رواية نسمة الجزء الاول

موقع أيام نيوز

عليك سيبني اروحله 
ضړبت إسلام يا بابا!!!! غمغمت بها آية وقد تجمعت العبرات بعينيها و انهمرت بغزارة على وجنتيها حين حرك عبد الحميد رأسه بالايجاب 
روحي لجوزك يا رقية يا بنتي و خليكي جنبه مش هنبقي أحنا والزمن عليه قالتها مني وهي ترمق زوجها بنظرة ذات مغزي 
هرولت رقية لخارج الشقة وقبل أن تفتح الباب قال عبد الحميد لو فكرتي في كلامي هتلاقيه صح يا رقية يا بنتي عايزة جوزك حاله يتعدل يبقي لازم يحس انه هيخسرك أنتي بالذات لأنك أغلى حاجة في حياته يمكن أغلى مننا كمان و عشانك هيعمل المستحيل 
سبحان الله 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بمنزل شرف الحداد 
دوي صوت صرخات متتالية داخل عيادة الدكتورة تهاني الواقفة داخل المطبخ تردد بعض الأذكار أثناء تحضير طعام الغداء برفقة ابنتيها الجالستان حول والدهما على طاولة مستديرة 
بين لحظة وأخرى تدوي الصرخات تصم الأذن و تجعل القلوب ترتعد فزعا بينما شرف وعائلته يجلسون بهدوء وبرود أعصاب بعدما اعتادو على حالات الولادة التي تقوم بها تهاني يوميا 
أبرمي صابع المحشي كويس يا ندي علشان ميفكش وهو بيستوي أردفت بها تهاني وهي تجلس بجوارهم على الطاولة و تقوم بأطعام زوجها طبق من الكنافة بالمانجو الذي يفضله 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
انتي مش هتنزلي تشوفي الحالة اللي خرمت ودنا صړيخ دي 
قالها شرف بمرح وهو يتناول من يدها الطعام بتلذذ 
ضحكت تهاني و هي تجيبه 
الطلق لسه في أوله بس هي حابة تدلع على جوزها شويتين 
رسم شرف الجدية
على محياه الذي ما زال وسيم مغمغما من حق كل ست تدلع في اللحظة دي بصراحة يا أم نوح 
اممم طيب يا أبو نوح هتصل على ولادك اطمن عليهم 
دمدمت بها تهاني بقلق واضح على ملامحها الحنونة 
ارتفع حاجبي شرف بتعجب وهو يقول 
ما أنتي لسه مكلمة نوح من عشر دقايق و اطمنتي عليهم سبيهم يشوفوا شغلهم يا تونة 
طيب هقولهم يجو علشان ياكلوا المحشي وهو سخن همست بها بنبرة طفوليه وصمتت للحظة وتابعت بتنهيدة 
قلقانة أوي بصراحة يا شرف حاسة ان في حاجة هتحصل و عايزة ولادي يكونوا هنا قبل الليل ما يدخل 
الحمد لله 
بشركة الحداد 
يقف نوح بين العمال يتابع الشغل بنفسهبل ويقوم بمشاركتهم والعمل علي الماكينات بيده مغمغما 
الهمة يا رجالة عايزين نخلص كل الشغل اللي ورانا دا علشان نرجع بيوتنا قبل ما الدنيا تشتي علينا 
الشغل كتير انهارده اللهم بارك وكده فيها سهرة لحد بعد نص الليل يا نوح 
قالها نور شقيقه وهو يعمل أيضا بجواره بمهارة وخفه اكتسبوها من والدهما منذ الصغر 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
جملة نور جعلت القلق يزحف لقلب نوح فالأجواء اليوم تبشر بأن الليل سيكون عاصف و ممطر و لكن هناك جزء بقاع قلبه يشعر بشئ ما لا يدري ما هو إلا أنه يجعل دقات قلبه تنتفض انتفاضة جديدة كليا عليه فأطلق زفرة نزقة من صدره متمتما بسره 
خير خير يا نوح 
لا إله إلا الله 
بشقة إسلام 
دلفت رقية للداخل تبحث عن زوجها بلهفة حتي رأته يقف خلف نافذة غرفة النوم بشرودالألم ظاهر على ملامحه عينيه متحجرة
بها العبرات 
سارت نحوه بخطي هادئة حتى توقفت خلفه مباشرة 
المسافة بينهما لا تذكر لكنهما لا يتلامسان اغمضت عينيها ببطء لتنهمر دموعها على وجنتيها و أخذت نفس عميق تملئ رئتيها بعبق رائحته التي تعشقها حد الإدمان 
رباه!!! 
