رواية دعاء الجزء الاخير
المحتويات
بس أنا متاكده أن محدش هيشوفنى
وضع يده على كتفها وقال
بجدية
متأكده منين مش يمكن تخبطى فى حد طالع
ولا نازل صدفة ساعتها هتعملى ايه
على ما تجرى بقى هيكون شاف جسمك وشعرك يا هانم
تدخلت والدته وقالت على الفور
هى اصلا مبتنزلش كده دى أول مره تعملها ثم نظرت إلى مهرة وقالت
أدخلى يا مهرة خدى العبايه بتاعتى وطرحه البسيهم قبل ما تطلعى
دخلت على الفور لترتدى العباية وتضع على رأسها الطرحة بينما قالت له والدته بخفوت
براحه عليه شويه يا فارس لما تخرج بقى ابقى صالحها أنا داخله اشوفها لتكون بټعيط ولا حاجه
متزعليش ده بيحبك وبيغير عليكى
ابتسمت وهى تقول
منا عارفه
ضحكت أم فارس وهى ټضرب يدها فى بعضهما وهى تقول لها
الواد كان بعقله يا عينى جننتيه فى يومين
خرج فارس من بيته فى المساء متوجها إلى مكتب الدكتور حمدى وفى الطريق صادف عمرو متوجها إليه تفاجأ عمرو به فى الطريق
وقال
كويس أنى قابلتك يا فارس أنا كنت جايلك دلوقتى
وضع فارس يده على كتف عمرو وسار به فى طريقه وهو يقول
تعالى نتمشى سوى ونتكلم وأحنا ماشين
الدكتور حمدى اتصل بيك النهارده
هز فارس رأسة نفيا وهو يقول
لاء مكلمنيش بتسأل ليه
ظهر التوتر على ملامح عمرو وهو يقول
ألى قابلته النهاردة فى مكتب إلهام فى الشركه
ألتفت إليه فارس وتوقف عن السير وقال
فى ايه يا عمرو أتكلم على طول قلقتنى
قال عمرو على الفور
لما سبتك قدام النيابة ومشيت روحت الشركة وأنا مخڼوق من إلهام ونادر وحاسس أن نادر عامل فيا كده علشان خاېف أحسن أخدها منه دخلت عليها وأنا ثاير جدا وقعدت أزعق وجبتلها القديم والجديد كله وقلتلها أن نادر عمل فيا
خلصت كلامى من هنا ولقيت الدكتور حمدى دخل علينا وبصلها بإحتقار بعد ما سمع كل حاجه وعرف اللى اخته بتعمله وقالها أنسى أن ليكى أخ اسمه حمدى
سبتهم ومشيت على طول لما شفت الالم فى عينه وحسيت أنه محرج منى ومش عارف يبص فى وشى علشان كده افتكرت أنه كلمك وقالك حاجه
أستمع فارس إليه بدهشة كبيرة وهو عاقدا لحاجبية وقال ببطء ثقيل
وطبعا تلاقيه توقع انى انا كمان عارف عن أخته الكلام ده
وأنت بقى متوقع أنه يكلمنى طب هيكلمنى يقولى ايه
صمت فارس يفكر فى الحال الذى وصل إليه الدكتور حمدى وكيف ستعامل مع هذا الموقف المحرج فقال عمرو على الفور
فى حاجه كمان حصلت يا فارس
ألفت غليه فارس فقال عمرو
طلعت بعدها على هيئة الاثار من كتر منا كنت قلقان وعاوز أطمن قلت اسأل وأشمشم كده حوالين الحتة اللى راحتلهم من النيابة وقبل ما أدخل شفت نادر خارج منها ومعاه واحد كده معرفوش
أثارت كلماته حفيظة فارس وحواسة فقال بسرعة
تفتكر كان رايح ليه ومين اللى كان معاه ده
رفع عمرو كتفية بحيرة وهو يقول
معرفش يا فارس مش عارف انا هتجنن خلاص
وضع فارس يده على كتف عمرو قائلا
طب أنا دلوقتى هروح المكتب يا عمرو وهحاول اتكلم مع الدكتور حمدى وهشوف الحكاية وصلت لإيه ولما أرجع بالليل هبقى أكلمك تانى يالا روح أنت دلوقتى
دخل فارس حجرة مكتب الدكتور حمدى بشىء من الخجل وقال
حضرتك طلبتنى يا دكتور
أشار له الدكتور حمدى بالجلوس أمامه وقد بدا عليه الالم والاستياء ثم قال
أنا كنت متوقع برضه أنك هتتكسف تدخلى أول ما توصل علشان كده نبهت عليهم أول ما توصل تدخلي على طول
حاول فارس أن يحتفظ له بماء وجهه وقال
