رواية جديدة الفصول من 1-6

موقع أيام نيوز
-
فاهمة؟؟)
صمت لأسترجع صورة ياسين في خيالي وجاهدت حتي لا تظهر ابتسامة حالمة علي وجهى وقلت ...
(ياسين راجل في زمن اختفت فيه الرجاله)
ليصفقوا جميعا وتقترب مني منيرة هاتفة؛
( طب ما هو شكلك وقعتي يا سمر ،،امال ليه الرفض والعند دا)
ظهرت ابتسامة حزينة علي وجهي وهتفت::::
( لأن ظروف ياسين مش تسمح بحياة طبيعية أو حتي معقولة ...مش أنكر أنه شهم ...صادق ...حنون لأبعد الحدود...لكن يا جماعة مش طفل ولا اتنين دول تسعه ...بلاش اعمل نفسي بطلة وانا آخري اخدم جوزى ونفسي بالعافية..ويارب اقدر اخلف واربي نص عيل)
نظرت منيرة الي عيناى بعمق ...اخشي أن تقوم بتنويمي مغناطيسيا لأجد نفسي وافقت دون علمي  ....
(عارفة يا سمر !!! الأساس في الجواز ايه؟ )
صمت الجميع مترقبا لما ستقوله منيرة...
(الأساس في الجواز...الكائن الحي اللي هتعيشى معاه واسمه
راجل ...ممكن يبقي غني ..مش معاه أي مسئوليات لكنه يستحيل العشرة معاه...ياسين إنسان حقيقي ...صريح واضح مش بيلف ويدور ...اصلا حاليا معظم اللي بيتقدم لموظفه بيكون علشان مرتبها...وبمنتهي الرذالة وقلة الأدب يطالبها بالمرتب وأنها تتحمل مسئوليات فوق طاقتها ....)
وصمتت قليلا لتوجه نظراتها نحو رضا ..
(سؤال محدد ليكي يا سمر انتى وفاتن....تقبل واحدة منكم تتجوز محمود ابن عمتو رجاء)
لنصرخ نحن الاثنين فى نفس واحد(لااا.....طبعا لاء والف لاء)
شحب وجه رضا بشدة وانسحبت الډماء من وجهها عندما نظرت منيرة نحوها بشدة متسائلة مرة أخري
(ليه ؟!!!!...موظف ..مرتب كبير ....شقة جميلة في عمارة اهله ...مفيش مسئوليات..وسنه مناسب ليكي يا فاتن ...هو نفس عمر رضا كان زميلها طول عمرة...يعني عمتو هتوافق عالسن...فاضل بنت واحده بس مش اتجوزت من الخمس أخوات يعني ممتاز من جميع النواحي)
ردت عليها فاتن بحدة
(كفاية اني اعيش مع عمتو في بيت واحد ..اعوذ بالله ..يا بنتي  اظن انها مش فطمت  الكتكوت ننوس عين أمه لحد دلوقتي....والله خاېفه لتكون بتدخله الحمام وممكن تكون بتحميه كمان)
ارتسمت ابتسامة النصر على وجه منيرة ونظرت إلي هاتفة..( اظن وجه نظري وصلت يا سمر ..الاختيار اختيارك وانتي اللي هتعيشى مش احنا...نصيحه من أخت... ياسين إنسان وزوج لا يمكن يتكرر زيه في يوم من الأيام)
وخرجنا جميعا من الغرفة...دون أن اعطيهم أي رد أو حتي اجادل...الموضوع بالنسبة إلى منتهي ....الرفض هو ردى النهائي....
المهم ....صمت تماما ...لم أحاول أن أغير رأيي أو أن أعيد النظر   في الموضوع، ...إلي أن مر أسبوع كامل وأنا متعجبة....لا أمي أتصلت   بالعريس لتبلغه الرفض.....ولا هو أيضا أتصل ليسأل!!!!....
ما هي الحكاية؟!!!
هل شعر برفضي لذا قرر الحفاظ علي كرامته وعدم السؤال؟....هذا أفضل  بالتأكيد......أنتهيت من الموضوع ببساطة شديدة وعلي خير.......
يوم السبت صباحا.....بعد زيارة ياسين بعشرة أيام.....،
《ماما .....ماما ،،،،ردى عليا لو سمحتي....عاوزه أقولك حاجة مهمة أوي 》نظرت إلى دون كلام، ،،تعبيرات وجهها توحي بهذا الټهديد......"القبول التام أو الخصام لأخر الزمان.....حقا هذا هو الصمت البليغ كما يقولون .......
《انا موافقة على ياسين....ياريت تبلغيه بكدا  ،،،،بس لازم نتكلم الأول ،،،أتفقنا يا أمي》
وأعزكم الله ....وعيونكم لا تري إلا النور....هجمت أمي قبلات وأحضان ودموع غزيرة.....ودعوات ومشاعر جياشة حتي تقريص الخدود لم أسلم منها.....بعد أن هدأت أمي قليلا....
سألتني بحماس 《أيه اللي خلاكي تغيري رأيك يا سمر》
صمت قليلا وقلت لها《صراحة  يا أمي.....كنت ارفض الموضوع من جميع النواحي لكن؛؛حلم غريب حلمته ثلاث مرات ......》
وأخذت نفس لأحاول تهدئة تنفسي المضطرب وأكملت بمشاعر متضاربة؛؛
《تيقنت أنه رؤيا أو حتي رسالة أني لازم أوافق على ياسين 》
ردت علي سريعا《خير يا سمر احكيلي》
تنهدت بعمق وبدأت احكي الحلم ؛
《حلمت اني في جنينه جميلة اوى كلها أزهار ،،،وأنا في إيدي أبريق كبير مليان ميه .....وبمشي وسطهم والأزهار كلها منوره وزاهية ومش محتاجه الميه دى.....لحد ما وصلت حوض زهور ،،،خطڤ قلبي في الحلم من جماله بس دبلان من نقص الميه.......تصدقي لو قلتلك حستهم ....،أقصد الأزهار بتترجاني إني ارويها من الأبريق اللي بأيدي.....وفعلا أسقيهم في الحلم يا أمي.....وينورا بطريقة مهما وصفت مش هوصلك جمالهم ورونقهم……ربنا أراد أكون سند للأطفال دول ...
وأنا راضية بحكم وأمر الله》
وتنهدت ونظرت لأمى في خوف ممزوج بالسخرية::
(وربنا يقوينى علي الشقاء.....علي الله مش تلاقينى في المستشفى من أول أسبوع من التعب والأرهاق يا أم العروسه)
لكزتني في ذراعي هاتفة بسعادة لا تخفيها
《بس  يا بت..بعد الشړ عليكى....يا عبيطة..ربنا هيقدرك ويكرمك الصحة والعافية علشانهم بأذن الله، ،،،أوعي كدا لما اروح أكلم ياسين أطمنه》
أتسعت عينى ذهولا ودهشة  وهتفت بانفعال؛؛
《نعم ،،،،تعالى هنا يا ماما يا حبيبتي، ،،تكلمى مين !!!؟ليه ؟ هو كان قلقان مثلا!》..
.أمي جبارة يا بشړ هى والعريس المصون ياسين ايضا،،،،،أبلغته والدتي بالرفض من أول يوم لكنه كان دائم الاتصال يوميا.....وأصر على الصبر ،،،،يا هل ترى كان لديه أحساس صادق أنى سأقبل فى النهاية!!!!!!! شئ غريب حقا ولا يصدق ......
قرار سيادى وجمهوري واجب التنفيذ علي الفور من السيدة الغالية أمي ...
يحضر فورا وفي الحال اليوم وليس غدا ويثبت حضوره بتناول العشاء معنا وأستكمال جميع التفاصيل الخاصه بإتمام الزواج.  علم وينفذ...
اليوم المنتظر ظهرا....
دق جرس الباب لتسرع فاتن بفتح الباب لتدخل العمة  سريعا مزغرده مهلله ليتجمع جميع من في البيت علي صوت الزغاريد...ويدخل خلفها محمود مطأطأ الرأس اصفر الوجه وتنادى علي رضا....
(رضا ...رضا ..تعالي يا حبيبه قلب عمتو...)
لتقترب رضا وقلبها ينبض پعنف شاعرة ان جميع من حولها يستمع لدقاته وهتفت بصوت مبحوح..
(خير يا عمتو...في ايه؟!!)
لتظهر اخيرا الإبتسامة الصفراء الشامتة وتهتف
(باركى لمحمود النهاردة بأذن الله هروح أخطبله سحر بنت إبراهيم الجواهرجي...)
ونظرت بفرحة طاغيه لملامح رضا التي انقلب حالها...
(ممكن يا رضا يا حبيبتي ..تربطي الكرافت لمحمود ..ما هو زي أخوكي  الصغير برضة وفرحه يهمك...مسكين من كتر الفرحة اتلخبط مش قادر يربطها...)
اقتربت رضا وجسدها يرتعش بشدة......لتجذبها للخلف بكل قوة منيرة وتقترب من محمود بصورة خطېرة....
(يا سلام ...من غير يمين ما حد يربط الكرافت غيرى دا انا حتي عليا ربطه ..اها لو عرف يفكها)
رفع محمود عينين حزينتين نحو رضا....
لتشدد منيرة الضغط  علي رقبته وتقترب من أذنه هامسه من بين أسنانها.. 
( تعرف يا ...حودة لو شفتك بتبص لرضا مرة تانيه  الربطه الجاية ان شاء الله هتطلع بروحك ...فاهم يا روح عمتو انت)
ثم نظرت لعمتها بابتسامة ساخرة وهتفت بسعادة حقيقة...
(والله يا عمتو ..يا زين ما أخترتي لأبنك حودة .....حقيقي
عروسة بنت أصل ...ويا سلام هتكونوا حبايب اوي ...هو في زيك يا عمتو يا حبيبتي)....
ورفعت منيرة حاجبا شريرا للغاية وغمزت لعمتي قائلة...
(شفتي يا عمتو...سبحان الله الفرح علي قدوم الواردين..احنا كمان النهاردة جاي عريس سمر علشان نتفق عالفرح)
اتسعت عينا عمتي للغاية وتدلي الفك السفلي في بلاهة حقيقي وتساءلت بصوت لا يسمع ..
(ايه !!!! عريس ولسمر....في عريس أتقدم ليكم وكمان لسمر...مستحيل !!ازاي دا حصل  !!!!!!).......
الليلة الموعودة مساءا...
كالمعتاد وصل الفارس الأسمر في ميعاده ،،،،وقتها كنت أشعر بالأغنية الشعبية للمطرب عبدالعزيز محمود...
"العريس وصل ،،،وصل ،،،،يا طبق بنور يا سيد العرسان"
دخلت هذه المرة وأنا أعرف جيدا ماذا سأقول، ،،،،نعم وافقت على الزواج،،،لكن هناك بنود لابد من أن نتفق عليها.....
"السلام عليكم "نظر لي بأبتسامة ساحرة متألقة،،،،جعلتني أبتلع لساني تماما ولم انطق،،،،،،لحظة رومانسية يا بنات احتاجها فعلا وبشدة.....
انتظروا قليلا لأعيش اللحظة....الحمد لله عشتها ورجعت مرة أخرى....احم احم....
《أخبارك يا سمر،،،عامله ايه؟》
لقد قال سمر من غير آنسة ولا أستاذة ولا حضرتك، ،،سمر بدون ألقاب...هذا خطأ وفسق وفجور...احتمال نتمم الزواج اليوم يا سادة منعا للتهور ....ما علينا لابد أن نكون نحن العاقلون..اهدأي يا سمر وركزى وأعقلى..إياكى والجنون علي آخر العمرههههههه.... 
تكلمت بهدوء مصطنع وأنا فعلا أرتعش داخليا :
《الحمد لله بخير، ،،،كنت أفضل أتكلم مع حضرتك شوية ،،،لازم نحط شوية قواعد،،،،علشان نرتب أمور البيت، ،،،أول شئ مرتبك هيكون بالكامل معايا، ،،وأنا اللي هتولي أمر مصروف البيت وأجيب حاجتي بنفسي،،،،بس هتنزل تشيل معايا طبعا.. .. 》
ضحك بسعادة غامرة وفرحه واضحة....
تحدثت في سري وأنا احاول أن أبعد نظراتي عن وجهه الوسيم...
《أيه يا عم،،،شكلك فرحان بيا ،،،،،،طبعا، ،طبعا ودى عاوزه كلام 》
قال وصوت ضحكته مازالت ترن ....
《حضرتك ..وشوية قواعد وكمان  أنزل بس أشيل معاكى شوية طلبات ....شيال يعني......ومرتبي كله معاكى بسيطة.....طب أنا عاوز مصروف اصغنون من المرتب ممكن؟》
أبتسمت وقلت 《اتفقنا ....ميه جنيه في الشهر مصروف ليك كويس ولا كتير؟؟؟》أرتسم الذهول علي وجهه وهز رأسه عدة مرات متتاليه ،،،،،أظن أنه كان يحاول أن يستوعب ما قلته وأخيرا استطاع أن ينطق هاتفا بعيون متسعة
《هه !!!!.كام؟》

