رواية فرح كاملة
المحتويات
بت يا فرح الحقى.. عندى ليكى خبر بمليون جنيه
عاملة نفسك نايمة...بقولك قومى يابت...لو سمعتى الخبر هاا....
سبينى وحياتك ياسماح انا مصدقت ماما تنام علشان انام انا كمان شوية
تراجعت سماح بعيدا عنها قائلة ببطء وبكلمات ممطوطة
طيب.. براحتك.. انا بس حبيت اقولك.. ان صالح ابن الحاج منصور... طلق مراااته
انتى بتقولى ايه!
ابتسمت سماح بسماجة تتحرك بأتجاه الباب قائلة
اللى سمعتيه... نامى بقى... ده لو عرفتى
ثم تحركت تهم بالخروج بعدها من الغرفة لكن فرح اسرعت بالنهوض وهى تتعثر بالاغطية تتجه نحوها بلهفة ممسكة بذراعها ضاغطة فوقه بقوة توقفها وهى تسألها بصوت متحشرج وكلمات متعثرة
هزت سماح كتفيها دلالة عن عدم معرفتها قائلة
معرفش بس مرات خالك لسه جايه من هناك وبتقولى طلقها ومن يومين كمان و متعرفش ليه امه مرضيتش تقول
لكنها لم تكن سوى اوهام اقنعت نفسها بها لأكثر من سنتين محاها فى لحظة خبر طلاقه وانفصاله عن زوجته ...لتجد نفسها فى نهاية الامر ورغما عنها يتوهج قلبها بالامل ويحيى بداخلها مرة اخرى رغم كل ما قالته
بعد انتهاء العزاء وانصراف المعازين تجمع عدد من رجال الحارة المعرفون بعلو بشأنهم وهيبتهم وحكمة قرارتهم داخل صوان العزاء تتركز اعينهم على ذلك الجالس فوق مقعده يحاول رسم الطيبة والمسكنة فوق ملامحه يناقضها طابع ملابسه الغير ملائم لحدث ۏفاة شقيقته واهتمامه الزائد بمظهره حد المبالغة بقميصه الاحمر زاهى وقد ارتدى معه بنطال ناصع البياض وحول عنقه سلسال من الذهب يكمل بها مع الخاتم الموجود فى بنصره هيئته والتى لاتدل على سنوات عمره والتى تجاوزت الاربعين ببضع سنوات وهو يتحدث بصوت خفيض يتصنع الالم به
تبادل الرجال النظرات فيما بينهم ثم استقرت على من يعدونه كبيرهم فى انتظار كلمته ليزفر الحاج منصور الرفاعى بقوة قائلا بصوت جاد وحازم النبرات
يعنى يا مليجى هتتقى الله فيهم...واللى كان بيحصل ايام المرحومة مش هيحصل تانى
رفع مليجى رأسه سريعا يهتف بتأكيد ولهفة
طبعا يا حاج...دول بنات الغالية وفى عنيا...واى حاجة تحصل منى فى حقهم يبقى حسابى معاك..واللى تقوله ساعتها هيبقى سيف على رقبتى
لا يا عايق.....من هنا ورايح حسابك هيبقى معايا انا...وياويلك منى لو فكرت تزعل واحدة منهم
بعد مرور شهر على تلك الاحداث
وقفت سماح على باب غرفتهم تصرخ فى وجه شقيقتها الصغرى بغيظ
ما تخلصى يازفته... خلينا نخرج من هنا قبل ما خالك المعدول مايجى وينفض جيوبنا ونقضيها مشى زاى كل يوم
خلصت اهو... وبعدين مستعجلة على الغلب اووى ياختى
اقتربت سماح منها تمضغ علكتها ببطء قائلة
لا مش مستعجلة ولا نيلة... بس ڼار الشغل ولا جنته ياختى عاوزين نخلع قبل ما يجى.... ويلا اخلصى بقى خلينا.....
قطعت حديثها ترهف السمع حين تعالت اصوات رجالية حادة من الخارج لتهتف بحماس وسعادة وهى تسرع ناحية النافذة
الحقى خناقة فى الحارة... يا ترى مين كده على الصبح
فتحت النافذة تتطلع الى خارجها بفضول سرعان ما تحول الى ذهول وهى تهتف
الحقى يابت... ده المنيل خالك هو اللى پيتخانق مع المعلم ابراهيم
نفضت فرح رأسها بعدم اكتراث ثم انحنت تبحث عن حذائها اسفل الاريكة فتعال صوت سماح تهتف بفرحة مستمتعة
يااااختى..... ده صالح كمان دخل فيها... وجايب خالك من قفاه
فوقفت تتابع حديثه وحركاته بعيون منبهرة لامعة تنسى العالم وكل ما يحيط بها حتى نكزتها شقيقتها پعنف فى ذراعها تجز فوق اسنانها هامسة من بينهم بحنق محذرة
اتلمى... الحارة كلها واقفة تحت... حد ياخد باله منك يا حلوة
وانا عملت ايه دلوقت... مانا واقفة اتفرج زيى زيك اهو
الټفت سماح ناحية الخارج
متابعة القراءة