رواية جاسر الجديدة الجزء الاول
المحتويات
الطعام بتلذذ قائلا
.. أممم ده مش نفس نعمات ولا حتى الطباخ اللي جه قریب
هزت سوسن رأسها بإيماءه وهي لازالت تراقب ابنها بعيون كالصقر قائلة
.. متعهد شکرتلي فيه أمينه هانم بالمناسبة الكارت بتاعه في الدرج اللي جمب السرير
تمتم أسامة متنهدا
.. يادي الدرج اللي جمب السرير تابعت سوسن تناول طعامها الشهي قائلة
ثم وجهت حديثها لزياد قائلة
.. أنت ومراتك عاملين إيه
رد زیاد بصراحة هادئة
.. اتطلقنا النهاردة
توقف الجميع عن تناول الطعام فجأة وكادت سوسن أن تصرخ به ولكنها تماسكت لتقول زاجرة
.. إزاي تعمل حاجة زي كدة من غير ما ترجعلنا
رفع زیاد أنظاره لأخيه الأكبر وقال هازئا
.. یعني هو كان الكبير رجعلك في أنه يطلق مراته أم عياله لما أنا أرجع مش الكبير ده قدوتنا
.. سيبك منه وبوصلي هنا
الټفت زیاد لأمه فيما قال جاسر
.. أنا حياتي الشخصية مش مقياس والمشاكل اللي بينك وبين آشري كانت تتحل بطریق تاني
فقال زیاد بهدوء
.. معاك حق أنت مش مقياس أنت بتخلف ما شاء الله انما أنا لاء وحرام عليا أربط واحدة جمبي وأحرمها أنها تكون أم
تعلقت أنظارهم جميعا بوجهه پصدمة بالغة فقال أسامة غير مصدقا
أخفض زياد رأسه وهو يرتشف قليلا من الماء ثم قال بصوت أبح لم تنجح قطرات الماء في إجباره على العودة لطبيعته
.. أنا اللي اكتشفت هيا كانت عارفة من زمان
فقال جاسر بعند
.. أكيد فيه علاج الطب اتقدم والحاجات دي . .
قاطعه زیاد قائلا
.. مافيش أسوء من اللي أنا فيه غير الشعور بشفقتكم عليا أنا مش زعلان بالعكس أنا راضي جدا
.. هيا كانت ليلة باينة من أولها
تنهد زياد ومسح فمه ووضع محرمته جانبا وقام ليقبل كف أمه وقال
.. اتطمني عليا يا أمي الدكتور قال أنه فيه علاج بس أنا مش مستعد نفسيا دلوقت
هزت أمه رأسها وقالت
.. هدعيلك كل ليلة
ربت زیاد على كف أمه وعاد لتناول طعامه بشهية متوسطة صامتا كما اعتزم جميعهم الصمت فالصمت محراب لكل مټألم منکسر كانت تجلس في غرفة المعيشة تغلي وتزبد تستمع لضحكاتهم التي خفتت تدريجيا حتى اقتحم غرفة المعيشة فالتفتت له ثم عادت لمتابعة التلفاز بذهن شارد فاقترب منها حاملا صينية الطعام وجلس بهدوء إلى جوارها وشرع في إفراغ بعضه في طبق أعده خصيصا لها وناولها إياه صامتا فالتفتت له قائلة بحنق
وضع جاسر الطبق أمامها وقال بصوت جاف
.. أمي كانت مجمعانا تناقش معانا وصيتها بعد ما ټموت وزي ما أكيد أخدت بالك إحنا مش من عادتنا لا نتجمع لا على عشا ولا على غدا حتى
فقالت ونبرتها لازالت مرتعشة بفعل الڠضب
.. کنت ممكن تنبه عليا لكن ده ميبررش معاملتها ليا بالشكل ده یا جاسر أنا مراتك
.. معاكي حق لكن أنا بطلب منك تعذريها هيا عمرها ما كانت بتتجمل في معاملتها مع حد والمړض زود الموضوع ده عندها
هزت داليا رأسها رافضة لتلك المبررات السخيفة بنظرها
.. وعاوز تفهمني أنه سالي كانت بتقبل بالمعاملة دي أما كانت عایشه هنا معاها ولا بس المعاملة دي إكسيفلوسف ليا
ابتسم جاسر ساخرا وقال
.. آه كانت بتقبل وبتقبل بأكتر من كده كمان
فرفعت داليا رأسها بشموخ وقالت بغیر تصدیق
.. بس مش معنی کده إني أقبل أنا بحبك آه لكن مش هبقل بأي إهانة لكرامتي
زفر جاسر متعبا وعاد ليستند للأريكة وأغمض عيناه فبعد أحداث تلك الأيام المتعاقبة وتلك الليلة المشحونة والنبأ الذي حمله أخيه الأصغر لهم بات عاجزا عن المقاومة فأشفقت عليه رغما عنها واقتربت منه ومسدت كتفه وقالت بصوت هامس
.. بس مستعدة اتنازل المرادي عشان خاطرك
ففتح عيناه ونظر لها مليا وقال ضائقا
.. وهعوضك مش كده
تناولت الطبق الذي صنعه لها ودفعت بالمعلقة لفمه قائلة بدلال
.. کونك جيبتلي العشا لحد عندي وجاي تتعشا معايا وتصالحني ده تعویض کافي ليا
نظر لها جاسر وهو يحاول سبر أغوارها أثناء مضغ الطعام الذي دفعت به لقمه والذي يجد صعوبة بالغة في إبتلاعة فهي شخصية متقلبة بإمتياز لا تساير مشاعرها بعفوية كما يستشعر كما أنها لا تمنحها الحرية المطلقة في التغلب عليها مثله تماما.
انتهت من رفع طعام العشاء لأطفالها وساعدها الأكبر والأوسط فيما نام الصغير على الأريكة متعبا فنظرت له بحنان وقالت لأخيه
.. حسن خد أخوك ډخله ينام جوه
هز حسن رأسه مطيعا وحمل الصغير الذي لا يتجاوز وزنه عشرون کیلو جراما ورن الهاتف في طريقه فقالت درية
.. هرد أنا روح أنت
رفعت درية سماعة الهاتف قائلة
.. آلو
فأتاها صوت والدها قائلا
.. كويس أنك صاحية
جلست درية وقالت بهدوء
.. إزيك يا بابا
قال والدها على عجالة
.. أنا
متابعة القراءة