مش فاهم حضرتك تقصد أيه
أبتسم الدكتور حمدى بأسى وهو يقول
لاء أنت فاهم بس مش عاوز تحرجنى
صمت فارس ولم يجيبه فقال حمدى
لو سمحت يا فارس أنا مش عاوز أى كلام عن القضية دى فى مكتبى تانى أنا خلاص أتبريت من أختى ومش عاوز أى حاجه من ناحيتها تانى
رفع فارس رأسه إليه وقد فهم ما يرمى إليه فأومأ برأسه وحاول أن يخرج الكلمات منه بشكل تلقائى وقد حضرته فكرة وليدة اللحظه حتى يرفع عنه الحرج وقال
بعد اذن حضرتك يا دكتور أن كنت بفكر افيد أهل الشارع بتاعى والناس الغلابه اللى فيه وافتح مكتب خاص بيا هناك وتبقى الاتعاب على قد مصاريف القضية بس لأن فى ناس كتير هناك أحوالهم المادية ضعيفة جدا وأصلا المرتب يدوب بيكفى اكل وشرب بالعافيه
أعتصر الالم قلب لدكتور حمدى وهو يستمع إلى فارس واقتراحه وهو يعلم جيدا أن هذا الاقتراح ماهو الا محاولة منه لرفع الحرج الذى استشعره فارس بعد ان علم عن أخته الذى تفعله وهى متزوجة ولم يكن فارس مخطىء فى ظنه لذلك
قال حمدى وهو يومىء برأسه متفهما
ربنا يوفقك فى حياتك يا فارس أنا مش هقدر
أمنعك أنك تحقق ذاتك بعيد عني رغم أنى مش هقدر أستغنى عنك ولا عن مجهودك فى الشغل أبدا
قال فارس مبتسما وقد أيقن أنه كان محقا
أنا تلميذ حضرتك يا دكتور اتعلمت منك أخلاق المهنة قبل ما أتعلم الشغل فيها ومن غير ما أكون بشتغل فى المكتب هنا أنا تحت أمرك فى أى حاجه سواء كان شغل أو غيره أنا مش هنسى فضلك عليا بعد ربنا
نهض حمدى وعانق فارس بمشاعر الابوة التى يشعرها تجاهه دائما وربت على كتفه قائلا بمرح
هتنافسنى فى المحاكم يعنى وهتاخد مني الزباين
ضحك فارس وهو يشد على يده قائلا بتواضع
ده انا يدوب تلميذك يا دكتور
هتف عمرو فى الهاتف وهو يتحدث إلى فارس قائلا
يعنى ايه سبت المكتب يعنى انا السبب
ضحك فارس وهو يقول
أنت السبب فعلا بس مش سبب حاجه وحشة أنت السبب فى انى ابدأ أحقق ذاتى وأعملى اسم كويس
هتف عمرو بإنفعال مرة أخرى
يعنى أنت هتشتغل القضية لوحدك ولا ايه
قال فارس مداعبا
ومالك مړعوپ كده متخافش هجيبلك تأيبدة بس
صاح عمرو بضيق
يا فارس مبهزرش دلوقتى وقولى ناوى على ايه
قال فارس بجدية
أنا الاول كنت مستنى تقرير هيئة الاثار لكن بعد ما قلتلى أنك شفت نادر وواحد تانى خارج من هناك قلقت
قلقت أزاى فهمنى
مفيش حاجه تخلى نادر يروح هناك غير سبب واحد بس أنه يكون عاوز التقرير
يطلع بطريقة معينة
عقد عمرو بين حاجبيه وقال قلقا
يعنى هيدفع فلوس علشان يثبت أنها سليمة يعنى ولا ايه معنى كده
قاطعه فارس قائلا بثقة
بالظبط كده معنى كده أنها
مش حقيقة ومزيفة لانها لو كانت حقيقة مكنش راح هناك
قال عمرو بشرود وكأنه يحادث نفسه
حتى لو كده طب ماهو لو تحليلك ده صح يبقى برضه هروح فى
داهيه لان التقرير هيطلع زى ماهو عاوز
قال فارس مطمئنا
متقلقش أنا واثق من تحليلى ولو التقرير طلع زى ماهو عاوز هشكك فيه وهطلب أن الحتة تتحال للجنه تانيه
قال عمرو ساخطا
طب ماهو ممكن يرشى اللجنة التانيه برضه
قال فارس وهو يضيق عينيه بثقة
متقلقش ساعتها هسبقه بخطوة
تأفف عمرو بضيق وزفر ثم قال
طب وهو هيعمل كل ده ليه ما كان يحطها سليمة وخلاص
قال فارس متهكما
أنت عبيط يابنى عاوزه يضحى بحتة سليمة ويخسر فيها ملايين
لا طبعا هو أحسنله يدفع رشوة كام ألف لكن يحطلك حتة بملايين لمجرد انه يوديك فى داهية لاء طبعا
