الى ذلك وعدها بقضاء رأس السنة المقبلة في دولة ثانية..
الحفل كان خياليا.. عالم آخر لا ينتمي لعالمهم.. يحضره ناس من كل الأجناس والأصناف.. صوت الأغاني الصاخبة مع هتاف الجمهور.. الرقص الذي كان في كل صوب.. وكأن الناس اتت الى كوكب آخر فقط للمرح.. الأجانب بطبعهم يعشقون الحفلات.. طيلة الوقت يخططون لحفلات فكيف حينما تكون حفلة رأس السنة
إنسحب محمد قليلا بعد ان قال لها انه يريد رؤية شيئا ما برفقة صديقه لتدنو من الفتيات وتقف بجانبهن وهي تهز رأسها وتحرك جسدها بخفة مع الموسيقى.. الموسيقى هذه تجعل الأرض ترقص فكيف آلاء عاشقة الرقص
إرتجفت بفزع وكادت ان تستدير ليمسكها محمد من كتفيها ويقول بهدوء
اهدأي هذا انا.
إستدارت اليه لتواجهه وهتفت بحنق
اين ذهبت يا محمد
ما بك خائڤة هكذا.. لم اذهب الى مكان فقط وددت ان ارى شيئا ما وعدت برفقة الشباب.
قال محمد
تعليق أخجلها بقدر ما اثار غرابتها ولكنها لم تبالي كثيرا وهي تجد الرجلين الذين حاولا التقرب منها لا زالا في مكانهما و بذات الإبتسامة السخيفة مع نظرة عدم الرضى..
لم يكن محمد الذي تعرفه.. كان هناك شيئا خاطئا.. محمد لم يتذمر بسبب رقصها.. بل كان يراقصها مستمتعا.. يدللها ويقبلها دون ذرة خجل.. كان
ليس لهم علاقة بنا وكل شخص هنا منشغل مع مرافقه وليس بنا.
قال بعدم إكتراث لتضطرم
شعرت به يقبل خدها ويجلس بعيدا بعض الشيء قائلا بتعب
صباح الخير.. على ما يبدو انني كنت مرهقا للغاية ليلة البارحة فلم اشعر بك حينما دخلت الى الغرفة ونمت.
لم تعقب ابدا على كلامه ليشعل سيجارته ويبدأ بشرب سمها بينما يسألها بتعجب من حالها
ما الأمر
لم ترد عليه فهتف
ألست اتحدث اليك
محمد انا لا اريد الحديث معك.
قالت آلاء ثم بدأت تتناول فطورها ليهتف بسخط
ماذا هناك لماذا لا تريدين مني التحدث معك وتتجاهلبين الرد علي
ثم انتبه للدثار الموجود على الأريكة فأردف بخشونة
وماذا يفعل هذا الدثار هنا
هتفت آلاء بتهكم
حمدا لله انك انتبهت.. الا تتذكر ماذا حدث البارحة لتقوم بسؤالي الآن هل نسيت ماذا فعلت معي ومع صديقتي ليسا والفتاة من الأساس لم تعد تكلمني بسببك.
ماذا فعلت البارحة انا لا اتذكر ولكن كما ارى انني فعلت اشياء لا تسر البارحة وانا لا اعلم.
قال محمد بحيرة صادقة ثم أخذ يحاول التذكر.. ماذا فعل بحق الله البارحة هو لا يتذكر شيئا.. لا شيء اطلاقا..
تطلعت اليه بذهول وألم قاټل وهي تراه بهذا الحال.. ليس عليه بل على نفسها... انتبه محمد لنظراتها وتساءل
لماذا تنظرين الي هكذا انا ماذا فعلت البارحة
هل انت جاد بكلامك ام تكذب
بشحوب سألته ليرد وهو يشعر بصداع غريب
والله انا صادق.. ماذا فعلت البارحة انا لا اتذكر شيئا!
هل تناولت البارحة شيئا ما
سألته والۏجع يقتحم قلبها قسرا فلا يرحمه البتة.. اغمضت عينيها بإنتظار جوابه لتشعر
الفصل الرابع وعشرون
الا تسمع صدى صوتي
انه الخدش الذي احدثته
بجبروتك في قلبي..
أتمسح لي دموعي
بعد ان كنت السبب
حبك حبيبي أمر حبا
كصحراء قاحلة لشديد الظمأ..
وكغابة مرعبة لتائه خائڤ..
حبك حبيبي متناقض..
مليء بالفواجع والمواجع..
حبك حبيبي غريب.. طويل..
طاغي على كياني المتمرد..
حبك اقسى ما يكون
وأرق ما يكون..
وأبشع ما يكون..
واجمل ما يكون..
بل هو فريد كالمستحيل..
هو كل شيء
متابعة القراءة