...الفصل الثالث 
《أنتى اكيد بتهزرى.....،مصروفى كام بتقولى؟!!! 》
قالها وهو في حاله صدمة شديدة ....
ابتسمت وقلت بجديه واضحة
《لاء...بتكلم جد....الأطفال محتاجه مصاريف كتيره،،،أنت هتحتاج المصروف ليه ؟!!لا سمح الله 》
بدأ في الندب سريعا حتي قبل الزواج مسكين
《يا وقعتك البيضا يا ياسين،،ايه يا بنتي 
قررتي تربيني مع العيال ولا ايه؟》
واكمل بتعجب مذهولا يحاول ان يستوعب المبلغ....
(افرضي مثلا طلبت خارج البيت شاى ولا قهوة،،،،ولا كنت مضطر أركب مواصلات،،،الميه جنيه مصروف اسبوع يا ستي!أيه رأيك؟)
أضحك من كل قلبي،،ياسين له قلب من ذهب....لا يوجد أنسان يتحمل تربية تسعة أطفال إلا ياسين،،،أنسان نادر الوجود فعلا..
قمت بالرد عليه بفكاهة سعيدة؛
《انت هتفاصل معايا يا كابتن،،مرتبك علي مرتبى ويعلم ربى ويحاسب....هبذل كل جهدى علشان كلنا نعيش عيشة معقولة مستورة من غير ديون،ولا احتياج لأي طفل فيهم》
.. لمعت عيناه بشدة ،،ورد بحروف تقطر سعادة ورضا....
《هتفاصل وكابتن كمان،،،خلاص النصيب حكم وأمرى لله...ووقعنا في المحظور واتدبست في الجوازه دى 》
ثم نظر إلى بعمق قائلا
《تعرفي احساسى دايما صح،،،من أول مرة شفتك،،وعرفت انك انتي اللي هتقدرى تربى معايا أخواتي...،بس أمانة يا سمر لو حسيتى في يوم من الأيام انك مش قادرة تكملي...،بلاش تظلميهم ولا تقسي عليهم...،حقيقي هتشوفيهم بنفسك الحزن والإنكسار ظاهر عليهم...)
واكمل بحزن لحال اخوته :
(لا أب ولا أم  والناس كلها حتي أقرب ما ليهم مريم وناصر بيؤذوهم بالكلام والشخط،،،،ناصر اخويا بيقولهم أخركم الشارع بعد ما ياسين يزهق منكم،،،ولو اتكلمت معاه يقلبها زعله ويتلكك علشان لا يزورهم ولا يساعد في مصاريفهم....كلنا يا سمر صراحة محتاجين وجودك في حياتنا....وعد هساعدك بكل قوتي حتي في شغل البيت....)
ونظر الي نظرة اقشعر لها بدني كأنها ....كأنها نظرة استعطاف
لا تليق أبدا بهذا الرجل نادر الوجود نقي القلب واكمل :
(أوقات كتيره مش بعرف هل هم جعانين  ولا لاء.....،حتي لو في اكل  ....معرفش أعمل ايه وادبرها ازاي.....اتمني انك تقدرى....ومش عاوز مصروف يا ستى....،كفاية آكل وأشرب صح)
اتسعت ابتسامتى وقلت بوعد صادق ويشهد الله ....
《وانا اوعدك بأذن الله هنقدر نكون أفضل من الأول بكتير》
نظر إلي  بتمعن هامسا...
《تصدقي ليكى أجمل ابتسامه في الكون،،،وعيونك جميلة جدا 》
نظرت إليه بحدة وڠضب..
《أيه ده!!!أنت بتعاكسني ولا ايه؟》

صدم وقاربت عيناه علي الخروج من شدة الجحوظ......ثم أنفرجت شفتاه عن ابتسامة عريضة
(ما أنا قلت برضه يا عم سمير....،،هى قسمة ونصيب مفيش فايده....قومى ابعتيلي حمايا وحماتي علشان نتفق على الفرح)

تحركت ببساطة دون أن أرد مطلقا،،،،،كيف صمت؟ لقد أطلق عليا لقب سمير تمتمت في نفسي متوعدة
《بتتريق عليا،،،،طيب ،،،حاضر ،،،،ماشى ،هنشوف عمك سمير هيعمل فيك أيه يا ياسين ....والله والله مش عارفه اعمل فيك أيه؟》
وتم الاتفاق على تفاصيل الزفاف......وأمى الغالية قررت أن تجهز موائد الرحمن.......
أقصد تقوم بعمل وليمة ضخمة وتدعو لها الاطفال،وأخوه ناصر  وزوجته......،ومريم اخته وزوجها واولادها......
بمعنى أصح وأوضح أصبح البيت مطعما لجميع الأعمار.....
وكافة الطلبات مجابة......كان ينقص أمى فقط قائمه الطعام ليختاروا منها.....
الأستاذ المبجل "ياسين سالم "أحضر الأطفال وجعلهم يقفون طابورا وبدأ في ذكر أسمائهم علي حسب الترتيب الأبجدي  هم أربع أولاد وخمس بنات
《 أحمد، ،،،أمير،،،،بسمة،،،،ثريا،،حاتم خالد،،،،ميادة،،،،نورا ،،،وأخيرا انتظروا لالتقط انفاسى........ياسمين》
فعلا الخۏف والحزن محفور على وجوههم.....،،ليسوا مثل الأطفال العاديين يتحركون بهدوء شديد وبدون صوت حتي لا يضايقوا من حولهم او يحطموا اي شئ في البيت......
كان لدى اعتقاد أن المشكلة تتمحور في أخيه ناصر......

لكنى اكتشفت إن الکاړثة التي ستقابلني هناك هي مريم اخت ياسين الشقيقة....غيورة وتكره الأطفال وبشدة ولا أدرى ما السبب!!!!!
أمي جزاها الله خيرا أصرت أن تتأكد من أن جميع الأطفال أكلوا حتي شبعوا.....أقتربت منى مريم وتحدثت پحقد ظاهر
تعجبت له.....
《والله مش عارفه هتستحملي العدد الكبير دا ازاى؟.....ويا ترى هتقدرى تخدميهم وانتى عندك وظيفتك وشغلك،،أنا مستغربه انك اصلا وافقتي علي ياسين.....أنا  دايما
بقوله وأفهمه إن محدش يستاهل الټضحية......أذا كانت أمهاتهم رميتهم ولا حتي بيسألوا عنهم ،،يتمسك هو ليه بيهم》
أغمضت عيني لأهدئ أعصابي وبدأت العد من واحد لعشرة ونظرت إليها لأرد.......
************************
هناك نوعية من البشر تتعمد ان ټحرق دمك واعصابك بكلام سخيف،،،كن أنت الأذكى وتعامل بهدوء وبرود اعصاب واجعل من ردودك تجعل من دمائهم ڼارا تكوى في أجسادهم،،،ومرحبا بكم في نادى الشړ،،،نحن في الخدمة دائما........ 
تحدثت مريم بغيظ واضح 
《 والله مش عارفه وافقتى ازاي على ياسين إلا أذا كان ياسين فرصتك الوحيده 》
الټفت إليها ورسمت أجمل ابتسامة شقية علي شفتاي وقلت
《فعلا ياسين أفضل راجل في الدنيا وفرصة لأى بنت بتفهم ،،،أنسان نادر وسط ناس مش بتهتم غير بنفسها ومصلحتها بس،،،،،،أظن ياسين هو اللي كملك تعليمك....وجهزك أحسن جهاز كمان لعريسك.... .
فكرى معايا كدا......
لو هو انسان أنانى وسابك انتي وناصر كان حالكم هيكون ازاى،،،اللي زى ياسين اعيش معاه أنا وأولادى متطمنه سعيده طول عمرى》
وجهها أصبح كثمرة طماطم ناضجة من شدة الغيظ....لكن أبدا.....أصرت ان تكمل سخافتها للنهاية؛
《أولاد!!!انتي متوقعة أنكم هيفضلكم صحة أو فلوس تجيبوا اولاد....كفاية عليكم التسعة....،اهو تلاقوا ثوابهم في الأخره،،،دا اذا قدرتي تكملي》
الهدوء في هذا الوقت احتمال كبير يسبب لى  أرتفاع الضغط،،وأنا حاليا فى طور العروس.....،كل ما أفكر فيه حاليا هل اقوم بجذب شعرها حتي اخلعه في يدي.....،أم اقوم بعضها....،ربما من الأفضل قضم رقبتها ومص دمائها كما في أفلام الړعب، ،حقا تستحق أكثر افلام الړعب ړعبا....
تنهدت وقلت لها بثقة:
《اللي بيرزق الكل رب العباد.....مش هقلق من فلوس.....،البركة أن شاء الله تكون موجودة.....والثواب بيكبر لما تكون النية صافية....وأنا واثقة انقى قلب ونية هو ياسين》
واردفت مكملة بهدوء مستفز ومعني واضح الكلام إليك يا جارة:
《اما الصحة فدى مش مضمونة.....ممكن من غير ما أساعد الأولاد اتعب.....ممكن الواحد وهو واقف كدا يتريق على خلق الله يقع من طوله عادى ....مش يلحق حتي عربه الإسعاف توصل  تشيله》
أخيرا صمتت ،،والڠضب ظهر عليها ونادت علي زوجها وياسين هاتفة《ايه يا ياسين.....مش كفاية كده......قوم نروح علشان الجماعة يرتاحوا،،،تعبناهم اوى معانا ومع الأولاد 》
هتفت أمي بسرعة وطيبة شديدة
《لا يا مريم ....ازاي تقولي كدا.....تعبكم راحة يا بنتى.....
ربنا يسعدك في بيتك يا بنتي)
        **********************************
وانتهي اليوم علي خير ...كنت سعيدة لا أنكر واتعجب من هذا وبدأت أتساءل هل من الممكن أن وجود ياسين يخفف عني حمل ثقيل لا يعلم مقداره إلا الله....
دخلت امي واخوتي البنات ومعهم مازن ولؤي أخوتي الذكور الي الغرفة وانا شاردة افكر في الغد ليبدأ الجميع علي غفلة في قرع الطبول والغناء النشاز جدا جدا
" يا عروستنا يا لوز مقشر تعالي ...يا عروستنا ونلبسوكي الدهب...يا عروستنا واحنا ليلتنا عجب""
"فلكلور صعيدي"......
التف الشابين حول أمي ست الكل وبدأ يغنوا " أم العروسه كتر الله خيرك....ام العروسه راحت ايامك وجات أيام غيرك" لتقهقه أمي بصخب وسعادة شديدة وعيون ممتلئة بالدموع...اقتربت منيرة من أمي وحضنتها بشدة وقالت 
(ماما يا حبيبتي....امتي هتعيطي كدا وانا أتخطب ...يا سلام يارب تبكي على طول يا ماما مش يحرمنا من دموعك أبدا يا ست الحبايب )
لتنظر إليها أمي بغيظ قائله 
(أنتي بالذات مش هعيط عليها أبدا بالعكس هشتري زيرتين وخمس قلل قناوي عجب اجهزهم اكسرهم وراكي ..خوفا من أنك تلفي وترجعي تاني والحنه في ايديكي...ما أنا ضمناكى وعارفة طوله لسانك اللي يشتكي منها الكل ..والله بدعي من قلبي يصبر اللي هيتجوزك عليكي يا بنتي)
لتضم منيرة فمها في ڠضب طفولي هاتفة
( نعم ...أنا يا ماما ..طب من غير يمين اللي هيتجوزني هتبقي امه  صحيت في الفجر كشفت راسها كدا وقالت روح يا بني يسعدك بمنيرة بنت أمل قادر يا كريم..امال ايه دا أنا بلسم)
ثم صمتت منيرة مفكرة لبرهة من الزمن ثم هتفت..
( ولا أقولك احتياطي برضه ...خليهم خمس أزيار وعشر قلل...اهو ضمان برضه محدش مضمون في الزمن ده..ليطلع  غبي ونكدي ومش يتحمل كميه العسل اللي بتنقط مني....عالم مش بتقدر القدرات الخاصه اللي عندى)
ليتدخل مازن في الحوار مازحا؛
(اظن والله أعلم...لو جهزنا كل القلل اللي في البلد....وعليهم لو هربنا بعد ما نجوزك...برضه عريسك هيجيب متحري خاص ويدور علينا ويرجعك لينا ويطلب مخلص حق ويعمل علينا دعوة رد شرف من اللي جراله بسببك)
نظرت اليه منيرة پغضب وكادت أن تقذفه بنيران كلماتها إلا إنها هدأت والتمعت عيناها بمكر وهتفت ..
( هو من جهة هيدور عليكم ..اكيد هيدور طبعا علشان يشكركم علي الهدية النعمة الكبيرة اللي طبت عليه من السما )
ثم ابتسمت ابتسامه حالمة
( بس هو يجي وانا وربنا همسك فيه زى القراضة واسعدوه واخليه يمشي يكلم نفسه من السعادة طبعا )

