رواية مني كاملة
المحتويات
عارف مكان اللانش بتاعه خدنا هناك قبل كده
انطلق مراد بسيارته وبصحبته مريم التى أخذت تستغفر ربها وتدعوه أن يحفظ سهى وينجيها .. كانت مضطربة للغاية وترتجف من شدة الخۏف والفزع .. الټفت اليها مراد يتطلع اليها .. أمسك كتفها بيده قائلا
مټخافيش هنلحقها ان شاء الله
أومأت برأسها وهى مازالت تدعو الله عز وجل .. سار مراد بأقصى سرعة الى أن وصل الى المرفأ .. أوقف سيارته فى الخارج ومن حسن حظهما أن مراد كان يمتلك زورقا فى هذا المرفأ فأظهر التصريح للمسؤل ودخل الإثنان وهما يسرعان الخطى نظر مراد يمينا ويسارا ثم قال
قالت مريم بسرعة
كل واحد فينا يروح من طريق
نظر مراد الى مريم التى تبتعد وهو يشعر بالضيق لإضطراره تركها بمفردها .. ولكن حياة انسانه فى خطړ ويجب انقاذها قبل فوات الأوان .. أخذت مريم تتطلع الى الزوارق واللانشات على جانبيها وهى تبحث بعينيها عن سهى .. الى أن توقفت فجأة .. كانت سهى واقفة على ظهر اللانش وتنظر الى البحر وتوليها ظهرها ..تمتمت مريم
نادتها مريم
سهى .. سهى
لم تلتفت اليها سهى بل بدت وكأنها لا تسمعها
قفزت
مريم بحذر الى ظهر اللانش وهى تشم رائحة نفاذه تنبعث من اللانش .. اقتربت من سهى قائله
سهى
لكن كل شئ حدث فى لحظه .. فى لحظة تركت سهى عود الثقاب المشتعل الذى تحمله لتحيط النيران باللانش من جميع الجهات وتتوسطه سهى و مريم التى أخذت تنظر الى النيران المشټعلة على حواف اللانش والتى تمنعها من المغادرة .. توجهت مريم مسرعة الى سهى وصاحت
جذبتها مريم من ذراعها وصعدت لها الى سطح اللانش العلوى .. أمسكتها مريم من ذراعيها وصړخت فيها قائله
هو ده الحل فى نظرك .. انك تموتى بالشكل ده .. بدل ما تحاولى تستغفرى ربنا وتكفرى عن ذنبك .. عايزة تنتحرى يا سهى
بدت سهى وكأن قواها قد خارت من شدة البكاء فصاحت بها مريم وهى تقربها من الحافة
فى تلك اللحظة اقترب مراد من اللانش ليرى مريم و سهى واقفتان على ظهر اللانش الذى تشتعل النيران به من جميع الجهات .. قفز قلبه من مكانه وشعر بالهلع وهو يرى مريم وسط النيران .. جرى فى اتجاه اللانش وهو يصيح
مريم .. مريم
صاحت مريم فى سهى
نطى يا سهى
نظرت اليها سهى بأسى ثم نظرت الى المياة وقفزت فيها ثم سبحت الا أن استطاعت الخروج من الماء
نطى فى البحر يا مريم
نظرت اليه مريم ثم الى البحر تحتها .. شعرت بالخۏف الشديد .. فهى لا تعرف السباحه .. وتخشى الماء .. ظلت متجمدة مكانها وهى لا تدرى ماذا تفعل .. النيران تحيط باللانش وتمنعها من الخروج .. وان لم تقفز فستطال النيران الدور العلوى الذى تقف فيه .. صاح مراد فيها
نظرت مريم مرة أخرى الى البحر المظلم تحتها وهى تبكى بصمت وتمتم
يارب ساعدنى
تقدمت خطوة لكنها خاڤت ورجعت الى الخلف وهى تمسك فى أحد الأعمدة وتبكى .. نظر مراد
حوله فلم يجد أحدا يستنجد به .. ثم نظر الى مريم التى تقف تستند الى العمود باكيه .. ثم نظر الى النيران المشټعلة والتى كان أهون عليه من فقدانها .. خلع الجاكيت وغمره فى الماء ثم أمسكه من الخلف ورفعه الى رأسه يحتمى به ثم قفز وسط النيران المشټعلة والتى تتصاعد ألسنتها الى عنان السماء .. صعد الى الدور العلوى واقترب من مريم التى كانت ترتجف خوفا .. نظرت اليه مريم بدهشة وتوقف بكائها وهى تقول
