رواية هوست بها الفصول من 1-5

موقع أيام نيوز


قله 
أنا عاوز اشوفه ظروري كثير.....
نفخ الحارس بضيق و هو لا يدري ماذا يفعل 
قبل أن يقول لها يا آنسة إفهمي... اللي بتتكلمي 
عليه داه سيف باشا عز الدين صاحب المكان 
داه كله يعني لو عاوزة تقابليه لازم تاخذي معاد
مش قبل اسبوع او عشرة أيام...صدقيني 
مستحيل تقابليه النهاردة... دي التعليمات....
سيلين برجاء طب إنت خليني ادخل و انا 
حتصرف جوا....
نظر الحارس لزميله الذي كان يستمع لحديثهما
ليأتيه متسائلا مالها الخوجاية دي... عاوزة إيه
الحارس الأول عاوزة تقابل سيف باشا.... و شكلها جاية من المطار على هنا على طول...

الحارس الثاني و هو يتأملها تكونش واحدة من الخواجات اللي يعرفهم الباشا بس دي شكلها صغير.. 
اوي...
نهره الحارس الأول قائلا سيف بيه مش بتاع 
الكلام داه...و بعدين إحنا ملناش دعوة انا كلمتهم 
فوق و هما قالولي إنه مش فاضي....
فرك الحارس الثاني لحيته بتفكير قائلا و هو مازال يتفحص ملامحها الجميلة باعجاب بس دي 
جاية بشنطتها و حرام تتبهدل... إحنا نكلم كلاوس 
رئيس حرس سيف و هو حيتصرف....
الحارس الاول بعدم إهتمام و هو يعود لمكانه إنت اللي تكلمه انا مليش دعوة... .
اومأ له و هو يبتسم لسيلين التي كانت 
تنظر نحوهما على أمل أن يسمحا لها بالدخول 
ليقول لها متقلقيش يا قمر انا حساعدك.
بادلته إبتسامة بريئة و هو تقول حضرتك 
انا إسمي سيلين سامي مش قمر.....
قهقه الحارس و هو يخرج هاتفه ليطلب 
كلاوس قائلا اهلا يا باشا..في واحدة خواجاية 
عاوزة تقابل سيف بيه شكلها صغير اوي و .....
لم يكمل كلامه حتى اقفل كلاوس الهاتف في وجهه 
لم يتعجب الحارس فهذا طبع كلاوس الروسي 
كما يسمونه... جاف و قليل الكلام لكنه ذكي جدا 
و ماهر في عمله مما جعل سيف يعتمد عليه 
كثيرا...رغم أنه مصري الأصل إلا أن والدته 
روسية....
تحدث الحارس وهو يعيد هاتفه إلى جيبه 
قائلا إستني هنا.. كلاوس باشا حييجي
و هو حيقرر إذا كان سيف باشا فاضي و تنفع 
تقابليه او لا...
سيلين في نفسها يا إلهي ما كل هذا التعقيد 
و كأنني سأقابل رئيس مصر...انا متعبة جدا 
و جائعة اوف.... و اريد النوم....
المرعبة لتنكمش سيلين بتوتر و تبتلع ريقها 
پخوف عندما سمعته يقول لها إتفضلي
ورايا....
تبعته بسرعة محاولة مجاراة خطواته الواسعة 
لتمر بجانب الحارس لتبتسم له بامتنان..ثم اكملت 
طريقها....
دخلت إلى الداخل لتنظر أمامها بانبهار 
من شكل المبنى الفخم من الداخل....و 
الموظفون الذين كانوا يعملون دون

توقف 
و كأنهم آلات....
امسك أحد الحارسين حقيبتها ليمررها 
بجهاز ما مثل الذي رأته منذ ساعات في المطار
ثم وضعه في أحد الأركان بينما أشار لها كلاوس 
باتباعه....
صعدا المصعد ليضغط كلاوس بعض أزراره ليرتفع 
بهما نحو طابق معين....