       ************************************
تنحنت رجاء وهي تنظر بعيون ثاقبة للعروس سحر وتتأمل كل لمحة وحركة منها وتبدأ الكلام 
(ابني محمود يشرف نسبه اي بيت يا ابو العروسة..موظف كبير وسنه معقول يادوب اتنين وتلاتين سنه ...شقه كبيرة وهترتاح معايا اوي ..وهحبها زى بناتي بالضبط)
نظر والد سحر ناحية محمود وسأله( وانت يا عريس !!!
ايه مش هتسمعنا صوتك يا بني وتقول ايه رأيك في العروسة وظروفك...وايه اللي تحبه واللي بتكرهه..تعرفنا عليك يا بني علشان سحر كمان ترتاحلك بأذن الله..سيرتك طيبة مش أنكر وعمرنا ما سمعنا عنكم كلمة تسئ،،بس دا جواز يا محمود ..هاه اتكلم انا سامعاك)
نظر محمود حوله بعيون زائغة لا يدري حقا ماذا يقول أو ما المطلوب منه ..ليميل علي والدته رجاء ويهمس ..
( ماما ....اقول ايه؟... ولا أقولك اتكلمي انتى يا ست الكل)
لترفع سحر حاجبها وتنظر اليه ساخرة وتهتف في نفسها ..
(تصدق ...دا انت عريس لقطه واللي زيك مش يترفض  أبدا...دا أنا بختي من السما....يا .......مودى حبيب ماما انت)
وتعلو ضحكتها الساخرة داخلها أكثر وأكثر........
 

الفصل الرابع

الليلة ليلة الحناء، ،،سعيدة جدا جدا يا بنات، ،ياسين يحاول قدر استطاعته ،،لمسات بسيطة تشعرني بأن الله أنعم علي بأفضل زوج....

يكفي أنه كل زيارة يحضر شيكولاتة ووردة لونها احمر روعة..

والدى أتفق علي فرح بسيط وشبكة أبسط، ..علي الرغم من أن ياسين كان مصر علي الافضل في كل شئ...
، ،لكن هذا سيكلف مبالغ كبيره وديون كثيرة ..
،ليس من العقل ابدا أن أبدأ حياتى بديون ...،مسئولية الأطفال أصبحت في رقبتي.....
أخشى ألا أكون علي قدر هذه المسئولية.. .لكنى أدعو الله باستمرار ان يوفقني لما فيه الخير لهؤلاء الأطفال المساكين....
************************
اليوم حفل زفافي..... خائڤة ومړعوپة.....حالي اصبح مثل كل الفتيات ولم أتوقع أني مثلهم....
أتصل ياسين ظهرا وتحدث بنبرة غريبة 
《الووو،السلام عليكم...،أيوه يا سمر،.. أخبارك..، ،هكون عندك بعد ساعه أن شاء الله علشان أوصلك للبيوتي سنتر.....اتفقنا》
سألته پخوف مستشعرة خطب ما حدث معه::
《مالك يا ياسين، ،في مشكلة لا سمح الله، متضايق ليه》
رد بنبرة طغي عليها التعجب والرضا والراحة اخيرا؛

《ياااه يا سمر..أول مرة حد يحس بيا ،ربنا يخليك ليا...عمرى ما تخيلت انى ممكن أضايقك في يوم مهم في حياتنا زى دا...والله ڠصب عنى، أنا آسف》
شعرت بالفزع الشديد والړعب:
《في ايه،،أتكلم، ،قول علطول حصل ايه》
تنفس بصوت مكتوم ينم عن الڠضب الشديد وقال 
《مريم رفضت تخلي الأولاد معاها النهاردة...كنا متفقين على يدك...وسكتت مش قالت غير دلوقتي حالا،،،مش هعرف أتصرف،،،الأولاد هيفضلوا معانا》
ضحكت ضحك هستيرى وتمتمت بكلمات مبهمة المعانى،،،أظن كنت أقول
《يسامحك ربنا، ،،،ليه يعنى،،،،مريم ،،،،،،مريم》
أنتقلت عدوي الضحك له ايضا واڼفجر يقهقه بشده ثم فجاءه صمت وسأل بصوت خاڤت 
《زعلانة مني يا سمر؟》
أبتسمت برقة لاحساسه المرهف وقلت 
《أزعل منك!!!! ليه؟،خلاص دول أولادنا، ،لا يوم ولا اتنين هيفرقوا ،وكدا أفضل للكل، ،أكيد مش هيكونوا مبسوطين بعيد عن بيتهم 》
      *******************************
حفل زفافي كان بسيطا،،،وروعته في بساطته، ،شباب الحي أحيوا الحفل بأغاني شعبية مبهرة،،،السعادة كانت ترفرف علي اجواء الحفل دون تكلف أو بهرجة زائفة ،،أما أولادى فللعجب قمة في الهدوء بطريقه غير طبيعية لدرجة أنى سألت ياسين
《ياسين!!!هم الأولاد مالهم هاديين كدا،،اياك تكون شخطت فيهم أو زعلتهم》
ضحك ياسين بعفوية شديدة
《مش تقلقي يا حبيبتى، ،الصبر شويه، ،،وهيرجعوا عفاريت،،أقصد أطفال زى باقي البشر...........》

وانتهي الحفل علي خير،،،وقبلت أمي وأخوتي،،وتحركنا لمنزلنا  ،،لحياتي الجديدة،،،،،
،أياكم أن تتنفسوا  أو تتحدثوا أو حتي أسمع اي عتاب،،،أريد أن  أعود لأمى....أين أنتى يا أمي ؟؟؟

وبدأت المجزرة مع أول دخول للمنزل؛؛
《جعان ......حاضر يا حبيبي، ،، عطشان ........الصبر يا حبيبي، ،،عاوزه أروح الحمام.....ثوانى يا حبيبتى 》
مازلت بالفستان الأبيض ،،أدور حول نفسي في دوائر مغلقه مثل عقارب الساعة،،،عيونى متسعة،،،،وفمي مفتوح علي آخره في أجمل منظر للعروس السعيدة ليلة زفافها ،،،،وزوجى  قرة عيني يضحك بصوت أيقظ كل جيران الحي
ليتساءلوا عن ضحك العريس الهستيري ليله دخلته ،،،،
،ولا يردد إلا قول
《هاديين كدا ليه يا ياسين؟ أشربى ياختي أشربى》
وإذ فجاءة أشعر بشيء يتحرك تحت الفستان ،،صړخت وقفزت للأعلى،،،،لتخرج ياسمين أصغر الأطفال سنا وجسدا من تحت الفستان وتقول بلهجة طفولية محببة للنفس 
《الله علي الفستان يا خالتو،،،ابيب حلو خالث،،وفيه حديد من جوا،،،هم ليه حطوا حديد؟》
أمسكها ياسين كما يمسك الأرنب ورفعها للأعلى هاتفا
《انتى يا بت أيه اللي دخلك تحت الفستان يا بت،،،المناطق دى محظور التعامل معاها،،،مفهوم؟يلا علشان تاكلوا وتناموا في ليلتكم .....ولا أيه رأيك يا عروسه؟》
ظهر التوهان والعته المصاحب للصدمة علي وجهي ؛
《هاه !!انت بتكلمني أنا!!!!انت مين؟ أنا فين؟!ماما راحت فين ؟》
لطم على صدره صارخا
《يالههوى!!!! انتي فقدتي الذاكرة من أول خمس دقايق، ،،،،أصبري طيب نفرح زى البشر العاديين وبعدين أبقي أنسي براحتك،،،،》
ارتسم الخبث علي وجهى وهتفت بمكر محبب له؛
《 لاء ،،أفضل وقت لفقدان الذاكرة هو دلوقتي ،،،،عاوزه أغير هدومي 》
نظر الي بمكر هامسا وغمز بعينه؛
《 أي مساعدة ،،،،أحنا تحت الطلب والخدمة؟》
أجبته بسخرية شديدة نظرا للحال حولنا:
《يا عم أجري كدا،،،روح دخل بسمة الحمام،،،وأنا هغير هدومي وأجهز العشا،،،يلا اتحرك 》
هز رأسه في اسف مصطنع وهتف
《يا عم،،،واجرى كمان، ،هو انا اتجوزت بياعه خضار ولا ايه؟!! ما علينا كفايه لحظة الفستان دى،،،،طول عمري كنت مرتبلها حاجات تانية في دماغي،،،راحت اللحظة يا خساره 》
أبتسمت  بسعادة غامرة لقلب ياسين الأبيض  وقلت 《هششششش،،،الأولاد واقفين،،مش عاوزه نتأخر عليهم علشان يناموا》
أقترب مني ببطء وهو ينظر الي نظرات غير بريئة بالمرة 
《آه يا لئيمة،،عاوزه تنومي الأطفال الغلابه دول ليه؟،، ليه فهميني؟》
وفجاءة صړاخ يأتي من لا مكان وكل مكان
《بابا،،،،،يا بابا،،الحقيني يا بابا،،أحمد شد شعرى》
ضحكت من كل قلبي وأشرت اليه هاتفة
《اتفضل يا ياسين،،،شوف المشكلة، ،وانسى الفستان يا......بابا》......

