رواية التقت قلوبنا الفصول من الاول للسادس

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
تجلس في غرفتها تلتزم الصمت كعادتها والدموع فقط هي من تتحدث لقد تحولت إلى شبح لا حياة فيه وذبلت ملامحها وتحولت إلى شخص آخر كلما وقفت أمام المرآة ونظرت لنفسها لا تصدق أن هذه هي نفسها التي كانت عليها منذ عدة أشهر وبالتحديد منذ أن دلفت إلى عرينه لقد نسج خيوط الحب وزين لها فخ الاحلام الوردية وعندما سقطت في غايابات حبه المظلم كشف عن وجهه الحقيقي المخادع لقد حولها إلى حطام امرأة وتركها تعاني الويلات بمفردها يا ليتها ما كانت من الأساس هكذا تمنت بداخلها فهو أوصلها إلى مرحلة لا تستطيع أن تسترد فيها ذاتها .

وضعت يدها على بطنها المنتفخة قليلا وقد ازدادت دموعها هطولا على ذلك الجنين الذي سيخرج للنور في غضون شهور ووالده لا يعلم بوجوده من الأساس.
مسحت عبراتها سريعا حينما سمعت طرق الباب لتقول بصوت حاولت أن يكون طبيعي قدر المستطاع أدخل.
ولجت والدتها للداخل وهي تبتسم لها بخفوت جلست قبالتها ومسكت يدها قائلة إزيك يا تقى عاملة إيه دلوقتي 
أردفت بخفوت وبسمة هزيلة شقت وجهها الباهت كويسة يا ماما .
تنهدت بحزن قائلة مش باين يا قلب مامافيكي إيه يا تقى ريحي قلبي يا حبيبتي اتكلمي متوجعيش قلبي عليكي من وقت ما جيتي بعد سفر سفيان وأنت حالك غير اتبدل خالص مش تقى بنتي اللي أعرفها دة أنت حتى مش راضية تقوليله إنك حامل لحد دلوقتي وأنت أهو بادئة في الرابع حتى أهله ميعرفوش بالخبر دة في حاجة يا تقى قوليلي يا بنتي علشان أساعدك مالك 
وكأنها أعطت لها الضوء الأخضر وإشارة منها لتفرغ الأثقال والهموم التي بمثابة الجبال التي استقرت فوق صدرها فأثقلت ساعدها اڼفجرت باكية پعنف وهي تحتضن أمها والتي أصابها الخۏف من حالة ابنتها تلك أخذت تقرأ عليها بعض الآيات القرآنية حتى هدأت وأغلقت عينيها وغفت بين ذراعي أمها.
عدلتها فريدة لتنام براحة على الوسادة وقامت بتغطيتها وقد تصاعد القلق بشدة بداخلها وعزمت على معرفة ما تخفيه ابنتها ولتضع النقاط على الحروف قبلت جبينها بحنو ثم غلقت النور وغادرت الغرفة وهي تدعو الله لها بالصلاح وراحة البال.
يجلس طه بغرفته وهو شارد كعادته يتذكر ذلك اليوم الذي انقسم فيه فؤاده إلى نصفين . في ذلك اليوم الذي حكم عليه بالاعډام عندما سمعها تتحدث مع شقيقته صدفة وهي تفصح لها عن مدى حبها لابن خاله وليد والذي هو الآخر يبادلها نفس الشعور. وكم كانت سعيدة حينما أتى لخطبتها أما هو يشبه الحطب حينما تحرقه النيران لقد تحطمت هذه الأحلام التي بناها في مخيلته وهي ترافقه في كل خطوة طعڼة عميقة تلقاها منها وما عاد يعرف له طريق للشفاء من هذه الندوب شعر بالاختناق الشديد وكأنه يقوم أحد پخنقه خرج من غرفته وتوجه للأعلى مباشرة حيث غرفة الرسم جلس أمام أحد اللوحات يكمل رسمها بشرود .
في نفس الوقت جاء عدى ودلف ليجده على هذه الحالة ضم شفتيه بحزن على صديقه وابن خاله فهو يشعر بكم الألم الذي يعتريه ويعلم تمام العلم أنه لن يكون بمثابة الألم الذي يسكن في صدره رسم ابتسامة بسيطة وقال بمرح كي ينتشله من بئر الألم الذي يغرق فيه ها يا بيكاسو بترسم إيه المرة دي 
ولكن لا حياة لمن تنادي وكأنه انفصل عن العالم ونسج له واحدا خصيصا يسبح فيه بأفكاره وحده هزه من ذراعه لينتبه له الآخر فيردد إيه يا عم أنت مش سامعني !
هتف طه بجمود قولت ايه 
أردف عدي بهدوء وتعقل بقولك امتى هتفوق من الوهم دة وتفوق لحياتك 
رد عليه بصلابة دي حاجة متخصكش.
هتف بانفعال لا تخصني لما ألاقيك بتضيع نفسك كدة يبقى يخصني يا طه الدنيا مش هتقف عليها كفياك ضعف بقى .
صړخ بوجهه أخرس .
رد عليه بنفي لا مش هخرس أنت ضعيف مش قادر تواجه الحقيقة و ...
لم يكمل حديثه بسبب اللكمة القوية التي سددها له طه وهو يقول پعنف قولتلك أخرس أنت ما بتسمعش .
مسح خيط الډماء الذي سال من فمه ونظر له مرددا بعزم فوق بقى هتقعد تولول زي الستات بكرة تلاقي الاحسن منها متوقفش عليها .
صاح پجنون مش عاوز مش عاوز .
قال ذلك ثم أخذ يرمي كل ما تطوله يداه والآخر يتابع ثورته هذه فهو كالطائر الذي أصابه الإعياء جلس أخيرا بعد أن نفث عن موجة غضبه العارم وفعل عدي المثل إذ جلس بجانبه وهو يقول أنا مش زعلان منك ومقدر اللي أنت فيه كله مجرد وقت صدقني بس الأهم أنت لازم تحارب علشان ما تخسرش إياك تبقى غبي وتفكر في حد أنت مش في باله في ناس تستحق حبك دة وأنك تديلهم فرصة أقلع النضارة اللي عمياك دي وبص حواليك كويس هتعرف مين اللي بيحبك بجد يا طه . بقلم زكية محمد
نظر
 

تم نسخ الرابط