رواية مالك الفصول من 11-15

موقع أيام نيوز

أخر حقائبه لمغادرة مصر الليلة..
احتفظ بصور والدته ووالده وبعض من ذكريات عائلته القديمة التي احتقظ بها منذ صغره ووضعها بعناية داخل حقيبته لتكون سلواه في تلك الغربة القاسېة ..
.. وأثناء بحثه عما تبقى له من عبق والديه وجد صورتين لإيثار كان قد قام بنفسه بإلتقاطهما لها على حين غرة منها وطبعهما على هيئة صور فوتغرافية ..
احتقن وجهه بالډماء وبرز عرق عنقه الغاضب وأطبق كفه عليهما فأصبحتا كرتين صغيرتين وبشكل لاإرادي ألقاهما بحقيبة سفره بدلا عن إلقائهما بسلة المهملات ثم أغلق الحقيبة والضيق يعتريه واعتدل في وقفته ليكمل إرتداء ملابسه ...
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ماشاء الله بدر في ليلة تمامه !!
أدمعت عيني تحية وهي تنظر لإبنتها العروس ربنا يحفظك ياحبيبتي ويسعدك يارب
أمسكت الخبيرة بذقن إيثار لتوجه رأسها نحو والدتها إيه رأيك قمر مش كده !
تحية بنبرة فرحة 
قمر طبعا
متنسيش إي حاجة من اللي قولتهالك ياإيثار وأوعي متنفذيش الوصايا اللي قولتلك عليها سمعاني يا حبيبتي
لم تعلق إيثار بل شردت في صورتها الباهتة المنعكسة على المرآة ..
هي شبح عروس بقايا أنثى ...
_ بنفس التوقيت الذي تأهبت به إيثار لصعود زوجها المرتقب كان محسن ينهي مكالمته التليفونية مع تلك المرأة التي تحدثه بصوت متذمر 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لأ طبعا متجيش النهاردة أنا برضوه عريس ومن حقي أعيش يومين ..
لوى ثغره بتأفف وهو يضيف 
خلاص متزعليش ياستي بس مينفعش برضو !
أبعد الهاتف عن أذنه وأطلق سبة خاڤتة ثم وضع الهاتف على أذنه وتابع بإمتعاض 
حقك عليا ياست الكل .. طيب هقفل معاكي وأكلمك بعدين يلا سلام !!!
_ ثم أنهى مكالمته معها وهو يتمتم بكلمات مبهمة وقام بفصل الطاقة عن هاتفه المحمول ومن ثم وضعه بجيب سترته وبدأ يحرك رابطة العنق حتى تنفلت بعض الشئ عنه ثم هتف بإنفعال طفيف 
يعني كان لازم جرافته وبدل وشغل مراهقين .. ده أنا أتخنقت !!!!
_ صعد الدرج لإصطحاب عروسه التي أمنى نفسه بها وعندما وقعت أنظاره عليها ظهر شغفه الحيواني عليها وكأنه الجوع الذي يريد إشباعه .. انقلاب سرى بكيانه وهزه رجولته پعنف لمجرد رؤية هذا الجمال الكائن باللون الأبيض 
اقترب محسن منها ليمسك بكفها ثم قبله بعمق وكأنه يغرز أنيابه بها .. فدبت القشعريرة داخلها خوفا مما هو أت ومما هي مقبلة عليه ..
دعاها للهبوط بصحبته فإنصاعت له دون ردود انفعالية واضحة هي فقط مجرد دمية يحركها الأخرون كما يريدون .. هي مساقة ليس لها الحرية ..
وفي نفس التوقيت تقريبا كان والدها وعمها قد استبقا الجميع للقاعة التي سيتم بها عقد القران وحفل الزفاف للتأكد من إتمام كل شئ 
كذلك ذهبت سارة لمركز التجميل لتبدو كملكة حفل الليلة وبالفعل حظيت على لقب صاحبة لفت الأنظار بهذا اليوم .
_ أنهى المأذون عقد القران بعبارته الشهيرة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير 
_ فإنتشرت البهجة وعلت أصوات الزغاريد وبدأ الجميع يتسابق في تقديم التبريكات والتهنئات للعروسين
السعيدين ...
كانت إبتسامتها گالسرطان الذي يسير في جسده ملاحقا الألم لصاحبه ..
بغضا وكرها حمله بداخله لها نعتها بخائڼة العهود محطمة القلوب هادمة الأحلام ..
جاهد مسبقا للحصول على عنوان القاعة التي سيقام بها العرس واستطاع بكل سهولة الحصول عليه من سارة عن طريق الإيقاع بها في الحديث وكأن الأمر كان أتفه مما كان يظن 
ولكن ما كان من محاولته البائسة إلا أن أقحمت فؤاده في مصېبة الحنين لها من جديد ..
وبخ نفسه كثيرا وعاتب حاله على اشتياقه لرؤية بسمتها ولكن ليس بيده حيلة هو أضعف مما كان يظن .. أسير ذكرياتها وضحكتها ونظرتها .. هو أسير حبها . ..
ياليت المۏت من روحي يسرقني..
فقد نقضت عهدها وعهدي..
وأرتدت الأبيض لأجل غيري 
ترقرقت عبرة خائڼة في عينيه فنزحها سريعا بطرف أنامله ثم أطرق رأسه واستدار ليترك هذا المكان الذي أفضى عليه بالكثير من الحزن والضيق وجعله يشعر بأن الكوكب لا يتحمل وجوده ولا يسعه ..
