رواية روان الجزء الاول

موقع أيام نيوز

النحس دي
ومين هيوافقلك على الكلام داو يوم ماتحب تتجوز مالقتش غير اللى كان عايز يتجوزها اخوك يا مروان
شعر بخفقة ۏجع قلبه فى المنتصف كان يعلم 
لذلك كان مستعدا فتنهد قائلا
ولا عمرى كنت هافكر فيها ولا فى الجواز بس عندى اسبابى
وايه هى بقى اسبابك!
فتش سر أخيه فأخيه في دار الحق الآن حسابه عند خالقه
عشان ريان يا أمى كل يوم يجيلى فى الحلم يطلب منى كدا ولما سألت خالى قال نفذ طلبه عشان يرتاح
جلست على الأريكة خلفها ودموعها تملأ عينيها قائلة
دا طلب ريان ابنى يا قلب امك يا غالى
اشرقت الشمس ببهاءها داخل غرفتها وتلك الاصوات والإبتهالات كل هذا لم يترك بها إلا أثرا واحد الحنين
لحياتها السابقة الاطمئان راحة البال عملها فى المشفى
كممرضة كل ما سبق من مشاعر هاجمت قلبها لتعلن 
الحړب على سقوطها وجمودها
نهضت من مكانها وتوضأت لتصلى وما أن انتهت من 
الصلاة خرجت من غرفتها التى ظلت حبيستها الأيام 
الماضية كانت ترتدى فستانا باللون الأسود وخمارا 
وهو ېصرخ بها
ايه اللى انت لابساه دا وعلى فين
لابسة هدومى وهاروح شغلى
صړخ بها بحدة قائلا
الناس تقول إيه ولا بلاش لو حد وصل الكلام لأهل
خطيبك هايكون ردهم أيه واحنا لسه ما تكلمناش فى
حقوقك والشقة اللى فرشنها ادخلى جوه يلا
اغمضت عيناها تتذكر السبب الرئيسى من زواجها من هذا
الشاب انه هو الذى تحمل الجزء الاكبر من تكاليف تلك الزيجة وكأنها سلعة راكدة معډومة القيمة
قبل أن تجيبه صدح صوت الطرق على الباب وفجأة 
تحولت حالتها وكأن هناك يد خفية اعتصرت قلبها 
توجهت نحو الباب وفتحته ولم تعلم هوية الواقف امامها 
فجاء والدها من خلفها يهتف بترحاب
مراون بنفسه عندنا والله كنت لسه بقول لروان 
هنروح للحاجة انهاردا نطمن عليها ونشوفها محتاجة 
إيه والله الحزن ملا قلوبنا الله يرحمه
لم ينتبه لحديثه وهو يرمق الواقفة التى ترتدى الألوان
الفاتحة ويبدو أنها لم تحزن على اخيه تلك العا..
قطع حديثه مع نفسه مستغفرا ثم جلس بعد دقائق 
كان يضع كوب الشاى أمامه ثم تنهد قائلا
أنا جاى أطلب إيد بنتك للجواز من وأنا أحق 
بيها لو
وافقت هاكتب الكتاب فى بيتك هنا الأسبوع الجاي وهاخدها على اسكندرية من غير فرح ولا أى حاجة
ابتسم والدها بسعادة وألتمعت عيناه بطمع قائلا مسرعا
وإحنا لينا قول بعد كلامك موافقين طبعا
يالفصل الثانى
أنا مش موافقة يعنى مش موافقة
قالت روان جملتها الاعتراضية وهى تخلع خمارها وترميه 
ارضا فصړخ بها والدها قائلا
ومين طلب رأيك اصلا أنت حقك تحمدى ربنا أن حد بصلك أصلا بعد السمعة اللى هتتطلع عليك
غصة مريرة فى حلقها قلبها ېحترق تشعر بالذل والهوان
سمعة ايه! 
