رواية مميزة الفصول من 5-8
المحتويات
الحاله وابتسامتها الخفيفه الحالمه علي وجهها واتجه بها الى مشفي صديقه وقلبه ينهشه على حبيبته فهي كانت تبدو في حاله غير طبيعيه.. ودخل حاملا اياها وهيا متدليه بين يديه فاتحه عينيها.. وبدا الطبيب يكشف عليها ليعرف ماذا بها ويحاول ان يفيقها ولكن بلا جدوي فحياه لم تعد حياه.. فهي تركت الحياه في هذه الدنيا فهي قد انفصلت عن الواقع تماما ولم تعد تحس او تعي اي شيء. كل ما كانت تراه هو جدتها وابتسامتها وكان كل ما يصدر عنها كل حين واخر ابتسامه خفيفه على وجهها ولا يصدر عنها اي تعبير اخر..
هنا خرج الطبيب الى سليم الذي كان القلق ينهش قلبه وقال له الحاله تعرضت لصدمه شديده افقدتها وعيها واصبحت منفصله عن العالم مكونه لنفسها عالم اخر لا نعرف متى ستعود منه.. تعرضت لكم من الالم الذي لم تحتمله والصدمه اثرت عليها.. فكر عقلها لا اراديا ان ينفصل عن هذا العالم لان الالم لم يتحمله الجسم ولا نعلم متى تستطيع ان تعود الى ذلك العالم مره اخرى.
قال له صديقه انا مش عيل صغير انا دكتور كبير و اظن انت عارف انا مين. المدام اتعرضت لصدمه شديده لم يتحملها الجسم افقدتها القدره على التعايش فالالم كان لا يحتمل فانفصلت بنفسها عن هذا الواقع لتدخل في عالم بالنسبه لها يسعدها ولكننا لا نعرف ما هو.. هناك الكثير من هذه الحالات ونحن لا نعلم متى ستعود وكيف ستعود كل ما علينا ان نحاول ان نكون بجانبها وان يكون بجانبها من يحبونها حتي يكون عندها هدف للرجوع للحياه..
ولا تتحمل ثمن فعلتها ام انها لم تفعل شئا كان سيجن.. فههي ارادت المال وهو اعطاها المال بزياده فما الذي حدث.. كان يدور حول نفسه كالمعتوه..
وهنا اتي اليه حازم ليري صديقه في حاله غريبه يرثى لها. مصعوقا من منظره.. كانت عيناه حمراء مشعث الشعر وحالته شاحبه الوجه اقترب منه قائلا.. فيك ايه مالك ايه اللي حصل انت هنا ليه وفين حياه.
فنظر اليه حازم صارخا في وجهه انت بتقول ايه حياه ماټت..
فرفع سليم راسه ولم يعد يتحمل اكثر من ذلك واجش في البكاء.. حياه جوه شبه مېته لا هي عايشه ولا هي صاحيه عايشه في الدنيا اللي هي اخترتها..
فهزه حازم وقال له فيه ايه انطق قل لي عملت فيها ايه ايه اللي حصل ما تتكلم يا اخي..
وهنا بدا سليم يقص عليه كل شيء منذ ان بخت تلك الافعى سمومها اليه مرورا بما فعله بها حتى ما حدث لها في النهايه..
ظل حازم ينظر اليه بعض الوقت وهو غير مصدق البشاعه التي فعلها بها صديقه.. فقال له..انت عملت كده كان مذهولا انت يا سليم .. مين دول اصلا اللي كانوا بيتكلموا.. وعرفت منين ان هم اصحابها.. وعرفت منين ان هم عارفين عنكم كل حاجه واتاكدت ازاي انها تعرف عاصم . انت طول الوقت عمال تحكي لي عن الملاك هو في ملاك بيقعد يمثل الفتره دي كلها.. انت تاكدت من اللي حصل.. طب ما قلتلهاش ليه وصارحتها.. واجهها حتى يا اخي لو كانت كده كنت سيبها وارميها كنت روح واجه ابوك. . حد يعمل في حد كده.. لا انت مش سليم اخويا وصاحبي مفيش بني ادم يعمل كده.. .
رفع سليم عينيه وهو يبكي من كلام صديقه.. دانا اموت ساعتها.. كان صديقه يتكلم معه وكل ما اتكلم كان قلبه يتمزع على فعلته البشعه.. والذل الذي اذله لها كان لايفعل فعلته الا المچرمون.. لو كانت صادقه كما يقول حازم فكيف سيعيش.. كيف كسر قلبها كيف فعل ذلك...
وهنا اقترب منه حازم وقال له انت لازم تفوق لنفسك وتتاكد من الكلام اللي انت بتقوله ده مش اي احد يجي يقلك كلمتين تقوم مصدقهم انا مش قادر اصدق مش سليم الحديدي اللي اي حد يقدر بالسهوله دي يضحك عليه و يخليه يصدق اي كلام والسلام.. روح يا سليم وتحقق بنفسك وشوف فعلا الغلبانه اللي جوه دي يا ترى هي وحشه ومتأجره زي ما انت بتقول ودا اشك فيه.. ولا هي الملاك اللي ما قدرش يستحمل اللي حصل لها فانفصلت عن الدنيا ديت برغبتها.. لانها مقدرتش تستحمل الالم اللي انت عملته فيها..
ظل سليم محنيا للراس لا يعرف ماذا يقول ولا يعرف ماذا يفعل. فقرر ان يدخل على حبيبته ليراها.. ليعرف ما هي الحاله التي وصلت اليها دخل سليم ليجد زوجته حبيبه و روح قلبه.. تجلس بهدوء تنظر الى الفراغ.. لا يوجد عليها اي تعبير تركز عينيها في مكان واحد وكل حين ياتي على وجهها شبه ابتسامه ثم تعود مره اخرى الى ما كانت عليه من الجمود وعدم الوعي.. كان قد تذكر انها كانت تنادي جدتها اعتقد انها الان مع جدتها وتبتسم لها.. فاحس بالۏجع في قلبه شديد. كانت لا حول لها ولا قوه واقترب منها ومسد علي شعرها وناداها ولكن لم تستجب له.. ثم اخويا وحبيبي ولازم تبقى قوي عشان اللي هي فيه مش سهل. انت اه سمعت كلام يوجعك بس كان لازم تتحقق منه باي طريقه انت لازم تتحقق من الكلام ده يا سليم شوف البنتين دول مين وهاتهم انت تعرف كويس تقدر تخليهم يقولوا هي فعلا الۏحش اللي انت عملت فيه كده والا لا.. حتى لو كانت وحش يا سليم ما حدش ابدا يستحق اللي ان يتعمل في كده.. ده ذبح بالبطيء.. اتمنى يا صاحبي انك تعرف توصل للحقيقه لانك بالشكل ده هتتجنن.. انا بصراحه شاكك في الكلام اللي اتقال وخصوصا انت شايف حالتها لا حول لها ولا قوه... وكمان هنا مش لازم تعرف حاجه مش هتسكت قلها اي حاجه وقعت اتخبطت لانها مش هتسيبك وانت مش ناقص وكمان عشان تساعدك في حالتها.. اوعي يا
سليم تنطق بالنصيبه اللي عملتها..
هنا خرج سليم من المشفى بسرعه والدموع تسيل من عيينيه وركب عربته . ايعقل ان تكون بريئه..
متابعة القراءة