أسرع ياسين ليرى المشكلة ودخلت غرفتي لأبدل ملابسي ثم خرجت بسرعة لأجهز الطعام، ،،جلسنا جميعا كعائلة كبيرة جدا جدا، ،،الطعام كان لذيذ.....قال  ياسين بحب صادق 
《ربنا يبارك فيكي يا حماتى ،،،احلي اكل وكتير كمان》
ابتسمت برقه وهمست  
《ماما أفضل أم في الدنيا وبتحبك اوى 》
مال ناحيتي وهمس بإغواء اوقف أنفاسي ؛
《طب وبنتها بتحبنى ولا بتحب.......هشششش،،،يلا الاولاد بدأوا يناموا》
دخل الاولاد الي غرفهم ،،وأخيرا عم  الهدوء البيت،،،،، شعرت بالفزع الان، ،،،التوتر والخجل والخۏف أشياء كنت أظن اني اكبر واعقل من أن أشعر بها... ضحك ياسين علي هيئتي وحاول أن يلطف من أجواء التوتر والخجل فقال
《أكيد ندمانه دلوقتي علي الجوازه دى، ،وبتقولى أنا اللي جبت ده كله لنفسي 》
ضحكت باستمتاع قائلة بمرح:
《فعلا ،،أنا اللي جبت ده كله لنفسي 》
رد عليا پصدمة وعيون متسعه
《شوف البت،،،طب جاملينى،،قولى بالكدب أنك مبسوطه، ،على طول كدا خبط لزق في وشى》
نظرت إليه بحنان واضح 《مش بقولك الحق،،ولا تزعل يا سيدى،،،حقيقى انا مبسوطه، ،ربنا يخليك لينا،،كفاية انهم بينادوا عليك يا بابا، ،،،وكنت متحمل كل دا لوحدك》
أقترب مني وقبلني برقه علي جبهتي وأغمضت عيوني، ،،وفكر انه يطور القبله وينقلها لمكان آخر، ،،مجرد تفكير ،،،لم يجرؤ المسكين علي تحقيقه في أرض الواقع ......وانطلقت صفارات الانذار 
《بابا،،الحقنا يا بابا أمير تعبان اوي》
تحركنا نحن الأثنين لنري ماذا حدث، ،،وجدنا أمير جسده أحمر وانتشرت به البثور،،،سأله ياسين
《أنت أكلت حاجة فيها شيكولاتة النهاردة》طأطأ أمير رأسه اعترافا بالذنب
《ايوه يا بابا》
تنهد ياسين وقال
《انا هطلع بيه علي المستشفى ،،،،عنده حساسيه،،لازم ياخد حقنه،،،خليكى أنتي مع الأولاد، ،،وخدى بالك من العيال يا باتعه،،،اهئ اهئ،،،لحد ما ارجع ما هي باينه من أولها ،،،واستني والنبي علشان أكمل البوسه بس.....》
لكزته في ذراعه هاتفة
《يلا بطل هزار وأطلع بالولد علي المستشفي》
هز رأسه في حزن مصطنع:
《يا ناس  حرام  عريس يبات في المستشفى ،،،يمهل ولا يهمل 》
الحمد لله عاد من المستشفي فجرا،،،وأمير اصبح بحاله جيدة.......
وأياكم والتفكير في أى سوء نية  القي بنفسه علي السرير ليغط في نوم عميق من شدة التعب ولم يشعر بنفسه ،،،،فعلا ليلة زفاف ليس لها مثيل في التاريخ......فعلا لي في الحظ نصيب الأسد يا أمى....دعواتك يا ست الكل...

********************************؟***********
جلست منيرة متربعة داخل غرفة سمر هي ورضا وفاتن ينظرن لبعضهن البعض لتبدأ فاتن الكلام بهيام ورومانسية شديدة؛
(يا تري بتعملوا ايه يا سمر انتى وياسين دلوقتي ...اكيد طايرين من السعادة والفرحة،،،يا ناس عاوزه اعرف اللي يتجوزوا..أول ليلة بالذات بيتعاملوا مع بعض ازاي)
نظرت نحوها رضا بحكمه ووقار لا مثيل له وهزت رأسها دليلا على الفهم العميق لأبعاد الموضوع:
(عادى يا بنتي ..اكيد بيبوسها في دماغها ويطبطب عليها ويتعشوا ويناموا)
نظرت إليها فاتن بغيظ وهتفت
(شوفي ازاي ..وانا اللي ضيعت سنين عمري في البحث والتمحيص والتدقيق علشان اعرف بيعملوا ايه ولا بيقولوا ايه في الليلة دى!!! )
ثم نظرت إليها وسألت بمكر
(رضا حبيبتي...بما إنك الخبرة هنا ودا واضح من معلوماتك القيمة تتوقعي ليه سموا الليلة بليلة الډخلة)
نظرت إليها رضا وردت بجدية كادت أن تجن لها الفتاتين منيرة وفاتن:
( علشان هم  الاثنين العريس والعروسة بيدخلوا بيت جديد اول مرة يدخلوه فسموها ليلة الډخلة ...حاجه مش صعبة ولا محتاجه مفهومية )
رفعت منيرة يديها للسماء وهتفت؛
( اللهم لا أسالك رد القضاء ولكني اسألك اللطف فيه )
ونظرت ناحية رضا بحنان وحب وقالت
( رضا انتي طيبه اوي ،،،وفي موضوع لازم احنا كأخوات نتكلم فيه لأنه هيتفتح  قريب جداوهيجرحك جدا لازم تكوني اقوي من كدا)
ارتجفت رضا وردت بضعف شديد
(خير يا منيرة ...قولي ما خلاص مفيش ۏجع بعد الۏجع ولا چرح أكتر من اللي كان)
نظرت إليها منيره مشفقة لا تدري كيف تغير حال اختها وتنزع هذا الحب المړيض من قلبها لكنها ستكون الجراح الذي يبتر بمشرط حاد ما يؤذي الجسد فقالت بشجاعة
(اخدتوا بالكم من نظرات عمتو رجاء النهارده لفاتن في الفرح ،،،أتوقع بكره بالكتير هتيجي تطلب أيد فاتن للدلوعه بتاعها)
ارتعشت رضا وبدأ جسدها في الاختضاض ودموعها في الاڼهيار وصړخت فاتن
(بتقولي ايه يا منيرة ..هي مش خطبت سحر بنت ابراهيم الجواهرجي مالها بيا أنا)
ردت منيرة برزانة وفهم لما حولها
( آخر الأخبار انهم موافقين ) 
واردفت مكملة بسخرية شديدة 
( بس العروسة وامها اشترطوا مؤخر كبير وشبكة ضخمه وفرح فخم ...طبعا عمتو حاليا بتحاول تعمل مقارنه بين سحرحتي لو أبوها غني وبين فاتن..
بالنسبة لها موظفة بمرتب كبير جميله مش هنتشرط من وجهه نظر الغالية عمتو علشان ابنها اللقطة اللي مفيش منه اتنين )
نظرت إليها فاتن بعيون سوداء متسعة وهتفت
( عشم ابليس في الجنة تنسي الموضوع دا خالص ) 
ونظرت بعيون حزينة نحو رضا وسألت منيرة 
( منيرة من وجهه نظرك، ،ايه اعتراض عمتو علي رضا مع ان رضا موظفة هى كمان وجميله وبنت أخوها )
واردفت مكملة بسخرية شديدة 
(اظن لو قالت لرضا هاتي الشبكة والجهاز واعملي الفرح ..رضا مش هتتردد للحظه صحيح مراية الحب عميا وطرشه ومكسحة كمان)
نظرت منيرة نحو رضا وتحدثت بخفوت 
( اعتراض عمتو علي رضا  مش علي السن ولا الجمال ،،،اعتراض عمتو علشان محمود بيحب رضا )
شهقت رضا وفاتن پعنف وتساءلت فاتن
( ترفض علشان ابنها بيحب رضا !!!
معقولة دى !!انا مش فاهمة!!)
أجابت منيرة بحزن مرير
( ايوة ..اللي زى عمتو ما صدقت أنجبت ولد  علي خمس بنات...ولد ليها هي ..مش متقبلة فكرة إن أبنها يحب غيرها ..ومن وجهه نظرها الحب بداية لضياع ابنها من سيطرتها وتمرده عليها....ويبدأ يسمع كلام مراته حبيبته طبعا......ودا مستحيل توافق عليه)
وضحكت منيرة بصخب وسعادة
( طبعا الجوازه بتاعه سحر هتم لما فاتن ترفض وپعنف كمان ...فهتكمل الجوازه بس نكاية فينا )
وتعالت ضحكات منيرة أكثر وأكثر وهتفت ..
(مش تعرف المسكينة ان أيامها هتبقي سودا منقطه بازرق علي كحلي،،،وهتبقي ماشيه تبع المثل الشعبي
(جيت اكيد بيك الناس اتكدت أنا وشمتت فيا عزالي)
وتعالت ضحكات منيرة وفاتن وانهمرت دموع رضا أكثر واكثر....
***************************************
ابتدأت حياتنا من الصباح الباكر، ،استيقظت وبدأت في تجهيز الإفطار، ،،،،،وقمت بعمل جرد لمخزون البيت
واعدت ترتيب المنزل،،،أفضل شئ البيت كبير 
ومتسع للغاية،،الأولاد في أربع غرف ،،اثنين للأولاد واثنين للبنات،،،ياسين قام بفصل شقة صغيرة لنا بحمام ومطبخ،،،
الأولاد واقع عليهم الظلم سواء في الملبس والمأكل....
لا ألوم ياسين ابدا،،يكفيه شرف المحاولة في رعاية
كل هذا العدد المهول بمفرده دون معين،،،
الطعام يأتي طوال اليوم من عند ست الحبابيب،،الطعام كثير جدا《كرم حاتمى أمى الغالية》
لكن لابد من الحرص،،،،طلبت من أمي ألا تحضر كل الطعام مطبوخ...
جزء منه أضعه في  المجمد استخدمه فيما بعد ،،،،أمي حفظها الله استمرت في احضار الطعام طوال الأسبوع،،،قمت بعمل قائمة طويلة لجميع احتياجات المنزل،،،،أمي سيدة مدبرة للغاية ومنظمة تعلمت منها كيف اتحرك بمبلغ بسيط لعدد كبير من الأفراد،،سعيدة سعادة لم أتوقعها لحياتى الجديدة،،،ياسين طيب وخدوم جدا جدا، ،،يساعدني في كل أعمال المنزل يوميا.......
كنت في المطبخ سرحانة أغني وادندن مع نفسي،،،وصړخت على غفلة،،،،ياسين غمزني وضحك قائلا 
《اوعي السريع،  القطر هيعدي 》
ابتسمت بلؤم وهتفت
《سريع مين يا عم،،،،،علي رأي ريا في المسرحية "فاكر ليلة ډخلتنا يا حسبو》
حضڼي بقوة وسعادة وهتف:
《فاكر يا ختي فاكر،،،شكلك هتفضلي تذليني بيها طول عمري،،،،لا أصحى لنفسك!!!وبعدين أنا قمت بكل التعويضات المطلوبة،،،احم ،،شكلك عاوزه تعويض، ،،،،،،،،
كان علي عينى .......جعاااان وعاوز اتغدى ،،هتغدينا ايه النهاردة؟》
أجبته بحب صادق وشديد:
《فراخ وملوخيه،،وأرز يا حبيبي، ، ،يلا اتفضل اعمل السلطه،،،》
ببساطة شديدة رفع اكمامه وقال 
《سلطه بس ،،،استني هعمل طشه الملوخية، ،،دا انا عليا شهقه،، متقوليش لعدوك علي جمالها 》
أحبه وأعشقه يا بشړ ،،،زوجي وأحبه،،،
النجدة قبل أن أغرق في بحر هواه وهذا يا سادة يا كرام
كل ما أتمناه.........لكن هل ستتركني الأيام أسعد بهواه، ،، فمن يدرى ماذا تخبئ له الأيام ...
******************************************
أسرعت منيرة لتفتح الباب لتجد عمتها رجاء في وجهها ولټحتضنها بحب زائف وتقول :
( عقبالك يا منيرة يا بنتي انتي كمان ما تتجوزي وتخلصي من كلمة عانس اللي لازقه فيكي دى ونخلص منك انتي كمان)
ارتسم الشړ علي وجه منيرة ورفعت حاجبها 
ايذانا بإلقاء الرد المناسب لعمتها ...
إلا أن خروج فاتن من غرفتها انقذ عمتها التي سارعت لاحتضان فاتن وتقبيلها بحماس شديد وهتفت؛
( قمر يا فاتن ...بسم الله ما شاء الله عليكي احلي اخواتك يا بت وابقي عبيطه لو سبت الجمال دا يروح للغريب)
لتنظر فاتن نحو منيرة ويسقط الاثنتان من كثرة الضحك دون رد عليها لترفع العمة حاجبها متعجبة وتهمس في نفسها
( مساكين مش مصدقين ان واحدة منهم هتتجوز كمان ..ومش اي حد دا حوده حبيبي ابني الغالي ...يلا نعمل الخير ونرميه البحر...برضه بنات اخويا وسترتهم واجب عليا)