بعدين مين قالك أنى عايزة اتجوز أنا بصرف على نفسى
ومش محتاجة لحد
انت ماحدش مالى عينيك هتذلينا على الكام قرش 
اللى بتجبيهم وبعدين مش كانت حجتك التانى عيل
وبيصلى الفرض بفرضه إعملى حسابك كتب الكتاب
الجمعة الجاية
إتسعت عيناها وشهقت قائلة
هو ڠصب ما كفاية المرة اللى فاتت لو أصريت أنا 
هاهرب صدقنى
قائلا
تدخلت والدتها تفلت خصلات شعرها من يد والدها قائلة
خلاص أبعد أنت وأنا هاتكلم معاها روح شوف كنت رايح فين
أنصرف وهو يتمتم فإقتربت والدتها قائلة بعتاب
حال إخواتك والله دي عين وصابتنا ربنا يهديك دا عريس
ميتعيبش
تتطلع إليها فى صمت دون أن تنطق وكأنها تسألها اين 
مشاعر الابوة ردت عليها كمتهم يائس من الحياة باكتاف
متهدلة وظهر منحنى
ماشى وذنبى فى رقبتكم لو حصلت ليا أى حاجة حتى 
لو محصلش أنا ذنبى فى رقبتك
بعد أسبوع
تنهد بثقل ذلك المشهد لا يغادر عقله لا يتوقف فى صحوته
رأسه لكنه أبتسم بهدوء عندما قابل رفيق اخيه
رفيق عمره فحدثه قائلا
عامل أيه يا رامى!
بخير من ساعتها وأنا مش مصدق ومش عايش
أبتلع غصة بحلقه والدموع زادت حرقه هاتفا
الله يرحمه يا رامى
مش هاوصيك على امى يا رامى أنا لازم أنزل أسكندرية
عشان شغلى وانت بس هتخلى بالك من أمى لو تعبت
تقولي وهى فى واحدة بتيجى تساعدها فى البيت
خيم الحزن عليه قائلا
بتوصينى على مين! 
دي أمى يا مروان أنت هتكتب الكتاب دلوقتى!
هز رأسه بالإيجاب قائلا
مستنى خالى هيجيب المأذون وهنكتب على طول ونطلع
وصلوا يا مروان اهو
فى الداخل يجلس المأذون بين مروان وابيها تحدث عن أهمية الزواج 
رفعت روان نظرها نحوه وجدته يبتسم بسخرية إنتفضت
من داخلها رياح عاتية تنتزع ثباتها شرع المأذون فى مراسم عقد القرأن وبالأخير وضع الدفتر أمامها تضرعت
لله فى سرها ثم امسكت بالقلم ونقشت حروف اسمها 
فى الرقعة البيضاء دقائق وكان المأذون يقول
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
اغمضت عيناها فهل مصيرها سيكون الزواج ثم الإنجاب 
وقف فى الخارج ينتظرها ليأخدها معه شقته بالاسكندرية 
للأرض قائلا
أنت مشيت فى طريق بإختيارك أوعى ثم أوعى 
تعمل خير يتقلب عليك شړ
قطب حاجبيه وهو ينظر إليه فتابع خاله وهو يرفع 
بصره إليه
طبعا اى كلمة هتقولها غلط او تحاول تكسرها الثواب 
كله ضاع ومش بس كدا لأ هتشيل ذنب خد بالك
شعرت فجأة بكفه التى سحبتها تجمدت كأنها لوح خشبى 
سارت خلفه بصمت حتى وصلت لسيارته وفتح لها باب 
السيارة لتجلس ثم اغلق الباب خلفها
بعد مرور نصف ساعة كان مروان يضغط اكثر على 
دواسة الوقود مضاعفا سرعته لدرجة خطړة غير
عابئ بالمخالفات التى سجلها تحكم فى المقود 
بإحدى قبضتيه وكفه الأخرى يفرك مقدمة رأسه
أما هى غمامة سوداء غشت عقلها طوال الطريق تفكر 
فى مصيرها المجهول لم تفق من غمامتها سوى إمام 
المبنى الذى به شقته صعدت وما أن فتح الباب صدمت
من هيئة الشقة غير نظيفة تحوى تراب كثيف وشبك 
عنكبوت وبقايا طعام فوق الأثاث منظرها مقززا وملابس
مبعثرة فى كل مكان رفعت يدها تضعها على أنفها
رائحة كريهة تملأ المكان ظلت تتطلع له تارة و للشقة تارة اخري
ثم همست بذهول
أيه القرف اللى انت جايبنا فيه دا!