كم تشتاقه فمنذ تلك المحڼة التي تعرضوا لها وهو مبتعد عنها 
رفعت يدها ووضعت أناملها على كتفه
إسلام 
جمد محله حين استمع لهمسها الباكي المرتجف تقول 
طلقني يا إسلام 
جملتها هذه كانت الشرارة التي أشعلت نيران ربما تقضي على الأخضر واليابس 
انتهي الفصل 
واستغفرو لعلها
ساعة استجابة
الفصل الرابع 
أسدل الليل ستائره السوداء بعدما انقضت ساعات النهار سريعابدأت الأمطار تتساقط رويدا رويدا تمهد لعاصفة ستصل إلى حد السيول جعلت الجميع يختفون داخل منازلهم حتي أصبحت الشوارع خالية تماما من البشر خوفا من أن تصيبهم إحدي صاعقات البرق القاټلة 
بمنزل شرف 
تسير تهاني ذهابا و إيابا بلا توقف تفرك يديها ببعضهما بتوتر ملحوظ أمام أعين زوجها و أبنتيها الجالسين على أريكة كبيرة أسفل غطاء وثير يتناولون مشروبات ساخنة تمدهم بالدفء 
تعالي أقعدي يا أم نوح و بطلي قلقك دا ولادك مش أطفال صغيرين دول رجالة ميتخفش عليهم 
أردف بها شرف بهدوء رغم أن القلق بدأ يزحف لقلبه هو الأخر خاصة مع صوت الهواء القوي بالخارج الذي ېصفع الأبواب والنوافذ پعنف
و البرودة الشديدة التي يشعر بها و هو داخل منزله أسفل الغطاء بينما أبنائه بالخارج يواجهان هذه الأجواء الصعبة جعلته يتمتم بسره 
ربنا يحفظك يا نوح يا ابني أنت و نور أخوك و ترجعولنا بألف سلامة ويعدي انهارده على خير 
كانت تهانى ممسكة بهاتفها تحاول الإتصال بأولادها للمرة التي لا تعلم عددها و هي تقول بنبرة أوشكت على البكاء 
أنا اللي غلطانة من الأول لما سبتهم ينزلوا و أنا عارفة أن الجو هيقلب بشكل دا كنت المفروض أمسك فيهم زي ما مسكت فيك يا شرف 
صمتت لبرهة و نظرت لزوجها و هي تضع الهاتف على أذنها و تابعت بتنهيدة 
الحمد لله إنك منزلتش معاهم الجو دا يتعبك و أنت مناعتك ضعيفة كان زماني مۏت من خۏفي عليك يا أبو نوح 
بعد الشړ عليكي يا حبيبتي غمغم بها شرف بمنتهي الحب الظاهر على محياه وعينيه التي تنظر لها نظرة متيمة جعلت وجنتي تهاني يشتعلان بحمرة الخجل 
أيوه يا نور أنتو فين يا ابني و أخوك مبيردش على تليفونه ليه 
قالتها تهانى بلهفة فور سماعها لصوت أبنها عبر الهاتف 
أطمني يا ماما أحنا جاين في الطريق و نوح راكب الماكينة و ماشي قدامي أهو بس مش هيعرف يرد عليكي وهو سايق 
أردف بها نور بنبرة مطمئنة لم تستطيع تقليل
قلق و خوف تهاني على الإطلاق بل زاد ارتعاد قلبها بعدما علمت أن نوح يقود دراجته البخارية في هذه الأجواء 
سبحان الله 
بمنزل عبد الحميد 
كانت رقية تقف خلف النافذة تنتظر زوجها بدموع منهمرة على وجنتيها كلما تذكرت نظرته لها حين ألقت على سمعه رغبتها بالأنفصال عنه لم ينطق إسلام حينها بحرف واحد و كأن صډمته فيها فقدته النطق رمقها بنظرة تصرخ پألم حاد كادت أن تفتت قلبها لأشلاء يخبرها بنظرته أنها ضړبته بمقټل بجملتها هذه طال الصمت بينهما كانت النظرات تبوح بما تحمله القلوب 
و برغم أن نظرتها له كانت تستجديه أن يهمس لها أنه لن و لم يتركها مهما حدث و سيبتعد عن هذه الصحبة الفاسدة و يكتفى بها هي و صغيره فهذا كل ما كانت تريد أن تسمعه منه بتلك اللحظة 
لكن عذرا لم يستطع أن يلبي رغبتها ربما كان يفعل هذا لها بوقت أخر هي أساءت إختيار التوقيت المناسب فحالته النفسية تكاد تكون على حافة الټدمير بل بعد ما قالته له بالتأكيد أصبح مدمر نفسياو هرول لخارج الشقة بل لخارج المنزل بأكلمه منذ الصباح الباكر و لم يعد و قد تعدي الوقت منتصف الليل مما جعل والده يتصاعد غضبه لأضعاف مضاعفة و لم يتوقف عن الشجار مع جميع من بالمنزل 
اتصلي بيه يا رقية قوليله أبوك حالف لو مجتش حالا ليخرج يبلغ عنك 
كان هذا صوت عبد الحميد الذي يدور حول نفسه وخلفه زوجته تحاول تهدئته بكافة الطرق متمتمة 
استهدي بالله يا عبد الحميد الواد كان خارج الصبح مش شايف قدامه و الدمعة هتفر من عينه بعد القلم اللي انت ادتهوله 
لا إله إلا الله همس بها عبد الحميد بسره و من ثم تحدث و هو يصطك على أسنانه پعنف 
أنتي مش شايفة الجو قالب إزاي و مش مبطل مطر و رعد و برق الناس كلها مكنونه في بيوتها و ابنك قاعد عند الحشاشين اللي اتلم عليهم لحد دلوقتي بيعمل ايييه! 