الفصل الخامس

تحرك ياسين داخل المطبخ بكل نشاط وحيوية،،حقا هو رجل بكل ما تعنيه الكلمة من معان،،،،تساءل ياسين وهو يجهز الأطباق لغرف  الطعام
《 ألا صحيح يا سمر،،،فهميني ايه حكاية علب المربي الفاضية اللي مكتوب أسم كل واحد من الاولاد عليها》
أجبته ببساطة ودون تكلف:
《دى حصالة ،،كل واحد من الاولاد ليه مصروف يومي بسيط جدا،،جنيه واحد،،،واللي يسمع الكلام،،،ويوضب سريره،،ويأكل طبقه ياخد مصروفه يحطه في الحصالة،،ونبهت عليهم بعد شهر هنشوف الحصالات ونروح نتفسح كمان ،،وأن شاء الله نقدر نطلع مصيف أسبوع مع بعض 》

تفاجأ ياسين ورد مندهشا:

《مصيف يا سمر!!!! انتي بتتكلمي بجد، ،،،سيبك من الفلوس..ازاي هنقدر نراعي ونخلي بالنا منهم كلهم، ،،أكبرهم تسع سنين يا حبيبتي》
نظرت اليه نظرة ثقة وتأكيد لحسن تفكيري...

《عارفه، ،ولازم تعرف ان تسع سنين مش صغير ،،،هنمي فيهم إحساسهم بالمسؤولية تجاه اخواتهم،،،يعني كل واحد يراعي ويكون مسئول عن اخوه الصغير....》
نظر الي لفترة طويلة وهو صامت وأخيرا قال؛

《هو انا عملت ايه في الدنيا كويس علشان ربنا يرزقنى بيكى،،،اللبس الجديد الأولاد هيموتوا من الفرحة،،ربنا يخليكى لينا يا سمر》
تبسمت شاكرة  معترفة بنعمة الله علي بهذا الزوج الحنون المراعي لكل شاردة وواردة داخل بيته وهتفت بقلب سعيد....
《حبيبي دول طقمين بيتي لكل واحد فيهم،،يعني مش حاجه كبيرة》
نظر الي نظرة امتنان وعرفان بالجميل حين أكملت:
《قسمت المرتب نصين،،،،أشتريت بالنص الأول هدوم للأولاد علشان لبسهم قديم شوية بس》
ظهر التلاعب علي وجهه الوسيم وهتف مازحا:
《الله أكبر، ،،الله أكبر، ،،سمر بتقولي يا حبيبي》
ووضع يده علي رأسي يقيس درجة الحرارة وهمس قريبا من أذناي؛
"انتي سخنه يا بت ،،،تعبانه يا سمر بعد الشړ عليكى، ،،قولى بس يا شابة واحنا نريحوكى》
ضحكت بخجل شديد وهربت من نظرات عينيه،،،وابعدت يده برقة قائلة؛
"أنت جعان ولا نسيت ،،،والأولاد كمان 》

لكن كيف تستمر الحياة هادئة ولحظة الرومانسية هكذا دون مدمر للحظة،،،لابد من هادم اللذات،،،،فبمجرد أن جهزنا الطعام علي الطاولة وتجمع الأولاد لتناول الغداء 
حتي دق جرس الباب.......
،تحرك ياسين مسرعا ليري من القادم لأسمعه يهتف بحنان جارف صادق؛
"اهلا يا مريم،،اتفضلي..حظك حلو ،،،سمر عامله أكل يجنن"
ردت بمنتهي العنجهية وقلة الذوق:
("مفيش حد في الدنيا يعمل أكل حلو زى اكل ماما الله يرحمها،،وأنا طالعالها،،،مش بيعجبني أكل اي حد،. بس هاكل علشان خاطر مش أكسفك يا اخويا يا حبيبي ")

اللهم الصبر والقدرة على التحمل،،مريم فعلا اختصاص نكد،..درجة أمتياز مع مرتبة الشرف،، ،صمت ولم أرد عليها مطلقا احتراما لياسين، ،،تحركت واقفه لأقول بابتسامة بلاستيكية...
《اتفضلي يا مريم،،ثواني واجهزلك طبق 》

أسند ياسين ذراعه على كتفي مانعا لي من الوقوف وقال؛
《لاء ،،،انا اللي هجهز،،،خليكي انتى ،،،من الصبح واقفه مرة إفطار ومرة غدا،،وشغل بيت مش بيخلص...》
يا الله يا رحيم،،الحقد والغل ظاهرين بطريقة أنفث الڼار وأتمني أن أحرقكم احياء، ،،لماذا؟!!!! حقا لا أدرى...
لم أحاول أن أدخل معها في أي حوار،،لكن هي لا تستطيع،،أعصابها لا تحتمل الهدوء ابدا وبدأت في أطلاق القذائف الموجهه......
《ايه الأكل اللي انتي عاملاه ده،،،قليل أوي، ،انتي بتصرفي من جيبك مثلا ،،،كله من خير اخويا،،مش لازم الشطارة والتوفير في الأكل وتسيبى ياسين بالجوع》
رفعت عيناي اشكوها لرب السماء واطلب أن يلهمني الصبر ،،،معلومة انا شريرة وأستطيع الرد ،،لكن احاول قدر استطاعتي أن أمسك لسانى احتراما لزوجى، ،لكن لن اسمح لأحد أن يتجرأ على فبادرت بالقصف المدفعي الثقيل.....
《فعلا ،،الاكل اللي بعمله من مرتب ياسين،،اسكتي!!!!》
ونظرت لعينيها مباشرة في تحدي صارخ....
《مش احنا قسمناها،،مرتب ياسين للأكل وفواتير الكهربا والميه،،،ومرتبي للبس والمصاريف اليومية والطوارئ لو حد تعب بعد الشړ》
ثم تنهدت بخبث أنثوي مؤكد رفع الضغط عليها....
《 فيا عيني ،،،شايفة مرتب ياسين يادوب يكفي يأكلنا الأكل القليل ده》
ادعوا معي ،،بوادر الجلطة بدأت تظهر عليها يا بشړ،،،هل أخطأت في حقها بهذا الكلام ،،هل تتعلم مثلا وتصمت؟!!!!!! لاء فهي أقسمت قسم لا يمكن الحنث به لابد من أن تصيب من حولها بسكتة دماغية واحتمال السكر ايضا هتفت بغيرة غريبة:
《ايه الهدوم الجديدة دى كلها!!! دول كلهم لابسين جديد،،،ليه التبذير دا كله؟؟》
عوض عليا عوض الصابرين يارب، ،صمت وصمتت هي ايضا لأن ياسين خرج من المطبخ هاتفا بترحاب شديد..
《منوره الدنيا يا مريم ،،اتفضلي حبيبتي طبقك جاهز》
مريم لا تخفي كرهها سواء لي او للأطفال. ياسين لديه تفسير أنها تكره والدها،،وتخرج هذا الكره بصورة أسقاط علي الأولاد،،،لكن هذا غير منطقي أبدا!!!! ما ذنب هؤلاء المساكين لقد حرموا من الأب والأم ووالدها لم يعرهم انتباه منذ الولادة ،،،أكيد هناك دافع قوى والأيام ستوضح كل شئ.....

********************************************
        *********************************

تكلمت رجاء بصوت مداهن:
(طبعا انت أخويا حبيبي يا حمدي ...وأنا عاوزه أستر واحده من البنات لمحمود ..وانت أدري بأدبة وأخلاقه ..ايه رأيك أخطب فاتن بنتي لابني محمود..)
نظر إليها حمدى بنظرات مليئة بالحسړة وقال..
(انا كان ممكن أوافق وأجبر فاتن كمان توافق...لو كنتي اتقدمتي لبنتي الأول يا رجاء..دلوقتي الكل عارف انك اتقدمتي لسحر إبراهيم الجواهرجي وهم وافقوا ...ازاي دلوقتي تطلبي أيد فاتن ...الناس تقول ايه يا رجاء؟ ...اتفقت مع بنت ابراهيم وبعدين بنتي رسمت عليه ...طبعا دا مش هيحصل ...الجواز قسمة ونصيب وابنك ملوش نصيب مع بناتي خلينا أخوات حبابيب أحسن يا رجاء)
ظهر الغيظ والڠضب علي وجهها وهتفت..
(معني كلامك انك بترفض ابني يا حمدى ...مش كتر خيري اني بسأل في واحدة من بناتك وقلت بنت اخويا أولي بمحمود من  الغريب ..وبعدين طول عمرك مش بتجبر حد من البنات علي اي حاجه..سألت فاتن الأول)
رد حمدى بعقلانية محاولا عدم إحراج اخته..
(الموضوع منتهى يا رجاء ...قلتلك الجواز قسمه ونصيب)
هبت رجاء واقفة صاړخة..
(براحتك يا حمدي انت وبنتك ...انا اللي استاهل اصلا اللي فكرت فيهم ..وانت شايف الشارع كله بيقول عليهم ايه قلت ارحمك وارحمهم من لسان الناس ...حقيقي خيرا تعمل شړا تلقي)
وصمتت لتتخذ قرارا حاسما ثم تكلمت بنبرة تظنها مغيظه حاړقة لأخيها...
(أعمل حسابك يا حمدي ..الاسبوع الجاي كتب كتاب محمود ابني حبيبي علي سحر وطلباتهم كلها مجابة وفوقها احلي هدية مني للعروسة اللي سنها يادوب خمس وعشرين سنة وزى القمر ما شاء الله...سلام يا ابو البنات)
خرجت رجاء غاضبة مسرعه تمتم بكلمات غاضبة وتقذف أشنع الصفات والكلمات المسيئة في حق بنات أخيها ليخرج حمدى خلفها ويجد رضا وفاتن في انتظاره...
نظر حمدى نحو رضا التي تملأ الدموع عينيها وتحاول أن تكتمها هباءا وفرد ذراعيه وأشار إليها لتجري رضا وترتمي في حضڼ والدها وتبدأ في البكاء المرير ليربت حمدي علي رأسها ويقول همسا في أذنها....
(مش يستهالك يا رضا ..مش دا اللي ينبكي عليه يا بنتي ...صدقيني)
لتهتف فاتن من مكانها پغضب
(بابا دا كان متقدم ليا أنا...أنا اللي أستحق الشفقة والطبطبة والله ...ايه دا!!!!! كان ممكن اكون حاليا حرم رجاء هانم..... حماتي وعمتي العزيزه )
************************************************
        **********************************

