رواية امل الجزء الرابع

موقع أيام نيوز

كنت ناجص
تأثير المفاجأة الاولي مر به كالصاعقة الذي اهتزت لها جميع أعضاء جسده وحواسه قبل ان يستدرك اخيرا لحقيقة الوضع فضاقت عينيه بنظرة علمتها جيدا لترد معقبة بجراة
انا مش جاية اطلبك في ستر وانا ستري من عند ربنا عشان انا عفيفة وتوبي ابيض بس برضك مش هخبي عليك ممكن اصبر وهيجلي احسن فرص وانت متأكد منها دي بس انا عايزة اختصر واسرع في اجرب وجت عشان اجفل أي خشم يتجرأ عليا وفي النهاية الأمر ليك لو مجبلتش تمام .
افتر فاهه بابتسامة ساخرة ازعجتها ليرد بضحكات متقطعة
يعني عايزة تفهميني انك بتعملي اللي عليكي معايا خلاص راحت فرصتك مع حبيب الجلب فدلوك مش مهم البديل يكون زي ما يكون عارف او غيره كله واحد في نظرك.
انا مجولتش كدة.
انتي جولتي اللي أكتر من كدة.
رد مستنكرا نفيها ليستطرد بحدة
طب لو فرضنا اني جبلت بالعرض الكريم بتاعك تفتكري هجبل مرتي ان يبجي جلبها وعجلها مع حد تاني انا مينفعش معايا غير مرة كاملة.
ومن جال ان هجصر في حجك
قالتها لتردف موضحة
انا جبل ما اجيلك كنت عارفة ومقررة زين اللي ناوية عليه واهم حاجة عندي هو اللي جولت عليه دلوك ان اكون لك مرة كاملة دا حجك عليا .
طالعها بصمت وملامح مغلفة لا تظهر ما يدور برأسه فتابعت هي
اجدر ازيد في ضغطي على اخويا وساعتها هيجبل يجوزني اللي انا عايزاه بحج السنين اللي صبرتها ويحصل اللي يحصل بجى مدام أهم حاجة نفسي.
بس انا دلوك بجولك لاه يا عارف مش هعملها كرامة اخويا اهم عندي من أي حاجة انه يرفع راسه جدام التخين اغلى عندي من حياتي نفسها ها يا عارف جولت ايه
.... يتبع. 
الفصل الثاني والعشرون
خرج من مرحاض الطابق الأسفل يجفف بالمنشفة الصغيرة على خصلات شعره التي تخللتها المياه من منذ قليل حينما احنى رأسه اسفل الصنبور ليهدئ من ثورته من أجل أن يستفيق لنفسه كي ينفض عنه هذه الافكار الغبية ولكن كيف يستطيع ذلك
لقد اهتز وتبعثر كل كيانه لرؤيتها فقط بدون حجاب