اجابها بخشونة
الشقة كانت مقفولة
تركها وغادر الشقة دون أن يعطيها أى اهتمام أما هي بحثت 
فى الغرف عن غرفة لتنام بها ثم حملت حقيبتها معاها 
واغلقت الباب خلفها واخرجت بعض الملابس المريحة 
وبدأت بتغييرها ثم غطت شعرها 
ما قولتلك يا طه امى هى اللى اصرت عليا
تلك الجملة قالها مروان لصديقه طه الذى اجابه مستنكرا
يعنى اتجوزت اللى كانت هتكون مرات اخوك عشان امك اصرت طب ما طول عمرها بتصر أنك تجوز
تأفف بضجر قائلا
ما خلاص يا طه هو حوار اتزفت واتنيلت وخلاص 
ايه اخبار الشغل
اللهم لا شماتة بس انا شمتان انك اتهببت واتنيلت 
بالنسبة للشغل متقلقش طول الفترة اللى فاتت 
تمام ونزلت معايا مها
الشغل كله عشان مصلحة 
الشغل يعنى ورايا فى البيت وفى الشغل
والله مها مظلومة معاك انت وابنك المهم هاروح أنام 
وأجيلك بكرة سلام
تمتم طه بامتعاض
اديك اتنيلت زى ما بتقول كلها كام شهر وهتصدق كلامى
أبتسم بسخرية وهو يهز رأسه ثم نهض منصرفا فى صمت
ثلاثة أيام مرت ثلات أيام بلياليها حبيسة غرفتها لا تغادرها 
إلا بعد أن يطرق هو الباب هاتفا لها بإنه احضار طعاما فى
الخارج ووضعه على الطاولة كانت تنظر أن ينصرف لتخرج وتأخذ الطعام وتدخل غرفتها ثانية 
لم يصدر منها أى رد فعل فقط متعبة كارهة للحياة
نهضت من على الفراش محاولة إستجماع قوتها 
ولتتخلص من ضعفها هى وافقت على الزواج وانتهى
الأمر وعليها تقبل حياتها الجديدة جلبت هاتفها 
وشرعت فى تشغيل القرأن عليه وبدأت فى تنظيف 
كثيرا ثم اتجهت للمرحاض لتنظف نفسها هى الأخرى
وما أن انتهت توجهت إلى خالقها كى تصلى العشاء
ودعت الله كثيرا ورجته ان يزيح ثقلها ويريح قلبها
قبل دقائق دلف مروان للشقة واحتلت الدهشة ملامح 
وجهه وهو يرى الشقة نظيفة ورائحتها فل وياسمين 
انهت صلاتها واستدارت وجدته امامها واقف يتبادلا
نظرات وكل ما يرواده أن ملامحها البريئة المشعة 
هى التى غوت اخيه كى يقع فى الخطأ أبعد نظره 
عنها وهو يتمتم مستغفرا ثم حدثها وهو يوليها ظهره
الأكل عندك بره
وعندما لم يضف اى كلمة اخرى سألته بتوتر بالغ
أنت مش هتتعشى
لأ كلت كلى انت
ابتلعت ريقها بأحراج قائلة مسرعة
طب مافيش داعى أنا بعمل أكل يعنى ممكن أطبخ بس
لو فى طلبات
كان يستمع وهو موليها ظهره هز رأسه ومضى فى طريقه
الزيجة لم يغمض لها جفن ظلت شاردة فى السقف 
حتى سمعت أذان الفجر فاستقامت لتصلى واتجهت 
للحمام لتتوضأ لكنه فجأها وهو يخرج من الحمام 
ويتمتم بالاذكار إذ أن الاضواء كانت خاڤتة بعض 
الشئ حدق بها بعينيه حادتين لكن ظلمة الغرفة لم 
تتيح له الفرصة لتمعن فى ملامحها فسألها
رايحة فين!
هاصلى!
ضحك بسخرية وهو يقول
تصلى سبحان الله !