مرت الأيام، ،تخيلوا اليوم مر ثلاث شهور كاملة على زواجنا،،الي أن جاء ياسين يوما وادخلني غرفه النوم وأغلق الباب، ،،أياكم وتفكيركم السيء دائما، ،الإ سوء الظن....وأثق بنواياكم البريئة.....
أقترب مني هامسا :
《سمر في موضوع عاوز أخد رأيك فيه 》
توجست خيفه من طريقه الحديث :
《خير يا ياسين》
رد علي مترقبا لردود أفعالي :
《في عريس متقدم لأختك ،،بس  ......بس》
تململت بقلة صبر وسألته:
《من غير نظام البسبسة دا...ماله العريس؟》
رد على سريعا حتي يقطع علي نفسه خط الرجوع....
《العريس يبقي أخو زوج مريم الكبير...》
ذهلت وصړخت دون تفكير
《ايه ؟ بتقول مين ؟ انسي الجوازه دى يا ياسين......》
اعتدلت في مكاني لتأكيد وجهة نظري ...
《أنت بتقول أخو زوج مريم الكبير!!!!أنت شايف تصرفات مريم...مش بتحبنى...وأكيد هتاخد موقف من اختي》
نظر الي نظرة غيظ..وتكلم كأنه يفهم طفل صغير..
《يعني انتي شايفة المشكلة في مريم؟...لاء اصحي يا ماما!!!المشكلة في مصعب...مصعب العريس ذات نفسه》
جحظت عيناي وضغطت علي أسناني قائلة :
《واسمه مصعب...ومشكلة في ذات نفسه ...هو في ايه؟》
وأكملت بعدم فهم وإدراك....
《هو احنا كلنا محظوظين في الجوازات كدا ليه؟》
جذبني ياسين من ملابسي وقربني ناحيته هامسا..
《ايه يا بت !!انتي مش محظوظة بيا ولا ايه؟!ولا عندك اعتراض مثلا..أدبحك دبح واحشيكي فريك وأكلك للعيال كمان》
ضحكت جذلا وسعادة...
《يا لهوي..ليه هم أكله لحوم البشر..ولا شايفني فرخه قدامك》
غمز لي بعينه قائلا بعبث :
《لاء بطة قمر مش فرخة..وأنا بس اللي حقي أكلك》
خجلت منه جدا...حقا السعادة ليست بالمال ولا بالراحة التامة....السعادة بالود والتفاهم والعشرة الطبية...وهذا ما أجده مع ياسين....
هربت من نظراته الثاقبة وسألته؛
(المهم اية موضوع مصعب ابو أسم كله احساسيس صعبة دا)
رد علي بجدية موضحا أهمية الموضوع:
(اولا : هو دكتور جامعي...وطالب أيد اختك منيرة..هي عندها كان سنة صحيح؟)
تنهدت واجبت بدون اهتمام حقيقي..
(منيرة عندها تلاتين سنة وهي أصغر من رضا ...وعلي فكرة هي خريجة معهد فني تجاري)
رد ياسين العالم الكبير ببواطن الأمور....
(ما أنا عارف..والعريس كمان يعرف كدا..هو اصلا اختارها علشان مؤهل فوق متوسط مش تعليم عالى..وسنه سبع وثلاثون سنه....واحم....وأهم معلومة انه مطلق)
هبت سمر صاړخة بأنفعال شديد:
( نعم معقد ...مطلق ...ومصعب..وفوق دا كله مريم كمان...لاء يا عم بلاش منها الجوازه دى)
رفع ياسين يده للاعلي كأنه يشكوني لرب السماء وهتف...
(انتي يا بت هتردحيلي ولا ايه؟ بالراحة وافهمي الأول، ،،مصعب طيب جدا،،بس طبعه متزمت شوية،،والله لو فهمته وعرفت تكسبه هتعيش سعيدة معاه)
صمت قليلا ليستجمع افكارة عن المسكين اذا لاقي قبولا من منيرة ..."مصعب" ...وأكمل 
(مصعب لما كان معيد...حب طالبة عنده،،كانت متفوقة جدا ..وطموحها العلمي والأدبي والمالي أعلي من مصعب بكتير..بس لما طلبها للجواز وافقت بدون تردد..ساعدها في دراستها العليا واشترطت عليه تأجيل الخلفة لحد ما تخلص الماجستير وبعدها طبعا الدكتوراه،،وكله بمساعدته هو طبعا...والتسهيلات اللي بيخوله ليه منصبه ...بعد ما خلصت الدكتوراه جالها فرصة عمل خارج البلد ..مرتب خيالي طبعا ..وابتدأت المشاكل من هنا ...طبعا أصرت تشتغل وهو رفض رفض تام..وانفصلوا بعد عشر سنين بدون أطفال..)
مازلت غير مقتنعة لذا بادرته بقولي:
( آه علشان كدا طلب أيد منيرة بالخصوص مش عاوز مؤهل عالى...لكن التجربة الأولي اكيد أثرت عليه..ومش هيعامل منيرة كويس)
نظر الي مغتاظا وهتف :
( دايما لسانك سابق تفكيرك،،بلاش تسبقي بالشړ..خليني اكلم حمايا وحماتي العزيزه وأكلم منيرة كمان تقعد معاه واللي فيه الخير يقدمه ربنا،،،بس حقيقي اعرفه كويس جدا .....عريس لقطه)....
     ***************************************
           *********************************
قمت بتجهيز اجازه لمدة يومين لأنجز أعمال المنزل المتراكمة ...جهزت وجبة العشاء لأني سأذهب مساءا لبيت اهلي....دكتور مصعب سيزورنا لأول مرة.....ستأتي رضا ومازن أخي الصغير ليراعوا الأطفال لحين عودتنا بإذن الله.......
كائن يرن الجرس بطريقة سخيفة جدا...وضع يده ويرفض أن يرفعها من عليه....فتحت الباب وتأكدت من الزائر الغريب أولا فأنا بمفردى بالمنزل ،،،ياسين بعمله والأولاد في مدارسهم ....
سترك يالله...إنها مريم مرسوم علي وجهها ڠضب شديد...
رحبت بها وأنا أشعر منها بالقلق الشديد(اهلا يا مريم ...اتفضلي..)
صوتها عال محتد النبرات..لو النظرات ټقتل لكنت في الغسل حاليا ردت بجفاء شديد..
(بلا اهلا ولا سهلا...اية انتوا هتاخدوا شباب العيلة كلها ولا ايه؟ اختك اللي بدبلوم تتجوز دكتور جامعه!!!!
حقيقي المثل اللي بيقول ( كنتوا في جرة وطلعتوا لبره،،،أخويا غلطان  انه ناسبكم من الأول..)
خرست تماما من شدة الذهول ...انسانة غريبة فعلا ولا أفهمها لما كل هذه الكمية من الحقد....ولماذا توجهها ناحيتي وناحية عائلتي ايضا ....صمت لفترة طويلة خوفا من رد قاسې قد أحاسب عليه فيما بعد فقد تملكني الڠضب ولا أستطيع السيطرة على لساني وقت الڠضب لكنها استمرت في إلقاء الحجارة بكل قوتها...
(ايه مش لاقيه رد...القطة كلت لسانك مثلا...)
رديت عليها بنفس الجفاء والطريقة الساخرة...
( لا يا مريم القطه مش أكلت لساني ولا حاجه...بس كنت بفكر ألا قوليلي  يا مريم يا حبيبتي...هو مين اللي أتقدم للتاني....جبت اخوكي من بيتهم يطلب أيدى ويتجوزني...ولا العريس اللي أتقدم كنا نعرفه اصلا..خطبناه بنفسنا لا سمح الله )
ونظرت إليها في تحدي صارخ
( اظن كل واحد بيختار اللي تعجبه....مفيش حد يجبر حد علي الزواج أو الإختيار ...وكل واحد حر واظن انك مش من حقك تختاري اي عروسة لأي حد...وكلهم والحمد لله وصلوا السن القانوني ولا عندك رأي تاني...ولو عندك رأي تاني احنا ممكن ناخد رأي ياسين في المسأله دى.....وهو اللي يحدد فين المشكلة!!!)
خرست تماما عندما نطقت أسم ياسين...للأسف لم أفكر أبدا أن أنقل الصورة لياسين ...لكن هي تجرأت فوق العادة..ليس من حقها أبدا أن تخطئ  في حق اهلي ...ولا أن تتدخل فيما لا يعنيها....
رفرف الصمت الثقيل باجنحته علينا لفترة ثم بدأت الكلام بصوت خاڤت:
( عليه أيه  خلاص يا سمر...انا كنت بقولك وانبهك بأن هو مطلق..ممكن بكره ولا بعده يعمل مشكلة ويطلق أختك زى ما طلق الأولي)
اجبتها بهدوء ساخر:
(فيكي الخير والله يا مريم ..عارفة يا حبيبتي قد ايه بتحبينا وخاېفة علينا)
وأكملت بمنطق وعقلانية 
(كل شئ قسمه ونصيب..ولسه محدش يعرف فين النصيب ..دى مجرد زيارة تعارف..)
ظهر الحرج أخيرا علي وجهها وهتفت (طيب استأذن أنا دلوقتي)
اجبت بصدق (ليه؟ خليكي موجودة نتغدى مع بعض لما يرجع ياسين)
رجعت لطبيعتها الشريرة سريعا هاتفة:
(لاء معلش ..جوزي حبيبي مش يقدر يستغني عني أبدا لازم اتغدى معاه)
رفعت عيناي للأعلي في استغاثة برب السماء وقلت ضاغطة علي أسنانى.. 
(طيب يا مريم يا حبيبتي. ربنا يخليكم لبعض ..شرفتي ونورتي)
خرجت..كنت علي حافة الغليان من شدة الغيظ والحزن ..لا فائدة ترجي من مريم..
فلنترك مريم الآن ونعود لأخر أخبار الأستاذ مصعب ...اعتذر الأستاذ الدكتور مصعب ...أكيد لن اخبر ياسين بما قالته مريم..ليس من العقل أن افتعل مشكلة من لا شئ..
خرجت أنا وياسين متأنقين لنذهب لموضوع الساعة ...
العريس رقم أثنين لبيت العوانس...علي ما يبدو أن لدينا من الحظ الكثير جدا جدا....
دخلنا البيت لأسلم علي أبي واخوتي.......
طبعا أمي حاليا لديها جناحان ترفرف بهم كأجمل يمامة من السعادة......دخلت لأري منيرة ...أنتم أدرى بمنيرة طبعا ..سنري المقابلة واتمني أن تنتهي علي خير...
أتظنون أني أخشي علي منيرة ...لا والله...
بل أموت من الړعب علي المسكين المأسوف على شبابه "مصعب"......
حقا أشفق عليه مقدما  من كل قلبي......

 

الفصل السادس

...
هل ترون تلك الفتاة الطويلة نسبيا بالنسبة لنا..
ذات الابتسامة الهادئة والقلب الأبيض والوجه البيضاوي ذو اللون القمحي ...
إنها سمر أختي الكبرى وفخر عائلتي من ذكاء ..أدب وحسن تدبير ...اها.. هل ترون هذا الرجل الوسيم ذو الشعر الأبيض والنظرة الثاقبة والأخلاق العالية 
انه حمدي حسين والدى ..نعم الأب حقا ونعم السند 
دمت في حياتنا أبي وأكرمك الله بالصحة والعافية....