نظرت سيلين حولها بتوتر و ذعر من الإجراءات 
الأمنية المشددة حيث لاحظت إنتشار القاردز في كل مكان في الشركة و قد ميزتهم من خلال ملابسهم المتشابهة و نظارات السوداء التي يرتدونها بالإضافة إلى السماعات البيضاء في آذانهم.... 
و قد قامت إحدى الموظفات بتفتيشها و قامت أخرى بالتدقيق من هويتها و جواز سفرها و هو لا ينفكون يلتهمونها بنظراتهم المتسائلة عن من تكون هذه الجميلة الصغيرة..
وصلت اخيرا أمام مكتب السكرتارية الذي 
يضم مجموعة من الفتيات اللواتي يعملن 
بجهد كل واحدة أمامها حاسوب تدقق النظر 
فيه....
وقف كلاوس أمام إحدى الفتيات قائلا بصوت 
غليظ حاد الباشا فاضي.
هزت الفتاة رأسها و هي تعدل من نظارتها
قائلة بعملية حاليا هو فاضي بس عنده 
إجتماع كمان تسع دقائق بالضبط.... .
عقدت حاجبيها و إتسعت عيناها بذهول عندما 
لمحت للتو سيلين وراءه لتسأله مين الباربي دي...
تجاهلها كلاوس كعادته و هو يلتفت نحو 
سيلين لتتبعه ناديا السكرتيرة بصوت 
منخفض قائلة غلس و بارد.. و مين المزة 
اللي معاه انا اول مرة اشوفها...
طرق كلاوس الباب ثم دخل بمفرده 
ليجد سيف منكبا على أوراقه كعادته....رفع 
رأيه لثوان دون أن يتحدث....
وقف كلاوس مطئطئا راسه باحترام أمام مكتبه واضعا يده فوق الاخرى أمامه ليقول سيف 
باشا في واحدة برا عاوزة تقابل حضرتك.. شكلها 
مش مصرية و معاها شنطة سفر الظاهر إنها جاية 
من المطار مصممة إنها تقابل حضرتك....
رفع سيف رأسه مرة أخرى و قد ظهر على وجهه
الاستغراب ليتمتم بصوت عال واحدة....مقالتلكش
إسمها إيه
كلاوس إسمها سيلين سامي...انا دققت في 
أوراقها و باسبورها بنفسي... لسه جاية 
من المطار حالا.... حضرتك تحب ادخلها و إلا امشيها....
نظر سيف في ساعته قبل أن يجيبه لا 
خليها تدخل بسرعة....
أومأ له كلاوس بطاعة قبل أن يختفي من 
أمامه تاركا الباب مفتوحا حتى تدلف سيلين.....
يتبع 
الرواية تحتوي على عدة مفاجآت في الفصول 
الجاية
الفصل الرابع 
دلفت سيلين و هي ترتجف من الخۏف و التوتر فالدقائق القادمة ستحدد مصيرها و مصير والدتها
للأبد...لاتعلم إن كان هذا المدعو سيف سيعترف بها كقريبته و يساعدها ام أنه سيتنكر لهاكما فعلت عائلة والدتها طوال السنوات الماضية
هزت رأسها ببطئ و قد تسللت إلى رئتيها رائحة
عطر فاخرة ثقيلة.. بحثت عن صاحبها لتجده يجلس 
بأريحية على طاولة مكتبه الفخم يتحدث مع
شخص ما على هاتفه بتركيز حتى أنه لم يعر أي إهتمام لدخولها...
إبتلعت ريقها ببطئ و هي تتفرس دون وعي كتلة الوسامة التي أمامها...
طوال حياتها كانت محاطة بالرجال الوسيمين ذوي البشرة البيضاء و الأعين الزرقاء لكن هذا
الاسمر الوسيم الجالس أمامها حكاية أخرى..عضت شفتيها بقوة و هي ټشتم نفسها داخليا
على وقوعها السريع تحت تأثير سحره فهذا
ليس ابدا وقت اللهو.. هي قادمة من أجل مهمة
و يجب عليها التركيز بكل حواسها...