_ لم ېكذب الذين قالوا بأن شعورك يقودك نحو من يدق له قلبك فقد زادت نبضاتها واستنشقت عبقه الذي تستطيع تمييزه عن بعد ..
ارتجفت أوصالها وسيطر الحنين لرؤيته على كيانها 
بحثت عنه بأعين مشتاقة وسط الحاضرين 
وحدقت في الماريين أمامها عسى أن تلمحه ولكن دون جدوى .. تسائلت في نفسها هل حقا كڈب حدسها أم أنها فوتت فرصة رؤيته دون وعي ...
_ اعتلى مالك سطح الباخرة التي ستقله إلي بلد أخرى غريبة لا يعرف بها أحد .. وقفت روان وعمتها وزوج عمتها يودعونه بالتلويح في حين كانت الدموع لا تتوقف فيضانها من أعين الجميع ..
كان وداعا مؤلما أيقظ ذكريات الفراق بصميمهم .
تساءل مع نفسه پخوف طبيعي هل ستكون حياته گظلمة البحر في ساعته هذه أم ماذا يخبئ له القدر
لمس جبينه لفحة من الهواء أغمض جفنيه على أثرها ثم راح يشرد بعالم آخر .. عالم من الذكريات قد جرفه للعيش بداخله سجينا بين جدرانها الموجعة
_ وكأن الساعات لا تمضي وقت ممل ودقائق تمر بصحبته وكأنها أدهر .. وأخيرا انتهى حفل الزفاف وانتهت مسرحيتها المزيفة التي تجسدها أمام الجميع وأسدلت ستائرها أخيرا بعد انتهاء أخر مشاهدها المعروفة ..
نعم هي مسرحية السعادة التي ارتسمت كڈبا على محياها .. ولكن ما بقى بداخلها هو .. هو حطام أنثى 
انطلقت السيارات في موكب العرس وأخذت الأبواق في إصدار صوتها المزعج مما سبب لها ألم بالرأس حتى وصل الجميع أسفل بناية محسن ..
نظرت إيثار للبناية بإمتعاض وقد تشكل بذهنها مشهدا لتلك الليلة
الحميمية مع زوجها ..
فشعرت برغبة في الاڼتحار لتتخلص من هذا الچحيم الذي تعيشه ..
وإذ به فجأة يسد عنها الرؤية عندما فتح لها باب السيارة لتخطو خارجها ..
هو يعتقد أنه قد وصل بابنته لمرسى الأمان عندما تركها لزوج آخر لتكون في ذمته من بعده. 
_ وضع رأسها بين راحتيه ثم ابتسم لها وقال متمنيا السعادة من شفتيه 
ربنا يسعدك يابنتي
ردت عليه بجفاء واضح في نبرتها وقد نطقت نظراتها عما يجيش في صدرها 
شكرا
شعر رحيم بنظراتها المعاتبة و بتقلب مزاجها فحاول طمأنتها قائلا 
بكرة مش هتفكري غير في عيلتك وبيتك !
_ دنا عمرو منهما ثم أزاح كف والده عنها وهو يمازحه قائلا 
سيبني أسلم عليها يابابا ولا هتقضيها طول الليل هنا
مبروك ياإيثار صدقيني أنا مبسوط عشانك أوي ياحبيبتي
إيثار وهي تبتسم من زاوية فمها بتهكم كويس إن انبساطك بقى على حسابي
بدت كلماتها كالخڼجر المسمۏم في صدره فجاهد ليحافظ على هدوئه أمامها ورد بحذر 
أعقلي ياإيثار السعادة قدامك متسيبهاش وتمشي !
لتقول بسعادة 
عيشت وشوفتك عروسة ياحبيبتي ربنا يهنيكي يارب !
حك محسن مؤخرة رأسه وانزعج من طول الوداع فصاح هاتفا بعجالة 
مش كفاية ياجماعة ولا إي عايز أخد عروستي وأطلع
بكرة هجيلك الصبح إن شاء الله
عمرو مقوسا فمه بإستنكار صبح إي ياماما سيبيهم على راحتهم
_ هز محسن رأسه رافضا لما يقال ثم هتف بنبرة متعجلة 
لالا متتعبيش نفسك ياحجة انا هاخدها ونسافر الصبحية
فغرت إيثار فاهها پصدمة ممزوجة بالرفض ...
بينما تساءل رحيم بإستغراب وقد أنعقد حاجبيه بذهول رايحين فين
أجابه محسن بنبرة جافة مسافرين البلد عندي في مانع ولا إي!
رحيم وقد شعر بالحرج وأنه قد تطفل على حريتهما لأ مفيش يابني بنسأل بس !
ابتسم محسن ابتسامة صفراء فبرزت أسنانه التي تغير لونها على أثر النيكوتين وتابع ببرود مراتي يعني وأخدها مكان ماأنا عايز
_ شعرت إيثار بالريبة والتوتر من تصريحه الأخير ...
ولكن لم يكن بمقدورها فعل شيء فأخر ما يمكن أن تصدره هو نظرات معاتبة نحوهم ..
أمسك محسن بكفها وشبك بين أصابعهما ثم هتف بفحيح أرجفها 
مش يلا ياحبيبتي
ردت إيثار بإنصياع وهي تجاهد للحفاظ على هدوئها 
ماشي
يارب تكون خلصت من همي اللي كان متشعلق فوق كتافك !!!
نظر لها مذهولا وتابعها بنظراته وهي تمسك بثوبها الأبيض لترفعه عن الأرض ثم سارت مع زوجها لداخل البناية وروحها المعذبة ترتعد مما هي مقبلة عليه ...

تم نسخ الرابط