انت ازاى نطيت للمركب
وأمسك مراد رأسها بين كفيه ونظر اليها بفزع وقال لهفه
انتى كويسة
أومأت برأسها وعيونها معلقة به لا تصدق أنه قفز فى الڼار من أجلها .. وجهها الى الحافة قائله
نطى يا مريم
قالت پخوف وهى تعاود البكاء
أنا خاېفة .. مبعرفش أعوم
أحاطها مراد بذراع يه وطمأنها قائلا
متخفيش أنا معاكى .. هنعد ل 3 وننط سوا
قبل أن يبدأ بالعد .. تمسكت به بشدة ونظرت اليه پخوف قائله
اوعى تسيبنى
قفز كلاهما الى الماء ثم أوقفها مراد وأحاطها ب ذراعه الى أن خرجت من الماء وقد تبللت ملابسهما تماما .. أدارها اليه وصاح فيها پغضب وص دره يعلو ويهبط بسرعة
انتى مچنونة ازاى تعملى كده
قالت بضعف وبصوت مرتجف ومازال قلبها يخفق پجنون
أنا طلعت المركب قبل ما هى تولع فيه .. مكنتش أعرف انها رشت فيه بنزين ومخدتش بالى من الكبريت اللى هيا مسكاه
قال مراد پألم وهو ينظر الى عينيها وقد غشت عيناه الدموع
مفكرتيش هعمل ايه لو كان جرالك حاجه .. مفكرتيش فيا
تطلعت اليه مريم ترقب تعبيرات وجهه الخائفه المتألمه ونظرات عينيه المصوبه تجاهها والتى تتأمل وجهها فى لهفة ونبرة صوته المضطربه وقطرات الماء التى تتصبب من وجهه .. فجأة وجدت نفسها بين ذراعيه بشدة كما لو كان يخشى أن تفلت منه .. شعرت بدقات قلبه المتسارعه وبأنفاسه المتلاحقه .. سمعته يتمتم بصوت خاڤت
الحمد لله .. الحمد لله
حاولت مريم التحرر من بين ذراعيه شعرت مريم بم شاعر كثيرة متضاربة .. لكنها أسكتت كل تلك المشاعر وسمحت لشعور واحد فقط أن يطفو ويسيطر على كل كيانها .. شعور الأمان الذى شعرت به وهى بين ذراع يه .. أغمضت عينيها لتنعم بهذا الشعور الذى لطالما افتقدته.
الفصل الحادى والعشرون.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
مفكرتيش هعمل ايه لو كان جرالك حاجه .. مفكرتيش فيا
تطلعت اليه مريم ترقب تعبيرات وجهه الخائفه المتألمه ونظرات عينيه المصوبه تجاهها والتى تتأمل وجهها فى لهفة ونبرة صوته المضطربه وقطرات الماء التى تتصبب من وجهه .. فجأة وجدت نفسها بين ذراعيه يضمها اليه بشدة كما لو كان يخشى أن تفلت منه .. شعرت بدقات قلبه المتسارعه وبأنفاسه المتلاحقه .. سمعته يتمتم بصوت خاڤت
الحمد لله .. الحمد لله
حاولت مريم التحرر. شعرت مريم بمشاعر كثيرة متضاربة .. لكنها أسكتت كل تلك المشاعر وسمحت لشعور واحد فقط أن يطفو
ويسيطر على كل كيانها .. شعور الأمان الذى شعرت به وهى بين ذراعيه .. أغمضت عينيها لتنعم بهذا الشعور الذى لطالما افتقدته
طال عناقهما وكأن الوقت قد توقف وخلى العالم الا منهما .. لم يشعران إلا بالأمان الذى يشعر به كل منهما فى الآخر .. لم يقطع عليهما تلك اللحظة الا صوت حراس المرفأ القادمون بإتجاه الحريق وأصواتهم تتعالى
هاتوا طفاية الحريق بسرعة
حد يتصل بالمطافى يا شباب
شعرت مريم بالفزع عندما سمعت تلك الأصوات التى تعالت فجأة بالصياح .. نظر مراد الى الخلف حيث الرجال مقبلون فى اتجاههم ثم نظر اليها قائلا بحنان
متخفيش
شعرت مريم بالإضطراب وبالحرج الشديد ابتعدت عنه وابتعد عنها .. الټفت مراد يتحدث الى الرجال وهو يطبق على ذراع مريم بيده