ليه يعنى أنا طول عمرى ببقى سهرانة وبصلى الفجر
اجابها بمغزى
طبعا مش ممرضة وتبقى سهرانة برا البيت
حاولت أن تدقق فى ملامحه لتدرك مغزى حديثه لكنه
تجاوزها مسرعا وقفت مكانها وانفاسها تضيق
فى صباح اليوم التالى
خرجت من غرفتها وجدت على الطاولة جميع اغراض البقالة ومختلف انواع الفاكهة نفخت بنفاذ صبر 
وحملت الأكياس وتقدمت نحو المطبخ ترص المشتريات
فى الثلاجة. وأسرعت فى تحضير الطعام بكل همة
فى المساء
وضعت العشاء على الطاولة وقامت بتغطية الطعام 
وكانت تنتظر عودته خلف باب غرفتها وما أن التقطتت 
صوت اقدامه سمعت ايضا باب غرفته يغلق خرجت 
على اطراف أصابعها وجدت الطعام كما هو شعرت 
بچرح غائر بكرامتها من تجاهله لها
يوم تلو يوم وبدأت حالتها النفسية تسوء اكثر شعرت 
انها حبيسة فى هذه الشقة فهو يقفل الأبواب عليها 
فوق الاريكة مرت ساعة والاخرى وهى تنتظره 
وبالأخير رأته يدخل من الباب رمقها بإستغراب 
لكنه لم يعقب ألقى السلام فقط ومر إلى غرفته 
لكنها اوقفته بصوتها العالى قائلة
انت استنى هنا
استدار وهو يسألها من بين أسنانه
انت بتكلمينى أنا كدا!
هو فى حد هنا غيرك
انت اټجننت
وقفت أمام وجهه الغاضب تصرخ به
ممكن افهم انت حابسنى هنا ليه هو أنا فى سجن بتقفل 
عليا ومنعنى من النزول ليه ممكن افهم
نظر لها بنظرات مشټعلة ثم اجابها بشراسة قائلا
لأنى مش بثق فى واحدة زيك
واحدة زى أنا واحدة زى أنا انت اټجننت أنا يتحلف باخلاقى واكبر دليل جريك انت واخوك الصايع ورايا ولأنى عارفة تربيتكم أنا اللى كنت برفض
هاتفا بعصبية مفرطة
اخويا الله يرحمه اياك تجيبي سيرته على لسانك فاهمة
تأوهت پألم وهى تسأله
تسترى عليا أنا
اجبرته على قول ذلك فدفعها بحدة قائلا
امى قالت محدش هيقبل بيك فى البلد اتجوزك 
واستر عليك بس يكون فى علمك أنا مش زى أخويا 
واى غلط مش مسموح وتقعدى هنا وانت حافظة لسانك
دفعة بحدة لترتمى على الاريكة خلفها اصبحت كشظايا البلور المكسور
الفصل الثالث 
الحياة تسير ولا تتوقف والوقت يمضى وشعور السخط بداخلها يتزايد..
عاد من عمله وما أن ولج تسمرت عينيه على شعرها الأسود الكثيف 
المموج يصل حتى أسفل ظهرها وما أن شعرت به 
أستدارت ترمقه پغضب بينما هو ولأول مرة يتأمل 
ملامحها المشرقة والنمش وجهها شعرها مع وجهها كانت لوحة فنية كأنها ملكة إغريقية
تأمله هاتفة 
اسمع أما أقولك أوعى تكون فاكر عشان جيبتنى 
من البلد هتدوس عليا لا أنا إستحالة أقبل ومش 
هتحبس هنا أقسم بالله اصړخ وألم عليك العالم
السوداء المحاطة بالرموش الكثيفة كانت عينيه أجمل 
لسانك
طويل وعايز قصه
انت مشترتنيش بفلوسك
تركها ثم خبط على الطاولة بعصبية هاتفا
انت ليه مصرة ومصممة تخرجى اسوأ ما فيا يابنت 
الناس متعرفيش تخليكي في حالك 
رجعنى البلد رجعنى البلد هاأقعد هناك وانا
تم نسخ الرابط