ثم رفع فارس حاجبيه وقال بتفكير عميق
وده بقى اللى بيأكدلى أن الواد نادر ده بيشتغل فى حكاية تهريب الاثار دى
استند عمرو إلى سور الشرفة وقال بتركيز
وانت جالك الاحساس ده أزاى
جلس فارس خلف مكتبه واستند إليه وهو يعبث بصور مهرة الخاصة بعقد القرآن والتى وضعتها والدته على مكتبه
فقال عمرو بقلق
فارس أنت معايا
انتبه فارس وقد شرد قليلا فى صور مهرة وقال بسرعة
ها معلش يا عمرو انا معاك أهو
أعاد عمرو سؤالة من جديد وهو يقول
كنت بسألك احساسك ده جه أزاى
قال فارس على الفور
بص يا عمرو الانسان لما بيحب يأذى حد أول حاجه بتيجى فى تفكيره الحاجات اللى هو بيتعامل معاها دايما يعنى مثلا البنت اللى مش كويسه لما بتحب تبوظ اخلاق صاحبتها ولا جارتها ولا أى وحده تانيه شايفه أنها أحسن منها أول حاجه بتعملها أنها تحاول تخاليها تتعرف على رجاله أو شباب ليه عملت كده لأنها غارقانه فى المستنقع ده وده أول حاجه هتيجى على بالها اللى بيشتغل فى المخډرات أو بيتعاطاها لما بيحب يأذى واحد تانى بيعمل ايه
يحاول يخاليه يتعاطى معاه ولو صاحبه رفض بيفكر يوديه فى داهيه ويحطله مخډرات ويبلغ عنه
واحد بياخد رشوة ولما يحب يأذى يعمل للى عاوز ياذيه قضية رشوة ويلبسهالوا
واللى حصلك مع نادر بيقول أن نادر ليه فى حكاية الاثار دى علشان كده لما فكر يأذيك فكر يأذيك بنفس الحاجه اللى هو دايس فيها
فهمت
أعتدل عمرو وقال على الفور وكأنه قد تذكر شيئا هاما وقال
الله يفتح عليك أنت فكرتنى بحاجه مهمه مكنتش واخد بالى منها
أنتبهت حواس فارس وهو يقول
افتكرت ايه
قال عمرو بتركيز
فى مرة أخدت أجازة يومين ونادر هو اللى كان ماسك النبطشية بدالى ولما رجعت وبصيت بالنهار على الموقع لقيت اثار حفر على عمق أكتر من العمق المسموح بيه ولما سألته قالى انها غلطة العمال بس هو لحقها
مسح فارس على شعره وقال بقلق
أظاهر كده يا عمرو ان الموضوع كبير وخطېر وأن نادر مش لوحده فيه المكان اللى بتبنوا فيه الفندق ده معروف أنه مكان أثرى واصلا مش عارف التصريح بالحفر والبنى خرج ازاى للمكان ده
زفر عمرو وهو يقول بضيق
الموضوع شكله كبير علينا أوى يا فارس أنت لو بصيت على الاثار اللى خرجت بره مصر وشفت حجمها وعرضها هتعرف ان الاثار دى مش ممكن تكون اتهربت الاثار دى خارجه تحت عين أكبر راس فى البلد وباتفاق كمان
نظر فارس أمامه بعينين حازمتين وقال بأصرار
أنا
بقى مش هسيب الموضوع ده يا انا يا هما
وفى احد الايام وفى الصباح وقف فارس ينتظر مهرة أمام باب شقته وابتسم عندما وجدها تهبط إليه فى الملابس الجديدة التى اهداها إياها بمناسبة بداية عامها الدراسى الاول فى الجامعة نظرت إليه وابتسمت بخجل فقال وهو يتأملها بإعجاب وقال
قلتى دعاء لبس الثوب الجديد
قالت بدهشة
لاء هو في دعاء للهدوم الجديدة
ابتسم وهو يومىء برأسه وقال
قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم من لبس ثوبا جديدا فقالالحمد لله الذى كسانى هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر
كررتها خلفة بتلقائية فعقد جبينه وقال بضيق مصطنع
لاء مينفعش أطلعى غيريها
رفعت حاجبيها وقالت بأعتراض
ليه دى جميلة اوى وواسعه أهى
صعد درجة من السلم ليقف أمامها مباشرة وقال وهو يداعب وجنتها
ماهو علشان كده عاوزك تغيريها اصلها حلوه
متابعة القراءة