جمالها الطبيعي عن قرب عيون الريم حينما ترمقه بالسهام التي قد ترديه قتيل هذه النظرة 
رائحتها التي ما زالت عالقة في انفه والأهم من كل ذلك وهو اصطدامها به حتى وهو قد تظاهر بالقوة امامها يدعي الأمر عادي ولكنه كان غير ذلك على الإطلاق.
نفض رأسه مرة أخرى ليطرق بقبضته على ذراع المقعد القريب منه هذا العبث لابد له ان ينتهي غباء تفكيره وعودته مرة أخرى لهذا الهذيان والاندفاع الأحمق لن يحدث لقد عرف رأيها عنه وعرف انها لن تنظر اليه وطيف الراحل زوجها تضعه حاجزا وحائط صد لكل من يبتغي القرب منها .
ثم ماله هو من الأساس بها رجل عرف حظه القليل من مباهج الدنيا والنساء رجل حكم عليه ان يضلل بجناحه على الجميع ولا يجد هو من يضلل عليه رجل يهابه الجميع ومع ذلك لم يجد التقدير من اقرب الناس اليه مع من كانت زوجته
وأم اولاده
إذن ماذا ينتظر لابد ان يجد حلا لمأساته لابد ان يبتعد!
غازي .
التف منتبها لصاحبة النداء والتي عرفها من صوتها لتزداد دهشته مع تفاجأه لقدومها من الخارج بعباءة الخروج السوداء 
انتي جاية منين امتى سيبتي سريرك وطلعتي
هتف سائلا بتبرة خشنة اختلطت بقلقله عليها والتي لم تجد من الردود او الكلام وقد عجز لسانها عن النطق في حضرته فلم تشعر بأقدامها وهي تركض بدون تفكير لتلق بنفسها بحضنه لتلف ذراعيها حول خصره وبصوت باكي
وحشتني يا غازي وحشتني يا واد ابوي هونت عليك هانت عليك روحك يا غازي
زفر يغمض عينيه ليكبت لوعته شقيقة روحه تسأله وكأنها لا تعلم او تريد تفسيرا لابتعاده عنها وهي التي شقت بجرحها جدار الطمأنينة المتبقي له من هذا العالم والوحيد الذي كان يستند عليه حينما تضيق به كل السبل ولا يجد راحته الا عندها..
على كد المعزة بيكون الچرح يا روح كان لازم تسألي نفسك انتي السؤال ده الأول لما خبيتي وسبتيني في حيرتي وۏجعي عليكي اضرب اخماس في اسداس عن سر عزوفك عن الجواز وانتي عندك الجواب ومدارية عليا.
نزعت نفسها عنه لتنظر اليه بوجهها الباكي تقول
مكانش ينفع يا غازي عمرك ما كنت ها تتبعني وتسبيني استني مكنش جلبك هيطاوعك على جناني.
واديكي نفذتي اللي في مخك وشوفتي النتيجة اجرب ناس ليكي طعنوا في شرفك. 
خرجت منه پألم كان يطل من عينيه رغم اشتعال لهجته الغاضبة ليستطرد
انا بحاوط بكل جهدي لكن عارف ومتأكد ان عمك مش جافل خشمه لا هو ولا الملعۏنة اللي كنت متجوزها حتى بعد ما خدت التلفونات منهم ومسحت كل الصور ومبجاش معاهم الحجة برضوا ما سكتوش بس طبعا الكلام بيلف يلف ويجي عند صاحبه ويوجف واخدة بالك منها المعلومة دي يا روح
اجابت عن سؤاله بقوة وثبات تحسد عليه
واخدة بالي وعارفة بطبيعة عمك وبته زبن جوي بس انا بجولك اها كل الكلام هينتهي والخشوم هتتجفل جريب جوي يعني ترفع راسك يا واد ابوي عمتك بيضا وعمر ما يمسها التراب.
ضاقت عينيه ليسألها بريبة
جصدك ايه وضحي يا روح.
كل حاجة هتتصلح يا واد ابوي انا بس عايزاك متزعلش مني او ع الأجل تسامحني على كل الضرر اللي حصلك بسببي سامحني يا غازي حن عليك.
زفرات متوالية دفع بها من فمه ثم انصاع بقلبه لها ليضم رأسها اليه يقبل أعلى شعرها مستجيبا لها بقوله
وهو في حد يجدر يزعل من روحه انا مجدرش استغني عن روحي وانتي روحي وبتي اللي مخلفتهاش يا روح.
زادت بضمھا اليه تردد بالبكاء
يا حبيبي يا غازي ربنا ما يحرمني منك ولا من وجودك جمبي وفي ضهري دايما 
ربت بحنان على ظهرها يخفف عنها حتى هدأت فخرج صوتها
عمك وواد عمك هيجوا يزرونا بكرة انا بلغت عارف بمواجفتي على طلبه. 
نزعها عنه فجأة ليحدجها بأعين ڼارية وقد وصله الان سبب خروجها في هذا الوقت من المساء
انتي اتجنيتي يا روح روحتي لواد عمك تعرضي عليه نفسك ليكون اترجتيه كمااان.
اترجى ليه هو