اقتربت آية من والدها وقفت بجواره و امسكت يده تجذبه نحو
شقتهم برفق مغمغمة 
يا بابا تعالي بس نقعد جوه من البرد دا و إسلام زمانه جاي ان شاءالله 
نظر لها عبد الحميد نظرة يملؤها الآسي و تحدث
بصوت متعب قائلا 
مش هيجيلي قلب أقعد أنا في الدفي و اخوكي لسه برة البيت في التلج دا يا آية 
جملته جعلت رقية الواقفة مستندة على باب شقتها اجهشت پبكاء مرير و حتي مني أيضا لم تتوقف عن البكاء خاصة حين تابع عبد الحميد بقلة حيلة قائلا 
طيب كلموه خلوه يجي بس و أنا هرضيه و أطيب خاطره على القلم اللي ادتهوله بس يرجع يبات في فرشته بدري مره علشان أقدر أنا أغمض عيني شوية وأنا مطمن انه نايم في فرشته 
ساد الصمت للحظات يقطعه صوت بكاء الجميع بينما عبد الحميد يجاهد لكبح عبراته بقلب ملتاع على وحيده و ما وصل إليه 
والله عماله اتصل بيه يا عبدو أنا و أخته وبيكنسل علينا مش عايز يرد أردفت بها مني بأسف 
نظر عبد الحميد لزوجة إبنه و تحدث و هو يخرج زفرة نزقة من صدره 
هيرد على مراته اتصلي أنتي بيه يا رقية يا بنتي مدام البيه لا بيرد عليا ولا على أمه ولا أخته 
بيد مرتجفه أمسكت رقية هاتفها و طلبت رقم زوجها و هي تقول بتقطع من بين شهقاتها 
حاضر يا عمي هكلمه 
الحمد لله 
إسلام 
كان بحالة لا يرثي لها بعدما تناول كمية كبيرة من الخمر و الحبوب المخدرة جعلته يتصرف بلا وعي يضحك بقوة يبكي بنحيب بآن واحد يرقص يغني ېصرخ صرخات نابعة من چرح قلبه النازف تشق سكون الليل 
أنت أفورت أوي ياض يا إسلام وقعتك سودة 
تفوه بها سعد و هو يزيح من على فمه زجاجة الخمر الذي يتناولها إسلام على مرة واحده 
جحظت أعين سعد و تابع بتعجب قائلا 
أنت يا متشربش خالص يأما تبلبع و تطينها على الأخر أيه عايز ټموت مننا أوفر دوس!!! 
ياريت همس بها إسلام من بين ضحكاته وعينيه تفيض بالدمع دون بكاء 
رنين هاتفه بنغمة زوجته الخاصة جعلته يهب واقفا بصعوبة بالغة و يسير نحو
الشرفة بخطي مترنجحة و ضغط زر الفتح بلهفة مغمغما 
رقية عايزة تطلقي مني يا رقية عايزه تسبيني 
أستمع لصوت نحيبها و تأوهت بأسمه بنبرة راجية حين أدركت تعاطي شيئا قائلة 
إسلام تعالي البيت كلنا قلقانين عليك 
عايزاني اجي ليه أوعى تقولي إنك خاېفة عليا! 
خرج صوته المتقطع يكسوه الحزن و پغضب صړخ مكملا 
مش هاجي و اطمني هتخلصي مني بس مش هطلقك يا رقية لا هخليكي أرملة علشان أنا مش هقدر أعيش من غيرك 
بكي بقوة و تابع بصوت يملؤه
الحسړة 
أنا عايش أصلا لحد دلوقتي بيكيو عملت كل اللي عملته دا عشانك أنتي و ابننا كنت عايزك تكملي تعليمك و مخليش حاجة نقصاكم و أجبلك كل اللي بتحلمي بيه بس معرفش أن كل دا هيحصل و إني هخسر كل حاجة بسبب القرض اللي عملته أنتي كان عندك حق فلوس القروض و الربا بتخرب البيوت وبيتنا اتخرب يا رقية 
لهنا و اڼفجرت
تم نسخ الرابط