رواية كاملة مختلفة الفصول من الاول للخامس

موقع أيام نيوز

بكلماته التي تدغدغ مشاعرها وصارت تجلس كل يوم وتنتظر سماع عبارات الغزل من أحمد الذي أنقذها من مستنقع الاكتئاب الذي كادت تسقط به لو ظهوره في حياتها.
محاولات أحمد وإصراره على التواصل مع هبة جعلها مع مرور الوقت تخرج من عزلتها وتبدأ في الاكتراث لأمره وقد تطور الأمر سريعا إلى أن وقعت في حبه وصارت لا تستطيع أن تعيش من دونه.
بدأ العام الدراسي الجديد واستأنفت هبة الدراسة في الجامعة وظلت علاقتها بأحمد مستمرة بل وأصبحت أقوى فهي صارت تتحدث معه عدة مرات في اليوم وكل ذلك كان يتم بدون علم والدتها.
ابتسمت هبة بشدة وهي تجلس برفقة مروة في كافتيريا الجامعة وذلك بعدما قرأت الرسالة التي أرسلها أحمد قبل لحظات قليلة وكان محتوى هذه الرسالة هو جملة يعبر فيها أحمد عن حبه الشديد لها حيث قال
عشقك موشوم ومقترن بروحي وملامح وجهك محفورة في عقلي لأنني عشقتك وانتهى الأمر وصار مفتاح قلبي بين يديك يا أميرتي الجميلة لا أتخيل أن يمر يومي دون أن أستمع إلى صوتك الذي يطرب قلبي ويجعلني قادرا على استكمال يومي وأنا أشعر بالسعادة لأنك بقربي.
رأت مروة الابتسامة المرتسمة على وجه هبة وهي تنظر إلى هاتفها فعلمت أنها تلقت رسالة من أحمد وهذا الأمر جعلها تشعر بالقلق على صديقتها الوحيدة.
لم يعد بإمكان مروة أن تتحمل رؤية صديقتها الوحيدة وهي يتم خداعها بهذا الشكل ولهذا السبب قررت أن تصارحها بالحقيقة التي علمتها قبل فترة قصيرة ولكنها كتمتها في نفسها ولم تخبرها بالأمر حتى لا ټجرح مشاعرها.
حمحمت مروة قبل أن تبدأ حديثها بالجملة التي أثارت ڠضب هبة
هبة أنت مينفعش تكملي مع أحمد ولازم تسيبيه في أسرع وقت ممكن لأنه مش مناسب ليك وأنا بقول قدامك الكلام ده مش عشان غيرانة منك لا والله العظيم أنا بحبك وعايزة مصلحتك وأحمد هيدمر حياتك لو فضلت معاه.
تفاجأت هبة من حديث صديقتها الذي ضايقها ولكنها تمالكت أعصابها وسألتها بلهجة حادة تدل على شدة انزعاجها
إيه الكلام اللي بتقوليه ده يا مروة وليه بتقولي كده أصلا وأنت مش عارفة أي حاجة عن أحمد!
أجابتها مروة بصراحة ودون أي محاولة للمماطلة في الحديثة فهي تريد أن تنقذ رفيقتها حتى لو كان الثمن هو التسبب في حزنها لبعض الوقت
مين قالك أني معرفش أي حاجة عن أحمد! يكون في علمك هو يبقى ابن عم مالك أخو آية مرات ياسين أخو عمرو خطيبي وأنا شوفت صورته بالصدفة لما كانت بتفرجني على صور عيلتها وهي اتكلمت معايا عنه وقالت أن هو واحد مدمن وأن أهله حاولوا كتير يعالجوه بس هو رافض فكرة العلاج وكمان اټخانق كذا مرة مع أمه وسايب البيت ومش قاعد مع عيلته وبيشتغل صنايعي عشان يصرف على الحاجات اللي بيتعاطاها.
وكانت هذه هي أولى الصدمات القاسېة التي تلقتها هبة من ناحية أحمد ولم تكن الأخيرة فقد توالت الصدمات عليها واحدة تلو الأخرى في محاولة لتحذيرها مما هي مقبلة عليه وها هي تجني الآن ثمن عدم استماعها لصوت العقل الذي حذرها من الاستمرار في السير وراء نداء القلب الذي صور لها أنها ستحيى حياة وردية وسعيدة مع حبيبها أحمد.
ذهبت أماني والدة أحمد إلى المستشفى ودلفت إلى الغرفة التي يرقد بها ثم جلست أمام سريره وأمسكت كفه وربتت عليه قائلة بحزن
هتفضل لحد إمتى في الحالة دي يا أحمد قوم بقى يا ابني حرام عليك اللي بتعمله فيا ده مش كفاية عليا أني خسړت زياد أخوك زمان لما غرق مش هقدر أستحمل خسارتك أنت كمان.
أخذت اماني تبكي بحړقة شديدة فهي قد حملت أحمد ذنب غرق شقيقه وأصبحت تعامله بجفاء شديد إلى أن صار مدمنا وأهمل دراسته وتدمرت حياته وكل ذلك لأنها لم تتقبل فكرة مۏت زياد.
بدأ كل شيء ذات يوم عندما أنهى أحمد دراسته في الثانوية العامة وحصل على مجموع يؤهله للالتحاق بكلية الهندسة وخرج برفقة زياد شقيقه الأصغر حتى يحتفلان سويا بهذه المناسبة السعيدة.
قرر زياد أن يستأجر قارب لكي يبحرا به في مياه النيل وعلى الرغم من معارضة أحمد لهذه الفكرة لأنه ېخاف من مياه الأنهار والبحار إلا أنه استسلم أمام إلحاح شقيقه
تم نسخ الرابط