تنحنحت بصوت منخفض حتى ينتبه لها
ليلتفت نحوها ثم يسارع لانهاء مكالمته
و يضع هاتفه بجانبه و هو مازال يتفرسها
بنظرات غامضة لم تفهمها....
أما بالنسبة لسيف فحالما رفع رأسه تجمد
الډم في عروقه حرفيا و لم يصدق مارآه
أمامه...حتى أنه قطع مكالمته دون وعي منه...إنها هي تلك الصغيرة التي إلتقاها منذ أشهر 
في ألمانيا... نفس الشعر البرتقالي المميز 
و العينان ذوات اللون الغريب اللتين تضيفان 
على وجهها هالة من البراءة حيث بدت له و كأنها 
طفلة في الخامسة من عمرها... 
وبخ نفسه بأسف لأنه نسي أمرها بعد أن 
عاد من ألمانيا منذ أشهر بعد أن حاول العثور 
عليها.... لم يدقق في البحث عنها في ذلك 
الوقت بل إكتفي بتكليف أحد حراسه بسؤال 
زملائها في المطعم و أمرهم بالاتصال به 
حالما يروها ثانية....ثم نسي أمرها بعد أيام 
قليلة لانشغاله بالعمل و بعدها عاد لمصر... 
نسيها وقتها و لكنه تذكرها الان حالما رآها 
و كيف له ان ينسى هاتين العينين اللتين 
سحرتاه منذ اول نظرة.. يستطيع تمييزهما 
من بين آلاف العيون....
أشار لها أن تجلس على الاريكة مقابلة له 
دون أن يتحرك من مكانه بل إكتفي بالتحديق
بها و كأنه يدرس جميع تحركاتها.... 
قطب جبينه باستفهام و هو يفكر هل من المعقول 
أنها بحثت عنه و قطعت كل المسافة حتى 
تأتي و تطالبه بتعويض لانه كان السبب 
في فقدانها لعملها...او ان أحدا ما علم أنه 
كان يبحث عنها فأرسلها له لسبب ما.. قد يكون 
احد أعدائه من وصل إليها و قرر إستخدامها 
ضده...جميع الاحتمالات واردة إذن...
فرك ذقنه بحيرة لكنه سرعان ما نفى تلك الأفكار 
من رأسه بعد أن قرر سماعها أولا ثم الحكم
عليها بعد ذلك...فكما يقول المثل الشعبي...ياخبر النهاردة بفلوس.....
قطع الصمت متحدثا بصوت رجولي واثق باللغة الالمانيةتكلمي...إني أسمعك.
حركت سيلين حقيبتها بتوتر و هي لاتستطيع 
التحدث فقد علقت الكلمات في حلقها حتى 
انها لك تنتبه أنه حدثها باللغة الألمانية فمن أين 
يعرفها حتى يتكلم معها بلغتها طبعا هي معرفتش هو مين...
ارجعت إحدى خصلات شعرها التي تمردت
وراء أذنها قبل أن تستجمع كامل شجاعتها 
و تقول بلهجة مصرية متلعثمةانا آسف عشان 
جيت فجأة كده...مش خذت موعد بس انا جيت عشان مامي... هو قالي إيجي مصر 
و روحي هنا عشان اشوف سيف عز الدين....هز سيف حاجبيه باستغراب لما تقوله هذه
الصغيرة...من هي والدتها التي جاءت إلى هنا من أجلها. من هذا الذي ارسلها لتقابله و ماذا يريد منه...كتم بداخله ضحكاته على كلامها
الغير مرتب لكنه تدارك نفسه عندما طرق 
باب المكتب لتدخل السكرتيرة قائلة بنبرة رسمية سيف باشا كلهم مستنيين حضرتك عشان الاجتماع....
صمتت عندما أشار لها بأن تتوقف عن الحديث 
و عيناه لاتزالان مثبتان على سيلين...
سيف بأمر إلغي الاجتماع...