اترون تلك التي ترفرف كالدجاجة بجناحيها لتبعد الأڈى عن كتاكيتها الصغار القصيرة نوعا ما بيضاء وجه أبيض مستدير جمال فوق الوصف...إنها أمل.. امي ..أشعر أنها حاليا تنتظر فقس البيضة الثانية ليخرج أولادها للحياة.....

أتتساءلون من أكون........
أنا منيرة..العمر ثلاثون عام..مؤهل فوق متوسط..
معهد فني تجاري..بيضاء قصيره عيون رائعة الجمال ..ههههه هذا أجمل ما في كما يقولون...
نظرات ثاقبة جريئة لا أخشي اللوم مادمت لم اخطئ..
لا أحب العمل ولا أريد أن أكمل تعليمي..
صراحة أنا عاشقه المكوث داخل البيت والراحة..وأعرف جيدا من أين تأكل الكتف..
أعشق  الترحال والخروج والقراءة والحياة كلها..منطلقة هذا هو الوصف الصحيح.....
تقولون عمل ..كيان..دراسة وتقييد حرية كلا البتة...وشكرا لزيارتكم والعاقبة لديكم في المسرات....
تجمعوا أيها الأحبة واستمعوا لي ..هناك عريس تقدم لي..دكتور جامعي..إذن أكيد تفكيره راقي ...
بعد أن تزوجت سمر..قل الضغط علينا قليلا وكف الناس عن إطلاق بيت العوانس علي منزلنا..الحق يقال لم أكن أعر اي إهتمام لكلام الناس....
ليس له أي تأثير في حياتي..مجرد كلام لا قيمة له..
المحظوظ بلقب زوجي لابد من أن يكون لديه صفات خاصة..
ويجب أن أقتنع به تماما....
نعيش الحياة مرة واحدة فقط...اذا لابد من أن أعيش سعيدة راضية بالمحظوظ اقصد زوجي...
أمي الغالية تدعو الله جهرا وسرا أن تتخلص من العوانس الثلاثة مرة واحدة ....
تحلم طبعا أن تتخلص اليوم مني..وأخشى فعلا أن أكسر حلمها...
وصل الدكتور السيد المبجل..وأنا مستعدة  للمقابلة .
جريئة؟ نعم ..أنا فعلا جريئة...خجولة لا...ولما الخجل !!! مجرد مقابلة عادية جدا....
دخلت غرفة الضيوف..وإذ فجاءة شئ طويل للغاية يقف شامخا...
(يا خړابي...يا حلاوة!!) 
أول معلومة أنا لست طويلة وأقل من المتوسطة أي قصيرة هذا هو الوصف الصحيح..
أعطاني أحساس أني سأعلق كمفتاح صغير في ميدالية في جيب عملاق...
أول أسباب الرفض...(الطول الفارع..هذا ظلم لا أتحمله)
نظر الي مقيما وتحدث بهدوء شديد كأن الصوت يخرج من مغارة لا ينقص إلا صدى الصوت.....
(أخبارك يا آنسة منيرة)..
قالها ببرود شديد ونظرة دونية لي ..علي ما يبدو أنه مغرور...لكن لا يدرى المسكين مع من يتعامل...
أجبته ببرود مستفز:
( الحمد لله بخير..أخبار حضرتك أستاذ مسعد)
تحول البرود لڠضب جارف وصړخ منفعلا:
( أسمي الدكتور مصعب مش مسعد)
ارتسمت ابتسامة شقية ولمعت عيناي وانخفضت نبرة صوتي
(معلش ...أنا آسفة الاتنين قريبين من بعض)
نظر الي مشدوها لفترة لتبدل نبرات صوتي ثم قال بغيظ...
( اتفضلي حضرتك ..محتاجين نتكلم مع بعض شويه)
تفضلت ..أريد أن أسمعه حقا..هو وسيم للغاية..ودمه ثقيل جدا..لكن من سيادتك حضرة الدكتور؟
لقد أعجبت بسيادتكم وسكنت رأس حضرتنا..يشبه الممثل حسين فهمي..ويستحق عن جدارة أغنية ( يا واد يا تقيل) لسندريلا الشاشة سعاد حسنى....
قل كيفيما تشاء ومهما قلت ستجد التصرف والرد المناسب يا ......دكتور ورنت ضحكة سعيدة مدوية داخلي......

كنت أختلس  النظرات اليه من وقت للأخر...متجهم الوجه..حاد النظرات..منعقد الحاجبين..رفعت حاجبي بتعجب هامسة بصوت خاڤت :
( في أية يا دكتور زرعتها بطيخ ،،طلعت بصل ولا ايه؟)
بدأ مباشرة في قڈف الحجارة بكل ثقلها :

(أولا أحب أوضح بعض النقاط اللي لازم تراعيها..اذا شاء الله وكان في نصيب وتزوجنا.....
أولا: الاحترام في التعامل ..واحترام الكلمة والمواعيد...
ثانيا : ممنوع النت والزيارات الكتيرة...
والخروج بدون أذن طبعا ممنوع حتي لو زيارة لأهلك،،،ممنوع قنوات الدش إلا القنوات الهادفة طبعا ذات المضمون العلمي والثقافي الراقي......
لكن أفلام وأغاني والقنوات الترفيهية هشفرها بنفسي بشفرة من تسع أرقام يستحيل اختراقها طبعا)

صمت فقط ليلتقط أنفاسه ثم أكمل سيمفونية المعتقلات والسجون النازية لأدلف هتلر ذات نفسه:

(طبعا مش بحب نغمة أنا أتخنقت من جو البيت وعاوزه اخرج اتفسح..أنا دكتور وليا ارتباطاتي ولازم الهدوء داخل البيت علشان أقدر أتابع ابحاثي ودراساتي وأقيم طلابي ....
وأهم شرط "ممنوع انك تطلبي تشتغلي او تفكري مجرد تفكير في الشغل")

هل تعاملتم من قبل مع نوع من الأساتذة جميع الإجابات لديه خطأ ..لا يوجد طالب يجيب اجابه صحيحة أبدا...مصعب من هؤلاء البشر ...
حقا لكل شخص حظ من أسمه هو فعلا صعب التعامل معه....ولكن حظه الحسن أوقعه معي..... 
اقتربت منه  بوجهي وأبتسمت برقة متناهية هامسة بصوت يقطر دلالا:
( طيب ..كلام جميل جدا...لكن كل اللي قلته واجبات عليا ...يا تري  هيكون ليا حقوق يا ....دكتور  ؟)
نظر الي متعجبا من طريقة ردى.....الدكتور طوال عمره يعيش مع دكتورة ..
لا يعرف مكر النساء أذا اردن شئ فكر لبرهة من الزمن وظهرت علية الحيرة :
( أكيد طبعا ليكي حقوق...هوفر لك في حدود إمكانياتي كل سبل الراحة المادية والنفسية)
ابتسمت بانتصار ولمعت عيناي بشدة وقلت بصوت خاڤت للغاية
( الراحة النفسية...تمام..علي فكرة..طلبك مقبول بالنسبة للشغل..أنا أوعدك مش هطلب ابدا أني أشتغل..وأوعدك كمان أني مش أخرج إلا بأذنك..ومش هستخدم النت ولا اتفرج على قنوات الدش إلا برضاك..)
( لكن أظن ليا حق أطلب طلب وحيد يتيم صغير )
كان يسمعني فاغرا فاه متعجبا من جرأتي في الحديث،،وحركاتي الرقيقة..
أنظر في عينية بثبات دون حرج..حقي أن أراه جيدا ويراني جيدا...روحا وليس جسدا....
أبتلع ريقه بتوتر ملحوظ وقال:
( طبعا .حقك ،، بس أسمع الطلب الأول..ويا تري يتعارض مع شروطي ولا لاء)
ارتسمت ابتسامه ساخرة علي شفتاي..الدكتور ذو المركز المرموق يحاول أن يوصل لي انه إذا لم أقبل بشروطه ...فالأمر منتهي بالنسبة له....
حسنا هناك مقولة جميلة تقول
" من يضحك أخيرا يضحك كثيرا "
تحدثت بثقه ودون أن يهتز لي جفن:
( طلبي انك تاخد اجازة ثلاث ايام كل شهر..يكونوا حقي انا...أختار البرنامج للإجازة)
ورفعت عيناى بخبث نحوه:
( وطبعا لازم موافقتك علي البرنامج او تعديله علي حسب رأيك)
سأل محاولا التملص من الفكرة:
( وهل الأمر دا له علاقة بقبولك الزواج منى)
نظرت لعينيه مباشرة في تحدي وقوة هاتفة:
( الطلب دا له علاقة بأن الدكتور عليه واجبات زى ما له حقوق...ودا مش أمر ..دا مجرد رجاء بسيط وأظن أن حضرتك مش بخيل لدرجة انك ترفض راحة لتلت أيام في الشهر)...
ينظر إلى نظرة ثاقبة..كأنه يحاول أن يستكشف الكائن المقرر له أن يرتبط به...بالنسبة لي رسمت وجه اللامبالاة..كأني لا أهتم أو أبالي بما يحدث حولي ..وأخيرا تحدث المصعب الصعب الصعيب قائلا؛
( واذا حصلت أي ظروف طارئه..ولغيت الأجازه لأي سبب)
کرهت التاء التي معناها واضح جدا ..لابد من الصبر فأمامى طريق طويل من المصاعب مع مصعب...
أجبته بهدوء مستفز ...

( طبعا الدكتور مصعب رجل يحترم كلمته ويوفي بوعده... فاذا اضطرته أي ظروف قهريه لقرار زى كدا  في شهر..عادي ظروف وبتحصل..لازم طبعا  هيوفر مقابل....يعني وقت تاني مناسب ليه..واكيد مش هيطمع فى ثلاث ايام كل شهر...بس ممكن الأيام تتجمع علي بعض....
بمعني حصلت ظروف في شهر..الاجازة الشهر اللي بعده ست أيام..فعادي سهله وبسيطة يا.... ونظرت مباشرة لعينيه وضغطت علي الحروف واكملت ......دكتور.)