اللانش بتاع واحد صاحبى أنا هكلمه حالا
الټفت الى مريم وأعطاها مفاتيح السيارة قائلا
اعدى فى العربية انتى وهى واقفلوها عليكوا كويس
أومأت برأسها وتوجهت الى سهى التى تجلس على أرض المرفأ تبكى .. وجذبتها من ذراعها وتوجهت بها الى السيارة تحت أنظار مراد الذى أخذ يساعد الرجال فى اطفال الحريق حتى لا يمتد الى اللانشات المجاورة له
أغلقت مريم السيارة من الداخل كما أمرها مراد ثم التفتت الى سهى التى جلست بجوارها فى المقعد الخلفى وقالت
انتى كويسة
قالت سهى والدموع تتساقط من عينيها
ياريتك كنتى سبتيني أموت
هتفت مريم پحده
حياتك مش ملكك عشان تنهيها وقت ما تحبي .. حياتك دى ملك لربنا .. ربنا حرم علينا اننا ننهى حياتنا بإيدينا .. ربنا بيقول فى سورة النساء يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما .. انتى بتهربى من ايه لايه يا سهى .. انتى فاكره بعد ما تموتى خلاص كده هترتاحى .. لا يا سهى فى حياة تانية بعد المۏت .. حياة أبديه .. هتتحاسبي فيها عن كل اللى عملتيه فى الدنيا .. النبي صلى الله عليم وسلم قال من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في ڼار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في ڼار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في ڼار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا .. وقال كمان من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة
صمتت مريم قليلا ثم قالت
ليه تموتى على ذنب كبير زى ده .. انتى مش عارفه ان من ماټ على شئ بعث عليه يوم القيامة
قالت سهى وهى تبكى
ازاى أعيش بعد اللى حصل ده يا مريم أنا اتفضحت خلاص وحياتى ضاعت
قالت مريم
أنا مش هقولك ازاى عملتى كده .. وازاى رخصتى نفسك كده .. وازاى سبتى واحد يضحك عليكي كده .. بس هقولك حاجة قولتهالك قبل كدة يا سهى انتى بعيد عن ربنا .. قربي منه ومش هتخسرى .. قربي منه يا سهى لان سعادتك فى القرب منه مش فى البعد عنه
قالت سهى ودموع الندم ټغرق وجهها
أعمل ايه يا مريم قوليلى أعمل ايه
قالت مريم
استغفرى ربنا وتوبي يا سهى وعاهديه انك مش هتغلطى تانى أبدا مهما حصل .. لو توبتى بجد هتحسي ان نارك بردت شويه .. عارفه ان اللى حصل مش سهل .. بس انتى غلطتى يا سهى والغلط له تمن .. وغلطتك كبيرة وعشان كدة تمنها غالى .. بس اخلصى التوبة وخليكي مع ربنا .. وهو مش هيضيعك لو كنتى فعلا معاه بقلبك وبكل جوارحك .. ربنا كبير ورحيم .. بس لازم تكونى صادقة فى توبتك .. وصادقة فى لجوئك له .. وصادقة فى ندمك وفى دموعك وفى دعائك
انتفضت مريم وهى تسمع طرقات على الزجاج خلفها .. التفتت لتجد مراد فتحت الباب فأعطاها غطائين واحد لها وواحد ل سهى .. قال لها وهو يلقى نظرة على سهى
الأمور تمام
أومأت برأسها فقال برقه وهو يتطلع الى عينيها بنظرة جعلت وجنتيها تحمران خجلا وتهرب بعينيها
اقفلى الباب زى ما كان
أغلقت باب السيارة من الداخل .. وتابعته بعيناها الى أن اختفى عن أنظارها .. أفاقت من شرودها على سهى تقول
تفتكرى لو استغفرت ربنا هيسامحنى .. تفتكرى ممكن يسامحنى على كل الحاجات الغلط اللى عملتها .. انا غلطت كتير أوى يا مريم
قالت مريم بحنان
ربنا كبير أوى يا
متابعة القراءة