انا ناقصة ولا معيوبة
قالتها بقوة لتردف بشموخ ورأس مرفوع
انا روحت لعارف عشان هو دا الاختيار الصح في الوقت ده لازم الكل يشهد فرحي اللي هيسمع في الدنيا كلها عشان بعدها لو حد اتكلم في ضهري بنص كلمة تعرف تجيبه تحت رجلك من غير ما تضعف ولا يبجى عندك شك في براءتي
غازي الدهشان مينفعش ابدا يبجى في حياته نقطة ضعف حتى لو كانت اخته راسك هتفضل دايما مرفوعة يا واد ابوي .
ورغم حنقه من فعلتها وعدم استشارته قبل ان تتحرك وتنفذ هذا القرار الموجع لها الا انه لم يقوى على كبح ابتسامة الفخر 
امام هذه العزة والثقة التي تتحدث بها لا يملك المرء رفاهية الاعتراض فما باله وقد تحققت اخيرا امنيته بأن ترتبط بأقرب الأشخاص اليه ابن عمه عارف
انت متأكد من قرارك ده يا ولدي
سأله والده للمرة الثالثة او الرابعة لا يذكر ومع ذلك عاد اليه بتفس الإجابة دون تردد او اهتزاز
متأكد
يا بوي والله متأكد المهم انت تصدج بقى.
لم يخفي عنه والده هذه النظرة المتشككة ونية الاعتراض حتى لو لم ينطقها بلسانه ولكن الاخر كان واعيا الا يتركه في حيرته
ما تجلجش عليا يا حج يامن ولا تفتكر ان هحل موقف على حساب كرامتي .
التقط يامن الأخيرة ليردف معبرا عن ظنونه وهواجسه
امال ايه بس يا ولدي انت طول عمرك عايزها ودي مفيش حد في العيلة كلها ميعرفهاش بس يعني......
طبعا انا مش هتكلم ع الهبل اللي برطمت بيه بت سعيد وابوها كمان بس...... انت شوفت الصور بعنيك يا عارف اينعم هي مفيهاش اي شيء مخجل لا سمح الله لكن كان فيها الاهم فرحة لقا الاحب......
اكمل متابعا له
لقا الاحبة..... عارف يا بوي الحاجات دي انت مش محتاج تبينها جدامي دا شيء يستحيل يغفل عنه حد زيي .
طب ولزوموا ايه بجى بت عمك لا هتغلب ولا نصيبها هيوجف دي عرسانها ما بتبطلش مال وجمال وثقافة عاليه ولباقة يعني تشرف اي عيلة واي واحد يرغبها مهياش في حاجة ليك حتى مع الكلام اللي بيتجال .
زفر واضعا يديه في جيبي بنطاله يطالع الفراغ أمامه بصمت وكأنه شرد لبعض الوقت ثم ما لبث ان يعود إليه قائلا
على فكرة انا مجدر ظنك ده ومخاوفك اني اتجرح من تاني او اني مثلا اكون واخدها انتقم منها ما هي برضك بت اخوك وتعز عليك بس انا عايزك تطمن من الناحيتين لأني كبرت وهديت دلوك معدتش عارف بتاع زمان في العصبية او الڠضب.
انا دلوك عرفت الحجيجة وعرفت السبب اللي كان واجف حاجز ما بيتي وما بينها عشان متشوفنيش زين اللوعة في العشج علمتني الصبر يا ابوي.
يعني ايه برضوا مش فاهمك يا واد
تبسم متجاهلا الرد عن سؤاله ليستدير عنه متمتما
دي حاجة مينفعش فيها الشرح يا بوي اعمل حسابك بس انت بكرة
خرج من الغرفة التي يختلي بها والده من أجل العبادة ليتركه متطلعا في الفراغ للحظات حتى غمغم متسائلا بصوت واضح مع نفسه
يا ترى دماغك في ايه يا ولد ابو عارف
وفي مكان اخر
على أطراف الأرض الرطبة بجوار المصرف الزراعي 
جلسا الاثنان كعادتهما كل مساء في هذه البقعة الزراعية الخالية من البشر في هذا الوقت 
ېدخنان سجائرهما الممنوعة وأحاديث لا تنتهي من الشابان نظرا للصداقة القوية التي تجمعها بالإضافة لقرب الافكار بينهما
هيشلني يا حافظ عامل فيها عم الجمور وبيبلس اللي ع الحبل وكل دا ليه عشان يرجع المحروسة القديمة من تاني لا وماشي كدة مع نفسه وفاكر ان احنا اغبيا ومش فاهمينه
علق الاخر بضحكات متقطعة متحشرجة
يعني عايش فيها في دور الناصح عليكم مش هين ابوك يا مالك رغم ان لما تشوفه ميبانش عليه خالص.
لم يستجب لمزاحه بل بادله بنظرة قاتمة يردف 
يا حافظ افهمني انا مش هاممنني ان كان يبان عليه ولا ميبانش انا دمي بيغلي عشان مش لاجى نتيجة وكل يوم يثبتلي انه ندل وممكن يبيعنا في أي وجت .
قال حافظ بخبث لم يخفيه.
بصراحة لو ابويا اروح فيه اللمان ما هو

مش بعد التعب والمرار دا كله تطلع كمان من المولد بلا حمص وياجي هو وياخد ع الجاهز دا ايه الحظ دا يا عم
زادت ملامحه اظلاما مع الظلام المحيط بهم ليردد بحريق يسري بداخله
ومين جالك اني هسكت ولا استنى لحد ما يعرف يميل راس المرة الوحدانية من تاني
طب يا عم ما تصبر شوية مش بمكن لو عرف يميل راس مرة ابوك يطولكم من الحب جانب يا عم مالك.
زجره پعنف رافضا عرضه
يعني نستني لحد
تم نسخ الرابط