نظر الي متساءلا....
( ممكن اسألك سؤال محرج شوية؟)
قالها بثقة علي طريقة صبرا سأوقعك في شړ أعمالك....سنري من ېصرخ اولا يا.....صعيب الصغير .
( طبعا اتفضل أسأل براحتك)
أجبته ببساطة شديدة احسد عليها وأنا أعود لأسند ظهري علي حافة الكرسى واتعمد ألا أنظر للأرض......
شعرت بأنه يتراجع كأن الأسئله حقا محرجة ..أم أن ثقتي الشديدة هزت غروره بعض الشئ ...
مصعب يا بني اياك واللعب بالنيران معي أنا بالذات ...فأذا اقتربت منك احرقتك واذا ابتعدت لوعتك ولن يكون الاحراج إلا لك يا قلب أمك الغاليه ..
.طالت فترة صمته فابتسمت برقة محاولة تشجيعه علي أسئلته المحرجه...
( اتفضل أسأل يا دكتور ...كلي آذان صاغيه ..ومش تقلق الحرج مرفوع والڠضب ممنوع )
نظر الي بتحدي....وهمس بصوت سمعته رغم خفوته
( انتي اللي اصريتي ..يارب مش تنقهري من اسئلتي)
لتزداد ابتسامتي وتملأ وجهي وأرد بنفس الصوت الخاڤت:
(يارب انت اللي مش تنجلط من اجاباتي يا ......دكتور)
تكلم أخيرا متساءلا:
(انسانه زيك  ذكية جميله حقيقي..مستوي أهلها المادى والاجتماعي كويس..ليه مش كملتي تعليمك الجامعي؟ 
ولا اتجوزتي لحد دلوقتي؟ 
وبكل صراحة هل ارتبطى بعلاقة عاطفية قبل كده؟ )
ارتسمت الشقاوة على كل ملامح وجهى واجبت بدون أي انفعال ؛
( هرد على آخر سؤال ....لاء عمري ما ارتبطت بعلاقة عاطفية قبل كده...لأني شايفه اي علاقه او فكرة العلاقه اصلا غير سوية..ولو مفيش ارتباط رسمي خطوبة مثلا او كتب كتاب دايما آخرها الفشل..وأنا أكره الفشل.....ومليش في جو البكاء على الأطلال وظلموه وباعوه والكلام دا كله.....
اما الجواز فدا قسمة ونصيب مش ينفع اصلا نقول ليه لأنه رزق من الرحمن مش بأيدينا......حصل يا....دكتور؟)
كان مصعب مسحورا حقيقي من التلقائية وقوة الردود المنطقية في كلامي واتسعت عيناه دهشة واعجابا حين أكملت:
(اما بالنسبة  للتعليم ..فلو سألت كنت عرفت اني جبت مجموع يدخلني كليه محترمه...بس مليش مزاج..مش بحب طول الدراسة فاكتفيت بالمعهد ..بابا ربنا يخليه لينا ديموقراطى وجبت تقدير جيد جدا....لو حبيت أشتغل فكنت هلاقي شغل ...لكن أنا مش عاوزه اشتغل...كسولة من الآخر)
نظر الي مذهولا..احتمال انه يتمني أن يضربني الآن ....هذا هو الإحساس المناسب لتعبيرات وجهه....
حقا والله هذا المصعب لو حصل نصيب سيري أيام فل مغطي ومحلى بالسكر والعسل ...أكيد طبعا من المؤكد والتأكيد......
شعرت به أحتار...لا يستطيع الوصول لقرار.. 
وقف لكي ينهي المقابلة وقال بتردد..
( أنا هسيبك أسبوع تفكري براحتك وتردى عليا في طلبي .ووووو ان شاء الله ربنا يقدم اللي فيه الخير)
تبسمت بهدوء قائلة؛
( انت شرفتنا يا دكتور ..وقراري مرتبط بقرارك زى ما قلت لحضرتك....وأنا بعفيك من أى حرج...ولو شايف انه مفيش توافق....عادى كل شئ قسمة ونصيب....)

***********************************************
         *********************************
رن جرس الباب ...
( أحمد حبيبي ..أفتح الباب لبابا ناصر ومراته)
جري أحمد وفتح الباب ..الأولاد مطيعين حقا..وخصوصا اني اجعل دائما ثواب وعقاپ ودائما الثواب معنوى ...يعشقون الخروج والتنزه في الحدائق ولعب الكره صبيان وبنات ...جو بسيط غير مكلف ويسعدهم جدا جدا....اخيرا اعتادوا الأعتماد علي النفس وتحمل المسؤولية بل ورعاية اخاه الأصغر ايضا ...أنا وياسين نلاحظ الجميع ولا يغيبواعن أعيننا لحظة واحدة...
دخل ناصر وزوجته....نادت علي زينة زوجة ناصر ؛
(سمر ...سمر تعالي شوفي كدا جبت ايه؟)
خرجت لأستقبالهم زينة جميلة جدا ما شاء الله...لكن هي كأى أمرأة أصيلة لابد من أن تلبس اجمل ملابسها وأغلاها كلما قامت بزيارتي...وتوضح باستمرار كرم ناصر وعشقه لها..وأنه يحضر لها كل شئ تتمناه وأكثر واني أنا المسكينه لا أحلم مجرد حلم أن يكون لدى مثل هذه الأشياء من عظم مسئولية الأولاد...لكنها صدقا أهون بكثير من مريم ...
( بسم الله ما شاء الله...جميلة أوي الشنطة دى يا زينه ومناسبة جدا علي الدريس الجديد ...مبروك عليكى)
ازدادت زهوا وقالت:
( طبعا أنا اخترتها بنفسي..وناصر حبيبي قال مادام عجبتك يبقي لازم تشتريها رغم أن تمنها غالي جدا..مش كدا يا ناصر)
رد ناصر تائها:
( هاه...ايوه فعلا...حصل يا قمر ...يا أحلي حاجة في دنيتي)
خرج ياسين يرحب بهم بحفاوة:
( اهلا يا ناصر ..أخبارك يا زينة؟)
ردت زينة بخبث 
( الحمد لله ..أخبارك انت ؟ والعيال عاملين اية معاك؟..الله يكون في عونك يا سمر ...الكل بيقول ازاي قادرة توفقى بين شغلك ومسئولية فريق الكورة اللي معاكي؟ يا بنتي دا أنتي ولا حسن شحاتة في أيامه)
ضحكت بمرح وسعادة هاتفة:
( حقيقي بفكر أجيب الصفارة قريب ...واخلي بالي من ضربات الجزاء ما بينهم ..ربنا يهديهم ويحرسهم جميعا)
غمزت زينة بخبث هامسة؛
(طب ايه !!!الفريق كدا ناقص فردين...ولا العيال مزنقين عليكم ...أي خدمة عندى دوا منوم خفيف يناموا للصبح وهتدعيلي....)
ضحكت من كل قلبي وهمست لها..
( شوف البت..بدل ما تقولي اخدهم يوم عندي ....منوم يا زينة !!!!!  حرام عليكي..)
ضحكت بدلع ودلال خاص بها.
( لا يا ماما ..انا عاوزه أعيش وادلع مع جوزى ..ناقصة عيال وۏجع قلب ..دا أنا شايلة هم البيبي اللي في بطني من دلوقتي..)
وقف ناصر محدثا ياسين
( ياسين ..كنت عاوزك فى موضوع ضرورى)
رد ياسين بسرعه 
(اتفضل معايا في الصالون ...خير إن شاء الله  يا ناصر)
دخل ناصر خلف ياسين ونكس رأسه وهتف؛
( من غير مقدمات..مش هدفع أي مبلغ الشهر دا للاولاد...ووووو تتتتت)
شعر ياسين بالقلق فهتف به.
(في أية يا ناصر؟ مش قلت من غير مقدمات !!!! بتأتأ ليه؟)
نظر ناصر الي الأرض غير قادر علي مجابهة نظرات أخية وهمس بضعف وخوف..
( محتاج عشرين الف ضرورى يا ياسين....وإلا هتسجن قريب...)

************************************************
         **********************************
جانا الهوا جانا ...ورمانا الهوا رمانا.....
خرجت منيرة من غرفتها وهى تدندن بالأغنية الشهيرة للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ...لتقابلها اختها الصغري فاتن وتضحك فاتن قائلة:
( يا عيني يا عيني..شكلك وقعتي في الدكتور مصعب وخلاص هتدخلي القفص برجليكي)
ابتسمت منيرة بسعادة وهيام وهتفت( وماله القفص ...احلي وأطول قفص ممكن تشوفيه..كفاية انه قفص الدكتور مصعب ...احم احم ..وبعدين يا بنتي انتي أدرى بقدراتي...طبعا هو اللي هيدخل القفص مش أنا)
نظرت إليها فاتن بدهشة متساءله..
( موافقة خلاص ومعجبة كمان ...انتي ناسيه انه مطلق يا منيرة ...أكيد مراته الأولي مش ارتاحت مع كترة اوامره وتحكماته الشديدة الغير معقولة دى)
نظرت إليها منيرة بنظرات غامضه غير مفهومة وقالت
( مراته الأولي ست غبيه علشان اتخلت عن شخصيه زى مصعب ...شخصية سهلة التعامل مادمتي بتتعاملي بالمنطق والعقل وتكوني علي قدر المسئوليه ...مصعب انسان حقيقي بيحب الحق ويتعامل بالاصول...وبعدين المطلق او المطلقه مش أساءوا لحد علشان كلنا نعاقبهم بالأسم والرفض ...عادى ناس مش ارتاحت مع بعض خلص الكلام بس)
تمتمت فاتن بحالميه وهيام؛
( يااه...يا منيرة...كل دا اعجاب من مقابلة واحدة بس ...أمال لو أتجوزتيه...هتقولي فيه شعر)
نظرت إليها منيرة بهدوء قائلة:
( ومن نظرة واحدة كمان وحياتك....مصعب راجل محترم..بيدخل البيت من بابه)
ونظرت إلي اختها نظرة كلها معاني وأكملت
(الراجل المحترم  مش كل شوية يتحجج بالظروف ..ويوعد الف وعد ويخلفه وطبعا الشماعة الجاهزة الظروف....اللي  زى مصعب الف طالبة تتمني بس انه يكلمها او حتي يوعدها....وطبعا الطيبات الغبيات اللي بيصدقوا الحجج العبيطة كتير)
شحب وجه فاتن في لحظة وهتفت بصوت لا يكاد يسمع :
(كل واحد وله ظروف.....كل واحد وله ظروفه)
لتنظر إليها منيرة بثبات وتضغط على كل حرف من حروف كلماتها؛
( مفيش ظروف في الدنيا تخلي أي شخص يربط حد جنبه من غير حتي خطوبه بلاش حتي الدبله لو الظروف متدحدرة للدرجه دى...مجرد كلمه قدام أهلها واهله ...يعرف الدنيا كلها انه هيعمل المستحيل علشان يفوز بيها...لكن الشخص اللي بيأجل ويتلكك حتي انه يتقدم صعب عليه ويفضل يحب في الخفا كأنه حرامي بيسرق لحظه مش من حقه....اعذريني دا مش راجل اتمسك بيه أبدا...واطرد العرسان من برا لبره علشانه....طبعا أنا بتكلم عن الشخصية المحترمة اللي بتحترم  حرمة البيوت...مش بيتسلي ببنات الناس بأسم الحب....
انا واثقة أن مصعب أول ما شعر بالحب تجاه طليقته اتقدملها مباشرة...ولا اية رأيك يا فاتن؟)
لم ترد فاتن وتحركت في صمت حزين لتهز منيرة رأسها في اسف قائلة ( امتي هتعقلي يا فاتن امتي)
وتتحرك دون أن تنتبه فتصطدم بأمها والتي تأوهت هاتفة
(مالك ؟ ماشية سرحانة ليه؟ يارب مكتوب على كل واحدة منهم أفضل سهرانة متعذبة أفكر هتم ولا لاء)
ضحكت منيرة بصخب هاتفة
( احنا برضه اللي بنسهرك يا امول يا قمر ولا الحج اللي كل ما يجي عريس يصغر عشر سنين...سمر عشرة وانا عشرة...نهار ابيض..لما كلنا نتجوز كدا ممكن يرجع الحضانة يا أمل )
لتضربها امها علي رأسها بغيظ هاتفة
( تصدقي عنده حق يطفش..حد ناقص بلاوي...وانا بقول ليه يومين لا حس ولا خبر...والله طلع بيفهم الدكتور دا..)
شمخت منيرة بإنفها عاليا رفعت صوتها
( وحياتك عندى يا ماما ..اقصاها النهاردة يا بكرة بالكتير هيجي علشان نتفق على الفرح....وعيشوا هنا من غيري لو تقدروا)
وهزت كتفيها وتحركت مغنيه بصوت عذب جميل
( البحر بيضحك ليه ..وأنا نازلة ادلع املي القلل)

نهاية الفصل السادس

تم نسخ الرابط