ثم أشار لها بالإنصراف لتومئ له السكرتيرة 
و تغادر دون إضافة أي كلمة أخرى فهي طوال

سنوات عملها هنا حفظت طبعه جيدا...إذا 
قرر أمرا لا يجب على أحد الاعتراض او المجادلة 
فهو دائما يعلم ماذا يفعل جيدا....
نظرت نحوه سيلين بتوجس لتجده ينظر لها 
بصمت منتظرا إياها أن تكمل كلامها ليهتف بعد أن يئس من تحدثها يعلم انها خائڤة و متوترة 
جدا و هذا ليس أمرا جديدا عليه فهو يعلم تأثير 
وجوده على من حوله من رجال أشداءو الذين يجعلهم يرتبكون من نظرة واحدة من عينيه 
و يحرصون على إنتقاء كلامهم قبل التفوه يه 
أمامه فمابالك بهذه الصغيرة التي تبدو كطفلة 
ضائعة في الازدحام...
كملي كلامك انا سامعك... بس حاولي 
تفهميني أكثر... مين اللي بعثك هنا و كنتي فين بالضبط 
أخذت نفسا طويلا محاولة إبعاد شعور التوتر و الارتباك الذي طغى عليها قبل أن تجيبه مامي
هو اللي بعثتني هنا... هو قالي إيجي مصر و روحي على عنوان هنا.... .
سيف و هو يحاول فهم كلماتها الغير مترابطة
هو... قصدك مين
سيلين بتفسير أكثر و حاولت التكلم بالإنجليزية لان والدتها أخبرتها أن أكثر لغة متداولة في مصر هي اللغة الانجليزية و معظم المصريين يفهمونها مامي my mother.
سيف و هو يحاول مجاراتها بياخذها على قد عقلها 
يعني مامتك هو اللي بعثك هنا... للشركة بتاعتي 
و قالتلك تقابليني.
أومأت له سيلين بالايجاب ليكمل طيب ليهلا يعلم مالذي دهاه حتى يترك عمله و يضيع
وقته الثمين في التحدث إلى هذه الفتاة 
ليس من عادته فعل هذا و لكنه شعر بالفضول
و الاستمتاع بمشاهدتها أمامه هكذا كدمية 
باربي صغيرة اسرته من اول دخولها جعلته
حتى أنه لم يستطع أن يزيح عيناه عنها... 
بالإضافة إلى طريقة نطقها للكلام و التي جعلته 
أكثر من مرة يريد أن ينفجر من الضحك...لاحظ تحول ملامحها إلى الحزن و هي تقول 
هو في المستشفى... مريض جدا....حيموت 
و يسيبني لوحدي انا مش عندي حد غير ماميانا عايش في ألمانيا مع مامي و هي مريض و انا خاېف ېموت...
مسحت دموعها و هي تنزل رأسها أكثر تحدق
في حقيبتها التي كانت تضعها على ساقيها 
شتمت نفسها بسبب دموعها التي خذلتها 
و أظهرت ضعفها أمامه فهي طوال رحلة 
مجيئها إلى هنا تذكر نفسها في كل دقيقة 
و ثانية أن تجعل نفسها قوية و لا تبين 
ضعفها أمام أحد....
اما سيف فبدأت الرؤيا تتوضح أمامه شيئا 
فشيئا.. فهم من حديثها أنها تريد نقودا لوالدتها 
المړيضة...لكن هل هي صادقة في كلامها... فمن 
الممكن أنها تستخدم هذه الحجة القديمة لتحصل على النقود...
لكن لماذا أتت له هو بالذات هل من 
الممكن أنها تريده أن يعوضها عن فقدانها لعملها بسببه كل الاحتمالات واردة لكنه كالعادة لا يخبر
أحدا بما في رأسه من أفكار حتى يتأكد
رغم انه يكره شعور أن يكون جاهلا بما يدور في خلد الآخرين .... فهو لم يسمى الشبح من فراغ بل بفضل ذكائه الشديد و دماغه العبقرية التي تمكنه من معرفة ما يفكر به أي شخص أمامه قبل التفوه به... لكنه يعترف بفشله هذه المرة فهناك الكثير
 

تم نسخ الرابط